[font=Arial][align=justify][align=justify][color=#003300]الاخوه والاخوات نبداء بعون الله وتوفيقه استعراض الجزء الثاني من اداب المريدين عند الامام الشعراني وهي اداب المريد مع شيخه ونقول بأذن الله تعالي[/align]
[light=#undefined][align=center]الباب الثاني في بيان نبذة من اداب المريد مع شيخه[/align][/light] اعلم يا اخي ان عمدة الادب مع الشيخ , هو المحبه له , فمن لم يبالغ في محبة شيخه شيخه بحيث يؤثره علي جميع شهواته لا يفلح في الطريق لان محبة الشيخ انما هي مرتبة ادمان يترقي منها المريد الي مرتبة الحق جل وعلا ومن لم يحب الواسطه بينه وبين ربه التي من جملتها وساطه سيدنا رسول الله صلي الله عليه واله وسلم فهو منافق والمنافق في الدرك الاسفل من النار والعياذ بالله
اذا تعذر عليه الفتح لام نفسه : ومن شانه اذا تعذر عليه الفتح ان يقيم لشيخه العذر ويجعل اللوم علي نفسه دون شيخه . ويقول النقص مني وقد قال تعالي لسيد المرسيلين (انك لا تهدي من احببت ) وان كان هذا سيد المرسلين فكيف شيخي
لا يصح دخول الطريق بدون التوبه : وكان ابو علي الدقاق رحمة الله تعالي عليه يقول : اذا لم يكن للمريد استاذ يأخذ منه الطريق نفسا بنفس والا فهو عابد لهواه واجمعوا علي انه من لم يتب علي يد شيخه من جميع الزلات سرها وجهرها صغيرها وكبيرها ويرضي جميع خصومه لا يفتح له من هذا الطريق شئ فان طريق القوم كلها حضره مع الله تعالي وكان القشيري رحمة الله عليه يقول : يجب علي المريد ان يصحح عهده بينه وبين الله تعالي ان لا يخالف شيخه في كل ما يشير به عليه فان الخلاف للمريد ضرر عظيم ومن ابتداء الطريق علي مخالفة شيخه لم يزل يخالفه في مستقبل الزمان فيجب عليه عدم الاعتراض علي شيخه بقلبه اذا استعمله في نزح المرحاض ويقول القشيري ايضا : كل مريد خطر بباله ان له في الدنيا والاخره قدا وقيمه او علي وجه الارض احد من المسلمين دونه في الدرجه لم يصح له في الاراده قدم وذلك لان المريد انما يجتهد في العباده ليحصل له الذل و المسكنه بين يدي الله عز وجل لا الجاه والعز بين الناس
المريد لا يكتم شيئا من احواله علي شيخه : من شان المريد الا يكتم شيئا من احواله الظاهره والباطنه عن شيخه حتي الخواطر التي استفرت عنده ومتي كتم عن شيخه شيئا عن شيخه فقد خانه في الصحبه وكان عليه تجديد الصحبه ان ارادها والمراد بما قلنا الامور التي يحصل بها الترقي عاده في الطريق من ذكر علل الطريق دون الامور العاديه واجمعوا علي انه اذا حصل من المريد مخالفه لاشاره شيخه او جنايه علي احد من الخلق بغير حق كان عليه ان يقر بين يدي شيخه بما فعل غلي الفور ويستسلم لحكم شيخه من العقوبات للنفس واجمعوا الا يجوز للشيخ التجاوز عن زلات المريد ويجب علي الشيخ ان يأمر المريد ان يذكر الله تعالي بقلبه ولسانه بشده و عزم فاذا تمكن من ذلك يأمره ان يسوي في الذكر بين قلبه ولسانه ويقول له اثبت علي استدامة هذا الذكر كأنك بين يدي ربك ابدأ بقلبك ولا تجر عل لسانك غير الاسم الذي لقنته لك ما امكنك ولا تترك الذكر حتي يحصل لك منه حال وتصير اعضائك كلها ذاكره لا تقبل الغفله عن الله تعالي وهناك من الاولياء من يلقنون المريد الصلاه علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه واله وسلم ولكن الجمهور علي تلقين الاسماء الحسني فقط المريد لا يفعل مع شيخه ما يغضبه : ومن شأن المريد ان يفعل مع شيخه ما يوحش قلبه منه فان الله تعالي قد يغضب لغضب الشيخ ويرضي لرضاه لانه قد يكون اعظم حرمه من والد الجسد وايضاح ذلك ان الشيخ لا يأمر المريد الا بنا امر الله تعالي فمن خالفه خالف الشارع صلي الله عليه واله وسلم ووقع في غضب الله بحسب تلك المعصيه صغيره ام كبيره ويجب علي المريد ان يسعي لشيخه فأن لم يكن موجودا في بلدته يسافر له اينما كان ولا يبرح بابه حتي يفتح له وان يتأدب معه قال القشيري رحمه الله تعالي : يجب علي كل من زار شيخا ان يدخل عليه بالحشمه والحرمه وان اهله الشيخ لشئ من الخدمه عد ذلك من جزيل الشكر وان يحذر من ان ميزان عقله الجائر علي من يدخله عليه من الاشياء فربما مقته الشيخ فلا يفلح بعدها ابدا قال سيدي محمد الشناوي : مما انعم به الله علي اني ما دخلت علي شيخ قط الا وميزان عقلي مكسور واري نفسي تحت نعاله فلا اخرج من عنده الا بمدد او فائده من اداب الطريق استئذان شيخه : من شأنه الا يخرج للحج الا بأذن شيخه فان معرفة الادب مع رب البيت مقدمه علي معرفة ادب البيت فمن سافر الي البيت بدون معرفته بصاحب البيت المعرفه التي يعرفها القوم فقد اخطأ طريقهم وام يحصل له امدادها وغاية امر من يحج بلا اذن شيخه تفرقه قلبه من واد الي واد ولو انه ارتحل بأشاره شيخه خطوه واحده لكان له افضل من الف سفره بجهل
من شأن المريد ان يعتقد في شيخه الكمال : ومن شان المريد ان يعتقد في شيخه الكمال وذلك بأنه يعتقد فيه انه اعلم منه بالطريق والشريعه والحقيقه ولكن لا يبالغ في كماله بحيث يرفعه الي مقام العصمه وقد قال الامام القشيري رحمه الله : لا ينبغي للمريد ان يعتقد في شيخه واضرابه العصمه واما الواجب عليه الانقياد لهم فيما يأمرونه من الخير ويذرهم واحوالهم مع احسانه الظن بهم ويراعي مع الله حدوده فيما يتوجه عليه من الامور وما وصل اليه مع علم الشريعه يكفيه التفرقه بين المحمود والمذموم فيعمل بما حققه ويستفتيهم فيما اشكل عليه قال : ومن اصدق دليل علي سعادة المريد قبول قلوب المشايخ له وكل من رده قلب شيخ من الاشياخ المتحققين فلابد ان يري عاقبه ذلك ولو بعد حين
المريد لا يتكدر مما يكلفه به شيخه : ومن شأنه اذا اقامه شيخه في خدمه او سفرا او حضر دون ان يحضر مجالس الذكر ان لا يتكدر مما يكلفه به شيخه انما يستعمله فيما يراه خيرا له من سائر الوجوه ومن تكدر او رأي ان شيخه بغير ذلك افضل فقد نقض عهد شيخه فان الشيخ امين من جهة سيدنا رسول الله صلي الله عليه واله وسلم علي امته ومطالب ان بأن يفعل معه ما يرقيهم و ينهاهم عما يوخرهم في المقامات فقد يكون ما يطلبه المريد يورثه عجبا او رياء شهوه او يبتغي به ثناء ومدحا بين الناس فيخسر مع الخاسرين وقد بلغنا ان سيدي ابراهيم المواهبي لما جاء الي سيدي ابي المواهب يطلب منه الطريق الي مقدمه الادب مع الله تعالي امره ان يجلس في الاسطبل يخدم البغله ويقضي حوائح البيت وقال له احذر ان تجلس مع القوم تقراء حزب او علم فأجابه الي ذلك فمكث سنين حتي دنت وفاة لاشيخ فتطاول اكابر اصحابه للاذن لهم بالخلافه من بعده فقال ائتوني بأبراهيم فأتوه به ففرش سجاده وقال له تكلم علي اخوانك في الطريق فابدي لهم العجائب و الغرائب حتي انبهرت عقول الحاضرين فرجع كل من تطاول للخلافه من بعده ولم يظهر منهم شئ من احوال الطريق وبذلك كان سيدي ابراهيم الخليفه من بعده فاعلم ان معرفه الامور التي يقع بها الفتح راجعه الي الشيخ لا المريد قال الامام القشيري : واذا امر الشيخ المريد ان يخدم اخوانه كان علي المريد ان يخلص نيته في ذلك ويصبر علي جفاهم له مع شدة خدمته لهم ووعدم حمدهم له وينبغي ان يعتذر لهم ويقيم لهم العذرعلي نفسه ويقول انا الظالم الذي لم يعمل علي مرادكم حتي جفوتموني ويقر بالجنايه علي نفسه ولو علم انه برئ مالم يكن في ذلك تعزيز واجب فان اقراره علي نفسه بذلك من غير يقع منه ظلم للنفس وذلك حرام [/align][/font][/color]
[saa][fot]يتبع ان شاء الله [/fot][/saa]
_________________ يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمـم
و لن يضيق رسول الله جاهك بي إذا الكريم تجلـى باسـم منتقـم
|