ومن القسم الثانى قوله تعالى:"ومن آياته خلق السماوات وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا شاء قدير "
وقد ذكر الزمخشرى فى تفسير الأية ثلاثة أوجه:
1-أن الدواب فى الأرض وحدها ,ولكن نسبت إلى السماوات والأرض ,مثل قوله تعالى :"يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان"
وإنما يخرج اللؤلؤ والمرجان من البحر المالح.
2-الملائكة تمشى كما تطير ,فتوصف بالدبيب كما يوصف به الناس.
3- أن يكون فى السماوات حيوان يمشى مشى الاناس على الأرض ,سبحان الذى خلق ما نعلم وما لا نعلم من أصناف الخلق.
ويبدو أن الرأى الثالث هو الصواب ,لأنه يتسق مع بقية الآيات.
كذلك من هذا القسم قوله تعالى:"ألا ان لله من فى السماوات ومن فى الأرض:"
وقوله سبحانه:"ألم تر أن الله يسبح له من فى السماوات والأرض ,والطير صافات,كل قد علم صلاته وتسبيحه,والله عليم بما يفعلون"
وقوله تعالى :"ولو أتبع الحق أهوائهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن"
أى لو أتبع الله تعالى أهوائهم لأمر بالشرك والمعاصى ,ولما كان إلهاً,ويعجز عن إمساك السماوات والأرض ولو صار الحق وفق أهوائهم لأنقلب باطلاً .
وقوله تعالى:"أفغير دين الله يبغون,وله أسلم من فى السماوات والارض طوعا وكرها,وإليه يرجعون"
والمراد بالطوع الاقتناع بالأدلة ,والمراد بالكره الاسلام بمعاينة ما يضطرهم إلى الإيمان بالله,كنتق الجبل على بنى إسرائيل وغرق فرعون.
وقوله تعالى :"ألم تر أن الله يسجد له من فى السماوات ومن فى الارض ,والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب,وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب"
والمراد بسجود الشمس والقمر والنجوم والجبال خضوعها لما يحدث فيها من أفعال الله,ولما يجريه عليها من تدبيره,وتسخيره لها ,فكأن هذه المطاوعة
سجود المؤمنين الدال على الخضوع الكامل,أو أن المراد بسجودها وتسبيحها أنها بلسان الحال تدل على الصانع وعلى قدرته وحكمته ,فكأنها تنطق بذلك ,وتنزه الله عما لا يجوز عليه من الشركاء وغيرها.
يتبع بمشيئة الله.