موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 35 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الدول والممالك الإسلامية
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مارس 16, 2005 4:04 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
الدول والممالك الإسلامية

الحمد لله الذى ملك رقاب العباد , فأحيا بقدرته أمما وممالك وأباد , فقال جلت قدرته {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ{6} إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ {7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ {8}
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ {9} وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ {10}
الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} فَصَبَّ
عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {13} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ {14}

والصلاة والسلام التامان الأكملان على سيد ومولانا رسول الله سيد الأكوان , وشفيع الخلق يوم المعاد .

وبعد .. فقد أخبر حضرة مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أحوال أمته بعدانتقاله للرفيق الأعلى ببشريته الطاهرة المباركة , وأنبأنا من علم الغيب الذى علمه ربه أن أمته سيكون الحكم فيها – كما ورد فى الحديث الشريف ( إن هذا الأمر بدأ رحمة ونبوة ثم يكون رحمة وخلافة ثم ملكا عضوضا كائنا وجبرية وفسادا في الأرض , يستحلون الحرير والخمور والفروج , يرزقون على ذلك وينصرون حتى يلقوا الله عز وجل )

ونحن الآن نستعرض دولة من دول الإسلام وهى الدولة العباسية , التى قامت على أنقاض الدولة الأموية .

وقبل سرد الأحداث , نذكر موجزا عن الدولة العباسية , ثم نشرع – بحول الله وقوته ومدد حضرة النبى صلى الله عليه وسلم – فى عرض الأحداث بشئ من الدقة لتتحقق العبرة , وتصحح المفاهيم .. والله المستعان .

(1) مقدمة إجمالية عن الدولة العباسية

مرت الدولة العباسية بعدة أدوار , وبداية ذلك منذ أن تولى العباسيون الخلافة الإسلامية (سنة ۱۳۲) حيث بويع لأولهم أبى العباس عبد الله السفاح بالكوفة واستمرت خلافتهم إلى (سنة ٦٥٦) حيث سقط عبدالله المستعصم قتيلاً بين يدى هولاكوخان المغولى من أعقاب جنكيز خان موحد التتر الخارج بهم إلى بلاد الإسلام .

ثم جاءت الرايات السود من المشرق – بهمة أبى مسلم الخراسانى - فأقعدت بنى العباس على عرش بنى أمية , وجاءت رايات التتر من المشرق فأزالت عرشهم من بغداد .
فمن الشرق أشرق كوكب سعدهم ومن الشرق ظهر نجم نحسهم .

وقد استمرت خلافتهم (٥۲٤ سنة ) استخلف فيها منهم ۳۷ خليفة .
فمتوسط ملك الخليفة منهم نحو (۱٤سنة)
وأكبر مدة قام فيها خليفة عباسى (٤٦ سنة)
وأقلها سنة فما دونها.

مكثت الدولة العباسية (۱٠٠سنة) لخلفائها الكلمة العليا والسيادة التامة على جميع العالم الإسلامى (ماعدا بلاد الأندلس)
يقولون فيسمع لهم ويأمرون فيأتمر الناس ولا يجسر أحد على مخالفتهم والوقوف فى وجه جنودهم إلا منافسيهم فى القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم :

بنو عمهم من اَل أبى طالب , وبعض الخوارج الذين كانت تخبو نارهم حيناً وتلمع ثم تجئ القوة العباسية الهائلة على ذلك بسرعة.

وقام فى هذا العصر من العباسيين ثمانية خلفاء وهم :
السفاح , والمنصور , والمهدى , والرشيد , والأمين , والمأمون , والمعتصم , والواثق .
متوسط خلافة الواحد منهم اثنتا عشرة سنة ونصف ( 12سنة )
وينتهى هذا الدور بوفاة الواثق (سنة ٢٢٢).

ونتابع مع الأحباب فى المشاركة القادمة بمشيئة الله بقية الأدوار التى مرت بها الدولة العباسية .

وصل اللهم يارب وسلم على حضرة النبى وآله , وعظم وشرف وكرم .
[/size]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 17, 2005 6:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام التامان الأكملان على سيدنا ومولانا رسول الله سيد الأكوان , وشفيع الخلق يوم المعاد .

نتابع – بحول الله تعالى – ذكر مسيرة دولة من دول الإسلام , وهى الدولة العباسية , ونتحدث عن دور آخر من أدوار قيامها .

فقد جاء بعد ذلك قرن اَخر من ( سنة ٢٢٢ إلى ٣٣٤) أخذت الدولة فى النزول شيئاً فشيئاً , وضعفت تلك المكانة التى كانت لهم فى نفس الأمم الإسلامية , واجترأ الأمراء بالأطراف على الاستقلال , وصار أمر العباسيين يضمحل حتى لم يبق بيدهم إلا العراق وفارس والأهواز وهذه مملوءة بالاضطراب والفتن , واَل الأمر إلى أن يتولى بغداد مملوك تركى أوديلمى يطلق عليه ( أمير الأمراء ) له النفوذ التام والسلطان المطلق والولاية العامة , وليس للخلافة من الأمر شئ.

قام فى هذا العصر اثنا عشرة خليفة وهم :
المتوكل , والمنتصر , والمستعين , والمعتز , والمهتدى , والمعتمد , والمعتضد , والمكتفى والمقتدر , والقاهر , والمتقى , والمستكفى - الذى ملك بنو بويه فى اَخر عهده - .

ومتوسط خلافة الواحد منهم ثمانى سنوات ونصف ( 8سنوات ونصف )
ولم يمت منهم موتاً هادئاً إلا أربعة , والباقون خرجوا من الخلافة بين قتيل ومخلوع .

وكان استيلاء بنى بويه على بغداد (سنة ٣٣٤).

ثم جاء بعد ذلك دور ثالث من ( سنة ٣٣٤ إلى ٤٤٧) ليس للخليفة فيه إلا اسم الخلافة , والسلطان الفعلى لأمة فارسية هى ( الأمة الديلمية ) التى يمثلها السلطان من نبى بويه يقيم ببغداد , فصار الخليفة كأنه موظف لهم يتناول منهم مايقوم بأوده وليس له تصرف ولانفوذ .

يؤتمر فيأتمر ويفعل مايراد منه لا مايريد , وليس له على أنفس المالكين شئ من السلطان الدينى لمباينتهم له فى العقيدة , فقد كانوا – أى الديلم _ شيعة غلاة .

وإنما رضوا ببقاء الخليفة العباسى ليكون أمره عليهم هينا ,ً يبقونه متى رأوا فى بقائه خيراً لهم , ويعزلونه أو يقتلونه متى رأوا فى ذلك مصلحتهم .

وقد قام فى هذا الدور المستكفى, والمطيع , والطائع , والقادر , والقائم .

ومتوسط مدة الخليفة منهم (۲۲ سنة ونصف)

والقائم هو حلقة الاتصال بين هذا الدور والذى يليه , والثلاثة الأولون من خلفاء هذا الدور خلعهم بنو بويه .

ونستكمل مع الأحباب فى المشاركة القادمة بمشيئة الله بقية الأدوار التى مرت بها الدولة العباسية .

وصل اللهم يارب وسلم على حضرة النبى وآله , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 20, 2005 10:55 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام التامان الأكملان على سيدنا ومولانا رسول الله سيد الأكوان , وشفيع الخلق يوم المعاد .

نستكمل مع الأحباب فى هذه المشاركة بمشيئة الله بقية الأدوار التى مرت بها الدولة العباسية . . فنقول :

جاء بعد ذلك دور اَخر من (سنة ٤٤٧) إلى (سنة ٥٩٠) انتقل السلطان الفعلى فيه إلى أمة تركية ( يمثلها سلطان من اَل سلجوق يقيم ببلاد الجبل لا فى بغداد ) .

وكان بنو العباس مع هذه الدولة أحسن حالاً منهم مع بنى بويه , فإن هؤلاء كانوا يحترمون الخلفاء تديناً وكانوا يبدون لهم من مظاهر التعظيم والإجلال مايقضى به منصبهم الدينى.

وقد ولى فى هذا الدور :
المقتدى , والمستظهر , والمسترشد , والراشد , والمقتفى , والمستنجد , والمستضئ .
ومتوسط خلافة الواحد منهم نحو عشرين سنة ونصف .

ولم يكن الخلفاء فى هذه المدة على حال واحد فإنهم من عهد المسترشد شرعوا يستردون شيئاً من نفوذهم الفعلى فى بغداد والعراق .

والذى ساعدهم على ذلك بعد اَل سلجوق عنهم , وتفرقهم , ووقوع الحرب بينهم .
وقد تم استبدادهم بأمر العراق فى عهد المقتفى .

وانقضت دولة السلاجقة (سنة ٤٩٠) على يد خوارزمشاه ونفوذهم فى العراق قد اضمحل تماماً.

مكث العباسيون بعد سقوط الدولة السلجوقية (٦٦ سنة) لم يكونوا فيها تحت سلطان أحد بل كانوا مستقلين بملك العراق إلى أن قام المغول والتتر بحركتهم التى ابتدأت بأقصى تركستان وعصفت ريحهم على البلاد الإسلامية فأخذت أنفاس الدولة العباسية وأزالتها من بغداد على يد هولاكو حفيد جنكيز خان(سنة ٦٥٦).

فللدولة العباسية أدوار :

(۱٠٠ سنة) عصر القوة والعمل من ۱٣٢ - ۲٣۲
(۱٠۲ سنة) عصر استبداد المماليك الأتراك من ٢٣٢ – ٣٣٤
(۱۱٣ سنة) عصر استبداد الملوك من اَل بويه من ٣٣٤ – ٤٤٧
(۸۳ سنة) عصر استبداد الملوك من اَل سلجوق من ٤٤٧ – ٥۳٠
(۱٢٦ سنة) عصر استعادة العباسيين شيئاً من نفوذهم
السياسى مع تغلب القواد من ٥۳٠ – ٦٥٦

وسنذكر فى المشاركة القادمة – إن شاء الله تعالى – نبذة سريعة عن ملوك الدولة العباسية .. والله المستعان .

وصل اللهم يارب وسلم على حضرة النبى وآله , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 22, 2005 11:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على زين الوجود , وحبيب الودود , سيدنا ومولانا رسول الله صاحب الحوض المورود , وآله ذوى العطاء والجود .. أما بعد

نتابع مع الأحباب الكرام ذكر نبذة سريعة عن الخلفاء العباسيين :

وهم على قسمين قسم منهم الخلفاء الذين سكنوا بغداد .

وقسم آخر الخلفاء الذين سكنوا مصر بعد خراب بغداد .

- فأول الخلفاء من بنى العباسى أمير المؤمنين السفاح وهو عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم .

بويع له بالخلافة بالكوفة فى رابع عشر ربيع الأول سنة مائة واثنتين وثلاثين .

وكان بنو العباس السفاح وأخوه المنصور مختفين فى الكوفة فى منزل أبى سلمة الخلال إلى أن قويت شوكتهم فخرجوا من السرداب الذى كانوا فيه .

ثم فى سنة أربع وثلاثين من خلافته انتقل إلى الأنبار فجعلها دار خلافته ، وأقام خليفة أربع سنوات وتسعة أشهر ، ثم توفى يوم الأحد ثالث عشر ذى الحجة الحرام سنة ست وثلاثين ومائة هٍٍٍِِِـ / 754م ودفن بالأنبار العتيقة .

- ثم تولى أخوه أبو جعفر المنصور عبد الله بن محمد .

بويع له بالخلافة بعد موت أخيه ، وهو الذى قتل أبا مسلم وضرب أبا حنيفة على القضاء ثم سجنه فمات بعد أيام , وقيل أنه سقاه سما لكونه أفتى بالخروج عليه .

وفى سنة مائة وتسع وأربعين هـ / 766م فرغ المنصور من بناء بغداد .

وفى سنة ثمان وخمسين زاد فى توسيع المسجد الحرام ، وعمر مسجد الخيف بمنى , ورخم الحجر وهو أول من رخمه .

ولما عزم على الحج ركب من بير ميمونة فلما كان بين الحجونين سقط عن فرسه فاندقت عنقه فى سابع ذى الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة هـ / 775م وهناك دفن

وكانت مدة الخلافة اثنين وعشرين سنة .

- ثم تولى بعده محمد المهدى بن المنصور

بويع له بالخلافة ببغداد بعد وفاة أبيه ( وزاد ) فى أيام خلافته فى الحرم من الجانب الشامى واليمانى .

توفى بقربة ما سندان ثانى عشر المحرم سنة تسع وستين مائة هـ / 785م وكانت مدة خلافته عشر سنين وشهرا ودفن بالقرية تحت شجرة جوز .

- وتولى الخلافة بعده موسى الهادى بن محمد المهدى .

بويع له بالخلافة بعد موت أبيه , وكان بجرجان , ثم قدم بغداد , وتوفى بها رابع عشر ربيع الأول سنة مائة وسبعين هـ/ 786م .
ومدة خلافته سنة وخمس وأربعون يوما .

- ثم تولى بعده أخوه هارون الرشيد ابن محمد المهدى .

بويع له بالخلافة بعد موت أخيه الهادى , فأقام فى الخلافة ثلاثا وعشرين سنة وشهرين .
مات فى الغزو بطوس ودفن بها فى ثالث جمادى الآخر سنة ثلاث وتسعين ومائة هـ/ 807م .

ونتابع فى المشاركة القادمة بمشيئة الله .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 24, 2005 8:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على خيرة خلقه ومصطفاه , سيدنا ومولانا صاحب المقام والجاه , حضرة رسول الله , وآله ومن والاه .

مازلنا فى عرضنا لخلفاء الدولة العباسية .

فبعد انقضاء ولايته هارون الرشيد .
- فتولى الخلافة محمد الأمين بن الرشيد .
بويع له بالخلافة يوم مات أبوه , فأقام خليفة أربع سنوات وثمانية أشهر وقتل فى المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة هـ / 813م .

- فتولى الخلافة بعده عبد الله المأمون ابن الرشيد .
بويع له بالخلافة بعد قتل أخيه الأمين ، وفى سنة اثنتى عشرة ومائتين أظهر القول بخلق القرآن .
وتوفى ثامن عشر رجب الحرام سنة مائتين وثمانية عشر هـ / 833م .
ومدة خلافته عشرون سنة وخمسة أشهر وإحدى وعشرون يومًا .

- فتولى الخلافة بعده أخوه محمد المعتصم بالله أبو إسحاق إبراهيم بن الرشيد .
بويع له بالخلافة يوم وفاة أخيه المأمون وهو الذى ضرب الإمام أحمد بن حنبل على القول بخلق القرآن .
وأقام خليفة ثمان سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام وتوفى ثانى عشر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين هـ / 841م .

- فتولى الخلافة الواثق بالله هارون ابن المعتصم .
فأقام خليفة خمس سنوات وتسعة أشهر ومات فى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين هـ / 846م .

- فتولى الخلافة بعده المتوكل على الله جعفر بن المعتصم بن هارون .
بويع له بالخلافة بعد موت أخيه الواثق فأقام خليفة أربع عشرة سنة وعشرة أشهر .
وقتله الأتراك بتواطىء ابنه المنتصر سنة سبع وأربعين ومائتين هـ / 861م .
وفى أيامه توفى الإمام أحمد بن حنبل .

- وتولى بعده المنتصر بالله محمد بن المتوكل جعفر بن المعتصم . بويع بالخلافة صبيحة الليلة التى قتل فيها أبوه , فأقام خليفة ستة أشهر وتوفى عاشر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائتين هـ / 862م .

- فتولى الخلافة بعده عمه المستعين بالله أحمد بن محمد بن المعتصم .
ولم يكن أبوه خليفة ، بويع بالخلافة سنة ثمان وأربعين ومائتين فاستمر خليفة سنتين وتسعة أشهر إلى أن قتل أوائل رمضان سنة إحدى وخمسين ومائتين هـ / 865م .

- ثم تولى بعده المعتز بالله محمد بن المتوكل جعفر .
بويع بالخلافة يوم خلع المستعين بالله فأقام خليفة أربع سنين وستة أشهر ونصف ، ثم خلع وقتل فى شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين هـ / 868م .

- ثم تولى بعده المهتدى بالله محمد بن الواثق بالله هارون .
بويع بالخلافة يوم خلع ابن عمه المعتز ، وكان صالحا زاهدا صائما قائما متواضعا ، وفى أيامه أبطل المكوس والمحرمات ، بويع بالخلافة فى شهر رجب الحرام فأقام فيها سنة واحدة ثم قتله الأتراك فى أواسط شهر رجب سنة ست وخمسين ومائتين هـ / 869م ودفن بسر من رأى .

- ثم تولى بعده المعتمد على الله أحمد بن المتوكل جعفر .
بويع الخلافة يوم قتل ابن عمه المهتدى بالله ، وكانت فى أيامه وقائع عظيمة .وفى خلافته توفى الإمام محمد بن إسماعيل البخارى صاحب الجامع الصحيح فى الحديث ، فأقام فى الخلافة ثلاث وعشرين سنة ومات فى شوال سنة تسع وسبعين ومائتين هـ / 892م .

- فتولى بعده المعتضد بالله أحمد بن طلحة بن جعفر المتوكل ، بويع بالخلافة يوم مات المعتمد .
وهو الذى هدم دار الندوة وأدخلها فى المسجد الحرام ، وأمطرت السماء بالبصرة بردا زنة الواحدة مائة وخمسون درهما .

وفى أيامه توفى الشيخ الزاهد سهل بن عبد الله التسترى .
وأقام المعتضد خليفة تسع وسنين وتسعة أشهر إلى أن توفى لسبع بقين من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين هـ / 901م .

ونستكمل فى المشاركة القادمة بحول الله وقوته .

وصل اللهم وسلم وبارك على حضرة النبى وآله , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 29, 2005 1:17 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله ومن والاه .

وبعد ... نستكمل سرد ملوك بنى العباس .. فنقول :

- ثم تولى بعد ذلك المكتفى بالله على بن أحمد المعتضد بن طلحة.
بويع بالخليفة بعد موت أبيه ، فأقام الخلافة سنتين وثمانية أشهر ، وتوفى فى بغداد سنة اثنين وتسعين ومائتين هـ / 905م .

- فتولى الخلافة بعده المقتدر بالله جعفر بن المعتضد .
بويع له بالخلافة يوم قتل أخوه وله من العمر ثلاث عشرة سنة .

وفى أيامه قتل منصور الحلاج سنة خمس وثلثمائة هـ / 917م .

وفى أيامه توفى الجنيد البغدادى شيخ الصوفية .

وفى سنة خمس عشرة وثلاثمائة هـ / 927م دخل القرمطى مكة فى يوم التروية , فقتل الحجيج فى المسجد الحرام , وطرح القتلى فى بئر زمزم , وضرب الحجر الأسود بدبوس فكسره ثم اقتلعه بعد العصر يوم الاثنين رابع شهر ذى الحجة الحرام سنة ثلاثمائة وخمس عشرة , فبقى عندهم أكثر من عشرين سنة , ثم دفع لهم المسلمون فيه خمسين ألف دينار فأبوا ، ثم ردوه فى خلافة المطيع .

وفى ثلث السنة دخلت الروم دمياط , وأسروا أهلها , وضربوا الناقوس فى جامعها .

وفى سنة ثلاثمائة وعشرين ركب مؤنس على الخليفة وكان معظم جنده البربر فلما التقى الجمعان رمى بربرى الخليفة بحربة فسقط منها على جواده فذبحه وسلبه ما كان عليه وتركه مكشوف العورة ورفع رأسه على رمح .

ثم ستروا عورة الخليفة بالحشيش ودفنوه فى مكانه وذلك يوم الأربعاء سابع عشرى شوال من السنة ، وأحرق قاتله .

وكانت خلافته خمسا وعشرين سنة .

- ثم تولى الخلافة القاهر بالله محمد بن المعتضد .
بويع له بالخلافة يوم قتل أخوه بغداد فى ثامن عشر شوال سنة ثلاثمائة وعشرين هـ / 932م .

وكان ظالما غشوما ، وفى أيامه تولى الوزارة ابن مقلة الذى عرب الخط الكوفى ، وإليه ينسب الخط الكوفى وإليه ينسب الخط العربى المشهور الآن رحمة الله تعالى .

واستمر سنة ونصف وثمانية أيام , وسملت عيناه فى شهر جمادى الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة هـ/ 933م .

- وتولى بعده الراضى بالله محمد بن جعفر المقتدر بالله .
بويع بالخلافة يوم خلع عمه القاهر ، وفى أيامه اختل أمر الخلافة ، والصحيح أن الذى قطع يد ابن مقلة ولسانه هو الخليفة الراضى بالله .

واستمر خليفة إلى أن توفى ليلة السبت خامس عشر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وثلثمائة هـ / 937م ودفن بالرصافة .
ومدة خلافته ست سنوات وعشرة أشهر .

- ثم ولى الخلافة بعد المتقى لله إبراهيم المقتدر .
بويع له بالخلافة يوم موت أخيه الراضى , ثم استمر سنة تسع وعشرين وثلثمائة ، وسمل عينيه وسجنه ، فلم يزل مسجونا خمسا وعشرين سنة .

- فتولى بعده الخلافة المستكفى بالله عبد الله بن المكتفى .
بويع بالخلافة يوم خلع ابن عمه المتقى فأقام خليفة سنة وأربعة أشهر , ثم خلع وسملت عيناه فى ثانى عشر جمادى الآخرة سنة إحدى ثلاثين وثلاثمائة هـ / 943م .

فاجتمع فى تاريخه ثلاثة من الخلفاء العميان ببغداد .

- ثم تولى الخلافة بعده المطيع لله أبو الفضل القاسم بن المقتدر .
بويع له بالخلافة يوم خلع ابن عمه المستكفى ، وكان تدبير ملكه فى يد معز الدولة بن بويه , فقرر للخليفة فى كل يوم مائة دينار لمطبِخه ونفقته واستولى هو على الخزائن .

وفى سنة تسع وعشرين وثلاثمائه أعيد الحجر الأسود إلى مكانه .

وفى أيامه حصل ببغداد غلاء عظيم يعد من النقم بحيث أبيع العقار ببغداد برغيفين خبز .

وفى سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائه هـ/ 945 م زلزلت مصر زلزلة عطيمة دامت ثلاث ساعات وهدمت كثيرًا من البيوت حتى ابتهل الناس إلى الله بالدعاء .

وفى سنة ست وثلاثين وثلثمائه نقص البحر الملح ثمانين ذراعًا فظهرت فيه جبال جزائر وأشياء لم تعهد .

وخسف ببلد بالطائف بأهلها ولم ينج منهم الا نحو ثلاثين رجلاً .

وخسف بمائة وخمسين قرية من قرى الرى , واتصل الأمر إلى حلوان وخسف بأكثرهم ، وقذفت الأرض , وظهر فى موضع الخسف مياه منتنة ودخان عظيم ، كذا نقله ابن الجوزى فى كتابة الشذور .

وهذا الخليفة أول من أظهر مأتم الإمام الحسين فى يوم عاشوراء .

وقفل الأسواق وعلق عليها المسوح .

وأخرج النساء منشورات الشعور يلطمن خدودهن فى الشوارع .

ويقمن المآتم على الحسين .

وذلك فى سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة .
واستمر فى الخلافة تسعا وعشرين سنة وأربعة أشهر إلى خلع سنة إحدى وستين وثلثمائة هـ/ 972م .

وفرغ عن الخلافة لولده ، ثم توفى المطيع بدير العاقول بعد خلعه بشهرين .

وصل اللهم وسلم على حضرة النبى وآله , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 31, 2005 10:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , صاحب الهدى القويم , والصراط المستقيم , وعلى آله الطيبين الطاهرين

نتابع الحديث عن ملوك الدولة العباسية .. فنقول :

ثم تولى الخلافة بعد ذلك الطائع لله عبد الكريم بن المطيع
بويع له يوم خلع أبوه نفسه ، وفى أيامه قطعت خطبة بنى العباس من الحرمين الشريفين , وأقيمت الخطبة للمعز الفاطمى العبيدى صاحب مصر والمغرب .

واستولى عضد الدولة بن بويه على بغداد وخلع عليه الخليفة , وكان التصريف له ولأولاده ، ولما قضى الأمر إلى صمصام الدولة ثم إلى أخيه بهاء الدولة وضياء الملة تقدم رجال أصحابه إلى الخليفة فجذبوه من على السرير وتكاثر عليه الديلم فلفوه فى كساء ونهبوا دار الخلافة فخلع الطائع نفسه وذلك فى شعبان سنة إحدى وثمانين وثلثمائة هـ / 991م وأقام مخلوعا إلى أن توفى سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة .
فكانت مدة خلافته تسع عشرة سنة وتسعة أشهر .

ثم تولى الخلافة بعده القادر بالله أحمد بن إسحاق بن جعفر المقتدر بالله .
خلع عمه الطائع سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة , ولم يزل فى الخلافة إلى أن توفى فى ذى القعدة سنة اثنين وعشرين وأربعمائة هـ / 1031م .
فكانت مدة خلافته إحدى وأربعين سنة وثلاثة شهور .

ثم تولى بعده القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله .
بويع له يوم موت أبيه ، وفى أيامه كان ابتداء ظهور الدولة السلجوفية وانقراض دولة بنى بويه ، وفى سنة إحدى وستين وأربعمائة احترق الجامع الأموى بدمشق وزالت محاسنه .
وفى أيامه توفى الرئيس أبو على بن سينا ، وتوفى الخليفة القائم سنة سبع وستين وأربعمائة هـ / 1075م .
فكانت مدة خلافته خمسا وأربعين سنة .

ثم ولى الخلافة بعده حفيده المقتدى بالله عبد الله بن محمد بن القائم بأمر الله .
بويع له بالخلافة يوم مات جده القائم بأمر الله فأقام خليفة سبع عشرة سنة وثمانية أشهر إلى أن توفى سنة سبع وثمانين وأربعمائة هـ / 1094م .

فتولى الخلافة المستظهر بالله أحمد بن عبد الله المقتدى .
بويع له بالخلافة يوم مات أبوه ، وفى أيامه أخذت الفرنج بيت المقدس بعد أن حاصروا أهله شهرًا ونصف شهر , وقتلوا من أهله أكثر من سبعين ألفا وهدموا المشاهد , وجعلوا اليهود فى كنيستهم ثم أحرقوها عليهم ، واختلف الملوك فتمكنت الإفرنج من الشام .
وذلك فى سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة هـ / 1099م .

ثم توفى الخليفة فى سنة ست عشرة وخمسمائة هـ / 1122م ومدة خلافته خمس وعشرون سنة .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 07, 2005 12:16 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , صاحب الهدى القويم , والصراط المستقيم , وعلى آله الطيبين الطاهرين

- ثم تولى الخلافة المسترشد بالله فضل بن أحمد المستظهر .
بويع له بالخلافة يوم موت والده ، وخرج عليه السلطان مسعود ووقع بينهما مقتلة عظيمة آنت إلى أن ظفر الخليفة وقتله عام سبع وعشرين وخمسمائة هـ / 1133م
فكانت مدة خلافته سبع عشرة سنة خمسة شهور .

- ثم تولى الخلافة بعده الراشد بالله منصور بن المسترشد .
بويع له بالخلافة يوم وفاة أبيه ، ومن الحوادث فى أيامه أنه ارتفع سحاب وأمطر بلد الموصل نارًا فاحترقت أكثر أماكنها ، وظهر ببغداد عقارب طيارة لها شوكتان فقتلت جماعة كثير من الصبيان .

وفى ذى الحجة قصد الملك مسعود قتال الخليفة فدخل بغداد وأعانه أهلها وأفتى قاضى القضاة المالكية بخلع الخليفة لأمور قبيحة ظهرت منه شهد بها جماعة من أهل بغداد فخلعوه فى رابع عشر ذى القعدة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة هـ / 1134م .

وكان الراشد قد هرب إلى أصفهان فحاصرها وتمرض هناك فوثب عليه جماعة من الفداوية فقتلوه .
وكانت مدة خلافته إلى أن خلع سنة واحدة إلا أياما .

- وتولى الخلافة المقتضى لأمر الله محمد بن المستظهر بالله .
بويع له يوم خلع أخيه ، وفى أيامه أمطرت السماء دما فى أرض اليمن صارت الأرض منه موسومة بالدم ، وبقى الدم فى ثياب الناس ، وحدثت فى أيامه عجائب كثيرة سماوية .
وأقام فى الخلافة ثلاثا وعشرين سنة .

ومات فى أيامه الزمخشرى صاحب الكشاف ، وفى أيامه عادت بغداد والعراق إلى يد الخليفة لأن الحكم كان للملوك المتغلبين وليس للخليفة معهم إلا الاسم .

- ثم تولى الخلافة المستنجد بالله يوسف بن المقتضى محمد ، بويع له بالخلافة يوم موت أبيه فأقام خليفة أحد عشر سنة وأياما ثم توفى عام اثنين وستين وخمسمائة .

ومات فى زمنه القطب الربانى سيدى عبد القادر الكيلانى أعاد الله علينا من بركاته ورضى عنه .

- ثم ولى الخلافة المستضئ بأمر الله حسن بن المستنجد .
بويع بالخلافة يوم مات أبوه ، وفى أيامه عادت الخطبة بمصر لبنى العباس بعد انقطاعها مائتين وخمس عشرة سنة .

وفى أيامه انقرضت دولة بنى عبيد من مصر وضربت السكلة على اسم المستضئ .
وتوفى سنة خمس وسبعين وخمسمائة فكانت خلافته تسع سنوات ونصف ،


- ثم ولى الخلافة بعده الناصر لدين الله أحمد بن المستضئ .
بويع له بالخلافة يوم موت أبيه فأقام خليفة سبعا وأربعين سنة وتوفى سنة 622ه‍ـ/ 1225م .

وفى أيامه قتل الشهاب السهر وردى بحلب ، واستخلص صلاح الدين بن أيوب القدس الشريف وبلاد الساحل من الفرنج .

- ثم ولى الخلافة الظاهر بأمر الله محمد بن الناصر ، بويع له بالخلافة عند موت أبيه فأقام فى الخلافة تسعة أشهر وتوفى سنة ثلاث عشرين وستمائة .

- فتولى الخلافة المستنصر بالله منصور من الظاهر .
بويع له بالخلافة بعد موت أبيه ، فأقام خليفة سبع عشرة سنة ، وتوفى سنة أربعين وستمائة .

وفى أيامه توفى سيدى عمر بن الفارض سنة ثلاث وثلاثين وستمائة , والشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى سنة ثمانى وثلاثين وستمائة .

- وتولى الخلافة المستعصم بالله عبد الله بن المستنصر ، بويع له بالخلافة يوم موت أبيه وهو آخر الخلفاء العباسيين ببغداد والعراق لأن التتار لما ملكوا بغداد وأبادها أهلها قتلوا الخليفة وأولاده وأخذوا القضيب والبردة فأحرقوهما بالنار وذلك رابع عشر صفر سنة 656هـ / 1258م .

فانقرضت الدولة العباسية من بغداد وانتقلت الخلافة إلى مصر .

وكان قتل الخليفة سنة ست ، وخمسين وستمائة ومدة خلافته خمس عشرة سنة وتسعة أشهر ، وفى أيامه مات ابن الحاجب صاحب الكافية والشيخ أبو الحسن الشاذلى شيخ الطريقة الشاذلية وياقوت المستعصمى صاحب الخط ومدة خلافتهم ببغداد خاصة أربع وعشرون وخمسمائة سنة رحمهم الله تعالى .


وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 07, 2005 3:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , صاحب الهدى القويم , والصراط المستقيم , وعلى آله الطيبين الطاهرين

وبعد .. فتلك مرحلة جديدة من مراحل الدولة العباسية , حيث انتقل حكمهم من بغداد إلى مصر المحروسة , وها نحن نذكر تلك المرحلة بشئ من السرد السريع .

ذكر الخلفاء العباسيين المصريين

لما قتل التتار الخليفة أقامت الدنيا بلا خليفة ثلاث سنين ونصف ، ثم أقيمت بمصر .

- وأول من بويع بالخلافة منهم المستنصر بالله أبو القاسم ابن الظاهر بالله أبى نصر محمد بن الناصر لدين الله أحمد .
كان المستنصر يوم قتل الخليفة المستعصم محبوسًا ، فلما قتل الخليفة هرب المذكور إلى عرب العراق وحضر إلى مصر وأثبت نسبه على يد القاضى فبايعه الظاهر بيبرس بالخلافة ثم قاضى القضاة تاج الدين بن بنت الأعز ثم الأمراء على مراتبهم .

ثم إن الظاهر بيبرس جهزه إلى العراق مع جماعة من الأمراء فقتله التتار وقيل هرب ولم يعلم له خير , وذلك سنة ستين وستمائة هـ / 1262 م .
فكانت خلافته ستة أشهر .

- فبويع بالخلافة الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن أبى على الحسن بن المسترشد ، كان اختفى أيام أخذت التتار بغداد ، ودخل مصر بعد موت المستنصر فبايعه السلطان فأقام خليفة نيفا وأربعين سنة , وأسكنه الظاهر بالبرج الكبير بالقلعة وتوفى سنة إحدى وسبعمائة هـ / 1302 م .

- فتولى الخلافة المستكفى بالله أبو الربيع سليمان .
بويع بالخلافة بعد أبيه سنة إحدى وسبعمائة , ثم نفاه السلطان هو وأولاده إلى قوص فأقام بها إلى أن مات فى شعبان سنة أربعين وسبعمائة هـ / 1340م

- فتولى الخلافة الواثق بالله إبراهيم بن محمد بن الحاكم بأمر الله , ثم عزله لما ظهر له استحقاق غيره بالعهد وذلك فى سنة اثنين وأربعين وسبعمائة هـ / 1341 م

- وولى ولى العهد الحاكم بأمر الله أحمد بن المستكفى فأقام خليفة إلى أن مات بالطاعون سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة هـ / 1352 م .

- فاستخلف المعتضد بالله أبو الفتح أبو بكر بن المستكفى ، بويع له يوم موت أخيه 753هـ , فاستمر فيها إلى أن مات سنة ثلاث وستين وسبعمائة هـ / 1362م .

- فتولى الخلافة بعده المتوكل على الله أبو عبد الله محمد .
فأقام خليفة خمسًا وأربعين سنة إلى أن مات فى رجب سنة ثمانى وثمانمائة هـ/ 1405م .

- وتولى بعده الواثق بالله عمر بن إبراهيم بن المستمسك بن الحاكم بويع بالخلافة بعد موت المتوكل , ثم خلع ومات فى شوال سنة ثمانين وسبعمائة هـ / 1389م .

- ثم تولى الخلافة المستعين بالله أبو الفضل ابن المتوكل بعهد أبيه له فى سنة ثمانى وثمانمائة بعد موت المتوكل , فتولى المستعين السلطنة مضافة إلى الخلافة .

ثم أخذ السلطنة منه المؤيد وخلعه ، ونفاه إلى الإسكندرية سنة 816هـ/ 1413م ، فأقام بها إلى أن مان بالطاعون سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة 1429م

- وتولى المعتضد أبو الفتح داود بن المتوكل ولى الخلافة بعد خلع أخيه سنة 816هـ / 1413م ، عشرة وثمانمائة ، ومات سنة خمس وأربعين وثمانمائة هـ / 1441م .

- فاستخلف المستكفى بالله أبو الربيع بعد أخيه ، وكان صالحًا دينا ورعًا فأقام خليفة إلى أن مات سنة أربع وخمسين ، وثمانمائة هـ / 1450 م.

- فاستخلف أخوه القائم بأمر الله أبو البقاء حمزة بن المتوكل ، بويع بعد موت أخيه , ثم خلع سنة تسع وخمسين وثمانمائة هـ / 1455م واستقل بالإسكندرية إلى أن مات .

- وتولى الخلافة بعد خلع القائم المستنجد بالله أبو المحاسن يوسف بن المتوكل , فاستمر خليفة إلى أن مات سلخ المحرم سنة ثلاث وتسعمائة هـ / 1497م .

- فتولى الخلافة المستمسك بالله يعقوب , فاستمر خليفة إلى أن ملك السلطان سليم خان الديار المصرية فأخذ العباسيين صحبته إلى بلاد الروم .

وإلى هنا انقضت الدولة العباسية من مصر والعراق ، وعدد الخلفاء ببغداد سبع وثلاثون (37) خليفة , وعدد الخلفاء منهم بمصر خمس عشرة (15) خليفة .

ومدة خلافتهم بمصر خمس وخمسون ومائتا سنة (255) .

فسبحان من لا يزول ملكه ولا يبيد سلطانه ولا إله غيره .

وبعد ذلك السرد السريع نعود بالأحباب إلى بدايات الدولة العباسية بشئ من التتبع التاريخى للأحداث .. والله المستعان

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 14, 2005 5:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله ومن والاه ... وبعد

نشرع الآن – بتوفيق الله تعالى – فى الحديث عن الدولة العباسية , ونبدأ بذكر البيت العباسى , والمنتسبين إليه .

البيت العباسى :
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بقى عقبه من كثير من أولاده, ولكن العدد الأكبر والجمهور العظيم كان من ولديه العباس وأبى طالب, فقد ملأ بنوهما السهول والحزون من الأقاليم الإسلامية من أقصى حجر فى بلاد المغرب إلى بلاد ماوراء النهر فى أواسط اَسيا.
ولكل من البيتين تاريخ جليل بين تاريخ الأمم الإسلامية. ونحن الاَن شارعون فى تاريخ البيت الأول.

العباس بن عبد المطلب :
أمه نتيلة بنت جناب بن كليب من النمر بن قاسط إحدى قبائل ربيعه بن نزار, ولد قبل حادث الفيل بثلاث سنين , فهو أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين.

كان العباس من سادات بنى هاشم وعقلائهم , وكان صديقاً وفياً لأبى سفيان صخر بن حرب.
ولما جاء الإسلام كان من المخلصين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإن لم يظهر متابعته.
وكان هو الذى تولى إحكام الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع الأنصار حين الهجرة , فقد قال لهم فى ليلة البيعة :
" يامعشر الخزرج إنكم قد دعوتم محمداً إلى مادعوتموه إليه , ومحمد من أعز الناس فى عشيرته يمنعه والله من كان منا على قوله ومن لم يكن منا على قوله منعة للحسب والشرف , وقد أبى محمد الناس كلهم غيركم , فإن كنتم أهل قوة وجلد وبصر بالحرب واستقلال بعداوة العرب قاطبة فإنها سترميكم عن قوس واحدة , فارتأوا رأيكم وائتمروا أمركم ولا تفترقوا إلا عن ملأ منكم واجتماع , فإن أحسن الحديث أصدقه. وأخرى صفوا لى الحرب كيف تقاتلون عدوكم , قال : فأسكت القوم وتكلم عبدالله بن عمرو بن جذام فقال : نحن والله أهل حرب غذينا بها ومرنا عليها وورثناها عن اَبائنا كابراً عن كابر , نرمى بالنبل حتى تفنى ثم نطاحن بالرماح حتى تكسر , ثم نمشى بالسيوف فنضارب بها حتى يموت الأعجل منا أو من عدونا.
فقال العباس : أنتم أصحاب حرب فهل فيكم دروع ؟ قالوا : نعم شاملة.
وقال البراء بن معرور : سمعنا ماقلت , إنا والله لو كان فى أنفسنا غير ماتنطق به لقلناه ولكنا نريد الوفاء والصدق وبذل مهج أنفسنا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم القراَن , ثم دعاهم إلى الله ورغبهم فى الإسلام وذكر الذى اجتمعوا له. فأجاب البراء بن معرور بالإيمان والتصديق فبايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك , والعباس بن عبد المطلب اَخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد له البيعة تلك الليلة على الأنصار.

ولما خرجت قريش إلى بدر أخرج العباس وبنو أخيه إليها كرها ً, ولذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم بدر ( من لقى منكم العباس وطالباً وعقيلاً ونوفل وأبا سفيان فلا تقتلوهم فإنهم أخرجوا مكرهين ) .

وكان العباس فى جملة أسرى بدر ففدى نفسه وفدى عقيل بن أبى طالب ونوفل بن الحرث بن عبد المطلب ثم رجع وأقام بمكة .

وكان مقامه بها أنه كان لا يغبى على رسول الله صلى الله عليه وسلم خبراً يكون إلا كتب به إليه , وكان من هناك من المؤمنين يتقوون به ويصيرون إليه, وكان لهم عوناً على إسلامهم .

ولقد كان يطلب أن يقدم على النبى صلى الله عليه وسلم , فكتب إليه عليه الصلاة والسلام ( إن مقامكم مجاهد حسن ).فأقام بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهاجر إلى المدينة قبيل الفتح وحضر معه فتح مكة , وكان سبباً فى نجاة أبى سفيان وفى تشريفه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من دخل دار أبى سفيان فهو اَمن ) .

وحضر غزوة حنين وكان له فيها أحسن بلاء ثم خرج إلى المدينة وأقام بها.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ويكرمه , وعلى ذلك جرى الخلفاء من بعده .
وكانت وفاته فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه يوم الجمعة لأربع عشرة خلت من رجب (سنة 32) وهو ابن ثمان وثمانين سنة ودفن بالبقيع.

أولاده :
وأعقب من الولد :
- الفضل وهو أكبر أولاده , وبه كان يكنى
- وعبد الله
- وعبيد الله
- وعبد الرحمن
- وقثم
- ومعبد
- وأم حبيبة
وأمهم جميعاً لبابه بنت الحارث بن حزن من بنى هلال بن عامر من قيس عيلان


وكان للعباس من غير لبابة بنت الحارث أولاد آخرون , وهم :
- كثير بن العباس
- وتمام
- وصفية
- وأميمة
وأمهم أم ولد .

- والحارث .. وأمه جميلة بنت جندب من هزيل .

وليس للفضل وعبد الرحمن وقثم وكثير وتمام عقب .
عقب العباس من سواهم, ولاسيما من عبد الله فإنه هو الذى انتشر منه عقب العباس وهو جد الخلفاء العباسيين.

ونستكمل الحديث فى المشاركة القادمة بإذن الله تعالى

وصل اللهم وسلم على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 14, 2005 5:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله ومن والاه ... وبعد

نستكمل الحديث عن البيت العباسى ورجاله .

عبد الله بن العباس :

هو ثانى ولد العباس بن عبد المطلب . ولد قبل الهجرة بسنتين, فكانت سنه حين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة.

وكان عليه السلام يحبه ودعا له فقال ( اللهم علمه التأويل ) فكان رضى الله عنه أعلم الناس باَيات القراَن وتأويلها والفقه فى الدين على ما أوتيه من لسان طلق , ذلق, غواص على موضع الحجة.

وكان عمر رضى الله عنه يحبه ويدخله مع كبار الصحابة فى مجلس شوراه الخاص ويستفتيه فى كثير من المسائل على صغر سنه .

وولاه عثمان أميرموسم الحج (سنة 53) من الهجرة وهو محصور فأقام الموسم.

ولما بويع على رضى الله عنه بالخلافة كان له عضداً ونصيراً فى حروبه كلها , وولاه البصرة وأعمالها , ويقال إنه انحرف عنه أواخر أيامه وترك البصرة ورحل إلى مكة فأقام بالطائف, وقيل : إن ذلك كان بعد مقتل على.

ظل ابن عباس مقيماً فى الطائف حياة معاوية كلها , وكان معاوية يجله ويتودد إليه كثيراً كما كان يفعل مع سائر بنى هاشم , وكانت وفاته سنة ثمان وستين
وعبدالله هو الذى نما من نسله البيت العباسى, لأن أخوته لم يكن لهم نسل باق .

وعقب عبدالله الذى نما إنما هو من ولده على بن عبدالله بن العباس.

على بن عبدالله بن العباس :

أمه زرعة بنت مشرح بن معد يكرب من كنده .
ولد ليلة قتل على بن أبى طالب ( سنة 40) من الهجرة, فسمى باسمه وكنى بكنيته أبى الحسن , وهو أصغر أولاد أبيه .

وكان سيداً شريفاً بليغاً ويقال كان أجمل قرشى على وجه الأرض وأوسمهم وأكثرهم صلاة .

وكان مفرطاً فى الطول , إذا طاف فكأنما الناس حوله مشاة وهو راكب من طوله.

وقد أقطعه بنو أمية قرية اسمها الحميمة بالشراة (وهى مكان بالشام فى طريق المدينة من دمشق بالقرب من الشوبك وهو من إقليم البلقاء)

فأقام بها وفيها ولد اكثر أولاده, وكانت وفاته (سنة 117).

وأعقب على اثنين وعشرين ولداً ذكراً وإحدى عشرة أنثى .

وذكور أولاده هم : محمد وداود وعيسى وسليمان وصالح وأحمد وبشر ومبشر وإسماعيل وعبد الصمد وعبدالله الأكبر وعبيدالله وعثمان وعبدالرحمن وعبدالله الأصغر ويحي وإسحاق ويعقوب وعبدالعزيز وإسماعيل الأصغر وعبدالله الأوسط.

ستة منهم لاعقب لهم والباقون أعقبوا كثيراً.

ومنهم انتشر البيت العباسى وكثر جداً وبيت الخلافة فى محمد أكبر أولاده.

محمد بن على :

هو والد إبراهيم الإمام , وأبى العباس السفاح , وأبى جعفر المنصور الذين هم مبدأ الخلافة العباسية.

وهو الذى ابتدأت الدعوة على يديه , وكان ذلك فى حياة أبيه على , ولكن لم يكن لأبيه ذكر فى هذه الدعوة.

وحيث قد ذكرنا هذا البيت الرفيع العماد. فلنشرع فى بيان كيف وجدت فكرة الخلافة عند العباسيين وكيف كانت الدعوة إليهم وكيف تمكنوا من قلب الدولة الأموية والحلول محلها.

ونستكمل الحديث فى المشاركة القادمة بإذن الله تعالى

وصل اللهم وسلم على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 19, 2005 12:10 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله ومن والاه .. وبعد

نشرع فى بيان كيف وجدت فكرة الخلافة عند العباسيين , وكيف كانت الدعوة إليهم , وكيف تمكنوا من قلب الدولة الأموية والحلول محلها.

وقد مرت تلك الفكرة بعدة أدوار , وها نحن نذكر ذلك بعون الله تعالى .


دور العمل :

1- إعداد الدعاة وعقد الألوية

نزل أبو مسلم بقرية من قرى مرو يقال لها سفيذنج , وهناك بث دعاته فى الناس ليجتمعوا إليه فا جتمع إليه الناس وكان ذلك فى رمضان (سنة 12) .

ولخمس بقين منه عقد اللواء الذى بعث به الإمام إبراهيم ويدعى ( الظل )
على رمح طوله أربعة عشر ذراعاً .

وعقد الراية التى تدعى ( السحاب ) على رمح طوله ثلاثة عشر ذراعاً وهو يتلو قوله تعالى ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ { الحج : 39 } )

2- شعار الدولة العباسية

ولبسوا السواد الذى جعل شعاراً للدولة العباسية , وقدم على أبى مسلم الدعاة من أهل مرو لمن أجاب الدعوة .

3- مخالفات بنى أمية ونقض العباسيين لها

كان أول مافعله أبو مسلم أن أمر برم حصن سفيذنج وأقام به هو ومن معه , ولما حضر عيد الفطر (سنة 129) أمر سليمان بن كثير أن يصلى به وبالشيعة , ونصب له منبراً فى العسكر , وأمره أن يبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة .

وكانت بنو أمية تبدأ بالخطبة والأذان ثم الصلاة بالإقامة كصلاة يوم الجمعة فيخطبون على المنابر جلوساً فى الجمعة والأعياد , وكان ذلك من الأمويين على خلاف السنة المشرفة .
وأمره أن يكبر ست تكبيرات تباعاً ثم يقرأ ويركع بالسادسة ويفتتح الخطبة بالتكبير ويختمها بالقراَن .

وكانت بنو أمية تكبر فى الركعة الأولى أربع تكبيرات يوم العيد وفى الثانية ثلاث تكبيرات .
ولما تمت الصلاة انصرف هو ومن معه إلى طعام أعد لهم مستبشرين .

4- مكاتبات إلى الولاة الأمويين

كتب أبو مسلم إلى نصر بن سيار يقول له :
أما بعد .. فإن الله تباركت أسماؤه وتعالى ذكره عير أقواماً فى القراَن فقال :
( وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً {42} اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً {43} (فاطر)
فتعاظم نصر الكتاب ولاسيما أنه رأى أبا مسلم بدأ فيه بنفسه.

وكان جوابه أن وجه إلى أبى مسلم مولى له اسمه يزيد فى خيل فوجه إليه أبو مسلم مالك بن الهيثم الخزاعى فالتقوا بقرية تدعى اَلين وكانت بين الفريقين موقعة انتهت بانتصار الشيعة – أنصار الإمام إبراهيم رأس العباسيين - وأسر يزيد رئيس جند نصر بعد أن جرح فأمر أبو مسلم بمداواته حتى برأ , ثم خيره بين أن يقيم معه ويدخل فى دعوته وأن يرجع إلى مولاه سالماً ويعطى عهد الله وميثاقه ألا يحاربهم ولايكذب عليهم , وأن يقول فيهم مارأى فاختار الرجوع إلى مولاه , وقال أبو مسلم لمن معه : إن هذا سيرد عنكم أهل الورع والصلاح فإنا مانحن عندهم على الإسلام .

قدم يزيد على نصر فقال له نصر : لا مرحباً بك , والله ماظننت استبقاء القوم إلا ليتخذوك حجة علينا فقال يزيد : هو والله ماظننت , وقد استحلفونى ألا أكذب عليهم , وأنا أقول : إنهم يصلون الصلاة لمواقيتها بأذان وإقامة , ويتلون كتاب الله , ويذكرون الله كثيراً , ويدعون إلى ولاية رسول الله صلى الله عليه وسلم , وما أحسب أمرهم إلا سيعلو , ولولا أنك مولاى أعتقتنى من الرق مارجعت إليك ولأقمت معهم .

ونستكمل فى المشاركة التالية إن شاء الله تعالى بقية أدوار الدولة العباسية .

وصل اللهم وسلم على حضرة النبى المبارك وآله , وعظم وشرف وكرم .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 21, 2005 3:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله ومن والاه ... وبعد

نستكمل معا مسيرة أبى مسلم الخراسانى فى توطيد أركان الدولة العباسية .. فنقول :

رأى عرب خراسان أن ما بينهم من هذه الفرقة والحروب تشد أزر عدوهم , وكانوا ثلاث فرق .
وفى خلال ذلك أرسل نصر إلى شيبان الحرورى يقول له : إن شئت فكف عنى حتى أقاتله وإن شئت فاتفق معى على حربه حتى أقتله أو أنفيه ثم نعود إلى أمرنا الذى كنا عليه, فهم شيبان أن يفعل

ولكن أبا مسلم كانت له عين لاتنام فأرسل إلى على بن الكرمانى يقول له : إنك موتور , قتل أبوك ونحن نعلم أنك لست على رأى شيبان وإنما تقاتل لثأرك , فامنع شيبان من صلح نصر
فأرسل إلى شيبان : إنك لمغرور وأيم الله ليتفاقمن هذا الأمر حتى تستصغرنى بجانبه.

وفى أثناء ذلك كان أبو مسلم يرسل قواده فيستولون على البلاد من عمال نصر ولا يجدون مقاومة تذكر .

ولما رأت ذلك ربيعة وعلمت شدة أمر أبى مسلم أرسلت إلى نصر تطلب منه الموادعة فأجاب إلى ذلك وتواعدوا سنة.

بلغ ذلك أبا مسلم فأرسل إلى ابن الكرمانى يهيجه بأخذ الثأر فقال : إنى ماصالحت نصراً وإنما صالحت شيبان وأنا لذلك كاره وأنا موتور ولا أدع قتاله فعاود القتال وأبى شيبان أن يعينه وقال : لا يحل الغدر

فأرسل ابن الكرمانى إلى أبى مسلم يستنصره. وهذا كل مايريده فأرسل إليه إنى معك على نصر

فاشتد ذلك على نصر وكتب إلى أبى مسلم يلتمس منه أن يدخل مع نصر .
وبعثت إليه ربيعة بمثل ذلك كلهم طلب معونة هذا القتال الذى ليست له غاية إلا الفتك بهم جميعاً, فأمرهم أبو مسلم أن يقدم عليه وفد كل منهم حتى يختار ففعلوا وأمر أبو مسلم متكلمى الشيعة أن يختاروا وفد ربيعة وقحطان, فإن السلطان فى مصر وهم عمال مروان وهم قتلة يحيى بن زيد,

ولما قدمت عليه الوفود فعل الشيعة ماأمروا به فنهض وفد مضر تعلوهم المذلة والكاَبة ورجع وفد ربيعة وقحطان مسرورين ظافرين ولم يدروا ما خبأه لهم الغيب.

وبذلك ظفر أبو مسلم ظفراً عظيماً , فإنه فرق كلمة العرب بعد أن كادت تجتمع عليه فقام من الماخوان فى جمادى الأولى (سنة 130) يريد مرو , وأرسل إليه ابن الكرمانى أن ادخل حائط مرو من قبلك وأدخل أنا وعشيرتى من قبلى, فأرسل إليه أبو مسلم أن لست اَمن أن تجتمع يدك ويد نصر على حربى, ولكن ادخل أنت فأنشب الحرب, فدخل ابن الكرمانى وأنشب الحرب .

وأمر ابن أبو مسلم أحد قواده بدخول مرو فدخلها وأعقبه أبو مسلم . دخل والقتال دائر بين الكرمانى ونصر فأمر الفريقين أن يكفا وهو يتلو ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ { القصص 15 } )

ومضى أبو مسلم حتى دخل دار الإمارة وهرب نصر مستخفياً.

ونستكمل فى المشاركة القادمة إن شاء الله تعالى

وصل اللهم وسلم على حضرة النبى المبارك الأجل , وعلى آله الأبرار الكمل , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 28, 2005 4:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله ومن والاه ... وبعد

نستكمل الحديث عن البيت العباسى ورجاله .

صفت مرو لأبى مسلم , وأمر أحد النقباء بأخذ البيعة على أهلها ونص البيعة : (أبايعكم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عليكم بذلك عهد الله وميثاقه والطلاق والعتاق والمشى إلى بيت الله الحرام , وعلى ألا تسألوا رزقاً ولا طمعاً حتى يبدأكم به ولاتكم , وإن كان عدو تحت قدمه فلاتهيجوه إلا بأمر ولاتكم).

وأخذ أبو مسلم ثقات أصحاب نصر وصنديدهم فكتفهم وحبسهم ثم قتلهم.

ثم أرسل بعد ذلك إلى سيبان الحرورى يدعوه إلى بيعته فأبى , وسار عن مرو إلى سرخس فوجه إليه مسلم جندا ً, فكانت هناك موقعة قتل فيها سيبان وعدد عظيم ممن معه.

وبعد نيل هذا الانتصار عمد إلى ابنى الكرمانى على وعثمان اللذين ائتمناه على حياتهما فقتلهما وأكثر أصحابهما .

صفت خراسان كلها لأبى مسلم فبعث العمال إلى جميع الولايات , وأمر أحد قواده قحطبة بن شبيب أن يتبع نصراً ومعه لواء عقده له إبراهيم الإمام فسار وراءه من بلد إلى بلد حتى مرض نصر بالرى ومات بساوة فأقبل قحطبة بجنوده واستولى على همذان , ومنها سار إلى نهاوند فحصرها ولحقه بها أبوه فاجتمعا عليها ثلاثة أشهر ثم فتحت وتلاها شهرزور الموصل .

سار قحطبة بعد ذلك واغلاً فى بلاد العراق فقصده ابن هبيرة أمير العراق من قبل مروان بن محمد وكان اجتماعهما غربى الفرات على نحو (23 فرسخاً ) من الكوفة وقبل أن تقع بينهما الموقعة الكبرى مات قحطبة فولى إمرة الجيش ابنه الحسن وكان قحطبة قبل موته قد قال : إذا قدمتم الكوفة فوزير اَل محمد أبو سلمة الخلال فسلموا الأمر إليه.

جرت أثناء ذلك وقائع انهزم فيها ابن هبيرة فسار منها حتى أتى واسطاً. وقبل أن يدخل الحسن بن قحطبة الكوفة خرج منها محمد بن خالد القسرى مسوداً فاستولى على قصرها ولم يكن قد علم بهلاك قحطبة فكتب إليه يعلمه فوصل الكتاب إلى ابنه الحسن فارتحل إلى الكوفة فدخلها فى المحرم ( سنة 132 ) وسلم الأمر لأبى سلمة الخلال , فوجه الحسن إلى قتال ابن هبيرة بواسط وضم إليه قواداً.

ووجه حميد بن قحطبة إلى المدائن. ووجه المسيب بن زهير وخالد بن برمك إلى دير قنى . وبعث المهلبى وشرحبيل إلى عين التمر. وبسام بن إبراهيم إلى الأهواز وخرج هو من الكوفة فعكسر عند حمام أعين على نحو ثلاثة فراسخ من الكوفة.

جرت هذه الوقائع بخراسان والعراق ونار الفتنة مشتعلة بالشام والحجاز.

ونستكمل الحديث فى المشاركة القادمة بإذن الله تعالى

وصل اللهم وسلم على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 28, 2005 4:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله ومن والاه ... وبعد

نستكمل الحديث عن البيت العباسى ورجاله .


مضت هذه المدة كلها وليس عند بنى أمية علم بمن تدعو إليه الشيعة , فإنهم كانوا يدعون إلى الرضا من اَل محمد صلى الله عليه وسلم ولايعلم السر إلا النقباء والدعاة.

أما العامة فمبلغ علمها أنها تدعى لرجل من اَل البيت , حتى وقع فى يد مروان بن محمد كتاب لإبراهيم إلى أبى مسلم جواب كتاب لأبى مسلم يأمره فيه بقتل كل من يتكلم بالعربية بخراسان .

فأرسل مروان فى الحال إلى عامله بدمشق يأمره بالكتاب إلى صاحبه بالبلقاء أن يسير الحميمة ويأخذ إبراهيم بن محمد يوجه إليه ففعل العامل ماأمر به , وقبض على إبراهيم .

ولما أحس إبراهيم بما يراد به نعى نفسه إلى أهل بيته وأوصى إلى أخيه أبى العباس , وأمرأهله بالسير إلى الكوفة والسمع والطاعة لأبى العباس.

أما إبراهيم فحبس فى سجن حران مع جماعة من أعداء مروان من بنى أمية , ولم يزل فى سجنه حتى مات .

وكيفية موته مبهمة اختلف فيها المؤرخون فمنهم من قال : إنه سقى سما , ومنهم من قال : هدم عليه بيت فمات .

وأما أهل بيته فتجهزوا يريدون الكوفة حتى قدموها فى صفر (سنة132) ورئيس القوم وقائدهم أبو سلمة الخلال الذى كان يعرف فى ذلك الوقت بوزير اَل محمد .

فأنزلوهم فى إحدى دور الكوفة وكتم أمرهم عن سائر القواد أربعين ليلة , وكان لايزال فى معسكره إحدى دور الكوفة وكتم أمرهم عن سائر القواد أربعين ليلة , وكان لا يزال فى معسكره بحمام أعين خارج الكوفة.

ويقال إنه لما سبر أحوالهم عزم على العدول عنهم إلى بنى على, فكاتب ثلاثة من أعيانهم : جعفر الصادق بن محمد الباقر , وعبدالله المحض بن حسن بن حسن , وعمر الأشرف زين العابدين .

وأرسل الكتب مع رجل من مواليهم , وقال له : إقصد أولاً جعفر بن محمد , فإن أجاب فأبطل الكتابين الاَخرين , فإن لم يجب فالق عبدالله المحض فإن أجاب فأبطل كتاب عمر , وإن لم جيب فالق عمر .

فذهب الرسول إلى جعفر بن محمد أولا ودفع إليه كتاب أبى سلمة فقال : مالى ولأبى سلمة وهو صنعة لغيرى ؟ فقال له الرسول : اقرأ الكتاب , فقال جعفر لخادمه : أدن السراج منى , فأدناه فوضع الكتاب على النار حتى احترق فقال الرسول : ألا تجيبه فقال : وقد رأيت الجواب .

ثم مضى الرسول إلى عبدالله المحض ودفع إليه الكتاب , فقرأه وقبله , وركب فى الحال إلى جعفر وقال : هذا كتاب أبى سلمة يدعونى فيه إلى الخلافة قد وصل على يد بعض شيعتنا من أهل خراسان , فقال له جعفر : ومتى صار أهل خراسان شيعتك ؟ أنت وجهت إليهم أبا مسلم ؟ هل تعرف أحداً منهم باسمه أو بصورته ؟ فكيف يكونون شيعتك وأنت لا تعرفهم وهم لايعرفونك؟

فقال عبدالله : كأن هذا الكلام منك لشئ , فقال جعفر : قد علم الله أنى أوجب النصح على نفسى لكل مسلم فكيف أدخره عنك , فلا تمن نفسك الأباطيل , فإن هذه الدولة ستتم لهؤلاء وقد جائنى مثل الكتاب الذى جاءك .

فانصرف عبدالله من عنده غير راضى .

وأما عمر بن زين العابدين فإنه رد الكتاب وقال : أنا لا أعرف صاحبه فأجيبه.

أحس بعض القواد بأمر أبى سلمة فأحبطوا ماأراده وذهبوا إلى الكوفة فقابلوا أبا العباس وسلموا عليه بالخلافة , ودخل بعدهم أبو سلمة ففعل كما فعلوا , وقد أبقى هذا العمل فى نفس أبى العباس ما أبقى فترتب عليه ما يأتى ذكره.

ونستكمل الحديث فى المشاركة القادمة بإذن الله تعالى

وصل اللهم وسلم على سيدنا ومولانا رسول الله , وآله , وعظم وشرف وكرم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 35 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 46 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط