بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
أكمل لحضراتكم بقية اللى حصل فى القعدة مع الأخ الحبيب ... إياه قلت له : إيه رأيك فهمت اللى قاله الإمام الطوسى ؟ قال : فاهم .. بس ممكن تعمل لى موجز ؟ قلت له : من عينيه الاثنيييين . الحكاية يا أخى .. إن ربنا سبحانه وتعالى .. لما خلق الخلق .. جعل منهم أنبياء ورسل .. وهم صفوته من خلقه .. لأنهم أعلم الخلق به ... ثم جعل لهم ورثة ... وهم العلماء . اسمع .. وركز معايا
1- قال الشيخ الطوسى : قال عز وجل (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ) , وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " العلماء ورثة الأنبياء".
عرفت يا أخى الحبيب ... يبقى هناك علماء .. وهم ورثة الأنبياء ..والعلماء دول ثلاثة أصناف : أصحاب الحديث ، والفقهاء ، والصوفية . 2- عرفت ... إن علم الدين ثلاثة علوم : علم القرآن ، وعلم السُّنن والبيان ، وعلم حقائق الإيمان .
3- وعرفت كمان ... إن جملة علوم الدين لا تخرج عن ثلاث : آيات من كتاب الله عز وجل ، أو خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو حكمة مستنبطة خطرت على قلب ولى من أولياء الله تعال .
راح قايل لى : طيب فكرنى بالدليل على كده .. ربنا يخليك . قلت : حااااااضر . أصل ذلك حديث الإيمان , لما سأل جبريل عليه السلام النبى صلى الله عليه وآله وسلم عن أصول ثلاثة : عن الإسلام والإيمان والإحسان الظاهر والباطن ، والحقيقة .
يعنى سيدنا جبريل عليه السلام فرق بين الإسلام والإيمان والإحسان ... وحضرة سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم وافقه على التقسيم والتفريق ده .
إذن ... يا أخى الحبيب .. الإسلام مستوى معين فى دين الله ... ولي ناسو ... والإيمان مستوى تانى أعلى ... ولي ناسو...والإحسان ..مستوى تانى أعلى وأعلى ... ولي ناسو ... صح الكلام ؟ قال لى : تمام . قلت له : وأى علم لازم يكون مقرون بالعمل ، وأى عمل لابد يكون مقرون بالإخلاص ، والإخلاص أن يريد العبد بعلمه وعمله وَجْهَ الله تعالى .
قال لى : طيب .. يعنى لو فيه مشكلة ... أروح لمين ؟ قلت له : أى إنسان يشكل عليه أصلٌ من أصول الدين وفروعه وحقوقه وحقائقه وحدوده وأحكامه ظاهرًا وباطنًا ... لازم يرجع إلى هؤلاء الأصناف الثلاثة : أصحاب الحديث ، والفقهاء ، والصوفية ... لان المسلم محتاج لهؤلاء الثلاثة .
قال لى : كده تمام ... طيب ماتكلمنى عن شغلانة أصحاب الحديث .. واهتمامتهم . قلت : حاضر ... تعالى اقرأ .. ماذا قال الإمام الطوسى : قال رحمه الله : فأما أصحاب الحديث فإنهم تعلقوا بظاهر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : هذا أساس الدين , لأن الله تعالى يقول ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فلما خوطبوا بذلك جوَّلوا البلاد ، وطلبوا رُوَاة الحديث ، فلزموهم حتى نقلوا عنهم أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم . وجمعوا ما رُوى عن الصحابة والتابعين ، وضبطوا ما وصل إليهم من سيرهم وآثارهم ومذاهبهم واختلافهم فى أحكامهم وأقوالهم وأفعالهم وأخلاقهم وأحوالهم . وصححوا رواياتهم بسماع الأذن وحفظ القلب والضبط من أصول الثقات عن الثقات العدول عن العدول ، فاتقنوا ذلك وعرفوا أماكن الرُّواة فى النقل والضبط ، ودوَّنوا أسماءهم وكُناهم وموالدهم ووفاتهم ، وأرخوا ذلك حتى عرفوا أن كل رجل من هؤلاء كم من حديث رواه ؟ وعمن رواه ؟ وعمن نقل إليه ؟ ومن أخطأ منهم فى النقل ؟ ومن غلط منهم فى زيادة حرف أو نقصان لفظه ، ومن تعمد منهم فى ذلك ، ومن سومح له بغلطة أو هفوة ، حتى عرفوا أسماء المتهمين منهم بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وعرفوا من تصح عنه الرواية ومن لا تصح ، ومن انفرد منهم بحديث لا يرويه غيره ، أو انفرد بلفظة ليست عند غيره ، فحفظوا أن كل حديث من ذلك كم من نفس رواه ؟ وما العلة فى ناقله ؟ حتى جمعوا الأبواب ، وبوَّبوا السنن ، وميزوا ما يدخل فى الصحيح وما يختلف فى صحته ، وما كان فى رواية المقلين والمُكثرين ، وفهموا أحاديث أئمة الأمصار ، وطبقات الرواة : التابع من المتبوع ، والكبير من الصغير وأحاط عِلمُهم بعلل اختلاف الرواة ، وزياداتهم ونقصانهم ، وأماكنهم ، فى رواية السنن والآثار ، إذ كان ذلك أساس الدين .
وهم فى ذلك متفاضلون حتى يستحق أحدهم بزيادة علمه وإتقانه وحفظه قبول الشهادة على العلماء فى العدل والتجريح ، والرد والقبول ؛ وتكون شهادته مقبولة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال وفعل وأمر ونهى وندب ودعا ؛ قال الله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) أى عدولا ( لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) يقال : إنهم أصحاب الحديث : يشهدون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى الصحابة والتابعين فيما قالوا وفعلوا , ويكون الرسول عليكم شهيدًا فيما شهدوا عليه من أفعاله وأقواله وأحواله وأخلاقه . قال النبى صلى الله عليه وسلم ( من كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار )،وقال النبى صلى الله عليه وسلم ( نضر الله وجه امرئ سمع منى حديثًا فبلغه ... ) الحديث .. يقال : إنه لا يكون واحد من أصحاب الحديث إلا وفى وجهه نضرة لموضع دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولأصحاب الحديث فى معانى علومهم ورسومهم مصنفات , ولهم أئمة مشهورون , كل منهم قد أجمع أهل عصره على إمامته ، لفضل علمه وزيادة عقله وفهمه ودينه وأمانته ؛ وشرح ذلك يطول ، وفيما ذكرت كفاية لمن علم وبالله التوفيق . انتهى النقل .
قلت له : إيه رأيك ...!! قال لى : ماشاء الله .. حاجة جميلة ... يعنى الدين محكم .. ومتين بفضل الله .. وعلى أصول . قلت : فعلا ... واكمل معاك المرة الجايه إن شاء الله .
وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين
|