حقيقة المحبة : الميل إلى ما يوافق الإنسان
إما باستلذاذه بإدراكه كحب الصور الجميلة والأصوات الحسنة، والأطعمة والأشربة اللذيذة وأشباهها مما كل طبع سليم مائل إليها لموافقتها له،
أو استلذاذه بإدراك بحاسة عقله وقلبه معاني باطنة شريفة كحب الصالحين والعلماء وأهل المعروف المأثور عنهم السير الجميلة والأفعال الحسنة، فإن طبع الإنسان مائل إلى الشغف بأمثال هؤلاء حتى يبلغ ذلك ما يؤدي إلى الجلاء عن الأوطان وهتك الحرم واحترام النفوس
أو يكون حبه إياه لموافقته له من جهة إحسانه له وإنعامه عليه، فقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها.
قال القاضي: فقد استبان لك أنه- صلى الله عليه وسلم- مستوجب للمحبة الحقيقية شرعا بما قدمناه من صحيح الآثار، لإفاضته الإحسان علينا، من رأفته بنا ورحمته لنا وهدايته إيانا وشفقته علينا، وإنقاذنا من ورطة الجهالة، وإنه بنا رؤوف رحيم، ورحمة للعالمين وقد جمع الله تعالى فيه جميع أسباب المحبة المتقدمة، فإن الله تعالى جمله بجمال الصور الظريفة وبكمال الأخلاق والباطن وبمكارم الإحسان، وكرائم الإنعام.
قال القاضي- رحمه الله تعالى-: فإذا كان الإنسان يحب من منحه في دنياه مرة أو مرتين معروفا. أو أنقذه من هلكة أو مضرة مدة التأذي بها قليل منقطع فمن منحه ما لا يبيد من النعيم ووقاه ما لا يفنى من عذاب الجحيم فهو أولى بالحب، وإذا كان يحب بالطبع ملك لحسن سيرته، أو حاكم لما يؤثر عنه من قوام طريقته، أو قاص بعيد الدار لما يشاد من علمه، أو كرم شيمته، فمن جمع هذه الخصال على غاية مراتب الكمال أحق بالحب وأولى بالميل، وقد قال علي- رضي الله تعالى عنه- في صفته- صلى الله عليه وسلم-: من رآه بديهة هابة ومن خالطه معرفة أحبه.
سبل الهدى و الرشاد 11/433
اللهم بجاه سيدنا و مولانا محمد عندك اجعله أحب إلينا من كل مخلوق و اجعله يا مولانا أحب إلينا من أنفسنا .
اللهم صل على سيدنا و مولانا محمد عبدك و نبيك و رسولك و على آله و سلم
_________________ مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
|