موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: فاطمــــــــة الزهراء رضى الله عنها
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت فبراير 08, 2014 11:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

فاطمة الزهراء
رضى الله عنها


هي : فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[1]
أمها : خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

مولدها

تختلف الروايات في تحديد ولادة فاطمة الزهراء، فيبلغ أحياناً الفارق في عمرها (على اعتبار الفرق بين الروايات) عشر سنين أو أكثر بقليل. وعند استعراض تلك الروايات نجد أن بعضهم يقول بولادتها قبل البعثة النبوية بخمس سنين، وهو الرأي الثابت عند أهل السنة حيث يقولون أنها ولدت وقريش تبني البيت يوم حكم رسول الإسلام محمد بن عبد الله في نزاع حول من وضع الحجر الأسود في مكانه؛ وممن يقول بهذا الرأي الدولابي في كتاب الذرية الطاهرة [2]، بينما ذهب ابن عبد البر في الاستيعاب والحاكم في المستدرك [3] إلى أنها ولدت وعمر النبي إحدى وأربعون عاماً أي بعد سنة من البعثة النبوية.

على أن ما ثبت لأكثر علماء الشيعة ومؤرخيهم هو أنها ولدت بعد البعثة الشريفة بخمسة أعوام في أول شهر جمادى، ومنهم: المجلسي والطبرسي والكليني والإربللي والنيسابوري والشيخ الصدوق وابن شهر آشوب [4]، لكن الشيخ المفيد في حدائق الرياض وقد نقل عنه الكفعمي في مصباح المتهجّـد والعدد القوية [5] يرى أنها ولدت بعد عامين من البعثة. وانفرد ابن أبي الثلج البغدادي في تاريخ الأئمة برأي وافق فيه علماء أهل السنة في أنها ولدت قبل البعثة بخمس سنوات وقريش تبني البيت.

فبينما يكاد علماء الشيعة يجمعون على أن عمرها عند وفاتها كان 18 عاماً ومنهم: المجلسي والطبرسي والكليني والإربللي والنيسابوري والشيخ الصدوق وابن شهر آشوب، يرى أغلب أهل السنة ومنهم ابن عبد البر أن عمرها كان عند الوفاة 29 عاماً [6]، غير أن هناك اتفاقاً على أن فاطمة كانت أصغر بنات رسول الإسلام محمد بن عبد الله.

وعلى جانب آخر تقول بعض الروايات الشيعية أن خديجة بنت خويلد ما كانت تشعر بثقل حملها، وكانت تكلّم فاطمة وهي جنين لتؤنسها وتسلّيها [7][8].
نشأتها

شهدت فاطمة منذ طفولتها أحداثاً جساماً كثيرةً، فقد كان النبي يعاني من اضطهاد قريش وكانت فاطمة تعينه على ذلك الاضطهاد وتسانده وتؤازره، كما كان يعاني من أذى عمه أبي لهب وامرأته أم جميل من إلقاء القاذورات أمام بيته فكانت فاطمة تتولى أمور التنظيف والتطهير.

وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبي طالب، وأقاموا على ذلك ثلاثة سنوات، فلم يكن المشركون يتركون طعاماً يدخل مكة ولا بيعاُ إلا واشتروه، حتى أصاب التّعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود، وكان لا يصل إليهم شيئاً إلا مستخفياً، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله سراً.

وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة، ولكنّه زادها إيماناً ونضجاً. وما كادت فاطمة الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة فامتلأت نفسها حزناً وألماً، ووجدت نفسها أمام مسؤوليات ضخمة نحو أبيها النبي الكريم، وهو يمرّ بظروف قاسية خاصة بعد وفاة زوجته وعمّه أبي طالب. فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث بصبر، ووقفت إلى جانب أبيها الرسول الكريم لتقدم له العوض عن أمها وزوجته ولذلك كانت تُكنّى بـ أم أبيها.
أسماؤها وألقابها
سبب تسمية الرسول الكريم لها بفاطمة

