موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

***( حسن النية )***
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=1482
صفحة 1 من 1

الكاتب:  هاني ضوّه [ الخميس إبريل 14, 2005 9:54 am ]
عنوان المشاركة:  ***( حسن النية )***

بسمك اللهم ينطقُ الخطيب ، سبحانك ربي فأنت القريب ، ما سبّح الحوت في البحر العجيب، أدعوك ربي فأنت المجيب ، سدّد القول لا تجعله يغيب ، ولا تجعله عند الناس غريب ، وصلِّ اللهم على رسولك الحبيب ، ما غرّد الشادي على الغصن الرطيب ، واجمعنا به وبجمعه المهيب.
لا تبنون بما أكتب حُكما ، ولكن نصيحة صغتها حِكما ، ومن أُوتي الحكمة صار نجما ، وعليه الله قد أنعما..
فبسم الله أبدأ القول ، والصلاة والسلام على الرسول ، وعلى آله وصحبه ومن والاه في الفعل والقول ، فأقرئوا يا أصحاب العقول ، حتى وإن كان في المقال طول ، في ذبي عن الدين حياة كالقصاص !! من المبطلين بلا سيف ولا رصاص !! لكل أسلوبه وهذا أسلوبي الخاص ، أنا لست من أهل الاختصاص!! ولست الأديب القاص ، بآي الكتاب والحديث بنيت الأساس، فلا تفرّون من الحق فمنه لا مناص!!!
هو علي عهد...فأما بعد :
الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين ...



الإسلام دين يحرص على حسن النية و صفاء القلب و سلامة الطوية و جمال الظاهر و جلال الباطن لأنه دين يقوم على المحبة و الإخلاص و الصدق و الوفاء و بكرة البغضاء و الشقاق و الاختلاف و النفاق فإن كل ذلك معاول تهدم كيان الأمم فلا بقاء لأمة مع التنازع و البغضاء و الحقد و الحسد و الشحناء و الغيبة و النميمة و الغش و الخديعة و إيقاد نار الوقيعة بين فإن أمة ينتشر فيها ذلك لا تلبث أن تتفرق و تضعف و تتمزق و تكون لقمة سائغة و فريسة سانحة لمن يريد بها سوء و يتربص بها الدوائر لهذا كان عهداً على الله سبحانه أن بنبذ في الحطمة دعاة التفريق لينالوا الجزاء من جنس عملهم [color=#FF0000]( يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .
و لمحافظ الإسلام على سلامة الطوية نهى الله رسوله الكريم عن تصديق هؤلاء المفسدين فقال تعالى : ( و لا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتدٍ أثيم ) . و طلب منه أن يستعيذ من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس فيوغرها على الأحباب و يفرق بوسوستة بين الأصدقاء و الأصحاب و قد أخبر الرسول عليه الصلاة و السلام بأن الجنه حرام على أهل الدس و النمية فقال :
( لا يدخل الجنة نمام ) ، و كان صلوات الله و سلامه عليه حريصاً على أن يحفظ الوحدة الإسلامية متماسكة متآخية قوية ، فأمر بطانته و خاصته أن يكفوا ألسنتهم عن مقالة السوء في إخوانهم المسلمين و أن يجعلوها سيوفاً تقطع ما أمر الله به أن يوصل وتفسد في الأرض و أن لا يدعوها طليقة تنال من أعراض المؤمنين أو تنقل الوشاية إلى مسامع الرؤساء وولاة الأمور أو تسعي بالنميمة و الكذب و شهادة الزور فإن ذلك يعد إفساد لذات البين التى أمر الله إصلاحها فقال : ( و أصلحوا ذات بينكم و أطيعوا الله و رسوله إن كنتم مؤمنين ) ، و سمي الرسول إفساد ذات البين بغرس الإحن و الفتن و إيقاد نار العداوة و البغضاء بالحالقة التي لا يحلق الشعر و لكن تحلق الدين .
فيا أيها المفرقون بين الأحباب المنفرون بين الأصحاب ، ليس ذلك من صفات الإسلام في شئ ، فإن الإسلام دين التوحيد ، و التوحيد يدعوا إلي الوحدة و التعاون و تضافر الجهود ، و كل ذلك يستدعي صفاء النفوس و طهارة القلوب حتي يسعد المجتمع ، و لسلفنا الصالح رضوان الله عليهم طرق كثيرة في إحباط مسعي الدساسين الذين يعيشون في الظلام كالخفافيش و الهوام و يصطادون في الماء العكر إبتغاء الفتنة و التشفي و حباً في الإيذاء و لو للأبرياء ، فقد روى أن عمر بن عبد العزيز جاءه من يوقع بينة و بين أحد أصحابة بالوشايه و النميمة فقال : ( يا هذا إن سئت استدعيناه ثم جابهناه ) فقال الواشي ( عائذ بك بأمير المؤمنين و الله لن أعود إلى ملها أبداً ) .
فحري بنا يا أحباب أن نقتدي بالرسول صلَّى الله عليه و سلم في هديه و أن يقول كل منا لخاصته و لأصحابه كما قال عليه السلام لأصحابه ( لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئا ، فإنى أحب أن أخرج إليهم و أنا سليم الصدر ) .
و ليعلم كل من يؤمن بالله و اليوم الآخر أن سلامة الصدر تتنافي مع الحقد الذى هو الإنطواء على البغضاء و اجتمار الشر للناس فإن ؤسول الله صلَّى الله عليه و سلم يقول ( المؤمن ليس بحقود ) ، فانظروا يا أحباب كيف نعى رسول اللله صلَّى الله عليه و سلم على الحقد فدلنا بذلك على أن لا يجمع الإيمان معه في قلب واحد و حسبك في ذلك دلالة على أن صفة الحقد من أكبر الكبائر عند الله و أن صاحبها لا ينال رضى الله و لا فضله ، و لا غرو فإن الإسلام يدعوا إلي الحب و السلام ( إياكم و الظن فإن الظن الكذب الحديث و لا تحاسدوا ولا تباغضوا و لا تدابروا و كونوا عباد الله إخوانا كما أمركم ، المسلم اخو المسلم لا يخذله و لا يظلمة و لا يحقره التقوى ههنا - و أشار إلي صدره الشريف - بحسب أمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه ) .
فلا يجتمع في قلب إنسان سلامة الصدر مع الحسد الذى هو تمنى زوال نعمة الغير بحث لا يحب الحسود أن يرى على غيره نعمة أنعم الله بها عليه ، و هو من ثمرات الحقد و الضغينة على عباد الله و قد قال تعالي : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم من فضله ) .
و الحسد من الأدوات الفتاكة و الأمراض الخبيثة في المجتمع و قد عرف أن الحاسد لا يبالى أن ينكل بمحسوده شر تنكيل ، فهو لا ينتهز فرصه دس أو مؤامرة أو إغراء إلا فعلها و قد يكون في ذلك القضاء على الحاسد و المحسود أو على اسرهما فإذا كثر الحاسدون في أمة من الأمم سادت فيها الفوضي و لا سيما إذا كان لها اعداء ، و ما أكثر ما يسمع الناس و يشاهدون من ضحايا هذا الداء الوبيل و لاسيما في الجهة التي يكثر فيها الجهل و يقل التدين و إن البلاء في هذا الداء لا يقتصر على تمني زوال النعم الدنيوية المادية ، بل أنه يفسد قلب صاحبه حتى يجعله يتمني زوال نعمة العقيدة السليمة عن غيره كما حكي الله تعالى عن طائفة من اليهود انهم يتمنون أن يروا المؤمنين كفاراً فقال سبحانه : ( ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم ) .
و لقد كان دعاء الصحابة رضى الله عنهم أن سألوا الله تطهي قلوبهم من الغل من المؤمنين كما حكي الله عنهم في قوله عز و جل : ( يقولون ربنا إغفر لنا و لأخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ) .
و لقد صور رسول الله صلَّى الله عليه وسلم الحسد في صورة تنفر منه كل نفس منها الإيمان و خالطها الإسلام فقال : ( الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) .
و حكم ببقاء الخير في الناس ما سلمت صدورهم من الحسد فقال : ( لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا ) ، كما تبرأ ممن كان فيه شائبة من الحسد أو النميمة أو الكهانة فقال : ( ليس مني ذو حسد و لا نميمة و لا كهانه و لا أنا منه ) . ثم تلا سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وس لم قوله تعالى : ( و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما أكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبينا ) .
و ليس هناك أقوى في بيان إحباط العمل بهذه الأفعال الممقوتة من تصوير النبي صلَّى الله عليه و سلم لذلك في قوله : ( رب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد و البغضاء هي الحالقة أما أنى لا أقول تحلق الشعر و لكن تحلق الدين ) . صدق سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه و سلم .
أخي المسلم و أختي المسلمة : لعل في هذا كله ما يحفزك على أن تنقى صدرك من كل حسد و بغضاء و أن تعلم أن دينك ليس طقوساً من ظواهر الصلاة و الصوم و ما إلى ذلك فإن هذا الدين نفس طيبة و قلب سليم و حب لعباد الله و تمن الخير و سعى فيه ، إن هذا الدين يطلب من كل من ينتسب إليه أن يطهر قلبه من كل حقد و حسد و بغضاء و أن تسلم جوارحه من كل إفساد و إيذاء حتى يأتى الله بقلب سليم .
ليس في هذا الدين أن تكون من الذين وصفهم الله سبحانه و تعالى فقال ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبة و هو ألد الخصام و إذا توله سعى في الأرض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد ) .
فاجعل نصب عينيك للدين الصحيح قوله صلَّى الله عليه و سلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم و أبدانكم و لكن ينظر إلي قلوبكم و أعمالكم ) .
صدق سيدنا و حبيبنا رسول الله صلَّى الله عليه و سلم
[/color]

