بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و أهلك عدوهم من الجن و الإنس من الأولين و الآخرين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الخامس عشر من شهر رجب
ذكرى إستشهاد
السيدة زينب عليها السلام
كانت زينب صوت الحسين وصولته ودم الحسين وديمومته وبصر الحسين وبصيرته
كانت هي الحسين في قالب امرأة لقد تعلم الصبر من زينب كيف يصبر ؟
زينب عليها السلام صرخة الحق ...
نرفع أحر التعازي إلى جميع المؤمنين و ا لمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها لهذه المناسبة الحزينة
[align=center]الصديقة زينب في سطور[/align]
أبوها : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب باب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله و وصيه و خليفته من بعده و البائت على فراشه و المخصوص بأخوته.
أمها : الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين.
جدها لأمها : رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم سيد الأنام و المضلل بالغمام و خير من وطأ الثرى ، ومن بلغ به الجليل سدرة المنتهى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
جدتها لأمها : أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ثاني من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصدق بدعوته وبذل الغالي و النفيس من أجله بعد علي بن أبي طالب عليه السلام.
جدها لأبيها: شيخ الأباطح أبو طالب الكاشف الكرب عن وجه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم و المتكفل به و المدافع عنه و المصدق بدعوته و اسمه عبد مناف بن عبد المطلب على الأصح وقيل عمران ، ومن شعره الدال على عظيم إيمانه :
[align=center]ولقد علمت بأن دين محمد * * * من خير أديان البرية دينا[/align]
جدتها لأمها : فاطمة بنت أسد السابقة إلى الإسلام الزاهدة العابدة التي كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أما كما كانت لعلي عليه السلام كذلك ، و كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يناديها إلا بقول (يا أماه).
أخوتها لأمها وأبيها : الحسن وال حسين سيدا شباب أهل الجنة و المحسن السقط الذي مات بعد سقوطه على أعتاب دار أمه وأبيه عليه السلام بعد استهلاله وله من العمر ستة أشهر في بطن أمه وقيل تسعة أشهر.
أخواتها لأمها وأبيها : ليس لها من الأخوات من أمها سوى السيدة (أم كلثوم) على ما ذكره الشيخ المفيد عليه الرحمة.
ولادتها : ولدت في الخامس من شهر جمادى الأولى في السنة الخامسة للهجرة.
تسميتها : إسمها (زينب) وزينب في اللغة : اسم شجر حسن المنظر ، طيب الرائحة ، وقال بعضهم مأخوذ من (زين أب) يعني : زينة أبيها ، وبهذا الاعتبار عبر البعض عنها بأنها عليها السلام زين أبيها كما كانت أمها الزهراء عليها السلام أم أبيها حيث كناها أبوها بذلك .
قصة تسميتها : لما ولدت عليها السلام جائت بها أمها إلى أبيها أمير المؤمنين عليه السلام وقالت : سم هذه المولودة فقال عليه السلام: ما كنت لأسبق أخي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان في سفر له- فلما جاء النبي صل الله عليه وآله وسلم قال له أمير المؤمنين عليه السلام يا رسول الله : سم هذه المولودة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما كنت لأسبق ربي تعالى باسمها فهبط جبرئيل يقرأ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم السلام من الله الجليل ، وقال له : سم هذه المولودة "زينب" فقد اختار الله لها هذا الاسم ، ثم أخبرها بما يجري عليها من المصائب فبكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبكى علي عليه السلام وبكت فاطمة الزهراء عليها السلام وبكى الحسنان عليهما السلام فقال صلى الله عليه وآله وسلم من بكى على مصاب هذه البنت كان كمن بكى على أخويها الحسن و الحسين عليهما السلام.
ألقابها : تلقب بالعقيلة ، و عقيلة بني هاشم ، وعقيلة الطالبيين، و العقيلة هي المرأة الكريمة على قومها العزيزة في بيتها وزينب فوق ذلك ، وتلقب بالموثقة ، والعارفة ، والعالمة غير المعلمة ، و الفاضلة ، و الكاملة ، و عابدة آل علي ، و الصديقة .
زوجها : عبد الله بن جعفر الطيار وهو أول مولود في الإسلام بأرض الحبشة ، وبعد شهادة أبيه في مؤتة أخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجره قائلا : "أما عبد الله فشبيه خلقي و خلقي، اللهم اخلف جعفرا في أهله ، و بارك لعبد الله في صفقة يمينه" .
وصحب عبد الله بن جعفر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحفظ الحديث عنه ولازم عمه أمير المؤمنين عليه السلام وتربى على يديه و أخذ العلم عنه و عن أبني عمه الحسن و الحسين عليهما السلام وكان أغنى بني هاشم وأيسرهم وكان كريما جوادا عفيفا سخيا يسمى (بحر الجود) وله قصص كثيرة في الجود ، ومواقفه في الجمل و صفين و النهروان مشهورة أما عدم خروجه مع الحسين عليه السلام إلى كربلاء فقد ذكر بعضهم : أنه كان مكفوف البصر ، ولما نعي إليه الحسين عليه السلام وبلغه قتل ولديه ( عون ومحمد ) كان جالسا في بيته ودخل عليه الناس يعزونه فقال غلامه أبو اللسلاس :"هذا ما لقيناه من الحسين " فحذفه عبد الله بنعله ، وقال له : يا بن اللخناء اللحسين تقول هذا و الله لو شهدته لما فارقته حتى أقتل معه ، و الله إنهما لما يسخى بالنفس عنهما ، و يهون علي المصاب بهما أنهما أصبياء مع أخي و ابن عمي مواسين له صابرين معه.
ثم أقبل على الجلساء وقال : الحمد لله اعزز علي بمصرع الحسين إن لم أكن واسيت الحسين بيدي فقد واسيته بولدي.
أولادها : علي ، محمد ، عون ، عباس ، أم كلثوم .
أسفرها :
السفرة الأولى : كانت مع والدها أمير المؤمنين عليه السلام لما هاجر من المدينة إلى الكوفة سافرت معه وهي في غاية العز و الإجلال.
السفرة الثانية : سفرها مع أخيها الحسين عليه السلام من المدينة إلى كربلاء مرورا بمكة المكرمة ، في ذلك الموكب الحسيني المهيب يحف بها الأبطال من عشيرتها وأخوتها و أبناء أخوتها و عمومتها كأبي الفضل العباس و علي الأكبر ، و القاسم بن الحسن ، و أبناء جعفر و عقيل و غيرهم .
السفرة الثالثة : سفرها من كربلاء إلى الكوفة بعد قتل أخيها الحسين عليه السلام وأهل بيته و أصحابه الأبرار، و من الكوفة إلى الشام يسوقها الظالمون الفجار في الفيافي و الغفار ، سافرت وهي باكية العين ، حزينة القلب ، ناحلة الجسم ، تحف بها الأطفال المروعة و الأيامى المسلبة و اليتامى المفزوعة و النساء المفجوعة ، يدار بها من بلد إلى بلد ، ومن مجلس إلى مجلس في ذل الأسر إلى أن عادت إلى المدينة.
السفرة الرابعة : من المدينة إلى الشام ، وذلك عندما ثارت ثائرة اللئام ضدها في المدينة لما رأوها تنشر ظلامة أخيها الحسين عليه السلام بين العباد وقرروا نفيها عن وطن جدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرجت مع بعلها حتى وصلت الشام وحينئذ تذكرت ما لقيته في الشام من مصائب عظيمة ورزايا جسيمة فلم تقدر على الإحتمال فسلمت روحها الطاهرة في ديار الغربة ليكون قبرها اليوم مأوى الأفئدة الخيرة ، وملقى النفوس الزاكية .
جهادها : شهدت مأساة كربلاء ، و المآسي التي تلتها في الكوفة و الشام في ذل السبي فوقفت في وجوه الظالمين تتحدى سلطانهم وتفضح أسرارهم ومواقفها شهيرة مع ابن زياد في الكوفة ، ومع يزيد بن معاوية في الشام .
شهادتها : كانت شهادتها عليها السلام في الخامس عشر من شهر رجب الحرام سنة65هـ.
قبرها : في راوية الغوطة بضواحي دمشق في منطقة تعرف باسمها
[align=center]

[/align]