موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تساؤلات عن علم التصوف
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 29, 2008 6:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

كنت يوما فى حوار مع أحد الأحباب .. وتناول الحوار ذكر الجماعات .. الإخوان والمتمسلفة والوهابية والتبليغ وأنصار السنة .. فقال :
وهل الصوفية أيضا من الجماعات ؟؟

فقلت له : لا يا أخى الحبيب .. وعلشان تعرف الحقيقة ... قل لى : ما هو عمر هذه الجماعات ؟؟
وعلى طريقة المتمسلفة .. هل كانت هذه الجماعات والاتجاهات موجودة أيام النبى صلى الله عليه وآله وسلم .. أو أيام الصحابة .. والجواب .. لا يا أخى إن شاء الله .

التصوف جزء من دين الإسلام ... شأنه شأن علم الفقه وعلم الحديث و... و.... وشأن المذاهب الفقهية الأربعة التى اجتمعت عليها الأمة .. واتفقوا على ولاية أصحابها رضى الله عنهم .

أما الجماعات ... فهى فرق ... مبنية على الأهواء .. وماجاش من وراهم غير البلاء على البلاد والعباد ... وعلشان ماطولش عليك .. انظر إلى تاريخ علم التصوف كما نقله علماء الأمة الثقات العدول ... وهذا واحد من خيارهم , وهو :

أبو نصر السراج عبد الله بن علي الطوسي الزاهد شيخ الصوفيه وصاحب كتاب اللمع في التصوف .
قال عنه الذهبي : كان المنظور إليه في ناحيته في الفتوة ولسان القوم مع الاستظهار بعلم الشريعة .
وقال السخاوي : كان على طريقة السنة . كذا ترجمه ابن العماد فى شذرات الذهب(2/91) أحداث سنة 378هـ .

قال الشيخ أبو نصر الطوسى ( المتوفى سنة 378هـ ) فى كتابه ( اللمع )

سألنى سائل عن البيان عن علم التصوف، ومذهب الصوفية ، وزعم أن الناس اختلفوا فى ذلك : فمنهم من يغلو فى تفضيله ورفعه فوق مرتبته
ومنهم من يُخرجه عن حد المعقول والتحصيل
ومنهم من يرى أن ذلك ضرب من اللهو واللعب وقلة المبالاة بالجهل
ومنهم من ينسب إلى التقوى والتقشُّف ولبس الصوف والتكلب فى تنوُّق الكلام واللباس وغير ذلك
ومنهم من يسرف فى الطعن وقبح المقال فيهم حتى ينسبهم إلى الزندقة والضلالة

فسألنى أن أشرح له من ذلك ما صحَّ عندى من أصول مذهبهم المؤيَّد المنوط بمتابعة كتاب الله عز وجل ، والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتخلق بأخلاق الصحابة والتابعين ، والتأدُّب بآداب عباد الله الصالحين ، وأُقيِّد ذلك بالكتاب والأثَر بالحُجة ، ليحق الحق ويبطل الباطل ، ويُعْرَف الجدُّ من الهزل ، والصحيح من السقيم ، ويرتَّب كلُّ نوع منه فى موضعه إذ كان علمًا من علوم الدين ، فأقول وبالله التوفيق :

إن الله تبارك وتعالى ، أحكم اساس الدين ، وأزال الشبهة عن قلوب المؤمنين بما أمرهم به من الاعتصام بكتابه ، والتمسك بما وصل إليهم من خطابه ، إذ يقول جل جلاله (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ) ، وقال عز وجل ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )

ثم ذكر الله تعالى أفضل المؤمنين درجةً وأعلاهم فى الدين رتبة فذكرهم بعد ملائكته وشهد على شهادتهم له بالواحدانية بعدما بدأ بنفسه وثنى بملائكته فقال عز وجل (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ )
وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " العلماء ورثة الأنبياء".

وعندى ، والله أعلم ، أن أُولى العلم القائمين بالقسط الذين هم ورثة الأنبياء ، هم المعتصمون بكتاب الله تعالى ، المجتهدون فى متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المقتدون بالصحابة والتابعين ، السالكون سبيل أوليائه المتقين وعباده الصالحين ، هم ثلاثة أصناف :
أصحاب الحديث ، والفقهاء ، والصوفية
فهؤلاء هم الأصناف الثلاثة من أولى العلم القائمين بالقسط الذين هم ورثة الأنبياء .

وكذلك أنواع العلم كثيرة : فعلم الدين من ذلك ثلاثة علوم :
علم القرآن ، وعلم السُّنن والبيان ، وعلم حقائق الإيمان ، وهى العلوم المتداولة بين هؤلاء الأصناف الثلاثة

وجملة علوم الدين لا تخرج عن ثلاث :
آيات من كتاب الله عز وجل ، أو خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو حكمة مستنبطة خطرت على قلب ولى من أولياء الله تعالى.

وأصل ذلك حديث الإيمان حيث سأل جبريل عليه السلام النبى صلى الله عليه وسلم عن أصول ثلاثة : عن الإسلام والإيمان والإحسان الظاهر والباطن ، والحقيقة

فالإسلام ظاهر ، والإيمان ظاهر وباطن ، والإحسان حقيقة الظاهر والباطن ، وهو قول النبى صلى الله عليه وسلم ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، وصدقه على ذلك جبريل .

والعلم مقرون بالعمل ، والعمل مقرون بالإخلاص ، والإخلاص أن يريد العبد بعلمه وعمله وَجْهَ الله تعالى .

وهؤلاء الأصناف الثلاثة فى العلم والعمل متفاوتون ، وفى مقاصدهم ودرجاتهم متفاضلون ، وقد ذكر الله تعالى تفاضلهم ودرجاتهم فقال عز وجل ( وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) وقال ( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ) وقال ( انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) .
وقال النبى صلى الله عليه وسلم : " الناس أكفاء متساوون كأسنان المشط ، لا فضل لأحد على أحد إلا بالعلم والتُقَى " .

فكل من أشكل عليه أصلٌ من أصول الدين وفروعه وحقوقه وحقائقه وحدوده وأحكامه ظاهرًا وباطنًا فلا بد له من الرجوع إلى هؤلاء الأصناف الثلاثة :
أصحاب الحديث ، والفقهاء ، والصوفية .

وكل صنف من هؤلاء مترسم بنوع من العلم والعمل والحقيقة والحال ،
ولكل صنف منهم فى معناه علم ، وعمل ، ومقام ومقال ، وفهم ، ومكان ، وفقه ، وبيان عَلَِمُه من علمه وجَهُلَهُ من جهله ،
ولا يبلغ أحد إلى كمال يحوى جميع العلوم والأعمال والأحوال ،
وكلُّ واحد فمقامُهُ حيث وقفه الله تعالى ومحله حيث حبسه الله عز وجل ،

وأنا أبيِّن لك من ذلك إن شاء الله تعالى على حسب الطاقة أن كل صنف من هؤلاء بأى نوع من العلم والعمل ترسموا وبأى حال تفاضلوا ، وأيُّهم أعلى طبقة بما لا يدفعه عقلك ويحيط به فهمك إن شاء الله تعالى . انتهى

والبقية تأتى .. يا أخى الحبيب .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يناير 04, 2009 6:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

أكمل لحضراتكم بقية اللى حصل فى القعدة مع الأخ الحبيب ... إياه

قلت له : إيه رأيك فهمت اللى قاله الإمام الطوسى ؟
قال : فاهم .. بس ممكن تعمل لى موجز ؟
قلت له : من عينيه الاثنيييين .
الحكاية يا أخى .. إن ربنا سبحانه وتعالى .. لما خلق الخلق .. جعل منهم أنبياء ورسل .. وهم صفوته من خلقه .. لأنهم أعلم الخلق به ... ثم جعل لهم ورثة ... وهم العلماء .
اسمع .. وركز معايا

1- قال الشيخ الطوسى : قال عز وجل (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ) , وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " العلماء ورثة الأنبياء".

عرفت يا أخى الحبيب ... يبقى هناك علماء .. وهم ورثة الأنبياء ..والعلماء دول ثلاثة أصناف : أصحاب الحديث ، والفقهاء ، والصوفية .

2- عرفت ... إن علم الدين ثلاثة علوم :
علم القرآن ، وعلم السُّنن والبيان ، وعلم حقائق الإيمان .

3- وعرفت كمان ... إن جملة علوم الدين لا تخرج عن ثلاث :
آيات من كتاب الله عز وجل ، أو خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو حكمة مستنبطة خطرت على قلب ولى من أولياء الله تعال .

راح قايل لى : طيب فكرنى بالدليل على كده .. ربنا يخليك .
قلت : حااااااضر . أصل ذلك حديث الإيمان , لما سأل جبريل عليه السلام النبى صلى الله عليه وآله وسلم عن أصول ثلاثة : عن الإسلام والإيمان والإحسان الظاهر والباطن ، والحقيقة .

يعنى سيدنا جبريل عليه السلام فرق بين الإسلام والإيمان والإحسان ... وحضرة سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم وافقه على التقسيم والتفريق ده .

إذن ... يا أخى الحبيب .. الإسلام مستوى معين فى دين الله ... ولي ناسو ... والإيمان مستوى تانى أعلى ... ولي ناسو...والإحسان ..مستوى تانى أعلى وأعلى ... ولي ناسو ... صح الكلام ؟
قال لى : تمام .
قلت له : وأى علم لازم يكون مقرون بالعمل ، وأى عمل لابد يكون مقرون بالإخلاص ، والإخلاص أن يريد العبد بعلمه وعمله وَجْهَ الله تعالى .

قال لى : طيب .. يعنى لو فيه مشكلة ... أروح لمين ؟
قلت له : أى إنسان يشكل عليه أصلٌ من أصول الدين وفروعه وحقوقه وحقائقه وحدوده وأحكامه ظاهرًا وباطنًا ... لازم يرجع إلى هؤلاء الأصناف الثلاثة :
أصحاب الحديث ، والفقهاء ، والصوفية ... لان المسلم محتاج لهؤلاء الثلاثة .

قال لى : كده تمام ... طيب ماتكلمنى عن شغلانة أصحاب الحديث .. واهتمامتهم .
قلت : حاضر ... تعالى اقرأ .. ماذا قال الإمام الطوسى :
قال رحمه الله :
فأما أصحاب الحديث فإنهم تعلقوا بظاهر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : هذا أساس الدين , لأن الله تعالى يقول ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )

فلما خوطبوا بذلك جوَّلوا البلاد ، وطلبوا رُوَاة الحديث ، فلزموهم حتى نقلوا عنهم أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وجمعوا ما رُوى عن الصحابة والتابعين ، وضبطوا ما وصل إليهم من سيرهم وآثارهم ومذاهبهم واختلافهم فى أحكامهم وأقوالهم وأفعالهم وأخلاقهم وأحوالهم .
وصححوا رواياتهم بسماع الأذن وحفظ القلب والضبط من أصول الثقات عن الثقات العدول عن العدول ، فاتقنوا ذلك
وعرفوا أماكن الرُّواة فى النقل والضبط ،
ودوَّنوا أسماءهم وكُناهم وموالدهم ووفاتهم ،
وأرخوا ذلك حتى عرفوا أن كل رجل من هؤلاء كم من حديث رواه ؟
وعمن رواه ؟
وعمن نقل إليه ؟
ومن أخطأ منهم فى النقل ؟
ومن غلط منهم فى زيادة حرف أو نقصان لفظه ،
ومن تعمد منهم فى ذلك ،
ومن سومح له بغلطة أو هفوة ،
حتى عرفوا أسماء المتهمين منهم بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

وعرفوا من تصح عنه الرواية ومن لا تصح ، ومن انفرد منهم بحديث لا يرويه غيره ، أو انفرد بلفظة ليست عند غيره ،
فحفظوا أن كل حديث من ذلك كم من نفس رواه ؟ وما العلة فى ناقله ؟ حتى جمعوا الأبواب ، وبوَّبوا السنن ، وميزوا ما يدخل فى الصحيح وما يختلف فى صحته ، وما كان فى رواية المقلين والمُكثرين ، وفهموا أحاديث أئمة الأمصار ، وطبقات الرواة : التابع من المتبوع ، والكبير من الصغير
وأحاط عِلمُهم بعلل اختلاف الرواة ، وزياداتهم ونقصانهم ، وأماكنهم ، فى رواية السنن والآثار ، إذ كان ذلك أساس الدين .

وهم فى ذلك متفاضلون حتى يستحق أحدهم بزيادة علمه وإتقانه وحفظه قبول الشهادة على العلماء فى العدل والتجريح ، والرد والقبول ؛ وتكون شهادته مقبولة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال وفعل وأمر ونهى وندب ودعا ؛ قال الله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) أى عدولا ( لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )
يقال : إنهم أصحاب الحديث : يشهدون على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى الصحابة والتابعين فيما قالوا وفعلوا , ويكون الرسول عليكم شهيدًا فيما شهدوا عليه من أفعاله وأقواله وأحواله وأخلاقه .
قال النبى صلى الله عليه وسلم ( من كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار )،وقال النبى صلى الله عليه وسلم ( نضر الله وجه امرئ سمع منى حديثًا فبلغه ... ) الحديث ..
يقال : إنه لا يكون واحد من أصحاب الحديث إلا وفى وجهه نضرة لموضع دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولأصحاب الحديث فى معانى علومهم ورسومهم مصنفات , ولهم أئمة مشهورون , كل منهم قد أجمع أهل عصره على إمامته ، لفضل علمه وزيادة عقله وفهمه ودينه وأمانته ؛ وشرح ذلك يطول ، وفيما ذكرت كفاية لمن علم وبالله التوفيق . انتهى النقل .

قلت له : إيه رأيك ...!!
قال لى : ماشاء الله .. حاجة جميلة ... يعنى الدين محكم .. ومتين بفضل الله .. وعلى أصول .
قلت : فعلا ... واكمل معاك المرة الجايه إن شاء الله .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يناير 12, 2009 6:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

خلصنا كلام مع صديقى الحبيب فى موضوع السادة المحدثين ... أو أهل الحديث .. وبينت
له فضلهم .. وحفظهم للدين ... وطريقة شغلهم ... حاجة جميلة .
بعد كده ... قلت له : تعالى نشوف السادة الفقهاء كانوا بيشتغلوا إزاى ... وياترى كانت
الدنيا عندهم هايصة .... ولا .. كان عندهم قواعد وأصول .... ولا ... أين دليلك يا أخى !!!

قال لى : يا للا بينا .
قلت له : بص .. وشوف الإمام الطوسى قال عنهم إيه

قال الشيخ أبو نصر رحمه الله :
( وأما طبقات الفقهاء فإنهم فضلوا على أصحاب الحديث بقبول علوم أصحاب الحديث
والاتفاق معهم فى معانى علومهم ورسومهم .
ثم خُصُّوا بالفهم والاستنباط فى فقه الحديث والتعمق بدقيق النظر فى ترتيب الأحكام
وحدود الدين وأصول الشرع .

فبينوا ذلك ، وميزوا الناسخ من المنسوخ ، والأصول من الفروع ، والخصوص من العموم ،
بالكتاب والسنة والإجماع والقياس .

وبينوا للخلق فى أحكام دينهم من القرآن والأثر ما نسخ حكمه وبقى كتابته ، وما نسخ
كتابته وبقى حكمه ؛ وما كان لفظه عامًا والمراد به خاص ، أو كان لفظه خاصًا والمراد به
عامُّ ، أو كان خطاب جماعة والمراد به واحد ، أو خطاب واحد والمراد به جماعة .

وتكلموا بالاحتجاجات العقلية على المخالفين ، واستدلوا بالبراهين البينة على أهل الضلالة
نصرة للدين ، وتمسكوا بنص الكتاب ، أو نص السنة ، أو قياس على النص ، أو إجماع الأمة .

وناظروا من خالفهم برسم النظر ، وجادلوا من جادلهم بأدب الجدل ، وعارضوا خصمهم
بالمعارضات ، واعترضوا عليهم برد الاعتراضات واطراد العلل فى المعلومات .

فوضعوا كل شىء فى مواضعه ، ورتبوا كل حدَّ فى مراتبه ، وفرقوا بين المقايسة والمشاكلة والمجانسة والمقارنة .

وميزوا فى الأوامر والنواهى ما كان منه حتمًا وما كان منه ندبًا ، وما كان منه ترغيبًا
وترهيبًا ، وما كان منه محثوثًا عليه ومدعوّا إليه .

فبينوا المشكل ، وحلوا العقد وأوضحوا الطرق ، وأزالوا الشبهات ، وفرعوا على الأصول ،
وشرحوا المُجْمَل ، وبسطوا المجموع .

