موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 220 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 9, 10, 11, 12, 13, 14, 15  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 04, 2014 1:29 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
شكرا لك الأخ الفاضل سبيل الرسول
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 04, 2014 8:53 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 13722
مكان: مصر
في انتظار استكمال الحديث عن الأدب مع الله تبارك وتعالى
أعانك الله وأمدك بمدد سيدنا النبي صل الله عليه وسلم

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 04, 2014 9:04 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
جزاكى الله خيرا الفاضلة خلف الظلال
تقبل الله منكى بحوله وقوته ولكى بمثل وزيادة اللهم امين

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 06, 2014 9:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
قال لى جدى :
بعد حمد الله والصلاة والسلام على نبيه المبعوث رحمة للعالمين
بنيتى هل تعلمى عن عبد مفتوح عليه كما يقولون هذا مكشوف عنه الحجاب كيف يكون حاله وأدبه مع الله :
الأدب مع الله الصمت حتى يأذن الله بالكلام
وعندما يأذن الله فستكون كلمته مسموعة من الناس وستدخل قلوبهم لإنه مأذون له
علمتى أبنتى
تحقيقا لقوله تعالى ويوضع له القبول فى الأرض
القبول لكلمته ،لأمره ،لسعيه ،
وصمته ليس عن تكلف ومجاهدة ليصمت
على العكس هو متجرد لله تعالى على ما اراد لإنه انخلع عن كل ما يشغله عنه سبحانه وتعالى
وحتى كلامه فمن حضرة علوية قدسية
لدرجة إنه وهو يتحدث بحديث لأحبابه يكون خارج عن نفسه ينساب الكلام على شفتاه من دون أن يدرى أين مبدأه وأين منتهاه
وعندما يعود لآدميته لإنه قبل كان روحانى محلق ، قد ينبأه أحد أحبابه بما قال فيكون رده أأنا قلت هذا
فيا ابنتى هؤلاء قوم اختارهم الله لحضرته فأدبهم وعلمهم وزكاهم
أدبهم شئ أخر غير ما نعى ونعلم
حياءهم شئ أخر غير ما نعى ونعلم
صمتهم ،تفكرهم ،
وللكلام بقية بنيتى

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 09, 2014 11:17 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
قال لى جدى :
بعد الحمدلله والصلاة والسلام على نبيه الأمين المبعوث رحمة للعالمين نكمل بنيتى ما أفردناه من
حديث الأدب مع الله ومع نبيه عليه السلام ومع خلقه
عندما قال الله تعالى :
 {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]
يرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى معاملة الناس بالحسنى بدءا
ثم يبين لنا ويفصل كيف تكون المعاملة بالحسنى


قآل آلله تعآلى :- {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]
يرشدك الله سبحانه وتعالى إلى كظم الغيظ وتحمل الأذى من الخلق
فيكون ثمرة هذا الخلق الكريم تحول العداوة إلى محبة وإخاء
وهنا ملمح لا نغفل عنه بنيتى
هذه الحالة فقط يكون منبعها منكى بنيتى
بمعنى أن العلة يكون منبعها ومبدأها عند الذى سيدفع بالتى هى أحسن لذا ينقلب الحال إلى إخاء ومحبة
كمثل أن يكون الإنسان متحامل كثيرا على أخيه بسبب غضبه منه
أو سوء فهمه ماذا يقصد
أوعدم تقارب أسبابه
هذا له دافع والآخر له دافع آخر مناقض
أو عدم وضعك مكان الآخر فلا تعطيه عذار كافيا فيما فعل وبدر منه
كل هذه الأمثلة تنطبق على هذه الأية الكريمة
ويكون الحاصل أن من سيتحول إلى ولى حميم له أسبابه التى أخذت فى الإعتبار وكانت سببا فى تحمله وكظم الغيظ عنه
وهذا بنيتى لإنه يوجد حالات لا ينطبق عليها هذه الآية الشريفة
كمثل إسترجاع الحقوق وعدم التغاضى عنها
ومثل الأرواح جنود مجندة من تعارف منها إإتلف ومن تنافر منها اختلف
وأمثلة أخرى كثيرة بنيتى
وعيت بنيتى
نعم جدى


