http://www.almasryalyoum.com/news/details/390003

باحث بمركز الأهرام الاستراتيجي: إسرائيل قبلت تجميد اتفاقية «كامب ديفيد» (حوار)

فجر الباحث بوحدة الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية بمركز الأهرام الاستراتيجى، محمد جمعة، مفاجأة بخصوص اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وأكد أن الأخيرة قبلت منذ بدأت مصر حربها ضد الإرهاب بتجميد اتفاقية كامب ديفيد، إلى أجل غير مسمى، وذلك فى شقها المتعلق بتحديد قوات الجيش المصرى بسيناء، وإلى نص الحوار.

■ كيف تفسر تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى ونائبه حول الاستقرار والديمقراطية فى مصر؟

تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى، حول أن مصر لن تنعم بالاستقرار ولن تحقق الديمقراطية، وأيضا تصريحات نائبه الذى قلل من قدرة مصر على القضاء على الإرهابيين، كلها تصب فى اتجاه الضغط على مصر، حيث تتعمد إسرائيل التهويل من شأن المخاطر فى سيناء كى تضغط على مصر ولا تتراجع القاهرة عن الحملة العسكرية قى سيناء، لأن إسرائيل فُجعت من تحقق قدر من مخاوفها عندما تعرضت قناة السويس لهجوم محدود من بعض الجماعات، وهو ما اعتبرته تل أبيب، تهديدا لخطوط الملاحة الإسرائيلية فى خليج العقبة وميناء إيلات، إضافة إلى المناطق الحضارية بطول الساحل، وهذه المخاوف أفرزت على الأرض واقعا تعاونيا وثيقا بين الطرفين من خلال التفهمات التى يجرى تجديدها شهريا بإشراف الأمريكى ديفيد استارفيلد، مسؤول قوات المراقبة الدولية، وأفضت فى المحصلة النهائية إلى التجميد المؤقت لاتفاقية «كامب ديفيد».

■ هل تتوقع نجاح الترتيبات العسكرية الجديدة على الأرض فى القضاء على الإرهاب نهائيا؟

دون أدنى شك، فقد أصبحت هذه الترتيبات العسكرية الجديدة بما فرضته من تواجد عسكرى مصرى كثيف جزء من طيبوغرافية سيناء، التى يصعب فى المستقبل ألا يؤخذ بها، أو أن يتم العدول عنها، وأتوقع أنه فى الربيع المقبل، أى بداية أبريل، أن تقوم قوات الجيش المصرى بعمليتين عسكريتين كبيرتين، تستهدف آخر العناصر الإرهابية فى جبل الحلال بوسط سيناء وجبل عامر القريب من الحدود الإسرائيلية.

■ لماذا علينا أن ننتظر للربيع؟

لأن الجيش المصرى الآن يقوم بعمليات تمشيط شمال سيناء، وتعقب للعناصر الإرهابية، وتضييق الخناق عليهم، وهو ليس بمقدوره اعتماد سياسة الأرض المحروقة، لأن هذه العناصر تتحرك بين السكان، ولها حاضنة شعبية شئنا أم أبينا، والقضاء على الإرهابيين وسط تلك الحاضنة الشعبية هى المهمة الأصعب أمام الجيش، والتى من المتوقع أن ينتهى منها فى الربيع، بعد أن يكون دفعهم للهروب إلى الجبال، وهناك ستكون المواجهة التى فى تقديرى ستحسم سريعا.

■ هناك تخوف من تسلل العناصر الإرهابية من سيناء إلى العمق المصرى كيف ترى هذه التخوفات؟

بالطبع هى مخاوف لها وجاهتها، خاصة أن جزءا من هذه المخاوف تحقق وشهدنا عمليات ضد أهداف حيوية داخل العمق المصرى، ولا يوجد جهاز امنى بمقدوره أن ينجح بنسبة 100% فى حروب الإرهاب، وفكرة عزل سيناء تماما عن المدن المصرية صعبة جدا، لاسيما فى ظل جنوح عناصر من الإخوان للعنف متورطة فى معاونة ومساندة تلك العناصر، خاصة أن الوقائع الأخيرة أكدت أن الحبل السرى بين الإخوان وتلك الجماعات مازال متصلا ولم ينقطع.

■ لكن هناك سيناريو مخيف قد تدفع به الجماعات الإرهابية فى سيناء، من خلال وضع الجيش المصرى فى مواجهة مع الجيش الإسرائيلى، فما احتمالات تحقق هذا السيناريو؟

غير وارد، فالجيش المصرى يعى جيدا أن هناك جماعات تهدف إلى خلق هذه المواجهة، ومن مصلحتها أن تشتعل الحدود مع إسرائيل، كلا الطرفين المصرى والإسرائيلى يعى خطورة ذلك، ولا يرغب فى التورط فيه.

■ هل تابعت البيان الأخير لحماس الذى استنكرت فيه ما وصفته بمحاولات الزج بها فى الشأن المصرى وإلقاء التهم جزافا، وهل حماس متورطة فى الداخل المصرى حقا؟

يقينا، والثابت هو أن حماس متورطة فى الداخل المصرى، لكن حدود هذا التورط قد نختلف عليها أو نتفق، حماس وفقا لآخر تعريف طرأ على اللائحة الداخلية لها فى 2005، عرفت نفسها أنها تنظيم الإخوان المسلمين فى فلسطين، وهذا التعريف انعكس على البنية التنظيمية للحركة، وهذا أحد المعطيات التى نفهم منها أن التداخل التنظيمى بين حركة حماس والإخوان فى مصر، والتنظيم الدولى للإخوان كبير جدا، ولا يعبر عن مجرد أطر تنسيقية، لكن هناك تداخلا وتشابكا تنظيميا وهناك عناصر تلعب أدوارا مزدوجة.

■ هل نستطيع القول بأن حماس تنفذ بأيديها عمليات عسكرية ضد الجيش المصرى فى سيناء، أم أنها متورطة فقط فى دعم من ينفذون؟

لا، لا أستطيع القول إن حماس متورطة بالتنفيذ أو أن عناصر تابعة لها مباشرة تنفذ العمليات بتوجيه منها ضد الجيش المصرى أو الشرطة المصرية، لكن يمكننا القول إنها تدعم العناصر السلفية الجهادية التى اتخذت من سيناء ملاذا لها بعدما وصل فكر القاعدة إلى سيناء، وتقدم لهم الدعم اللوجيستى والسلاح والتمويل والتدريب إلى آخره.

■ ما حقيقة العلاقة بين كتائب جماعة بيت المقدس وحركة حماس؟

علاقة حماس بالجماعات الجهادية السلفية فى سيناء عموما تراوحت ما بين التحالف والتفاهمات الجزئية والمواجهات الدامية، فهى تتحالف معهم فى البداية أو تبرم تفاهمات جزئية كما حدث فى فترة حكم مرسى، وقد تصل إلى التصفية والمواجهات الدامية عندما تتخطى هذه الجماعات سلطة حماس وتمثل خطرا عليها، وتنظيم أنصار بيت المقدس وجند الإسلام وغيره، كان جزءا من التنظيمات التى نشأت داخل غزة لمواجهة الاحتلال، ومع الضغوط المتتالية من حماس على هذه الجماعات خرجت إلى سيناء واتخذت منها مرتعا.

■ هل كانت تملك حماس التحكم فى تلك الجماعات ووقف العمليات الإرهابية ضد مصر؟

نعم كانت تملك فى فترة المعزول التحكم فى الجماعات الإرهابية وتوجيه دفة العمليات أو وقفها نهائيا، كما تتحكم وتضمن عدم إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل، فهى ليست حريصة على التصعيد ضد المحتل، بقدر حرصها على البقاء فى السلطة.

■ كيف تقيم الدوائر الإسرائيلية المطالب الشعبية المتصاعدة فى مصر للمشير السيسى بالترشح للرئاسة؟

هناك فريق فى إسرائيل متخوف من فكرة عبدالناصر جديد، ووجود رجل دولة قويا يلتف حوله الشعب المصرى، ومن ثم الشعوب العربية، وتخلق حالة ناصرية يصبح فيها الكيان الإسرائيلى منبوذا فى محيطه العربى، خاصة إذا نجح المشير فى إنجاز التحدى الاقتصادى والتنموى، فربما يعاد إنتاج التجربة الناصرية بحسب رؤية ذلك الفريق، لكن تيار آخر فى المقابل داخل إسرائيل يرى أن الحقبة التاريخية التى أفرزت عبدالناصر، تختلف تماما عما نعيشه الآن، ناهيك عن اختلاف الظروف الدولية والإقليمية.