اشترك في: السبت ديسمبر 04, 2004 9:20 pm مشاركات: 1024 مكان: في ملك الديان
|
[align=center]منذ أن برزت الحركة الوهابية في جزيرة العرب وهي تتربص بمصر وتكيد لها.. ويعود السبب في هذا الموقف العدائي إلى كون مصر كانت على الدوام عقبة كئودا في طريق هذه الحركة.. كان الوهابيون أشبه بالخفاش الذي يعشق الظلام.. ومصر كانت المصباح ومنارة المسلمين في كل مكان.. من هنا كان الصدام.. ومن هنا برز العداء
تمكن عبد العزيز آل سعود من تأسيس الدولة السعودية الثانية التي أعلنها مملكة بعد أن تخلص من العناصر الوهابية المتشددة التي أعلنت الحرب عليه بسبب خروجه على المبادئ الوهابية وإرسال ولده سعود ليدرس في بلاد الشرك (مصر)؟؟؟؟؟
وذلك لكثرة الأضرحة والمقامات بها والتي تعد أصناما في منظور الوهابيين.. ومنذ ذلك الحين لم ينس الوهابيون مصر وما فعلته بهم فكان أن أعلنوا الحرب عليها واضمروا لها العداء والكراهية.. وهناك حادثة مشهورة للوهابيين وهى حادثة إحراق المحمل المصري في مكة الذي يحمل كسوة الكعبة والاعتداء على المصريين المصاحبين..
[twh]كيف تمكنت الوهابية من التسلل إلى مصر؟[/twh]
مع بداية العشرينيات تمكنت الوهابية من استقطاب محب الدين الخطيب الذي وفد إلى مصر فارا من وجه العثمانيين بالشام بعد اتهامه بالانتماء إلى حركة تحرير تركيا الفتاه المناهضة لدولة العثمانيين..
وقام محب الدين الخطيب بتأسيس المطبعة السلفية ومكتبتها بمنطقة الروضة والتي شهدت [twh]ميلاد أول كتاب وهابي في مصر ثم توالت من بعد ذلك الكتب الوهابية والحنبلية التي تخدم الخط الوهابي..[/twh]
وقام الخطيب الذي كان على صلة وثيقة بعبد العزيز بن باز احد رموز الوهابية آنذاك والذي أصبح إمام الوهابية فيما بعد ـ بتحقيق كتاب فتح الباري شرح البخاري لابن حجر العسقلاني المصري والسطو عليه وحذف شروحات هامة منه تصطدم بالخط الوهابي وقد أقرا بذلك في مقدمة الكتاب الذي صدر فيما بعد عن طريق المطبعة السلفية...
وتعد الطبعة الخاصة بفتح الباري التي نشرها الخطيب هي الطبعة الشائعة في مصر والمتداولة بين أيدي الشباب المسلم وعناصر التيارات الإسلامية وذلك بالإضافة إلى الكتب الأخرى التي قام بنشرها في دائرة الخط الوهابي.. ثم استقطبت الوهابية بعد ذلك احد رجال الأزهر
المتشددين [twh]وهو الشيخ محمد حامد الفقي والذي قام بدوره بتأسيس أول قاعدة للوهابيين في مصر [/twh]
وهى جماعة أنصار السنة المحمدية التي تبنت الوهابية قلبا وقالبا وأخذت تدعو لها من فوق المنابر وقامت بإصدار مجلة تحت اسم: الهدى النبوي تغير اسمها فيما بعد إلى التوحيد التي مازالت تصدر حتى اليوم وذلك في عام 1926م، إلا انه لم تتح للوهابية طوال فترة العصر الملكي الفرصة الكافية للانتشار والتمكن في واقع المسلمين والتأثير على العقل المسلم وتشكيله وذلك لكون الساحة لمصرية كانت مشغولة آنذاك بالقضية الوطنية ومقاومة الاحتلال الإنجليزي وذلك بالإضافة إلى الحالة الأدبية والثقافية التي كانت منتعشة أيضا كانت هناك جماعة الإخوان المسلمين والجمعية الشرعية وهي جمعية سلفية ذات ميول صوفية مناهضة لجماعة أنصار السنة.
والخلاصة أن الساحة لم تكن خالية أمام الوهابية في تلك الفترة فقد كانت مليئة بالصعوبات والعقبات والتحديات التي حالت دون انتشارها وبروزها في الساحة الإسلامية.
إلا أن هذا لا ينفى أنها تمكنت من استقطاب العديد من رجال الأزهر وبعض رجال التعليم مثل الشيخ عبد الرازق عفيفي والشيخ عبد الرحمن الوكيل والأستاذ محمد على عبد الرحيم الذي كان له دوره البارز في فترة السبعينات داخل الجامعة المصرية حيث تمكن من تعبئة الطلاب بالأفكار الوهابية لأولئك الطلاب الذين قامت على أكتافهم الجماعات الإسلامية فيما بعد.
وكان الثلاثة المشار إليهم قد عملوا في مجال التدريس في الجزيرة العربية فترة طويلة. وعفيفي على وجه الخصوص أقام هناك إقامة دائمة حتى أصبح من هيئة كبار العلماء.
ومع سقوط الملكية في مصر جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن حيث بدأ عبد الناصر في الاتجاه نحو الشرق ومعاداة الغرب وأمريكا... وبعد ضرب الإخوان وتصفيتهم اتجهت الدولة إلى محاربة السعودية وسقطت جماعة أنصار السنة ضحية الموقف المصري المعادي لمنبع الوهابية وتوقف نشاطها حتى جاء السادات فعادت لمزاولة نشاطها من جديد بصورة أكثر نشاطا وفاعلية..
وكان تبني السادات سياسة معاكسة لساسة عبد الناصر حيث اتجه نحو الأمريكان وتصالح مع السعودية قد فتحت مصر على مصراعيها أمام المد الوهابي.. وبرزت جماعة وهابية جديدة على الساحة كانت قد انشقت عن جماعة أنصار السنة وتسمت باسم جماعة أنصار الحق وأصدرت مجلة باسم الهدى النبوي التي مازالت تصدر حتى اليوم..
وبرزت أيضا مجلة الاعتصام التي كانت تتبع الجمعية الشرعية وكانت بعيدة عن الخوض في السياسة وقد تم دعمها من قبل الوهابيين لتلعب دورا بارزا في خدمة الخط الوهابي وجماعة الإخوان قبل صدور مجلة الدعوة الخاصة بها. [/align]
|
|