موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

هل فى السماء أحياء؟
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=15783
صفحة 1 من 1

الكاتب:  حتى لا أحرم [ الخميس يناير 16, 2014 4:20 pm ]
عنوان المشاركة:  هل فى السماء أحياء؟

هل يعقل مفكر أن يكون الكون الذى لا يعلم سعته وعظمته ونهايته إلا الله خالياً من مخلوقات حية غير التى على الأرض ؟..

وكيف يعقل مفكر أن يختص الله سبحانه وتعالى هذه الأرض –وهى فى ملكوت الله كذرة فى جبل-بالحياة الماثلة فى الإنسان والحيوان والنبات؟..
فلنستقرىء بعض الآيات التى نستنبط منها أن فى الكون أحياء غير التى على الأرض ,
وسنجد فى قسم من هذه الآيات تعبيراً بكلمة(ما)وهى تدل فى الغالب على غير العقلاء,وقد وصفت هذه المخلوقات بالتسبيح والسجود وبالنزول من السماء والعروج فيها.
وسنجد فى قسم آخر تعبيراً بكلمة (من) وهى تدل فى الغالب على العقلاء ,وقد وصفوا بالدبيب وبالتسبيح والسجود والطاعة والفزع والموت .
ثم نجد فى قسم ثالث ذكراً للملائكة ....
فمن القسم الأول قوله تعالى:"يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها ,وما ينزل من السماء, وما يعرج فيها,وهو معكم أينما كنتم,والله بما تعملون بصير"
وقوله سبحانه :"ألا ان لله ما فى السماوات والأرض,ألا ان وعد الله حق"
وقوله عز وجل:"لله ملك السماوات والأرض وما فيهن ,وهو على كل شىء قدير"
وقوله تعالى:"سبح لله ما فى السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم "
وقوله سبحانه:"ولله يسجد ما فى السماوات وما فى الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون"
وقد ذكر الزمخشرى أنه يجوز أن يكون ما فى السماوات خلق تدب كما تدب الأناس على الأرض ,وقال أن الله خص الملائكة بالذكر من بين الساجدين لأنهم أطوع الخلق وأعبدهم.
وقال فى تفسير قوله تعالى:(سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون),أن الله خلق أصنافاً لم يطلع الناس عليها ,ولم يتوصلوا إلى معرفتها ولا يبعد أن يخلق الله تعالى من الحيوان والجماد ما لم يجعل بعثه طريقاً إلى العلم به,لأنه لا حاجة بهم فى دينهم ودنياهم إلى ذلك العلم,ولو كانت بهم حاجة إلى علمه لأعلمهم ما لا يعلمون
كما أعلم بوجود ما لا يعلمون .
يتبع بمشيئة الله.


الكاتب:  حتى لا أحرم [ الخميس يناير 16, 2014 4:31 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: هل فى السماء أحياء؟

ومن القسم الثانى قوله تعالى:"ومن آياته خلق السماوات وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا شاء قدير "

وقد ذكر الزمخشرى فى تفسير الأية ثلاثة أوجه:

1-أن الدواب فى الأرض وحدها ,ولكن نسبت إلى السماوات والأرض ,مثل قوله تعالى :"يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان"

وإنما يخرج اللؤلؤ والمرجان من البحر المالح.


2-الملائكة تمشى كما تطير ,فتوصف بالدبيب كما يوصف به الناس.


3- أن يكون فى السماوات حيوان يمشى مشى الاناس على الأرض ,سبحان الذى خلق ما نعلم وما لا نعلم من أصناف الخلق.

ويبدو أن الرأى الثالث هو الصواب ,لأنه يتسق مع بقية الآيات.

كذلك من هذا القسم قوله تعالى:"ألا ان لله من فى السماوات ومن فى الأرض:"

وقوله سبحانه:"ألم تر أن الله يسبح له من فى السماوات والأرض ,والطير صافات,كل قد علم صلاته وتسبيحه,والله عليم بما يفعلون"

وقوله تعالى :"ولو أتبع الحق أهوائهم لفسدت السماوات والارض ومن فيهن"

أى لو أتبع الله تعالى أهوائهم لأمر بالشرك والمعاصى ,ولما كان إلهاً,ويعجز عن إمساك السماوات والأرض ولو صار الحق وفق أهوائهم لأنقلب باطلاً .

وقوله تعالى:"أفغير دين الله يبغون,وله أسلم من فى السماوات والارض طوعا وكرها,وإليه يرجعون"

والمراد بالطوع الاقتناع بالأدلة ,والمراد بالكره الاسلام بمعاينة ما يضطرهم إلى الإيمان بالله,كنتق الجبل على بنى إسرائيل وغرق فرعون.

وقوله تعالى :"ألم تر أن الله يسجد له من فى السماوات ومن فى الارض ,والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب,وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب"

والمراد بسجود الشمس والقمر والنجوم والجبال خضوعها لما يحدث فيها من أفعال الله,ولما يجريه عليها من تدبيره,وتسخيره لها ,فكأن هذه المطاوعة

سجود المؤمنين الدال على الخضوع الكامل,أو أن المراد بسجودها وتسبيحها أنها بلسان الحال تدل على الصانع وعلى قدرته وحكمته ,فكأنها تنطق بذلك ,وتنزه الله عما لا يجوز عليه من الشركاء وغيرها.

يتبع بمشيئة الله.


الكاتب:  حتى لا أحرم [ الخميس يناير 16, 2014 4:42 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: هل فى السماء أحياء؟

أما القسم الثالث الخاص بالملائكة فمنه

قوله تعالى:"وكم من ملك فى السماوات لا

تغنى شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله

لمن يشاء ويرضى"


وقوله سبحانه:"ولله يسجد ما فى

السماوات وما فى الأرض من دابة

,والملائكة وهم لا يستكبرون"


وبعد,فإنه يحق لنا أن نستنبط من تلك

الآيات الكريمة ما يخولنا أن نعتقد أن فى

الكون ألواناً من الحياة غير التى نعلمها

وأصنافاً من الأحياء غير الذين نعهدهم

على الارض .


ولكن ما كنة تلك الحياة؟


وما حقيقة أولئك الأحياء؟


إن الله تعالى هو المتفرد بعلم هذا

وذاك,وهو القائل "ويخلق ما لا تعلمون"


المصدر:مجلة التصوف الاسلامى
عدد\سبتمبر 1982 بقلم الدكتور أحمد الحوفى


صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/