فهذه نصيحتي...
ولن تكتمل فرحتي ، إلا إن زالت بها معصيتي ، و أعانتني على شقوتي ...
فيا رب تقبل مني هذا العمل ، وأهد قارئه لترك العلل و التمسك بالسنن ، فإن أخطأت فإني أبرأ إليك ربي من الزلل ، وإن أصبت فأنت الأعلم وأنت الأجل ، ولك اللهم المثل الأعلى إن قيل المثل!

قال تعالى : { إن تعذِّبهمْ فإنَّهُم عبادُكَ وإن تغفر لَهُمْ فإنكَ أَنتَ العزيز الحكيم } ...
صدق الله العظيم
والحمد لله على ما صنع ، وما أعطى وما منع ، وما أعـزّ وما وضع ، ما صَدح مُغرّدٌ أو هَجع.ربُّ الأرض والسماوات ، وما بينهما من كائنات ...
سبحانه المُـتعالي ... يسرّ اختزالي ... لمقالي في هذه الكلمات ...


[align=center]أخوكم في الله
خادم العلم الشريف
هاني ضوّه[/align]

الكاتب:  محبة آل البيت [ الأربعاء مايو 04, 2005 2:36 pm ]
عنوان المشاركة: 

[font=Arial]لو يسمح لى الأخ هانى

أن أنقل هنا هذه القصة التى استوقفتنى فى كتاب النية والإخلاص والصدق ـ من كتاب إحياء علوم الدين ، فهى تبين مدى أهمية دقة تحرى إخلاص النية لله قبل فوات الأوان

يروى عن بعضهم قال : غزوت في البحر
فعرض بعضنا مخلاة
فقلت : أشتريها فأنتفع بها في غزوى ، فإذا دخلت مدينة كذا بعتها فربحت فيها فاشتريتها
فرأيت تلك الليلة في النوم كأن شخصين قد نزلا من السماء
فقال أحدهما لصاحبه : اكتب الغزاة
فأملي عليه : خرج فلان متنزها ، وفلان مرائيا ، وفلان تاجرا ، وفلان في سبيل الله
ثم نظر إلي وقال : اكتب فلان خرج تاجرا
فقلت : الله الله في أمري ما خرجت أتجر ، وما معي تجارة أتجر فيها ، ما خرجت إلا للغزو
فقال: يا شيخ قد أشتريت أمس مخلاة تريد أن تربح فيها
فبكيت وقلت : لا تكتبونى تاجرا
فنظر إلى صاحبه وقال : ما ترى
فقال : اكتب خرج فلان غازيا إلا أنه اشترى فى طريقه مخلاة ليربح فيها حتى يحكم الله عز وجل فيه بما يرى .
[/font]

الكاتب:  سلفية تائبة [ الأربعاء مايو 04, 2005 10:26 pm ]
عنوان المشاركة: 

[fot] ما أروع الدرس أو النصيحة أو الموعظة
حين تتابعه بقصة أو حدث أو واقع حدث .. !
فان له أبلغ الأثر .. .
شكرا لهذا التتابع الجيد .
[/fot]

الكاتب:  هاني ضوّه [ الأربعاء مايو 11, 2005 8:22 pm ]
عنوان المشاركة: 


أختي محبة أهل البيت رضى الله عنهم
أكرمكِ الله و يسر لكِ الخير حيثما كان ، و أعطاكِ سؤلكِ من الخير في الدنيا و الآخرة

نعم أختاه ،،، كتاب إحياء علوم الدين من روائع كتب التراث ،،، فيه صفاء عجيب ،،،
أخبار الأولياء و الصالحين ملأت أركانه أنوار ،،،
أحرصي عىل فكما قال شيوخنا في الفقه الشافعي : من لم يقرأ الإحياء فهو من الأموات .
أحيا الله قلبك و قلوبنا بحب سيدنا و مولانا محمد صلَّى الله عليه و آله و سلم .


_______________

الكاتب:  هاني ضوّه [ الأربعاء مايو 11, 2005 8:25 pm ]
عنوان المشاركة: 


رزقكِ الله يا أماه الولاية الكبري ، و فتح عليكِ فتوح العارفين و يسر لنا جميعاً رؤية مولانا و حبيبنا و قرة أعيننا سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلم و زادنا معكم آمين ...

مـــشــتـــاقــون يــــا رســـول الـلـه

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/