وأخذوا حدود الدين بالاحتياط ، حتى لا يقلد العالم عالمًا ، ولا الجاهل جاهلا ، ولا الخاص
خاصًا ولا العام عامًا فى ظاهر الأحكام وحدود الشريعة .

بهم يحفظ على المسلمين حدودهم .

وقد ذكرهم الله تعالى فى كتابه فقال عز وجل ( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا
فِي الدِّينِ ) , وقال النبى صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيرًا يفقهه فى الدين " .

وللفقهاء فى معانى علومهم ورسومهم أيضًا مصنفات ، ولهم أئمة مشهورون ، قد أجمع
أهل عصرهم على إمامتهم ، لزيادة علمهم وفهمهم ودينهم وأمانتهم ، وشرح ذلك يطول ، والعاقل يستدل بالقليل على الكثير ، وبالله التوفيق ) انتهى كلام الإمام الطوسى .

قال لى : حاسس إنه كلام مظبووووط... بس فيه شوية حاجات عاوز أفهمها ... ينفع تقولها
لى دلوقت ؟!!

قلت له : الجرعة دى كفاية عليك النهارده ... علشان قالوا زمان .. لاتكثر الحديث .. فإن بعضه ينسى بعضا.

وبينى وبينك ... أنا تعبان شوية .. شكلى داخل على دور برد ... إدعى لى .
قال لى : ماشى ... نكمل بعدين .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يناير 20, 2009 5:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
بعد ما خلصت كلام مع صديقى الحبيب عن السادة الفقهاء .. وقال لى : حاسس إنه
كلام مظبووووط... بس فيه شوية حاجات عاوز أفهمها ... ينفع تقولها لى دلوقت ؟!!
قلت له : حاضر ياسيدى .
قال لى : يعنى الفقهاء عارفين علم حديث .. ورجال الأسانيد .. والحاجات دى ؟؟
قلت له : طبعا .. مش إحنا قرأنا مع بعض كلام الإمام الطوسى .. تعالى أفكرك به
.. لما قال :

( وأما طبقات الفقهاء فإنهم فضلوا على أصحاب الحديث بقبول علوم أصحاب الحديث
والاتفاق معهم فى معانى علومهم ورسومهم .

ثم خُصُّوا بالفهم والاستنباط فى فقه الحديث والتعمق بدقيق النظر فى ترتيب الأحكام
وحدود الدين وأصول الشرع )

قال لى : أما حاجة غريبة ... طيب ليه الجماعة المتمسلفة والوهابية دايما يوصفوا
الفقهاء إنهم ما بيفهموش حاجة فى علم الحديث ... وإنهم ضعفاء فيه .. وكده ؟؟؟

قلت له : الله يفتح عليك .. إنك أخدت بالك من الحته دى ... بص يا سيدى

كلام صحيح ... المتمسلفة والوهابية دايما يوصفوا الفقهاء إنهم ما بيفهموش حاجة فى
علم الحديث ... وإنهم ضعفاء فيه .. ودا علشان حاجتين :

الأولى :
إن علم الفقه .. محتاج مخ نضيف .. وكمان مرتبط به عدة علوم أخرى .. زى المنطق ..
وأصول الفقه .. ودراسة أصول المذاهب ... ومعرفة الناسخ من المنسوخ ، والأصول من
الفروع ، والخصوص من العموم ، بالكتاب والسنة والإجماع والقياس ... يعنى قصة كبيرة .

والمتمسلفة والوهابية .. بيخافوا .. أحسن مخهم ينضف .. فبالتالى يرجعوا عن فكرهم ..
وبعدين دى علوم تقيلة وصعبة .. وهم عاوزين حاجة سهلة لذيذة فى السريع .
يقوم يعملوا حاجة عجيبة ... يقولوا إن علم المنطق .. وعلم الكلام .. حرام .. وبدعة ..
واتقى الله يا أخى .. قال شيخ الإسلام ... وهكذا .

الحاجة التانية :
أنهم بيحبوا دايما يخرجوا عن نظام المسلمين ... ويتميزوا .. لمجرد التميز وخلاص ...
فتلاقى الواحد منهم قاعد يحفظ فى كتاب تقريب التهذيب فى رجال الكتب الستة ..
بتاع ابن حجر ... ليه يابنى بتحفظ التقريب .. ما هو موجود .. ومطبوع من آلاف النسخ .. والجواب .. علشان يبقى علامة .. ومتميز ... فالإخوة يشاوروا عليه ويقولوا .. سبحان الله ... ماشاء الله .. بص يا أخى ... الشيخ فلان حافظ التقريب ... ويطلع الشيخ ده .. حتة عيل
عنده 15 سنة ... والله دا حصل ... عرفت ليه يا أخى الحبيب ؟؟

قال لى : يااااااه ... دى حاجة عجيبة ..
قلت له : هو ده واقعهم ونفسيتهم .. وهكمل لك المرة الجاية .. عظمة الفقهاء وخطورة
موقعهم فى دين الله .. ونظرة المتمسلفة والوهابية ليهم .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين فبراير 23, 2009 3:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435
بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد

رجعت أكمل كلامى مع صاحبى إياه .. قلت له : تعالى أفرجك وأسمعك .. كلام الإمام الطوسى عن السادة الفقهاء .. وإيه دورهم فى حفظ الشريعة للأمة .. اسمع يا سيدى

( وبينوا للخلق فى أحكام دينهم من القرآن والأثر ما نسخ حكمه وبقى كتابته ، وما نسخ كتابته وبقى حكمه ؛ وما كان لفظه عامًا والمراد به خاص ، أو كان لفظه خاصًا والمراد به عامُّ ، أو كان خطاب جماعة والمراد به واحد ، أو خطاب واحد والمراد به جماعة .

وتكلموا بالاحتجاجات العقلية على المخالفين ، واستدلوا بالبراهين البينة على أهل الضلالة نصرة للدين ، وتمسكوا بنص الكتاب ، أو نص السنة ، أو قياس على النص ، أو إجماع الأمة .

وناظروا من خالفهم برسم النظر ، وجادلوا من جادلهم بأدب الجدل ، وعارضوا خصمهم بالمعارضات ، واعترضوا عليهم برد الاعتراضات واطراد العلل فى المعلومات .

فوضعوا كل شىء فى مواضعه ، ورتبوا كل حدَّ فى مراتبه ، وفرقوا بين المقايسة والمشاكلة والمجانسة والمقارنة .

وميزوا فى الأوامر والنواهى ما كان منه حتمًا وما كان منه ندبًا ، وما كان منه ترغيبًا وترهيبًا ، وما كان منه محثوثًا عليه ومدعوّا إليه .

فبينوا المشكل ، وحلوا العقد وأوضحوا الطرق ، وأزالوا الشبهات ، وفرعوا على الأصول ، وشرحوا المُجْمَل ، وبسطوا المجموع .

وأخذوا حدود الدين بالاحتياط ، حتى لا يقلد العالم عالمًا ، ولا الجاهل جاهلا ، ولا الخاص خاصًا ولا العام عامًا فى ظاهر الأحكام وحدود الشريعة .

بهم يحفظ على المسلمين حدودهم .

وقد ذكرهم الله تعالى فى كتابه فقال عز وجل ( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ) , وقال النبى صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيرًا يفقهه فى الدين " .

وللفقهاء فى معانى علومهم ورسومهم أيضًا مصنفات ، ولهم أئمة مشهورون ، قد أجمع أهل عصرهم على إمامتهم ، لزيادة علمهم وفهمهم ودينهم وأمانتهم ، وشرح ذلك يطول ، والعاقل يستدل بالقليل على الكثير ، وبالله التوفيق ) انتهى كلام الإمام الطوسى .

قال لى : يا سلام .. جزاهم الله خيرا .. دا جهد كبير أوى .
قلت له : فعلا دا جهد كبير .. بس فى الحقيقة .. دا حفظ الله تعالى لهذا الدين .. كما قال تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا " وقال تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "

أما الجماعة إياهم .. الخوارج المتمسلفة الوهابية ... فهم زى ما قلت لك ... بيتعبوا أوى فى الفكر السليم .. والآداب .. والتتلمذ تحت شيخ .. لأنهم ما بيحبوش يكونوا أتباع .. هم دايما عاوزين القيادة وخلاص ... قبحهم الله .. وشتتهم .. ومزقهم .

معلش أنا سخنت شوية .. نكمل بعدين .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 5 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 41 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط