بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام التامان الأكملان على سيدنا ومولانا رسول الله سيد الأكوان , وشفيع الخلق يوم المعاد .
نتابع – بحول الله تعالى – ذكر مسيرة دولة من دول الإسلام , وهى الدولة العباسية , ونتحدث عن دور آخر من أدوار قيامها .
فقد جاء بعد ذلك قرن اَخر من ( سنة ٢٢٢ إلى ٣٣٤) أخذت الدولة فى النزول شيئاً فشيئاً , وضعفت تلك المكانة التى كانت لهم فى نفس الأمم الإسلامية , واجترأ الأمراء بالأطراف على الاستقلال , وصار أمر العباسيين يضمحل حتى لم يبق بيدهم إلا العراق وفارس والأهواز وهذه مملوءة بالاضطراب والفتن , واَل الأمر إلى أن يتولى بغداد مملوك تركى أوديلمى يطلق عليه ( أمير الأمراء ) له النفوذ التام والسلطان المطلق والولاية العامة , وليس للخلافة من الأمر شئ.
قام فى هذا العصر اثنا عشرة خليفة وهم : المتوكل , والمنتصر , والمستعين , والمعتز , والمهتدى , والمعتمد , والمعتضد , والمكتفى والمقتدر , والقاهر , والمتقى , والمستكفى - الذى ملك بنو بويه فى اَخر عهده - .
ومتوسط خلافة الواحد منهم ثمانى سنوات ونصف ( 8سنوات ونصف ) ولم يمت منهم موتاً هادئاً إلا أربعة , والباقون خرجوا من الخلافة بين قتيل ومخلوع .
وكان استيلاء بنى بويه على بغداد (سنة ٣٣٤).
ثم جاء بعد ذلك دور ثالث من ( سنة ٣٣٤ إلى ٤٤٧) ليس للخليفة فيه إلا اسم الخلافة , والسلطان الفعلى لأمة فارسية هى ( الأمة الديلمية ) التى يمثلها السلطان من نبى بويه يقيم ببغداد , فصار الخليفة كأنه موظف لهم يتناول منهم مايقوم بأوده وليس له تصرف ولانفوذ .
يؤتمر فيأتمر ويفعل مايراد منه لا مايريد , وليس له على أنفس المالكين شئ من السلطان الدينى لمباينتهم له فى العقيدة , فقد كانوا – أى الديلم _ شيعة غلاة .
وإنما رضوا ببقاء الخليفة العباسى ليكون أمره عليهم هينا ,ً يبقونه متى رأوا فى بقائه خيراً لهم , ويعزلونه أو يقتلونه متى رأوا فى ذلك مصلحتهم .
وقد قام فى هذا الدور المستكفى, والمطيع , والطائع , والقادر , والقائم .
ومتوسط مدة الخليفة منهم (۲۲ سنة ونصف)
والقائم هو حلقة الاتصال بين هذا الدور والذى يليه , والثلاثة الأولون من خلفاء هذا الدور خلعهم بنو بويه .
ونستكمل مع الأحباب فى المشاركة القادمة بمشيئة الله بقية الأدوار التى مرت بها الدولة العباسية .
وصل اللهم يارب وسلم على حضرة النبى وآله , وعظم وشرف وكرم
|