بسم الله الرحمن الرحيم
مَحَمَّدٌ سَيِّدُ الْكَوْنَيْنِ وَالثَّقَلَيْنِ *** وَالْفَرِيْقَيْنِ مِنْ عَرَبٍ وَّمِنْ عَجَمِ
نَبِيُّنَا الآمِرُ النَّاهِي فَلاَ أَحَدٌ *** أَبَرَّ في قَوْلِ لاَ مِنْهُ وَلاَ نَعَمِ
هُوَ الْحَبِيبُ الَّذِي تُرْجٰى شَفَاعَتُهُ *** لِكُلِّ هَوْلٍ مِّنَ الأهْوَالِ مُقْتَحِمِ
دَعَا إِلَى اللهِ فَالْمُسْتَمْسِكُونَ بِهِ *** مُسْتَمْسِكُونَ بِحَبْلٍ غَيْرِ مُنْفَصَمِ
فَاقَ النَّبِيِّيْنَ فِي خَلْقٍ وَّفي خُلُقٍ *** وَّلَمْ يُدَانُوهُ في عِلْمٍ وَلاَ كَرَمِ
وَكُلُّهُمْ مِّن رَّسُولِ اللهِ مُلْتَمِسٌ *** غَرْفًا مِّنَ الْبَحْرِ أَوْ رَشْفًا مِّنَ الدِّيمِ
وَوَاقِفُونَ لَدَيهِ عَنْدَ حَدِّهِمِ *** مِن نُّقْطَةِ الْعِلْمِ أَوْ مِنْ شَكْلَةِ الْحِكَمِ
فَهُوَ الَّذِي تَمَّ مَعْنَاهُ وَصُورَتُهُ *** ثُمَّ اصْطَفَاهُ حَبِيبًا بَارِىءُ النَّسَمِ
مُنَزَّهٌ عَنْ شَرِيكٍ في مَحَاسِنِهِ *** فَجَوهَرُ الْحُسْنِ فِيهِ غَيرُ مُنْقَسَمِ
دَعْ مَا ادَّعَتْهُ النَّصَارٰى في نَبِيِّهِم *** وَاحْكُمْ بِمَا شِئْتَ مَدْحًا فِيهِ وَاحْتَكَمِ
وَانْسُبْ إِلَى ذَاتِهِ مَا شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ *** وَّانْسُبْ إِلىَ قَدْرِهِ مَا شِئْتَ مِنْ عِظَمِ
فَإِنَّ فَضْلَ رَسُولِ اللهِ لَيسَ لَهُ *** حَدٌّ فَيُعْرِبُ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَمِ
لَوْ نَاسَبَتْ قَدْرَهُ آيَاتُهُ عِظَمًا *** أَحْيَى اسْمُهُ حِينَ يُدْعٰى دَارِسَ الرِّمَمِ
لَمْ يَمْتَحِنَّا بِمَا تَعْيَ الْعُقُولُ بِهِ *** حِرْصًا عَلَينَا فَلَمْ نَرْتَبْ وَلَمْ نَهِمِ
أَعْيَ الْوَرٰى فَهْمُ مَعْنَاهُ فَلَيْسَ يُرٰى *** لِلْقُرْبِ وَالْبُعْدِ فِيهِ غَيرُ مُنْفَحِمِ
كَالشَّمْسِ تَظْهَرُ لِلْعَينَينِ مِنْ بُعْدٍ *** صَغِيرَةً وَّتَكِلُّ الطَّرْفُ مِنْ أَمَمِ
وَكَيفَ يُدْرِكُ في الدُّنْيَا حَقِيقَتَهُ *** قَومٌ نِّيَامٌ تَسَلَّوا عَنْهُ بِالْحُلُمِ
فَمَبْلَغُ الْعِلْمِ فِيهِ أَِنَّهُ بَشَرٌ *** وَأَنَّهُ خَيرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ
وَكُلُّ آيٍ أَتَى الرُّسُلُ الْكِرَامُ بِهَا *** فَإِنَّمَا اتَّصَلَتْ مِن نُّوْرِهِ بِهِمِ
فَإِنَّهُ شَمْسُ فَضْلٍ هُمْ كَوَاكِبُهَا *** يُظْهِرْنَ أَنْوَارَهَا لِلنَّاسِ في الظُّلَمِ
أَكْرِمْ بِخَلْقِ نَبِيٍّ زَانَهُ خُلُقٌ *** بِالْحُسْنِ مُشْتَمِلٍ بِالْبِشْرِ مُتَّسِمِ
كَالزَّهْرِ في تَرَفٍ وَّالْبَدْرِ في شَرَفٍ *** وَالْبَحْرِ في كَرَمٍ وَّالدَّهْرِ في هِمَمِ
كَأَنَّهُ وَهُوَ فَرْدٌ في جَلالَتِهِ *** في عَسْكَرٍ حِينَ تَلْقَاهُ وَفي حَشَمِ
كَأَنَّمَا اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ في صَدَفٍ *** مِن مَّعْدِنَى مَنْطِقٍ مِّنْهُ وَمُبْتَسَمِ
لاَ طِيبَ يَعْدِلُ تُرْبًا ضَمَّ أَعْظُمَهُ *** طُوبَى لِمُنْتَشِقٍ مِّنْهُ وَمُلْتَثِمِ
أَبَانَ مَوْلِدَهُ عَنْ طِيْبِ عُنْصُرِهِ *** يَا طِيْبَ مُبْتَدَإٍ مِّنْهُ وَمُخْتَتَمِ
يَوْمٌ تَفَرَّسَ فِيْهِ الْفُرْسُ أَنَّهُمُ *** قَدْ أُنْذِرُوا بِحُلُولِ الْبُؤْسِ وَالنَّقَمِ
وَبَاتَ إِيوَانُ كِسْرىٰ وَهْوَ مُنْصَدِعٌ *** كَشَمْلِ أَصْحَابِ كِسْرىٰ غَيْرَ مُلُتَئِمِ
وَالنَّارُ خَامِدَةُ الأَنْفَاسِ مِنْ أَسَفٍ *** عَلَيْهِ وَالنَّهْرُ سَاهِي الْعَيْنِ مِنْ سَدَمِ
وَسَاءَ سَاوَةَ أَنْ غَاضَتْ بُحَيْرَتُهَا *** وَرُدَّ وَارِدُهَا بِالْغَيْظِ حِيْنَ ظَمِ
كَأَنَّ بِالنَّارِ مَا بِالْمَاءِ مِنْ بَلَلٍ *** حُزْنًا وَّبِالْمَاءِ مَا بِالنَّارِ مِنْ ضَرَمِ
وَالْجِنُّ تَهْتِفُ وَالأَنْوَارُ سَاطِعَةٌ *** وَالْحَقُّ يَظْهَرُ مِنْ مَّعْنىً وَّمِنْ كَلِمِ
عَمُّوا وَصَمُّوا فَإِعْلانُ الْبَشَآئِرِ لَمْ *** تُسْمَعْ وَبَارِقَةُ الإِنْذَارِ لَمْ تُشَمِ
مِنْ بَعْدِ مَا أَخْبَرَ الأَقْوَامَ كَاهِنُهُمْ *** بِأَنَّ دِيْنَهُمُ الْمُعَوَّجَ لَمْ يَقُمِ
وَبَعْدَ مَا عَايَنُوا في الأُفُقِ مِنْ شُهُبٍ *** مُّنْقَضَّةٍ وَّفْقَ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ صَنَمِ
حَتَّى غَدَا عَنْ طَرِيْقِ الْوَحْيِ مُنْهَزِمٌ *** مِّنَ الشَّيَاطِيْنِ يَقْفُوا إِثْرَ مُنْهَزِمِ
كَأَنَّهُمْ هَرَبًا أَبْطَالُ أَبْرَهَةٍ *** أَوْ عَسْكَرٌ بِالْحَصٰى مِنْ رَّاحَتَيْهِ رُمِ
نَبْذًا بِهِ بَعْدَ تَسْبِيحٍ بِبَطْنِهِمَا *** نَبْذَ الْمُسَبِّحِ مِنْ أَحْشَاءِ مُلْتَقِمِ
_________________ يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم
|