تعددت أسماء فاطمة الزهراء وألقابها. أما تسمية "فاطمة" فقد قال عنها الخطيب البغدادي وابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة: «أن الله سمّاها فاطمة لأنه فطمها ومحبيها عن النار»، وفي سنن الأقوال والأفعال روى الديلمي عن أبي هريرة: «إنما سميت فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار». بينما قال محب الدين الطبري في ذخائر العقبى: «إن الله فطمها وولدها عن النار».[9]
من ألقابها

الزهراء: هناك أقوال بأنها كانت بيضاء اللون مشربة بحمرة زهرية. إذ كانت العرب تسمي الأبيض المشرب بالحمرة بالأزهر ومؤنثه الزهراء، و هناك من يقول أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو من سماها بالزهراء لأنها كانت تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، وذلك لزهدها وورعها واجتهادها في العبادة، وفي ذلك ينقل بعض المحدثين وأصحاب السير عنها عباداتٍ وأدعيةً وأوراداً خاصة انفردت بها، مثل: تسبيح الزهراء، ودعاء الزهراء وصلاة الزهراء وغير ذلك.[10]
البتول: تعددت الأقوال حول هذة التسمية، منها:
قول النووي في شرح مسلم: التبتل هو الانقطاع عن النساء وترك النكاح انقطاعاً إلى عبادة الله وأصل التبتل القطع ومنه مريم البتول وفاطمة البتول لانقطاعهما عن نساء زمانهما دينا وفضلاً ورغبة في الآخرة.[11]
قول ابن حجر العسقلاني في الفتح: وقيل لفاطمة البتول إما لانقطاعها عن الأزواج غير علي أو لانقطاعها عن نظرائها في الحسن والشرف.[11]
الحوراء الأنسية: ويستشهدون برواية عن رسول الإسلام أوردها الطبراني في المعجم الكبير: (فاطمة حوراء إنسيّة، فكلّما اشتقتُ إلى رائحة الجنّة شممتُ رائحة ابنتي فاطمة.[12] وجاء الحديث برواية عائشة فهو: «إنّي لما أُسري بي إلى السماء أدخلني جبريلُ الجنّة فناولني منها تفّاحة، فأكلتُها فصارت نُطفةً في صُلبي، فلمّا نزلتُ واقعتُ خديجة، ففاطمة من تلك النطفة، وهي حوراء إنسيّة، كلمّا اشتقتُ إلى الجنّة قبّلتُها.» [13] ‏أما الحديث الثاني رواه الطبراني وفيه أبو قتادة الحراني وثقه أحمد وقال‏:‏ كان يتحرى الصدق، وأنكر على من نسبه إلى الكذب، وضعفه البخاري وغيره، وقال بعضهم‏:‏ متروك، وفيه من لم أعرفه أيضاً، وقد ذكر هذا الحديث في ترجمته في الميزان ‏و قال فيه ابن حجر :هذا مستحيل، فإن فاطمة ولدت قبل الإسراء بلا خلاف.[14].
الصديقة: لأنها لم تكذب قط.
المباركة: لظهور بركتها.
الزكية: لأنها كانت أزكى أنثى عرفتها البشرية.
المرضية: لأن الله سيرضيها بمنحها حق الشفاعة.
المحدثة: لأن الملائكة كانت تحدثها.
البتول: لأنها تبتلت عن دماء النساء.
الحانية: لأنها كانت تحن حنان الأم على أبيها النبي وبعلها وأولادها عليهم السلام والأيتام والمساكين.
أم الأئمة.
الطاهرة.
المنصورة.
الصادقة.
الريحانة.
البضعة.

هجرتها

حسب رواية أهل السنة

هاجرت الزهراء إلى المدينة المنورة وهي في الثامنة عشرة من عمرها وكانت معها أختها أم كلثوم وأم المؤمنين سودة بنت زمعة بصحبة زيد بن حارثة وهاجر معهم: أم المؤمنين عائشة وأمها أم رومان بصحبة عبد الله بن أبي بكر، وكان ذلك في السنة الأولى من الهجرة.

حسب رواية الشيعة

هاجرت الزهراء إلى المدينة المنورة وهي في الثامنة من عمرها حيث هاجرت مع علي بن أبي طالب و أمهُ فاطمة بنت أسد وعمته فاطمة بنت أبي طالب حتى سميت هجرتهم بهجرة الفواطم.

زواجها

تزوجها علي بن أبي طالب وأصدقها درعه الحُطمية. في ذي القعدة أو قُبيله من سنة اثنتين بعد معركة بدر (قاله الذهبي). وقال ابن عبد البر: دخل بها بعد معركة أحد، فولدت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب.
أبناؤها
أولادها

الحسن: سبط رسول الله وحفيده وريحانته وسيد شباب أهل الجنة، كنيته أبو محمد، والإمام الثاني، ورابع أصحاب الكساء.
الحسين: سبط النبي محمد رسول الإسلام وحفيده و يلقب بسيد شباب أهل الجنة، كنيته أبو عبد الله، والإمام الثالث وخامس أصحاب الكساء.

بناتها

زينب بنت علي.
أم كلثوم بنت علي.


مكانتها

لفاطمة بنت محمد مكانة عظيمة عند المسلمين بشتى طوائفهم؛ فتجمع على أن لها شأن عند الله يفوق كل نساء العالم، وأنها سيدة نساء العالمين وفقاً للمنظور الإسلامي ولا يشاركها تلك المكانة سوى القليل من النساء مثل مريم بنت عمران على سبيل المثال مع أنهم يؤمنون أيضا أن مريم من أفضل نساء العالمين وأتقاهن [17]، وتستمد فاطمة مكانتها عند الشيعة من أنها أم الأئمة المعصومين لديهم، ولديهم الكثير من الروايات التي تبين مكانتها وأفضليتها عن كل النساء، فبعض المصادر الشيعية تروي أنها ولدت بعد أن أكل والدها تفاحة من الجنة فصارت نطفة في صلبه وكانت هي من هذة النطفة، وروايات أخرى تذكر ا أن أفضل نساء العالمين - طبقاً للمنظور الإسلامي - أتين لتوليد خديجة من العالم الآخر تكريماً للزهراء [18]، ويعتقد الشيعة كذلك بعصمتها، وهي في المرتبة الثالثة من حيث المكانة بعد أبيها محمد وعلي بن أبي طالب. أما من المنظور السني ففاطمة بنت نبيهم وسيدة نساء العالمين، وترجع أفضليتها لأنها من أكثر من عانى وقاسى مع أبيها محمد؛ وكانت هي الراعية له على الرغم من صغر سنها وقسوة الظروف المحيطة بها. ولكنهم لا يعتقدون بعصمتها أو إمامة زوجها وذريتها وإن كانوا جميعاً ذوي مكانة عظيمة وفقاً لمعتقد أهل السنة والجماعة.
فضائلها

قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : حَسْبُك مِنْ نساءِ العالَميَن أَرْبَع: مَرْيمَ وَآسيَة وَخَديجَة وَفاطِمَة
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : خَيْرُ نِساءِ العالَمين أَرْبَع: مَرْيمَ وَآسيَة وَخَديجَة وَفاطِمَة
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : أَحَبُّ أَهْلِي إِليَّ فاطِمَة
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : سيّدَةُ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةِ فاطِمَة
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : فاطِمَة إِنّ اللّهَ يَغْضِبُ لِغَضَبَكِ
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : المَهْدِيِ مِنْ عِتْرَتي مِنْ وُلدِ فاطِمَة
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي، يُريبُنِي ما رابَها، وَيُؤذِيني ما آذاهَا
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : أُنْزِلَتْ آيَةُ التطْهِيرِ فِيْ خَمْسَةٍ فِيَّ، وَفِيْ عَليٍّ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَفاطِمَة
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : فاطِمَة بَهْجَةُ قَلْبِي وَابْناها ثَمْرَةُ فُؤادِي
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: فاطِمَة أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتي لُحُوقاً بِي
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: فاطِمَة بَضْعَةُ مِنّي فَمَنْ أَغْضَبَها أَغْضَبَنِي
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: كلُّ بَنِي أُمّ يَنْتَمونَ إِلى عُصْبَةٍ، إِلاّ وُلدَ فاطِمَة
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أَحَبُّ أَهْلِي إِليَّ فاطِمَة
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: إذا كانَ يَوْمُ القيامَةِ نادى مُنادٍ: يا أَهْلَ الجَمْعِ غُضُّوا أَبْصارَكُمْ حَتى تَمُرَّ فاطِمَة
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ الجَنَّةَ فاطِمَة
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: إنّ اللّهَ عَزَّوَجَلَّ فَطـــَمَ ابْنَتِي فاطِمَـــة وَوُلدَهـــا وَمَنْ أَحَبًّهُمْ مِنَ النّارِ فَلِذلِكَ سُمّيَتْ فاطِمَة
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: فاطِمَة أَنْتِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتي لُحُوقاً بِي
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: فاطِمَة بَضْعَةٌ مِنّي، يُريبُنِي ما رابَها، وَيُؤذِيني ما آذاهَا
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: فاطِمَة حَوْراءُ آدَميّةَ لَم تَحضْ وَلَمْ تَطْمِث
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: كَمُلَ مِنَ الرِّجال كَثِيرُ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النساءِ إِلاّ أَرْبَع: مَرْيـــم وَآسِيَة وَخَديجـــَة وَفاطِمـــَة
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: فاطِمَة سيِّدَةُ نِساءِ أُمَّتِي

.



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فاطمــــــــة الزهراء رضى الله عنها
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 18, 2014 12:09 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين ديسمبر 29, 2008 10:24 pm
مشاركات: 903

وفاة فاطمة رضي الله عنها

وهي سيدة نساء هذه الأمة ، كنيتها فيما بلغنا : أم أبيها . دخل بها علي رضي الله عنه بعد وقعة بدر ، وقد استكملت خمس عشرة سنة أو أكثر .

روى عنها : ابنها الحسين ، وعائشة ، وأم سلمة ، وأنس ، وغيرهم .

وقد ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر إليها في مرضه ، وقالت لأنس : كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

ولها مناقب مشهورة ، وقد جمعها أبو عبد الله الحاكم .

وكانت أصغر من زينب ورقية ، وانقطع نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا منها ؛ لأن أمامة بنت بنته زينب تزوجت بعلي ، ثم بعده بالمغيرة بن نوفل ، وجاءها منهما أولاد . قال الزبير بن بكار : انقرض عقب زينب .

وصح عن المسور أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها " .

وفي فاطمة وزوجها وبنيها نزلت : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [ الأحزاب ] [ ص: 51 ] فجللهم رسول الله بكساء ، وقال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي " .

وأخرج الترمذي ، من حديث عائشة أنها قيل لها : أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : فاطمة من قبل النساء ، ومن الرجال زوجها ، وإن كان ما علمت صواما قواما .

وفي الترمذي عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي وفاطمة وابنيهما : " أنا حرب لمن حاربتم ، سلم لمن سالمتم " .

وقد أخبرها أبوها أنها سيدة نساء هذه الأمة في مرضه كما تقدم .

وخلفت من الأولاد : الحسن ، والحسين ، وزينب ، وأم كلثوم . فأما زينب فتزوجت عبد الله بن جعفر ، فتوفيت عنده وولدت له عونا وعليا . وأما أم كلثوم فتزوجها عمر ، فولدت له زيدا ، ثم تزوجها بعد قتل عمر عون بن جعفر فمات ، ثم تزوجها أخوه محمد بن جعفر ، فولدت له بنته ، ثم تزوج بها أخوهما عبد الله بن جعفر ، فماتت عنده . قاله الزهري .

وقال الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، قال : قال [ ص: 52 ] علي لأمه : اكفي فاطمة الخدمة خارجا ، وتكفيك العمل في البيت والعجن والخبز والطحن .

أبو العباس السراج ، قال : حدثنا محمد بن الصباح ، قال : حدثنا علي بن هاشم ، عن كثير النواء ، عن عمران بن حصين ، أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد فاطمة وهي مريضة فقال لها : " كيف تجدينك ؟ " قالت : إني وجعة ، وإنه ليزيدني أني ما لي طعام آكله ، قال : " يا بنية أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين " . قالت : فأين مريم ؟ قال : " تلك سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمك ، أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة " . هذا حديث ضعيف ، وأيضا فقد سقط بين كثير وعمران رجل .

وقال علباء بن أحمر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم ، وآسية " رواه أبو داود

وقال أبو جعفر الرازي عن ثابت ، عن أنس ، مثله مرفوعا ولفظه : خير نساء العالمين أربع .

وقال معمر ، عن قتادة ، عن أنس يرفعه : حسبك من نساء العالمين أربع ، فذكرهن . ويروى نحوه من حديث أبي هريرة ، وغيره .

[ ص: 53 ] وقال ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن عائشة بنت طلحة ، عن عائشة ، قالت : ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ورحب بها كما كانت هي تصنع به ، وقد شبهت عائشة مشيتها بمشية النبي ، صلى الله عليه وسلم .

وقد كانت وجدت على أبي بكر حين طلبت سهمها من فدك ، فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ما تركنا صدقة " .

وقال أبو حمزة السكري ، عن ابن أبي خالد ، عن الشعبي ، قال : لما مرضت فاطمة رضي الله عنه أتاها أبو بكر فاستأذن ، فقال علي : يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك ، فقالت : أتحب أن آذن له ؟ قال : نعم ، فأذنت له ، فدخل عليها يترضاها ، وقال : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت ، ثم ترضاها حتى رضيت .

وقال الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، أن فاطمة عاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر ، ودفنت ليلا .

وقال الواقدي : هذا أثبت الأقاويل عندنا . قال : وصلى عليها العباس ، ونزل في حفرتها هو وعلي ، والفضل بن العباس .

وقال سعيد بن عفير : ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان ، [ ص: 54 ] وهي بنت سبع وعشرين أو نحوها ، ودفنت ليلا .

وقال يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، قال : مكثت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر وهي تذوب .

وقال أبو جعفر الباقر : ماتت بعد أبيها بثلاثة أشهر .

وروي عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، قالت : كان بينها وبين أبيها شهران . وهذا غريب .

قلت : والصحيح أن عمرها أربع وعشرون سنة ؛ رضي الله عنه وأرضاها .

وقد روي عن أبي جعفر محمد بن علي أنها توفيت بنت ثمان وعشرين سنة ، كان مولدها وقريش تبني الكعبة ، وغسلها علي .

قال قتيبة : حدثنا محمد بن موسى ، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب ، عن أمه أم جعفر ، وعن عمارة بن مهاجر ، عن أم جعفر ، أن فاطمة قالت لأسماء بنت عميس : إني أستقبح ما يصنع بالنساء : يطرح على المرأة الثوب فيصفها ، فقالت : يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ، ثم طرحت عليها ثوبا ، فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ، إذا أنا مت فغسليني أنت وعلي ، ولا يدخل أحد علي . فلما توفيت جاءت عائشة تدخل ، فقالت أسماء : لا تدخلي ، فشكت إلى أبي بكر ، فجاء فوقف على الباب فكلم أسماء ، فقالت : هي أمرتني : قال : فاصنعي ما أمرتك ، ثم انصرف . قال ابن عبد البر : فهي أول من غطي نعشها في الإسلام على تلك [ ص: 55 ] الصفة .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: فاطمــــــــة الزهراء رضى الله عنها
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 18, 2014 9:05 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8042
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 33 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط