لوح الويجا : مدخل إلى العالم الآخر








منذ بداية الزمن المسجل ، إدعى الناس أنهم قادرون على التواصل مع الأرواح من العالم الآخر بطرق كثيرة ومتعددة ومن ضمنها كانت ما يعرف باستخدام الكتابة التلقائية او السيكوغرافيا

وهي مصطلح ينطبق على النصوص التي تكتب وتخط بواسطة الأرواح او كيانات غير مرئية بعد أن تسيطر سيطرة تامة على حركة اليد وتكتب ما تشاء ويدرك الانسان ادراكاً تاماً أن ما يخطه او

يكتبه ليس بإرادته إنما بواسطة أرواح تملي عليه ما ارادت بإجابات او غير ذلك ، ومن أكثر هذه الطرق شيوعاً وشهرة في عالم اليوم هي بالتأكيد "لعبة الويجا" تلك اللعبة المشهورة في العالم

والتي يعود تاريخها إلى سنين طويلة مضت ، وهي ليست مجرد لعبة عادية أو لمجرد التسلية ، لأنها تبدو على كل الأحوال لعبة غريبة وغامضة ، وخطيرة في أحيان أخرى







يقول الخبراء الروحانيون أن ويجا تعرف كل الإجابات ، غريبة ومثيرة وفريدة من نوعها ، وتفوق في نتائجها الكثير من عمليات التحضير ، وقراءة العقل ، والاستبصار وربما حتى فتح العين الثالثة

هي طريقة أو وسيلة مثيرة للاهتمام ولديها تاريخ حافل مع قصص الرعب والغموض .

ويجا قد تمنحك "الترفيه" اذا كان لديك الخبرة ، ولكنها قد تكون لعنة تلاحق صاحبها إلى الأبد في حالة تم لعبها بطريقة غير صحيحة .

وقد استخدم لوحة الويجا من قبل الآلاف من الناس قديماً وحديثاً للاتصال مع الأرواح ، وهي تشبه الى حد بعيد جلسات تحضير الأرواح المعروفة ، والفرق الوحيد بينهما هو غياب الوسيط

الروحي نفسه ، وكلاً من أشكال هذه الاتصالات هي خطيرة جداً ، لكن ويجا تكون أخطر لأنها عادتاً ما تكون اتصالات بأشكال غير منضبطة ، وبعبارة أخرى ، لأن الأفراد الذين يستخدمون هذه

القناة للاتصال مع الأرواح أو الأشباح غالباً ما يكونون من المبتدئين والهواة ومن لديهم الفضول وهم غير مدركين للأخطار المحتملة التي تنتظرهم !

لقد سمعنا جميعاً عن قصص كثيرة حول مجلس ولعبة الويجا ، ولكن فلنأخذ الأمر من البداية ، ونتعرف على جذور هذه اللعبة وأصولها ومن أين بدأت .









الأصول والتاريخ


لعبة ويجا في الواقع ، جاءت فكرتها من القرن التاسع عشر ومن هاجس أمريكي مع عالم الروحانيات والتواصل مع الموتى ، حيث اخترع رجلي الأعمال الأمريكيين إيليا بوند وتشارلز كرند في 1

يوليو عام 1890 لعبة خشبية أسموها ويجا وكان اسمها مشتق من كلمتين فرنسية Oui وألمانية Ja وكلا الكلمتين تعني نعم ، وسرعان ما ذاع صيتها وانتشرت في جميع انحاء العالم بعد ذلك

حتى أن بعض الكهنة في الولايات المتحدة استخدمها للتكهن خلال الحرب العالمية الأولى ، ولكن هذه اللعبة كفكرة كانت موجودة منذ سنوات قبل ذلك في أوروبا في العصور الوسطى ،

ويسجل التاريخ أن الأخوان "فوكس" من ولاية نيويورك عام 1948 ادعوا أنهم تلقوا رسائل من الأرواح الذين تواصلوا معهم عن طريق الكتابة على الجدران في تلقي الإجابات وطرح الأسئلة .




ويذكر التاريخ ايضاً ان فكرة الويجا قبل هذه التسمية الحديثة لها ، كانت تعود في أصولها إلى الصين القديمة 1200 سنة قبل الميلاد ، عندما كان الكهنة يستعملون أسلوب الكتابة التلقائية

ايضاً للاتصال مع الأرواح ، حيث كان الكاهن آن ذاك يتلو بعض القراءات ثم يمسك بعود أو بعصا ويترك يده لتتحرك تلقائياً وتكتب الحروف فوق الرمل أو التراب ، حيث يقولون أن الأرواح هي التي

تحرك العصا وتقوم بالكتابة بنفسها لإيصال رسائلها من العالم الآخر من خلال أسلوب كتابة كان يعرف بإسم "فوجي" ، ومارستها كذلك أسرة "تشيوان" وكانت ممنوعة من قبل أسرة "تشينغ".

وقد مورست عبر العصور والسنوات الطويلة الماضية على نطاق واسع وأساليب مماثلة في الهند القديمة واليونان وروما .

وفي الديانات ارتبط استخدام لوح ويجا مع مفهوم المس الشيطاني او تحضير الشياطين وحذروا أتباعهم من استخدام لوح ويجا ، وعلى الرغم من التحذيرات الدينية والانتقادات من المجتمعات

العلمية إلا أنه لا تزال لـ ويجا شعبية كبيرة بين الناس .








لوح الويجا




لوح الويجا هو بمثابة لوح مسطح من الخشب على شكل مستطيل أو مربع عريض ، ويتم الكتابة عليه بجميع الحروف الأبجدية سواء كانت انجليزية أو عربية أو أي لغة أخرى بحسب

المستخدمين لها ، بالإضافة إلى وضع الأرقام من صفر إلى تسعة ، ثم وضع أو كتابة أربعة كلمات هي نعم ، لا ، مرحباً ( أحياناً ) ، وداعاً مع مختلف الرموز والرسومات في زوايا اللوح ، وهي

معروفة أيضاً بإسم اللوحة المتكلمة أو لوحة الأرواح

ويتم لعب ويجا عادتاً بواسطة قطعة أو مؤشر على شكل قلب صغير مصنوع من الخشب أو البلاستيك ويكون في وسطه أو اعلاه ثقب لإظهار الحروف والأرقام والكلمات ويتم تحريكه فوق لوح

الويجا بواسطة أصابع اللاعبين لنقل الإشارات أو لنقل رسالة الروح من خلال الهجاء على اللوحة أثناء جلسة التحضير ويتم نقله على اللوحة لتوضيح الكلمات ، ويوجد حوالي 10 أنواع من

"اللوحات المتكلمة" اليوم تحت مسميات مختلفة ولكن أهمها بدون شك هي ويجا ، وهي يمكن أن تكون تجربة مثيرة للإهتمام والمدخل إلى العالم الآخر ، وعلى الرغم من التحذيرات

المستمرة من استخدامها إلا أن معظم الناس يرون أنها غير مؤذية خصوصاً إذا لم تؤخذ على محمل الجد .

طريقة اللعب



عندما يتم لعب ويجا يجب أن يتكون عدد اللاعبون من 3 إلى 4 أشخاص واختيار زعيم منهم يقوم بتحريك المؤشر وطرح الأسئلة ولا يجوز ابداً أن تلعب الويجا بمفردك لأن هناك نصيحة قديمة

تقول : إياك أن تلعب ويجا بمفردك ، لا تفعل ذلك أبداً.


ويكون اللعب في جو هادئ وغرفة هادئة وتحت إضاءة خافتة على ضوء الشموع ، لأن الشموع هي عنصر هام عند اللعب ويفضل أن تكون من الشموع البيضاء لسببين ، السبب الأول لأنها

تعتبر رمز للحماية "الضوء الأبيض" والسبب الثاني أن شعلة الشمعة هي نقطة الوصل لجذب الطاقة الروحية ، حيث يمكنك استخدام الشعلة "للسماح للروح لإثبات وجودها " لأن الروح ، إذا

حضرت بالفعل ، سوف يظهر اللون الأزرق في أسفل لهب الشمعة وسوف تلاحظ أن الشعلة تتحرك إلى اليسار " .



التركيز الأرواح القادمة هي سوف تعلم عن مدى إيمانك بمصادقية ما تقوم به ، ومن خلال التركيز سوف يعملون مع الطاقة الخاصة بك ، لأن التركيز الخاص بك هو عامل مهم لأنجاح اللعبة ،

وجزء من التركيز هو عدم الافتراض والتأويل على أن الروح سوف تأتي بهذا الشكل او بهذه الوضعية أو ستقول كذا وكذا ، دع الأمر كما يشاء له أن يتم .







كيفية بدء الاتصالات


كما أسلفنا لابد من إعداد وتجهيز غرفة هادئة وخلق الأجواء المناسبة وبدون أي ازعاج من أي مصدر كان وإيقاف تشغيل التلفزيون والموبايل والموسيقى حيث يجب أن لا يقطع الدورة أي

شكل من أشكال الإزعاج لأن كسر الإتصال والتركيز عند اللعب قد يسبب لك بعض المشاكل ولمزيد من الراحة من الأفضل أن يجلس اللاعبون على طاولة وعدم استخدام ويجا على الأرض .



التوقيت هو عامل مهم ويفضل أن تبدأ الجلسة في الليل ، مع أنه من الممكن استخدامها في أي وقت خلال النهار ، وبعد اختيار أحد اللاعبين ليكون زعيماً للجلسة ، يكون اثنين من اللاعبين

في مواجهة بعضهما من كل اتجاهات اللوح مع لمس الركبتين إذا كان ذلك ممكناً .

ويقوم زعيم الجلسة بطرح جميع الأسئلة وبعد ذلك يجب على اللاعبين وضع أصابعهم على المؤشر الخشبي ، و أن تكون أصابعهم مسترخية بدون الضغط على المؤشر بقوة ، وأن يتحلى

اللاعبين بالصبر لأنه قد لا تحصل على إجابات سريعاً ثم يقوم زعيم الجلسة بطرح السؤال : هل هناك روح معنا في الغرفة الآن ؟ أيتها الروح إن هذا المكان آمن ، نتمنى فقط التواصل معك ،

أطلب منكم الأجوبة لأتعلم منكم ، يرجى أن تأتي من خلال هذا اللوح والتحدث معنا لفترة من الوقت .



إذا لم يحدث شئ ولم تتم الاستجابة ، على جميع اللاعبين تبديل المقاعد حتى لو استدعى الأمر تغيير أحد المشاركين واستبداله بمشارك آخر على طاولة التبديل لتغيير الطاقة في

المجموعة ، وإذا تكرر نفس الأمر ولم تحدث أي استجابة بعد كل هذا ، فإن تلك الليلة غير مناسبة وليست جلسة ويجا جيدة .





أما في حالة حضور الروح أو الشبح أو الجن اسموه ما شئتم ، يمكنك إجراء المحادثات معه وطرح بعض الأسئلة مع بعض التفاصيل الأخرى ، ويمكنك ان تسأل عن اسمه وعمره وجنسة "ذكر أو

انثى" وماهي السنة التي توفي فيها وكيف مات ومن أين جاء وأي نوع ولماذا جاء ومع من يريد التواصل من الأعضاء في المجموعة وأخيراً ما هي رسالته ، مع العلم بأن الأجوبة قد لا تأتي

على الفور ، ربما تتأخر بعض الوقت وعلى اللاعبين التحلي بمزيد من الصبر وعدم محاولة تحريك المؤشر بالقوة لانتظار الأجابات السريعة ، بل عليهم أن ينتظروه حتى يتحرك من تلقاء نفسه

ليقود أصابعهم فوق اللوح ، فإذا توقف المؤشر فوق كلمة "نعم" عند طرح السؤال ، فهذا يعني وجود الروح فعلياً في الغرفة ، ومع طرح المزيد من الأسئلة قد تكون الاجابات مقتضبة بصيغة نفي

بلا او تأكيد بنعم عن طريق وقوف المؤشر فوق كلمتي نعم أو لا ، أو قد تكون على شكل جمل وكلمات تتشكل من مجموع الحروف والأرقام التي يقف فوقها المؤشر .



على سبيل المثال لو طرح زعيم الجلسة سؤالاً : هل هناك روح معنا في الغرفة الآن ؟ سوف يتحرك المؤشر ويقود أصابع اللاعبين على كلمة "نعم" .

ولو تم طرح السؤال : هل هي روح رجل أم امرأة ؟ سوف يتحرك المؤشر بالترتيب على الحروف م ، ر ، أ ، هـ حيث يعني أنها امرأه .


ولو تم طرح السؤال : في أي سنة فارقت الروح الحياة ؟ سوف يتحرك المؤشر على الأرقام 1 ، 9 ، 5 ، 8 التي تعني أنها فارقت الحياة سنة 1958.


يمكنك الحفاظ على الجو المناسب وروح الحديث والتواصل للجلسة كما قلت عن طريق التركيز ، صحيح أنه قد يكون من الصعب الحفاظ على التركيز طوال مدة الجلسة ولكن تذكر ، كل ما
حافظت على التركيز الخاص بك ، كلما كانت النتائج أفضل .

إغلاق الجلسة


ويستمر اللعب هكذا حتى تنتهي اللعبة أخيراً عند وقوف المؤشر فوق كلمة "وداعا" مما يعني مغادرة الشبح للغرفة ، حيث يجب أن لا تترك اللعب أبداً قبل مغادرة الروح او الشبح أو الجن للغرفة

، لأن عدم وقوف المؤشر على كلمة "وداعا" وعدم استخدام الطرق الصحيحة لمغادرة الروح للغرفة فإن ذلك من شأنه أن يعرض اللاعبين أو المخالفين لأمور لا تحمد عقباها وإلى لعنة قد

تلاحقة من تلك الأرواح الغاضبة والمنتقمة ، وفي حالة شعرت بخوف أو قلق لسبب ما أثناء اللعب أي قبل استكمال اللعبة ، حرك المؤشر فوراً على كلمة وداعاً وقل : سوف نغادر الآن ، أمضي

في شأنك بسلام ، ثم اقلب اللوح وغادر المكان .

غير ذلك سوف تشعر بوجود شئ ما قوي وسلبي يحيط بأجواء الغرفة وسوف تشعر بالطاقة من حولك تصبح ثقيلة وغير مريحة وهذا من شأنه أن يجعل من الصعوبة بمكان إغلاق الجلسة .








شاهد الفيديو المزعوم اثناء لعب ويجا الشيطان "زوزو" يلتبس الفتاة







الإنتقادات


تعرضت لوحة ويجا لانتقادات دينية شديدة من المسيحيين والإنجيليين في الولايات المتحدة بالذات ، في عام 2001 تم إحراق مجالس ويجا في ألاموغوردو ونيو مكسيكو من قبل الجماعات

الأصولية جنباً إلى جنب مع كتب هاري بوتر معتبرين بأنها تمثل رمزاً "للسحر" واعتبرت بعض الجماعات الأخرى ويجا بمثابة أداة للشيطان .

الأساقفة في ميكرونيزيا دعوا إلى حظر بيع لوحات ويجا لأنهم اعتبروا من يستخدمها يتحدث إلى الشياطين وقوى الشر .

الصحافة أيضاً انتقدت ويجا بشدة وتم وصفها بأنها عبارة عن بقايا أثرية ورجعية من نظام اعتقاد بدائي ومتخلف ويتم من خلاله خداع الحمقى من الناس لجمع أموالهم .

علمياً انتقدت لعبة ويجا من قبل العديد من العلماء والباحثين باعتبارها خدعة تتعلق بالإستجابة الفكرية الحركية وأن الرسائل المكتوبة التي تظهر باللوح ليست إلا في عقول اللاعبين من

خلال دور العقل الباطن ، ووفقاً لأستاذ الأعصاب "تيرنيس هاينز" يقول أنه من خلال قوة التركيز والإجهاد العقلي والذهني والعقل اللاواعي الذي ينتج الوهم يتحرك اللاعبين تحت سيطرة كل هذا

وغالباً ما تكون هذه السيطرة العقلية قوية للغاية وكافية لإقناع الكثير من الناس أن الأرواح هي التي تعمل !

ويجا في الشعر والأدب والسياسة !


كانت لوحة ويجا مصدراً للإلهام في الأعمال الأدبية لأنها استخدمت في التوجيه في الكتابة كشكل من أشكال توجيه الأعمال الأدبية ، ونتيجة لذلك اصبحت للويجا شعبية كبيرة في أوائل القرن العشرين بالتحديد .

حيث إدعت الروائية المعروفة كوران بيرل "بيشنس وورث " أنها كتبت قصائدها ورواياتها بواسطة روح تم الإتصال بها لأكثر من 20 عاماً من خلال لوح ويجا .

إدعت كذلك "إيميلي غرانت هيتشنجز" ان لها رواية كتبتها في عام 1917 وأملتها لها روح "مارك توينز" من خلال استخدام لوح ويجا بعد وفاته .








في عام 1982 أصدر الشاعر جيمس ميرل كتاباً بعنوان " تغيير الضوء في ساندوفير" من 560 صفحة ، وقال أنه كتب تلك القصائد الملحمية في الكتاب من خلال لوح ويجا خلال جلسات تحضير الأرواح ، وقد حاز الكتاب على جائزة النقاد الوطنية للكتاب في عام 1983 .


قال رئيس الوزراء الإيطالي السابق "رومانو برودي" أنه في عام 1978 استخدم لوح ويجا مع أساتذة آخرين في جامعة بولونيا وأنه قد تم تحضير روح "جورجيو لا بيرا" وهو سياسي إيطالي ، وتم سؤاله عن إسم الشارع الذي كان محتجزاً فيه رئيس الوزراء الإيطالي السابق "الدو مورو" الذي اختطفته منظمة الألوية الحمراء في 16 مارس 1978 .


يتبع بأذن الله