أولا : نظافة الثياب :
من أول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الأوامر قوله تعالى في سورة المدثر : " وثيابك فطهر " . وفسر هذا النص على أساس : وقاية الثياب من النجاسات الظاهرة كالبول والدم وغير ذلك – أو على أساس تقصير الثياب وجعلها قصيرة ( فلا تكون طويلة ذاك الطول الذي يجعلها تحتك بالأرض التي هي موضع النجاسات ) . أو غسلها بالماء من كل نجس . ولا مانع أبدا أن يكون النص الكريم حاويا لكل هذه المعاني جميعا . فالإسلام قائم على النظافة في كل شيء – فالذات نظيفة , بالاغتسال والوضوء والاستنجاء . والثياب نظيفة ، بتطهيرها من كل خبث . والمكان نظيف من أي قذارة توجد فيه . ومن حكمة الإسلام أن جعل هذه النظافات شرطا في صحة الصلاة التي فرضها الله على كل مسلم عاقل ثم لم يعفه منها بأي سبب من الأسباب حتى الموت . وإذا كان ذلك كذلك كانت النظافة ملازمة للمسلم طول حياته حتى آخر رمق من عمره .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش " رواه أبو داوُد . ( سنن أبي داود : جـ 2 ص 380 )
وعن محمد بن يحيى بن حبان , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ - أَوْ مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدْتُمْ - أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ " رواه أبو داوُد . ( سنن أبي داود : جـ 1 ص 248 ) وهذا الحديث يدل على مشروعية تحسين الهيئة والتجمل بأحسن الثياب .
وعن أبي ذر رضي الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ ، وتَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ طُهُورَهُ ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ ، وَمَسَّ مَا كتب لَهُ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ ، ثُمَّ أَتَى الجمعة ، ولَمْ يَلْغُ ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى " . رواه بن ماجة . ( المنهل العذب : جـ 6 ص 230 )
وعن أبي الأحوص عن أبيه قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ثوب دون . فقال : " ألك مال ؟ قال : نعم . قال : من أي المال ؟ " قال : قد آتاني الله من الأبل والغنم والخيل والرقيق . قال : " فإذا آتاك الله مالا فلير أثر نعمته عليك وكرامته " رواه أبو داوُد . ( سنن أبي داود : جـ 2 ص 373 ) والدون : الرديء
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فرأى رجلا شعثا قد تفرق شعره فقال : " أما هذا كان يجد ما يسكن به شعره " . ورأى رجلا آخر عليه ثياب وسخة فقال : " أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه " رواه أبو داوُد . ( سنن أبي داود : جـ 2 ص 373 )
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ " ( أي إنكار الحق واحتقار الناس ) رواه مسلم والترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد
_________________ قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب على ورق من خط أحسن من كتب وأن تنهض الأشراف عند سماعـه قياما صفوفا أو جثيا علـى الركـب
|