موقع د. محمود صبيح

خطة الإخوان للتخلص من السيسي قبل إنتخابات الرئاسة من ليماسول إلى القاهرة التفاصيل الكاملة


نقلا عن موقع مرفوع من الخدمة

الرابط
http://egyoffline.com/?p=4777&utm_sourc ... 5%D8%A9%29



من الدستور إلى إنتخابات الرئاسة تمضي ما إصطلح على تسميته بخارطة الطريق ومعها تتعاظم الخسائر الأمريكية إلى نحو لم يعد محتملا ، أدركوا أنهم قد راهنوا على حصان خاسر وأن إستثمار عقود من العمل الجاد والتآمر المكلف يوشك على الإنتهاء إلى كارثة قد تشبه بصورة أو بأخرى كوارث تعرضوا لها من قبل سواء في إيران من الشاه إلى حكم الملالي أو وبصورة أكثر إرتباطا بالتاريخ الحالة الناصرية التى جعلت الأمريكان يتلفتون حولهم في كل مكان من القارة الأفريقية بعد أن أصبح النظام الناصري عنصر طرد شديد الوطأة على النفوذ الأمريكي

المكان : ليماسول قبرص
مبنى أو إس إم جروب 319 كانيكا ستريت بجوار ميناء العبارات السياحي
الزمان : الحادي عشر من يناير 2014
في واحدة من بنايات العاصمة القبرصية وداخل واحد من المكاتب التجارية التى تمارس بقدر ملموس عمليات تبادل الاوراق المالية كان اللقاء الذي جمع رجل أمريكي في أواسط العمر بكهل شرق أوسطي يتحدث الإنجليزية بطلاقة لا تعيبها لكنة غير معتادة ناتجة عن حالة الأسنان والفك للكهل الشرق الأوسطي
الهيئة العسكرية للرجل الأمريكي واضحة من تصفيفة شعر أوليفر نورث إلى حمرة الوجه الناتجة عن شمس الشرق التى يقضي الكثير من مشاة البحرية الأمريكية كثيرا من وقتهم تحتها وتكسبهم لونا يميل للون البرونز يلازمهم باقي حياتهم
لم يكن هناك الكثير من الحديث الودي ولا التمهيدي فبمجرد جلوس الرجل الأمريكي على أحد المقاعد الوثيرة داخل المكتب الأبنوسي الفاخر تحرك مدير المكتب إلى الخارج بينما دخل شاب صغير شرع على الفور في تشغيل آلة عرض ترك لشاشتها المنسدلة فراغ تتدلي منه لتغطي على مكتبة أنيقة فاخرة في مواجهة الجالسين
لم يتحدث أحد إلى أن أشعل الرجل الأمريكي سيجار رفيع ونفث عدة أنفاس منه قبل أن يشير إلى الشاب بتشغيل جهاز العرض بينما رمق بكثير من الغضب الكهل الشرق أوسطي دون أن يبالي بضيق هذا الأخير من رائحة السيجار الصغير بل كان يبدو أنه يسعد بذلك كثيرا
المشاهد التى عرضت على الشاشة لم تكن لحدث ما في قبرص أو أمريكا لكنها كانت لحوادث تجرى في مصر ، ليس في القاهرة أو الإسكندرية أو أي من عواصم المحافظات لكنها كانت لأحداث تقع في عمق الريف المصري ، مشاجرات واسعة يستخدم فيها كل شئ من الحجارة إلى الأسلحة النارية
كان واضحا أن التصوير قد تم بكاميرات دقيقة للغاية فبين الآن والآخر كان المشهد يتوقف ليجرى التركيز على أحد الوجوه مع عرض إسمه قبل إستكمال المشهد
بعد بعض الوقت كان هناك عرض لمشاهد مشابهة من عواصم المدن قبل أن يجرى عرض مصفوفة إحصائية بعرضها تحدث الرجل الأمريكي لاول مرة قائلا:
- هذه هي نتيجة آخر إستقصاء رأي أجريناه على الأرض …فرصكم معدومة
تم عرض مصفوفة أخرى قبل أن يعلق الأمريكي :
- تكاليف مبالغ فيها …الأصدقاء يتحدثون عن أن هناك فساد واضح في المشرفين على الإنفاق
جرى عرض مصفوفة أخرى أشار معها الرج الأمريكي للشاب بغلق جهاز العرض وعلى الفور أغلق الشاب جهاز العرض وبناء على إشارة من الرجل الأمريكي إنصرف الشاب من الحجرة ثم عاد بعد قليل ليعطي للرجل الأمريكي لفافة فتحها الرجل الأمريكي قائلا قبل أن يخرج منها إسطوانة مدمجة قائلا:
- التصميمات داخل تلك الإسطوانة يجب طباعتها بكثافة ، صورة جنرال السيسي يجب أن يتم تداولها على أوسع نطاق وفقا لهذه التصميمات وليس غيرها
حاول الكهل العجوز أن يتكلم لكن الأمريكي قاطعه دون إلتفات لمحاولة مقاطعته وهو يناوله إسطوانة أخرى:
- ستجد في تلك الإسطوانة لائحة بالأسماء التى يجب أن يتم تمويل عمليات الطباعة والدعاية عن طريقها ، يمكنكم تزوير ما تريدون من أوراق لكن في النهاية يجب أن تظهر الأوراق أن من قام بطباعة الدعاية هي تلك اللائحة من الأسماء …هل نتوقع فشلكم في ذلك أيضا ؟
ودون إنتظار لأي رد فعل من الكهل العجوز إستطرد:
لن يكون هناك حديث حول الشرعية والإنقلاب مرة أخرى ، الحديث سيكون عن حكم الفرد ، حكم الفرعون ، الدعاية التى ينفقها أنصار مبارك لإنجاح الجنرال ، الرغبة في إتاحة فرص مناسبة لباقي المرشحين
لكن قبل ذلك يجب أن يكون واضحا عبر كل الرسائل الإعلامية أن من يوصل الجنرال للسلطة هو الجيش ، تعاملوا مع الجيش كما لو كان حزبا ، تحدثوا كما لو كنتم تتحدثون عن حزب وليس عن جيش … هناك أشياء يجب أن تكون واضحة ، ليس من المسموح أن ينخرط في هذا الحديث أي فرد ملتحي أو محسوب على تياركم ، اليساريين لهم الأولوية في تلك المرحلة ..نسقوا مع من تجدونه مناسبا فيما عدا التيارات الدينية
دون إنتظار لأي شئ نهض الأمريكي واقفا وهو يقول :
- لم نقتنع كثيرا بجدوى الذهاب إلى جنوب جوهانسبرج …حسنا يمكنكم بالطبع الإستمتاع بتلك الرحلات لكن لا تفرطوا كثيرا في قدرة الجنوب على المساعدة … الأهم هو التحرك داخل مصر نفسها ، تحتاجون إلى فترة من الكمون قبل أن نجد لكم مأساة يمكن للغرب أن يتحدث عنها بالتوازي مع وصول الجنرال للحكم
كان يهم بالخروج لكنه توقف وهو يقول :
- بالطبع يمكن لمن بالداخل أن يتسبب في بعض المشكلات التى كره المصريون بسببها الرئيس السابق ، التأثر على شبكات الكهرباء والإتصالات يمكن أن يكون البداية لكن المظاهرات المستمرة فقدت جدواها ….ربما يكن من الأفضل أن تكون المظاهرات القادمة نسائية خالصة أو مظاهرات أطفال فوقع ذلك سيكون أفضل إذا ما إحتاج الأمر لتصعيده للمحاكمة الجنائية الدولية لكن تذكر أنهم لم يوقعوا على الجنائية الدولية …سيكون الأمر أدبيا و أخلاقيا فقط لكن لا بأس
عندما غادر الغرفة إنتظر الشاب قليلا قبل أن يتوجه للكهل الشرق أوسطي ويبدأ في توضيح ما جاء على لسان الرجل الأمريكي ، كانت لغته أكثر صرامة من الرجل الأمريكي وبها كثير من الصلف لكنه ختم حديثه بأنهم يتسببون بعجزهم وغبائهم في ضياع أكبر مشروع أمريكي تم الإنفاق عليه من جيب دافع الضرائب الأمريكي مباشرة وليس من تمويلات الخليج ولا نقود مونتانا ( كان يقصد واحدة من أشهر عمليات المخابرات الأمريكية التى مولت بالكامل بدولارات مزورة لمدة أكثر من عامين ) وفي نهاية حديثه قال بحدة:
- يجب أن تدركوا أننا يمكن أن نمنعكم حتى من الإقامة في الغرب بأكمله وفي الدوحة أيضا ، سمحنا لكم بإستغلال كل نفوذنا لفترات طويلة لكن الفشل الذي أدرتم به العملية غير مقبول ، إدارة الرئيس نفسها قد تتأثر وتتضرر بشدة لو زاد الأمر عن ذلك ، ما تم توضيحه لا يقبل (إبتكارات ) في التنفيذ ، أظن أنكم قد أدركتم أنكم غير قادرين على ذلك …حسنا إذا كنت ما تزال مصرا على رحلة جوهانسبرج فلا بأس لكن ما أوضحناه يجب أن يكون قيد التنفيذ قبل مغادرتك إلى هناك
بنهاية عبارته أشار للكهل الشرق أوسطي بالخروج لينهي أقصر لقاء مخابراتي حضرته قيادة إخوانية خلال الأعوام الثلاث الماضية وربما أكثرها حدة وصلفا فقد إعتاد قادة الإخوان أن يسمح الأمريكان لهم بالحديث المطول لساعات ، كان الأمريكان وقتها يدركون أنهم يتحدثون لفريق يقترب يوما بعد يوم من الوصول للسلطة ، حتى عندما وصل الإخوان للسلطة ظلوا محافظين على نهجهم ، حديث طويل ينتهي بإقتراحات واجبة التنفيذ من الجانب الأمريكي لكن هذه المرة كان الوضع مختلفا تماما ، هناك الكثير من الصلف يغلف الأمر برمته لكن بقدر ما تكون عميلا ناجحا بقدر ما تحصل على المزيد من الإستحسان والقبول من (ضابط الحالة ) أما في حالة هذا التنظيم فقد كانت الأضرار التى ألحقها بضابطه فادحة وربما قاتلة وفي تلك الحالة فإن كثيرا من الحزم والتعامل بصلف يكون مطلوبا …كانوا في ليماسول يطبقون حرفيا ما سبق أن تعلموه على يد جيل من الأساتذة فهل يفلح ذلك في إنقاذ المخطط الأمريكي من الإنهيار
حتى لا يشكك أحد في المعلومات الواردة وحتى يدرك أطراف هذه القصة أننا قد رصدناها منذ اللحظة الأولي رغم كل الإحتياطات الأمنية التى إتبعوها فإننا ننشر العنوان الذي دارت فيه هذه القصة رغم أننا ندرك أننا نوفر لهم معلومة بأن ( بيتهم الآمن ) قد تم كشفه ، فإننا ننشر العنوان تفصيلا كالآتي:
Limassol,Cyprus 319 Kanika Streetclose to the town’s cruise port.