ذكر الإمام محمد بن يوسف الصالحى فى كتابه (سبل الهدى والرشاد فى سيرة خير العباد)
قال:(الباب الرابع فى ذكر من توسل به صلى الله عليه وآله وسلم فى حياته من الحيوانات)
روى ابن شاهين فى (دلائله)عن عبدالله بن جعفر رضى الله عنه قال:((أردفنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم خلفه ,فأسرّ إلىّ حديثاً لا أحدث به أحداً من الناس ,وقال:كان أحبّ ما أستتر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هدفٌ أو حائش نخل ,فدخل حائط رجل من الأنصار ,فإذا جملٌ , فلما رأى النبى صلى الله عليه وآله وسلم حنّ وذرفت عيناه ,فأتاه النبى صلى الله عليه وآله وسلم فمسح سراته (ظهره) وذِفْراه(أصل الأذن ) فسكت)).
وفى رواية)) فسكن , ثم قال :من رب هذا الجمل ؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال:هذا لى يا رسول الله ,فقال: أفلا تتقى الله فى هذا الجمل الذى ملكّك الله إيّاه , فإنه يشتكى إلىّ أنك تجيعه وتدئبه)).
وروى مسلم:(إلى حائش نخل )عن محمد بن عبدالله ابن أسماء.
ورواه أبو داود بطوله عن موسى بن إسماعيل ,عن مهدى بن ميمون . ثم قال الصالحى :والأحاديث فى هذا المعنى كثيرة, وقد تقدم بعضها فى أبواب معجزاته صلى الله عليه وآله وسلم )).انتهى .

وروى الإمام البيهقى فى (دلائل النبوة):

عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال:((كنا مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى سفر،فمررنا بشجرة فيها فرخا حٌمَّرة،فأخذناهما,قال:فجاءت الحٌمَّرة إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم وهى تَعَرَّض،فقال:"من فجع هذه بفرخيها"؟ قال:فقلنا:نحن,قال:"ردوهما",قال:فرددناهما إلى مواضعهما.
وفى رواية أخرى :كنا مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى سفر ،فدخل رجل غيضة فأخرج بيضة حمرة،فجاءت الحٌمَّرة ترفُّ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه،فقال "أيكم فجع هذه"؟فقال رجل من القوم: أنا أخذت بيضتها,فقال:"رُدَّهُ,رُدَّهُ رحمة لها".أنـتهى

صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
حقاً ياسيدى يا رسول الله ما أجمل ما وصفك به خالقك
سبحانه وتعالى حين قال(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).

المصدر:كتاب التأمل فى حقيقة التوسل .
تأليف:د.عيسى بن عبدالله بن مانع الحميَرى .

مولانا الفاضل فراج يعقوب شكراً على مروركم الكريم .

وجزاكم الله خيراً.

وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.