[align=center]التقـوى[/align]
قال الله تعالى :" { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }الحجرات13
عن مجاهد عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنهم قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يانبى الله أوصنى ، فقال صلى الله عليه وسلم : (عليك بتقوى الله فإنه جماع كل خير وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام وعليك بذكر الله فإنه نور لك).
التقوى جماع الخيرات ، وحقيقة الاتقاء التحرز بطاعة الله عن عقوبته . وقيل أصل التقوى اتقاء الشرك ثم بعده اتقاء المعاصى والسيآت ثم بعده اتقاء الشبهات .
وجاء فى تفسير قوله تعالى : { اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } آل عمران102- أن معناه أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر .
يقول سهل بن عبد الله : لا معين إلا الله ولا دليل إلا رسول الله ولا زاد إلا التقوى ولا عمل إلا الصبر عليه . وقال أيضاً : من أراد أن تصح له التقوى فليترك الذنوب كلها .
ويقول الجريرى : من لم يحكم بينه وبين الله التقوى والمراقبة لم يصل إلى الكشف والمشاهدة.
وقال بعضهم : من تحقق فى التقوى هون الله على قلبه الإعراض عن الدنيا .
ويقول ابن عطاء الله : للتقوى ظاهر وباطن فظاهره محافظة الحدود وباطنه النية والإخلاص.
وقال ذو النون :
[poet font="Simplified Arabic,4,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
فلا عيش إلا مع رجال قلوبهم"="تحن إلى التقوى وترتاح للذكر
سكون إلى روح اليقين وطيبه"="كما سكن الطفل الرضيع للحجر
[/poet]
وقيل يستدل على تقوى الرجل بثلاث : حسن التوكل فيما لم ينل ، وحسن الرضا فيما قد نال ، وحسن الصبر على ما قد فات .
وقيل التقوى على وجوه :- للعامة تقوى الشرك ، وللخاصة تقوى المعاصى ، وللأولياء تقوى التوسل بالأفعال ، وللأنبياء تقوى نسبة الأفعال إذ تقواهم منه إليه .
وعن أمير المؤمنين علىّ رضى الله عنه قال : سادة الناس فى الدنيا الأسخياء وسادة الناس فى الآخرة الأتقياء .
وعن تقوى إبراهيم ابن أدهم يروى عنه أنه قال : بت ليلة تحت الصخرة ببيت المقدس فلما كان بعض الليل نزل ملكان فقال أحدهما لصاحبه من ههنا فقال الآخر إبراهيم ابن أدهم فقال ذال الذى حط الله درجة من درجاته فقال لم قال لأنه اشترى بالبصرة التمر فوقعت تمرة على تمره من تمر البقال فلم يردها على صاحبها . قال إبراهيم فمضيت إلى البصرة واشتريت التمر من ذلك الرجل وأوقعت تمرة على تمره ورجعت إلى بيت المقدس وبت فى الصخرة فلما كان بعض الليل إذا أنا بملكين نزلا من السماء فقال أحدهما لصاحبه من ههنا فقال الآخر إبراهيم بن أدهم فقال ذاك الذى ردّ الله مكانه ورفعت درجته .
|