قآل آلله تعآلى :- {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} [الإسراء: 53]
هنا تدعيم لما أفردته لكى بنيتى فى لطيفة الأية السابقة
إن الشيطان ينزغ بينهم ، هنا ينتبه الإنسان لنزغه ولا يجعله يوقع العداوة بينه وبين الأخرين وهوغافل عنه
ولذا أمرنا الله فى الأية السابقة
إدفع بالتى هى أحسن



قآل آلله تعآلى :- {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النساء: 148]
ثم تأتى هذه الأية الشريفة تعلمنا أدب آخر من آداب الإسلام
لا يحب الله الجهر بالسوء
فالسوء يندرج تحته الكثير والكثير من الأفعال
فمعاصى يسترها الله على الإنسان فيصبح ويجاهر بها
فهذا من السوء بل هو أسوء السوء

عبد فعل معصية ورأيتها منه فأفشيتها على الملأ فهو من السوء
لإنه قد يرجع عنها ويتوب وبفعلتك هذه سددت أمامه باب الرجوع عن معصيته
وشنته بين الناس
وكان شيخى دائما ما يقول لى لا تلوم على أحد لا تدرى إن وضعت مكانه ماذا كنت ستفعل
ثم يقول جل وعلا إلا من ظلم
هذا لإن من ظلم له أبواب كثيرة يدقها ليأخذ حقه وكما بلغ نبينا صلى الله عليه وسلم عن رب العزة
الساكت عن الحق شيطان أخرص
فلهذا شرع الله تعالى المجاهرة فى الظلم
وإلا فمن الظلم الظلم المعنوى الذى ليس له أبواب تدق
وهنا ليس للعبد سوى باب واحد يقصده وهو باب الكريم الذى لا يخيب من رجاه


قآل آلله تعآلى :- {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} [الحج: 24]
ثم يحثنا الله بنيتى عن صفات من تحلى بالأدب مع الله ورسوله عليه السلام
فيقول عز وجل
وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد

قآل آلله تعآلى :- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [الحجرات: 11 - 13]
ثم تعود الآيات لتفصل لنا الأخلاق الذميمة التى لابد لنا أن نجتنبها
ليكون من يقترفها يندرج تحت الظالمين والفاسقين والآثمين والآكين لحوم الناس ميتة
ومن الأحاديث التى تعضد الآيات الشريفة


 عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((ما مِن شيءٍ أثقلَ في ميزان المؤمنِ يومَ القيامة مِن حُسن الخُلق، وإنَّ الله ليُبغض الفاحشَ البذيء))؛ رواه الإمام أحمد، والترمذي

.ومن وصايا النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - للصحابيين الجليلين أبي ذر ومعاذ بن جبل - رضي الله عنهما - أنه قال: ((اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)).

وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ). وقال أيضا:{ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً } [رواه أحمد وأبوداود].

{ أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً } [رواه الطبراني]. 

بنيتى ما أعظم حسن الخلق فى الميزان يوم القيامة
ولا تنسى بنيتى حسنات المؤمنين سيئات المقربين
بمعنى عند أل الله يوجد أشياء يرونها من أعظم وأشد الأدب مع الله سبحانه وتعالى
فمثلا أستقبالهم للقبله عند تلاوة القرآن أو قرأة وردهم اليومى مع الوضوء والخشوع والحضور عند التلاوة
من أعظم الأدب مع الله تعالى
المسلم البسيط قد لا يتحرى استقبال القبلة أثناء تلاوة القرآن
كذلك حرصهم على الوضوء على الدوام من المسلمات عندهم
لدفع الشيطان والوساوس
،الجمع على الله تعالى بالكلية فى جميع الأوقات على طهارة ظاهرية وباطنية
المسلم البسيط قد يعييه الحفاظ على الوضوء ويشق عليه
ويتساهل فيه
لذا لما أصبح آل الله بهذا المسمى
لما أخذوا نفسهم بالشده وبالحزم أبتغاء مرضاة الله والقرب من حضرته
حتى يأذن لهم بدخولها
بنيتى هذا قليل من كثير
أفاض الله علينا وحلانا بالأدب معه جل وعلا
وبالأدب مع نبيه صلى الله عليه وسلم
ومع خلقه اللهم امين
وللحديث بقية

