خلف الظلال كتب:
تحتفل الطرق الصوفية بمولد السيدة فاطمة النبوية بعد غد الاثنين بمسجدها الكبير بحضور مجموعة من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وكبير رواد مساجد آل البيت الحاج علاء عقل.
ومن المقرر أن يلقي فضيلة الشيخ محمد فوزي علم الدين امام وخطيب مسجد السيدة فاطمة النبوية، كلمة يبرز خلالها أهم المواقف في حياتها، ويذيع الحفل بإذاعة القرآن الكريم عبدالناصر أبوزيد كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم.
وولدت السيدة فاطمة في أوائل العقد الثالث
من الهجرة بين ثلاث أخوات وستة اخوة من أبناء الامام الحسين، فالذكور هم: «علي الأكبر» و«علي الأوسط» وعلي الأصغر الملقب «بزين العابدين» و«محمد»، و«عبدالله» و«جعفر»، والاناث هن: أم كلثوم وزينب وسكينة وفاطمة. وقد توفي كل الذكور في حياة أبيهم وأكثرهم قد استشهد في كربلاء معه ولم يبق الا الامام زين العابدين وهو الذي جعلت فيه ذرية الامام الحسين الي عصرنا، وبارك الله فيها وبسطها شرقاً وغرباً.
مواقف من حياتها
لقد مرت السيدة فاطمة في منتصف شبابها بمحنة من أشد ما مر على آل البيت، وكم مرت بهم من محن وكم دهتهم من خطوب ولكن لن يكون إلى آخر الدهر مثل يوم كربلاء الرهيب، وقد قدر للسيدة فاطمة أن تكون مع أبيها الإمام الجليل ساعة استشهاده في معركة كربلاء، فألقت بنفسها على جسد أبيها ومعها بقية التابعات من آل البيت وسمع من في السماء وكل مخلوقات الأرض صرخات آلامهن على إمام آل البيت الحسين بن علي.
ولم تكن السيدة فاطمة مشغولة في حياتها فقط برعاية اليتامى والمساكين فلم تأخذها مأساتها عن علوم دينها وأحاديث جدها النبي المختار سيد الأطهار فهي تعد من التابعيات الراويات للحديث الشريف.
ولها العديد من الأحاديث المرسلة عن جدتها الزهراء وعن أبيها الإمام الحسين وعمتها السيدة زينب بنت الإمام علي، وأخيها الإمام علي زين العابدين، والسيدة عائشة أم المؤمنين، وسيدنا عبد الله بن عباس، والسيدة أسماء بنت عميس، وسيدنا بلال مؤذن الرسول، ومن ذلك مارواه عنها الإمامان أحمد وابن ماجه عن أبيها الإمام الحسين عن النبي "ما من مسلم يصاب بمصيبة فيذكرها وإن قدم عهدها فيحدث لها الاسترجاع إلا كتب الله له من الأجر مثل يوم أصيب"، وقد روي عنها بنوها بروايتها أحاديث كثيرة وضمت سيرة ابن هشام بعض رواياتها ومواقفها وأعمالها.
أم اليتامى والمساكين
عرفت بأم اليتامى ولعل هذا اللقب هو الأشهر والأكثر انتشارًا بين الجميع لأنها كانت صاحبة أول مؤسسة خيرية اجتماعية في تاريخ الإسلام لرعاية أبناء ضحايا وشهداء الحرب وذلك لما عرف عنها باصطحابها لسبع بنات تيتمن بعد معركة كربلاء، فأخذتهن معها أينما كانت وتكفلت برعايتهن طوال حياتها ولم تفارقهن حتي دفن جميعًا بجوار مقامها في مسجدها بالدرب الأحمر.
العسل الأسود و العدس
كانت رضوان الله عليها تحب أكل العسل الأسود والعدس وكانت تقدمه لمن يزورها لذلك يحرص كل من يحتفل بمولدها على تقديمهم للرواد والمحبين، وأصبح من العادات في مولدها تقديم العدس والعسل الأسود للاحتفال بمولدها .
وفاتها
وقد توفيت بعد أن عمرت حتى قاربت التسعين سنة وقيل إن وفاتها بين عامي 116 أو 118 هـ وقد شرفت بمقامها فيها أرض مصر ولها بالدرب الأحمر مسجد جليل وضريح عظيم عليه من المهابة والجمال والأسرار والأنوار ما يسر قلوب الناظرين صلوات الله وسلامه عليها وعلى آل البيت أجمعين.
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله الكرام الطيبين
يامدد يا مدد يا آل بيت الحبيب صلوات ربى و سلامه على آل البيت قاطبة
حفظكم الله مولانا الكريم الفاضل و لا يحرمنا من بركاتكم و سلمت يداكى و حفظك الله حبيبتى غالية الغالين خلف الظلال جزاكى الله خيرا كثيرا