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 12, 2014 6:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
قال لى جدى :
بعد الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله المبعوث رحمة للعالمين
نستكمل بنيتى باقى حوارنا عن الأدب مع الله تعالى ومع نبيه صلى الله عليه وسلم ومع خلقه
عندما قال الله تعالى :

( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وانتم لا تشعرون)
{ ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض} ، كما قال تعالى: { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً} ، وقوله عزَّ وجلَّ: 
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمْتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ}
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
كل هذه الآيات بنيتى يعلمنا بها الله تعالى كيف يكون الأدب مع رسوله صلى الله عليه وسلم
وهنا ملمح ألا وهو أن النداء من الله تعالى للمؤمنين أنتبهى بنيتى
وهذا لإن المؤمن مهيأ لإستقبال الأوامر الإلهية من الله بالرضا والقبول لإنه يحبه ويخشاه
فأنتبه أيها المؤمن ولا ترفع صوتك فوق صوت نبيك فليس من الأدب أن يعلو صوتك عليه وهو المبجل والمجتبى والمحتفى به من ربه
الذى لا يعلم قدره غيره لذا ينبهك الله تعالى لإن عيناك تراه بشر كمثل البشر وهوليس كذلك.
لذا كان أدب آل الله مع الحبيب صلى الله عليه وسلم ظاهريا وباطنيا أيضا
فحكم الظاهر أن لا يرفعوا صوتهم فوق صوته ولا فى حضرته وإن أنتقل إلى الرفيق الأعلى
لإنه حى يرزق فى قبره ومدده لأمته سارى ونوره فى الكون يملأه
فكان أدبهم فى الباطن أيضا أن لا تحدثهم أنفسهم بشئ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه سؤ أدب مع حضرته الشريفة
كمثل إنه بشر مثلنا
أو إنه توفاه الله فلم يعد بين أظهارينا ليشفع لنا ويمددنا بمدده
فكل هذا من سؤ الأدب مع الحضرة النبوية الشريفة
ثم عندما قال الله تعالى :
 (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) (الأنعام: 125) .
هذه الآية فيها ملمح لطيف ألا وهو
وصف الله تعالى من يصعد فى السماء فإنه يكون صدره ضيقا حرجا
وهذا لإن الإنسان حينها يكون عكس الجاذبية التى تشده إلى أسفل فيشعر حينها بهذا الضيق
هذه الآية الكريمة تذكرنا بمعراج النبى لتضعنا أمام عظمته وإنه ليس كمثلنا كما يدعى البعض ليقلل من جنابه الشريف
فعندما عرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء السابعة حتى سدرة المنتهى
هل كان على بشريته التى خلقه الله عليها وإن كانت بشريته التى خلقه الله عليها
ليست كمثل هيئة البشر فهو مختلف صلى الله عليه وسلم عنهم لإنه
هو من أدبه ربه فأحسن تأديبه
ولإنه حبيب رب العالمين
ولإنه خاتم النبين
ولإنه رأى ربه
ولأنه كان قاب قوسين أو أدنى
ولإنه رأى خبريل عل صورته
ولإنه ما زاغ البصر وما طغى
ولأنه صاحب اللواء المحمود
ولإنه الشفيع
ولإنه النذير
ولإنه البشير
ولإنه الرحمة المهداة
إذا فرسول الله كان على غير الهيئة البشرية التى خلق عليها عندما صعد إلى ربه
والدليل إنه تحمل الصعود لأعلى الذى يضيق منه الصدر ويكون حرجا ضيقا
ما أعظمك يا رسول الله صلى الله عليك وسلم
حقا لا يعلم قدرك إلا ربك
ولهذا لابد لنا أن نستشعر كل هذه المعانى حتى نشتشعر عظمة الحبيب فى قلوبنا
ونتحلى بالأدب اللازم مع جنابه الشريف
وإلى لقاء بنيتى

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 19, 2014 7:43 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
قال لى جدى :
بعد الحمدلله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم
بنيتى عندما قال الله تعالى :
"أتقوا الله ويعلمكم الله"
عندما نسمع هذه الآية الكريمة يبدر إلى أذهاننا مباشرة هذه الخاطرة
أننا نصلى ونصوم ونحج ونبر والدينا و....و...
الكثير من الفروض والآداب التى نتحلى بها جميعنا ولكن هذه التقوى فأين العلم الذى وعدنا به ربنا!!!!
آل الله بنيتى لهم ملمح جميل فى هذه الآية ألا وهو
عندما تتابع أفعالك وتحصيها ثم تحصى المقابل لها من الهبات والعطايا والمنح الربانية
فأنت محجوب بأعمالك وليس لك سبيل إلى العلم بالله بأية حال من الأحوال
وهم من قالوا إذا أردت الله تعالى فاترك نفسك وتعالى
التجرد من كل شئ أو بمعنى أدق التخفف من كل شئ يثقل الروح فتصبح ثقيلة عن الإنطلاق والعروج إلى ربها.
هذه واحدة
والثانية اللاطلب
وهل من يطلب الله يطلب معه شئ
فماذا فقدت إن وجدت الله
وماذا ملكت إن حزت كل الدنيا وبعدت عن الله
عين العطاء عدم رؤية العطاء
عين المراقبة عدم رؤية المراقبة
كمثل ما أذهب إلى مكان بعيد عنى ما يشغلنى هو المضى فى طريقى لأصل إلى مكانى الذى أبغيه
أم ما سيشغلنى إننى أقف كل فترة لأرى كم قطعت من الطريق وكم يتبقى وفى هذا الزمن الذى حدثت نفسى عن هذا
ضاع منى وقت عطلنى عن مسيرى.
فالمراقبة للأفعال كثيرا قد تكون سببا للوقوف فى نفس المحل
فلا وقت للوقوف بنيتى
وقد قالوا الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك
وأيضا الصوفى ابن وقته
ثم يأتى ثالثا
تأتى بعض المواهب والمنح وعلتها الشد من الأزر ورفع الهمة
لتأتى النفس بالعجب الذى يوقفها مرة أخرى
فهى رفعت راية المعرفة والعلم
وأنى لها هذا
إنه ليس إلا علم الله ووهب الله وكسب الله
فارجعى يا نفس لصوابك حتى يقصر الطريق
بنيتى التجرد لله لا أريد سواه
هو مطلب المحبين الصادقين فى محبتهم
المتأدبين بأدب الخشية والمحبة لله سبحانه وتعالى
جعلنا الله من آل المحبة يا جدى اللهم امين

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 26, 2014 3:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
قال لى جدى :
الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بنيتى حديثنا اليوم عن
التربية والتهيئة
التربية بكافة أشكالها هى تهيئة الإنسان لما هو مؤهل له
وكما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
كل ميسر لما خلق له وحديثنا اليوم عن تربية آل الله لتلاميذهم ومريديهم
تخيلى بنيتى سلم يقف على أعلى درجاته إنسان
ويقف على الدرجة الأولى له شخص آخر.
عندما ينظر الذى على الدرجة الأولى إلى أعلى ليرى من يقف فى أعلى درجة سيرى ما يلى
ستتلاشى الرؤية تدريجيا لعلو المسافة بينهم وسيرى الذى أعلى صغير وباهت الصورة
كذلك من يقف على أعلى درجة سيرى الذى فى الدرجة الأولى صغير أيضا وباهت الصورة وهذه لبعد المسافة بينهم،
ولكن انتبهى بنيتى الذى يقف بالأعلى له صورة واضحة فى مخيلته عن الذى يقف بالأسفل
هذا لأنه سبقه فى أعتلاء درجات السلم من قبل فيعى من يقف بالأسفل كيف يكون حاله ، وماذا سيواجهه
أثناء صعوده ، قد تو جد سلمة مكسورة من يعتلى السلم لا ينتبه إليها فينزلق فيها ويهوي
وقد توجد قشرة موزة أيضا ينزلق بها من لا يراها وهكذا ،
فيظل من يقف بالأعلى يوجه من يقف بالأسفل أنتبه يوجد كذا فتجنبه
يوجد كذا فتجنبه حتى يعتلى من بالأسفل السلم بأمان من دون أى إصابات ،
فى نفس الوقت كلما اقترب اتضحت الرؤية شيئا فشيئ وأصبحت رؤية من بالأعلى قريبة من الوضوح.
وأصبح تو جيه من بالأعلى أقل من ذى قبل لإتضاح الرؤية لمن يصعد السلم.
اوعيتى بنيتى ماذا أقصد من وراء كلامى.
وهناك مثل آخر يحمل نفس المعنى
عندما يأتى الرضيع فما أشد أعتناء والدته به لإنه لازال رضيعا لا يعى أى شئ من حوله. ثم يبدأ فى الحبو وأمه خلفه حتى لا يرتطم بشئ.
يصيبه.
وعندما يهم بالوقوف تبتعد أمه قليلا وتنتظره على بعد خطوات حتى يأتى إليها وحده فإذا لم يتوازان
أسعفته بالنهوض قبل أن يقع.
فإذا ما تعلم أن يمشى وحده تركته
ثم تركته يمشى بين أشياء قد تعيقه لتنظر ماذا يفعل ، فإذا ما انتبه لها أطمئنت عليه وإلا
فمراقبتها دائمة حتى يقوى تماما على السير وحده بدون إى إعاقات.
ولن يترك بكونه تعلم المشى وحده فهذه واحدة من أشياء كثيرة لابد له من تعلمها وهى معه ترعاه بالمتابعة
والمراقبة حتى يشتد عوده ويقوى.
وهذه صورة من تربية آل الله لمريديهم
فالأعلى الذى مر بما لم يمر به المريد من قبل قادر على أن يوجهه الوجهه السليمة لأنه مر قبله بكل العقبات التى تعوق سيره
مع أن المريد قد يتمرد أو يجزع من ما يوجهه إليه شيخه
وعذره آفات النفس التى تقف حائلة بينه وبين أن يعى ما يلقى فى روعه.
ولكن عندما تكون هذه تربيته تكون أيضا تهيئته. بمعنى أن
من يتربى بقسوة تكون تهيئته لشدائد سيتحملها لابد من شده عايشها من قبل
ليتحمل ما هو آت
وهذا بوجه عام وليس على المريد والشيخ
من يتربى على الرفاهية والدلال
هذا لأنه لن يواجه ما يجزعه ويجعله فى عسر من أمره
والذى تربى على حب المال والتجارة سيكون من شأنه أن يدير من الأعمال
ما هيئته عليه هذه التربية
ومن تربى على حب القيادة يكون له من المناصب ما يجعله قائد حتى ولو على القليل من الناس
وهكذا.
فإذا من تربى على الزهد وحب التصوف تجده يمشى فى هذا الطريق وإن لم يرضى
تأخذه أقدامه إليه برضاه ، أو صدفة ، هذا لأنه يؤهل من الصغر لهذا
فأكمل طريقه فيما بعد فى هذا الطريق.
وهكذا بنيتى
وللحديث بقية عن تربية آل الله وتهيئتهم لمريديهم

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يناير 01, 2015 6:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
قال لى جدى :
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله المبعوث رحمة للعاالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بنيتى واخيرا ليس إلا الله ، ولا يبقى فى السير إلى الله تعالى سوى الإستسلام والإخلاص وعليهم كل شئ.
ولا تعتقدى بنيتى إنكى انتى من يسلك و يجاهد ويفعل ، إنما هو الله الله من يسلك بك يأخذك فى درب المحبه وتهيمى وتشتاقى ويأخذك الوجد،
ثم يقف بك قليلا وله حكمة ستعلميها بعد حين .وعندما اعترض المعترضون فقالوا هو الله الفعال لكل شئ فلما تقولوا نحن مخييرين بل نحن مصييرين
ولهؤلاء بنيتى نقول الذى يقول هذا يقوله من أجل أن يرمى بافعاله على شماعة التصيير إذا فهو ليس له ذنب فيما يبدر منه .
ولهذا نقول بنيتى :
المؤمن بنيتى له نية وقد قال رسول الله تعالى إنما الأعمال بالنيات ولكل أمرئ ما نوى
لذا ينوى العبد نية الخير أو المحبة أو الإخلاص ولا يكون منه سوى النية والله بعد ذلك هو من يعين وييسر ويرفع الهمة وهو كل شئ
والذى يعول على أن الإنسان مصير فلا نية له بدءا .
وهنا لطيفة عندما قال الله تعالى لسيدنا موسى ({ فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما} ، وهذا هو الخضر عليه السلام، كما دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم. روى البخاري، عن أُبي بن كعب رضي اللّه عنه، أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (إن موسى قام خطيباً في بني إسرائيل، فسئل أي الناس أعلم؟ قال: أنا، فعتب اللّه عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى اللّه إليه إن لي عبداً بمجمع البحرين، هو أعلم منك
وقد اعلم الله تعالى سيدنا موسى انه يوجد من هو أعلم منه وعلمه لدنى من الله تعالى .
فكما رد سيدنا موسى على من سأله اى الناس اعلم ؟قال انا ولم يرد العلم إلى الله
كذلك عندما اخبره الله عن العبد الذى آتاه من لدنه علما كان فى هذا الإخبار من الله إشارة أن كل ما سيصدر من هذا العبد إنما هو بعلم الله وأمره
فإذا كانت هذه الإشارة أمام سيدنا موسى أثناء صحبته مع الخضر ما كان اعترض على الخضر فيما بدر منه من افعال ابدا لإنه سيدرك ان فعله إنما امرا من الله
له و لحكمة لا يعلمها إلا الله غاب عن سيدنا موسى هذه الإشارة من الله تعالى ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( رحم الله أخي موسى، لو صبر لأرانا من عجائب علم الله عند الخضر عليه السلام ).
ثم عندما ننتقل بالصورة إلى حبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :
نجده يقول وقل ربى زدنى علما ، ويقول افلا أكون عبدا شكورا وهذا كما فسرنا من قبل ﻹنه صلى الله عليه وسلم حبيب رب العالمين
وقال الله فى حقه إنك لعلى خلق عظيم . فهو مهيأ من الأزل ليكون خاتم الأنبياء وصاحب الرسالة الخاتمة والشفاعة العظمى ولواء الحمد.
وعودا على بدء نعود للإستسلام وما هو الإستسلام هو الرضى التام تحت اقدار وأحكام الله سبحانه وتعالى ولا يأتى بالإستسلام إلا عبد راضى تمام الرضى
وإلا يوجد من يصبر تحت مجارى الأقدار قهرا وصبرا لإنه لا يملك سوى الصبر ولا حيلة له غيره.وتجد منه تكدر وجزع وتزمجر بين الحين والحين .
وهى معادلة صعبة فإن الراضى لابد ان يكون معه استسلام وإلا كيف أرضى وفى داخلى ضجر لا يستقيم.
إذا بنيتى عندما يكون شيخ ومريد ،إذا كان صوب عين المريد أن شيخه علمه لدنى من عندالله فسيكون مستسلم له تمام الإستسلام لإنه سيستعظم
قدر شيخه فى عقله وقلبه لإن علمه من الله وبأمر الله فهو يطيع الله بإطاعته لشيخه .
اما إذا غاب عن بصيرته هذه المعرفة عن شيخه (وقد يغيب عنه وهو يعلم وهذا وارد) فسيقع فى الإعتراض ولابد وسيطول الطريق عليه.
فانتبهى بنيتى لما يلقى إليكى .
ثم كما بينا النية التى هى من اساس الإخلاص لله تعالى يسيرك بها الله إلى ما قدره لكى .
اه جدى اه ه ه ه

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 06, 2015 5:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
قال لى جدى :
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف خلق الله اجمعين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
بنيتى يتجلى الله سبحانه وتعالى على عباده بتجليات وأنوار اسماءه الحسنى ، وكل إنسان محب لله تعالى
له شئ أخذ بقلبه فى معاملته مع الله تعالى جعله عاشق له من هذه الوجهة .
نجمل ثم نفسر بعون الله :
عندما قال الله تعالى فى سورة الكهف :
 (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (82)
هنا تجليات للله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى فى كل ما فعله الخضر فى هذه القصص الثلاث التى وردت فى سورة الكهف.
فعندما خرمت السفينة كانت فى ظاهرها غرق وهلاك من فيها ، ولكن فى باطنها تجلى اسم الله تعالى الرحمن على المساكين اللذين
يعملون بها لإنهم لولا هذا لؤخذوا عبيد من ضمن عبيد هذا الملك الظالم فنجاتهم كانت فى خرم السفينة .
مع إنه قد يكون أصابهم الفزع والخوف من الغرق ،ولكن ما كان ينتظرهم كان أسوء بكثير من القليل من الخوف والفزع.
وسواء برزت حكمة ما سرى عليهم وعرفوها ام لم يتحققوا منها ففى لحظة تنجلى لهم حقيقتها لن يكون منهم سوى محبه الله
الرحمن الذى رحمهم من محنة الرق والعبودية .
ثم عندما قتل الغلام تجلى اسم الله اللطيف على الأبوين حيث لطف بهم عندما سلبهم ابن عاق سيكون سببا فى شقائهم
فى حين أن قلبهم معزب بفراق ابنهم الذى هو فلذة كبدهم ، ولكن عندما يعوضهم الله بمن هو افضل منه سيهون حزنهم عليه
و هنامناسبة متوافقة مع معنى قوله تعالى لكى لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم
فقد يحزن إنسان على فقد شئ من زينة الدنيا وفى بقاؤها هلاكه وعذابه وتعاسته.
ثم تجلى اسم الله الرحيم على اليتيمين لإن ابوهما كان صالحا والرحيم اسم لله تعالى يتجلى به على عباده المؤمنين
أما الرحمن فهو للخلق اجمعين. فحفظ لهم كنزهم رحمة لهم بصلاح ابواهما .
اذا بنيتى ففى كل ما يمر بنا فى الحياة تتجلى لنا أنوار اسماء الله الحسنى التى تجعل لكل منا تعلقا بها .
بما يتناسب مع كل أنسان وما برز له من تجليات اسماء الله الحسنى له فى أمور حياته .
فتجلى اسم الله الشافى يجعل استعظام المحبة لله تعالى والتعلق به لأنه تجلى عليه بالشفاء .
فمنح هذا التجلى لهذا العبد هذا التعلق والمحبة من هذه الوجهة .
وكتجلى اسم الله الناصر ، منح العبد التعلق والمحبة لله من هذه الوجهة التى استحكمت بقلبه واخذت لبه
حيث لم يجد ناصر له سوى الله فكان التعلق به من هذه الوجهة .
وهكذا مع باقى الأسماء .
وأقرب لكى المعنى أكثر بنيتى
فعندما تقابلى إنسان بسيط ويحكى لكى عن محبته لله تعالى تجديه يقول لكى ما أكرم الله تعالى ما اوسع عطاياه لقد
زقنى من حيث لا احتسب وقد كنت فى ضيق من العيش وفى تنغيص سبحانك يا رزاق يا كريم
فما خطر على باله أن يذكر به الله رزقه الذى رزقه إياه وأكرمه به .
فهنا كان تجلى الله عليه باسم الرزاق وكان تعلق العبد باسم الله الرزاق حتى وإن لم يستشعر هذا المعنى ويراه هكذا.
فإذا ما تعددت النعم بتجليات عدة اسماء لله تعالى على العبد ، كان تعلق العبد بالله من خلال تجلى هذه الأسماء جميعا.
حتى إذا ما عبر تجليات الأسماء جميعا كان التعلق بالله الذى هو جامع لجميع الأسماء الحسنى ولصفاتها ومعانيها.
وهذه هى بداية أستشعار محبة الله سبحانه وتعالى فى قلب العبد يتدرج من تجليات أسم إلى أسم أخر له سبحانه وتعالى.
حتى يمتلأ القلب بالمحبة لله تعالى جامعة ويكون كلامه كمثل هذا
احببه لإنه شفانى ، أم لإنه نصرنى ، أم لإنه آوانى ، أم لإنه رزقنى من حيث لا أحتسب .أم لإنه .......
حتى يقول ما ثم سوى الله .
هنا اقترب العبد من المعية واستشعار وجود الله تعالى معه فى كل أحواله وتقلباته .
لإنه مشاهد له فى تجلياته بأسمائه عليه ويحياها ويعيش معها وبها ، حتى فى تجليات صفات الجلال هو مشاهد وواعى لسريانها عليه.
وفى معية الله بنيتى نستكمل ما بدأناه.

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 06, 2015 8:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 35083
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

سلمت يداك و جزاك الله خيرا أختى الغالية النيل الخالد سبحان الله عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 06, 2015 9:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
molhma كتب:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

سلمت يداك و جزاك الله خيرا أختى الغالية النيل الخالد سبحان الله عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم

وجزاك الله خيرا اختى الفاضلة ملهمة وذادك من فضله وكرمه اللهم امين

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 11, 2015 2:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
قال لى جدى
بسم الله والصلاة والسلام على اشرف خلق الله وعلى آله وصحبه وسلم
بنيتى ولابد ان نتذكر قول الله تعالى يحبهم ويحبونه
ففى هذه الآية سر ولطيفة جميلة :
فالله بدء بعض من عباده بالمحبة ولهم صفات سنتطرق إليها فيما بعد
فهل يبدئهم بالمحبة ثم يتركهم !!!
ابدا بنيتى لن يتركهم .
وهذا لإنهم ما أن لبسوا ثوب المحبة من الله بدءا إلا ولهم من الأختبارات و الإمتحانات مالايعلم به إلا الله.
ولهذا بدئهم الله بالمحبة ﻹنهم يحتاجون إلى المعونه الإلهية حتى يستطيعوا أن يجتازوا بسلام هذه الإختبارات.
كذلك تتبع محبتهم محبة الله لهم ﻹنهم عندما تحملهم يد العناية والرعاية لتعبر بهم كل الإمتحانات بسلام لم يكن منهم إلا
المحبة والمحبة الصادقة من عظيم استشعارهم بمحبة الله لهم وعنايته بهم ولطفه معهم.
ويحضرنى كلمة لصديقى الدرويش كان يقصها على :
إنك ما إن ادعيت محبة الله (وهى تجرى على قلبك ولسانك بعلمه وحكمته )حتى تفتح عليك كل أنواع المحاربة من الشيطان
والنفس الآمارة .
فيلقى الشيطان فى خاطرك الكثير والكثير ونفسك ضعيفة تارة تدفع ، وتارة تستجيب ،
حتى إذا اسعفتك عناية الله كان منك الإرادة لمجاهدة مثل هذه الخواطر .
ثم يذداد الهجوم ويذداد منك الدفع ، إلى أن تعجز كليتا فتلجأ بصدق الدعاء إلى الله تعالى أن ينقذك من هذا البلاء.
ثم يسترسل صديقى ويقول :
كنت أحدث نفسى فأقول ذكر الله باللسان وبالقلب وبالعقل وبالروح وبالسر وبالحواس أجمع
فإذا ذكر الله خنس الشيطان وذاب كما يذوب الملح فى الماء ،
فلنذكر الله بكل وسيلة بها ذكر لله تعالى ،
باللسان وبالقلب وبالعقل وبالروح وبالسر وبكل جوارحنا اجمع ،
فلنقل يا الله إن تعودها لساننا أنتقلنا إلى قولها بقلبنا إن أدمنها قلبنا تفكر فيها عقلنا إن ذكرها عقلنا نطقت بها روحنا
فلا ندع لحظة إلا والله تعالى معنا باللسان او بالقلب إو بالعقل إو بالروح أو بالسر
حتى عندما يأتى الشيطان من أى من هذه الحواس وجد ذكرا لله يذيبه ويفنيه حتى يتلاشى.
هنا بنيتى انت فى حضرة ذكر دائمة لله تعالى وليس فيها تكلف على اﻹطلاق فيد المعونة ابتداء هى من اسعفتك بهذا.
كما قلنا يحبهم ويحبونه.
حتى نصبح من عباده الذين قال الله فيهم إلا عبادك منهم المخلصين
جعلنا الله منهم يا جدى اللهم امين

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 11, 2015 9:23 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد أغسطس 04, 2013 4:28 am
مشاركات: 1140
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
الاخت الفاضله النيل
حقق الله كل امانيك
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: قال لى جدى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 12, 2015 9:40 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء يناير 02, 2013 5:01 pm
مشاركات: 10887
وجزاكى الله خيرا الفاضلة مريدة
وأفاض عليكى من بركاته ونفحاته واسعدك دنيا وآخرة
والحمدلله رب العالمين

_________________
أيا ساقيا على غرة أتى
يُحدثني وبالري يملؤني ،
فهلا ترفقت بى ،
فمازلت في دهشة الوصف
ابحث عن وصف لما ذُقته ....

                         
                 
              


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 220 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 9, 10, 11, 12, 13, 14, 15  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 6 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط