الشيخ الشعراوى وحكاياته مع آل البيت

النيل الخالد · **مرسل:** الاثنين إبريل 28, 2014 9:53 am

فى حوار للشيخ سجل فى كتاب "أنا من سلالة أهل البيت"
يقول الشيخ رحمه الله :
(أنا جاورت "ستنا زينب"سبع سنوات. ...من سنة 1936إلى سنة 1942
كنت أسكن فى شارع البرنس عزيز. ..عند قلعة الكبش. .فى حى السيدة زينب.
وكنت وقتها طالب. وحدث وأنا أستعد لدخول الأمتحان فى الشهادة العالية. أننى مرضت واشتد بى المرض.
ولم أدخل الامتحان فى الدور الأول. وفاتنى فى الدور الثانى أيضا.وزعلت وحزنت. لإنى كنت مجتهدا.
وقلت للسيدة زينب : أحنا سكنين جنبك ،وبنصلى عندك. ..وفاتنا الامتحان فى الدور الأول والدور الثانى. وضاعت السنة.
و...."خاصمتها"!
ولم أعد أصلى فى مسجدها. كنت أصلى فى زاوية أسمها زاوية "الحبيبة"
وقال الشيخ : وفى تلك الأيام كان لى صديق من العارفين بالله أسمه الشيخ محمد عبد الفتاح. كان أستاذا فى كلية الشريعة
وفوجئت به يحضر لزيارتى فى ليلة المولد....مولد"ستنا زينب"وكانت الليلة هى الليلة الكبيرة.وقال لى وكأنه يأمرنى.
قوم يا وله. ..قوم ألبس هدومك!
فسألته ليه؟...وعلى فين حنروح؟
قال : قلت لك قوم ألبس هدومك. فقلت : خير. ..حنروح فين؟
قال : حاروح أصالحك على "الست".على ستنا زينب! واندهشت! كيف عرف أننى زعلان من "الست"
كيف عرف أننى "خاصمتها"؟!
وفعلا أخذنى. ..ورحنا للسيدة زينب.
دخلنا المسجد وصلينا ركعتين. ..وزرنا "الست"وسلمنا عليها. وقعدنا وصلينا العشاء.
وقضينا الليل فى المسجد. ..وعند الفجر عدنا للبيت لكى ننام ونستريح شوية.
فى البيت. نام الشيخ عبد الفتاح على السرير ونمت أنا على الكنبة فى الصالة.
لم يمضى وقت طويل حتى سمعت طرقات على الباب. أيقظتنى من"رؤيا جميلة"
من يكون هذا الذى يجئ:-)فى هذا الوقت!
وقمت وفتحت الباب فوجدت والدى. جاء من البلد ومعه "الزوادة "بتاعتنا.
وقلت له وأنا أرحب به وأحمل عنه "القفة "وأفسح له الطريق أنت صحتنى من "رؤية حلوة" !
كنت فعلا فى "رؤيا جميلة "عندما أيقظتنى "خبطات" والدى على الباب.
فسألنى والدى باهتمام : رؤية إيه يا وله؟
قلت : رؤية الست...ستنا.
فسألنى باهتمام أكبر ويده على كتفى تهزنى.
أنت شفتها يا وله ؟وكان وجهها عريان ولا متغطى بطرحة ؟
قلت له : إيه عريان ؟وإيه متغطى؟
قال وهو يعيد السؤال : كان وجهها عريان ولا متغطى ؟
قلت : كان عريان.
فاحتضننى وقبلنى.
سألته :معناه إيه أن وجهها عريان يا أبويا؟
قال : معناهاأن أحنا من أهلها. ..من محارمها يا وله. من أهلها؟
وسألنى : وقالت لك إيه يا وله؟
قلت وأنا أمسك بيده تعال نتكلم فى "الأوضة الثانية"
فسألنى : مين اللى عندك هنا ؟
قلت : الشيخ عبد الفتاح وهو نائم فى السرير ولا نريد أن نوقظه بكلامنا.
ودخلنا "الأوضة الثانية "
وقبل أن نتكلم فوجئت بالشيخ عبد الفتاح وقد استيقظ من نومه وأخذ ينادينى ولم يكن قد عرف أن والدى قد جاء.
وسمعته يسألنى وهو فى السرير :
قالت لك إيه يا وله ؟...تعالى هنا وقوللى.
فقلت : قالت ليه أنت زعلان مننا ؟وعاد يسألنى: وابوك قال لك إيه؟
قلت : أبويا سألنى. .."وجهها"كان عريان ولا متغطى بطرحة؟
قال : وقلت له إيه ؟
قلت : كان عريان؟
قال : وأبوك قال لك إيه؟
قلت : قال أنا من محارمها. ..من أهلها
قال الشيخ عبد الفتاح : صدق...صدق.
وعاد الشيخ عبد الفتاح يسألنى : وستنا زينب قالت لك إيه ياوله ؟
قلت : قالت لى أنت زعلان مننا؟
إن كانت راحت منك سنة حنعوضها لك بخمسة.
فقال الشيخ عبد الفتاح : والخمسة دى تبقى إيه ؟ومعناها إيه ؟
قلت : الله أعلم!
ومضى الشيخ الشعراوى يقول : لم أدرك معنى عبارة السيدة زينب "سنعوضها لك بخمسة"إلا بعد فترة.
فقد حدث بعد ذلك أن تخرجت فى الأزهر واشتغلت بالدرجة السادسة.
وكان من المعمول به أن تتم الترقيات إلى الدرجة الخالية ليس بالأقدمية فقط ،وإنما هناك نسبة 25%من الدرجات الخالية تعطى بالاختيار للموظفين المجيدين فى أعمالهم.
وقد فوجئت بترقيتى من الدرجة السادسة إلى الدرجة الخامسة بالاختيار وليس بالأقدمية!.
وعندها تذكرت عبارة السيدة زينب "سنعوضها لك بخمسة"!!
ويومها أيضا أستأذنت من عملى فى الزقازيق وجئت إلى القاهرة لزيارة "الست".
انتهى حديث الشيخ الشعراوى.
وقد أستوقفتنى فى هذه القصة :
دلال الشيخ الشعراوى على ستنا زينب عندما خاصمها!
ثم غضبه وتركه الصلاه فى مسجدها وانتقاله إلى زاوية أخرى ليصلى فيها!!؟
تذكرت مقولة سيدى الدكتور صبيح ان آل البيت يتحملو االناس بكل أفعالهم وإن كان الشيخ الشعراوى من آل البيت
ولهذا يحق عليه الدلال ولكنه لم يكن يعرف حينها!!!!
إلا من الرؤيا بعد ذلك
الله..الله ماهؤلاء الناس "أقصد الشيخ الشعراوى" ما أجمل إخلاصه فى محبته
للسيدة زينب جعلته يغضب سريعا عندما رسب منها!!!
وكأنه يقول كيف أجاوركى ويحدث لى ذلك
ثم يأتى الكرم من السيدة زينب بالزيادة
الله على كرم آل البيت
نحبك كثيرا يا ستنا زينب ونشهد الله على ذلك
ورحم الله الشيخ الشعراوى نحبه كثيرا
الفاتحة لحضرته.
يتبع : أشهر مقولات الشيخ الشعراوى

يانور سيدنا النبى · **مرسل:** الاثنين إبريل 28, 2014 10:56 am

ياحنان ستنا

ياعطف ستنا

جميلة وحفيدة النبى وحلوة صلاة النبى

اللهم صل على سيدنا محمد

صلاة تملأ بها خزائن الله نورا

وتكون لنا فرجا وفرحا وسرورا

والفاتحة لحضرة مولانا الشيخ محمد متولى الشعراوى

فراج يعقوب · **مرسل:** الاثنين إبريل 28, 2014 12:16 pm

مدد يا ام العواجز وأنا منهم
الفاتحة لها
ورضي الله عن مولانا الشعراوي وكل آل البي وكل حبايب آل بيته صلى الله عليه وآله وسلم

حمزة · **مرسل:** الاثنين إبريل 28, 2014 12:27 pm

بارك الله في الأحباب الأفاضل على هذا الموضوع الرائع .

وللعلم الكتاب موجود بفضل الله على الموقع المبارك .

ويمكن تحميله من الرابط التالي :

viewtopic.php?f=7&t=3752&hilit=%D9%85%D9%86+%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A9

النيل الخالد · **مرسل:** الاثنين إبريل 28, 2014 2:44 pm

[quote="حمزة"]

بارك الله في الأحباب الأفاضل على هذا الموضوع الرائع .

وللعلم الكتاب موجود بفضل الله على الموقع المبارك .

ويمكن تحميله من الرابط التالي :

viewtopic.php?f=7&t=3752&hilit=%D9%85%D9%86+%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A9

[/
أquote]
أشكر لكى سيدى الفاضل المشرف حمزة دعاءك
وشكرا لك أيضا على رابط الكتاب لأنى الحقيقة لم أأتى بالقصة
من الكتاب المذكور ولكنى أتيت بها من كتاب اشتريته من المكتبات اسمه "مناظرات الشيخ الشعراوى مع العلمانية"
ولذلك قلت يتبع أشهر مقولات الشيخ
أشكرك وجزاك الله خيرا
وشكراللأفاضل سيدى الشيخ فراج يعقوب وأخى الفاضل يا نور سيدنا النبى على المرور
جزاكم الله خيرا

الفاضلة النيل الخالد :

بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيراً .

فموضوعكِ أختي الفاضلة وجدته فرصة لرفع هذا الكتاب القيم لندرته كمطبوعة ورقية وللاستشعار بأن الكثير من الأحباب لم يطلعوا عليه قبل ذلك .

مع تحياتي / حمزة .

خلف الظلال · **مرسل:** الاثنين إبريل 28, 2014 5:54 pm

سبحان الله....
لسة سامعة القصة من حد حكهالي وانبهرت...ونسيت اسأل عن مصدرها
الحمد لله عرفت القصة تاني ومصدرها
جزاكم الله كل خير وأسعدكم كما أسعدتمونا

حامد الديب · **مرسل:** الاثنين إبريل 28, 2014 7:19 pm

جزى الله الجميع الخير
والشكر الوفير للفاضل حمزه لانى بالفعل الكتاب لم يكن عندى

النيل الخالد · **مرسل:** الاثنين إبريل 28, 2014 8:55 pm

الله يسعدك دنيا وآخرة أختى خلف الظلال
شكرا على مرورك وشكرا لك الدكتور حامد
جزاك الله خيرا

عبد فقير · **مرسل:** الاثنين إبريل 28, 2014 11:08 pm

اللهم صل على سيدنا النبى وآله وصحبه وسلم

اللهم صل على سيدنا النبى بقدر حبك فيه يارب بحق جاه حضره الحبيب المحبوب صل الله عليه تفضل علينا وجود علينا يا الله وصلنا بالكرام اسيادنا ارجوك يا الله يا كريم

يا سيدى يا رسول الله توسلت بجاهك العظيم يا سيدى يا رسول الله يا عظيم الجاه يا عظيم الصفات بان يتفضل الله علينا ويصلنا بآل البيت الكرام اللهم صل على سيدنا النبى وآله وصحبه

وسلم

ارجوكم يا اخوتى الكرام ان تدعو الله لى ان يصلنى بسادتى ساده الاكوان آل البيت الكرام عليهم السلام

اللهم صل على سيدنا النبى وآله وصحبه وسلم

سكينة · **مرسل:** الاثنين إبريل 28, 2014 11:29 pm

مدد يا ستنا زينب

أنا ضيف زينب بنت بنت محمد
والضيف من عاداته الإكرام

مدددددد وكل سنة وانت طيبين جميعا لان ده معاد مولد ستنا السيدة زينب الفاتحة لسيدتنا العظيمة المشيرة الكريمة ستنا زينب

النيل الخالد · **مرسل:** الجمعة مايو 02, 2014 10:30 am

أشهر مقولاته :
"فى العادة لا يقلق من له أب ،فكيف يقلق من له رب!"
"أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة. ..ولا يصل أهل الدين إلى السياسة"
"علينا أن نعلم أنه لا شئ يتم فى كون الله مصادفة ،بل كل شئ بقدر"
"والظالم حين يظلم لا يأخذ حق غيره فقط،بل يغرى غيره من الأقوياء على أخذ حقوق الضعفاء وظلمهم ،
وإذا أنتشر الظلم فى مجتمع تأتى معه البطالة وتتعطل حركة الحياة كلها"
"هل هذه عبودية تذلنا أو تعزنا ؟إنها عبودية تعزنا ،فالذى نعبده يقول : ناموا أنتم ؛لأننى حى قيوم لا تأخذنى سنة ولا نوم"
"الطفل يجب أن يرى قضايا الدين مفعولة قبل أن يسمعها مقولة لأن التربية ليست درسا نظريا وإنما هى أسوة سلوكية وحين يرى أن الدين محقق أسلوبا تطبيقيا. ..لا كلاما
نظريا فى سلوك من يعلمونه ويربونه سيصبح سلوكه الإيمانى طابعا خلقيا فيه"
"يا رب. ..يا رب نسألك بأنك الملك وانت على كل شئ قدير وما تشاء من أمر يكون وما أحسنها من راحة حين نعلم أن لنا ربا نفزع إليه....مجرد النطق بها يريحنا. ..يا رب فكيف بالعطاء
بعدها يا شؤم من لم يتخذك ربا فيستنجد بك يا بؤس من لست له إلها فيلجأ اليك كيف يعيش دنياه وكيف يستقبل مصائب حياته"
"إذا تساندت حركة الوجود ولم تتعاند...رضى كل موجود عن جمال الوجود."

النيل الخالد · **مرسل:** الخميس يونيو 19, 2014 2:11 pm

بمناسبة ذكرى وفاة شيخنا الجليل محمد متولى الشعراوى :
رحمه الله رحمة واسعة هذه بعض مقتطفات من كتاب(مناظرات الشيخ الشعراوى مع العلمانية)
ويضحك الشيخ من قلبه ويقول:
ولكنى لا أنسى حكاية صديقى خنفس وما جرى منه فى هذه الأجازة..
وصديقى خنفس كان أحسن خياط فى بلدنا دقادوس ، وأفضل من يعمل القفطان والجبة والطاقية البيضاء.
وكان يحلو له فى لحظة العتاب أن يقول لى:
بكرة أموت وتدور على واحد يعمل لك قفطان ،ولاجبة،ولا طاقية ،زى شغلى أنا. ..وموش حتلاقى!
والذى حدث هو أننى عندما حضرت فى الأجازة ،أتيت معى ب"حتتين"قماش من السعودية. ..قماش من لاصوف الوبر ،
لأعمل "عباءتين"...واحدة لى وواحدة لوالدى. .وذهبت لصديقى الأسطى خنفس وأعطيته القماش.
وعمل "العباءتين"....لكنى وجدت أن العباءة الخاصة بى غير مضبوطة ولم تعجبنى. .فقلت له :
-إيه ده يا عم خنفس!العباية موش مضبوطة!
فقال : واعمل لك إيه يا خويا. ..قماشك من الوبر اللى"زى الصاج"لا ينفع جلاليب ولا ينفع عبايات!
فقلت له : طيب وفين بقية القماش اللى فاضل من العباية؟
قال : حتعمل به إيه ؟دى حاجة تعبانة زى الليفة؟
فقلت له وأنا أضحك : حعمل منها "مركوب "ولا جزمة!
قال : ياسى الشيخ قلت لك ما تنفعش. ..لا مركوب ولا جزمة. ..دة أنا عملتها مقشة علشان أكنس بها الدكان!
ويضحك الشيخ من قلبه ويقول :
صديقى خنفس كانت له نوادر تفطس من الضحك ، وكان يحكى لى هذه النوادر دون أن يضحك..كانت زوجته مريضة بالسكر...وكانت تذهب
لعمل تحليل كل أسبوعين فى الزقازيق.
وحدث أن كانت تعبانة جدا فأعطته الأنبوبة التى بها البول لكى يذهب ويحللها ويأتى بالنتيجة.
وأخذ خنفس الانبوبة ووضعها فى جيبه وسافر إلى الزقازيق. ..وعند نزوله من الأتوبيس انكسرت الانبوبة واندلق البول. ..وعز عليه أن يرجع
إلى البلد ويأتى بعينة من البول وخشى أن تغضب زوجته فاشترى أنبوبة وذهب إلى دورة المياة وتبول وأخذ عينة وذهب ليحللها عند الدكتور الذى يعالج زوجته.
وبعد التحليل فوجئ بالدكتور يصرخ فى وجهه ويقول :
-الله يخرب بيتكم يا.....!
فسأله خنفس فيه إيه يا دكتور ؟
فقال الدكتور : أنا موش قلت لمراتك تمشى على الدواء وتحافظ على الأكل اللى حدته لها؟
وسأله خنفس وقد اصفر وجهه
وحصل إيه يا دكتور ؟
فقال الدكتور : السكر تقل! ...الله يخرب بيتكم!
وفوجئ خنفس يومها بأنه مريض سكروأن السكر الذى عنده "تقيل"ونسبته مرتفعة جدا ، ولم يكن يشكو قبلها من شئ!
وكانت صدمة كبيرة له وسقط بعدها مريضا.
وقد رأيته فى "المنام"وأنا فى السعودية ووجدته مريضا فأكلنى قلبى عليه ، وعندمل جئت إلى مصر بعد ذلك ذهبت لزيارته وعرفت أن أمنية حياته هى أن يؤدى فريضة الحج فأخذته معى وذهبنا للحج وكانت صحبة جميلة
وعاش بقية حياته يحكى عن هذه الرحلة الجميلة.

النيل الخالد · **مرسل:** الخميس يونيو 19, 2014 7:37 pm

تابع بمنا سبة ذكرى وفاة الشيخ الشعروى رحمه الله
رحلته الرائعة
كيف قضى الشيخ الشعراوى ليلته الأولى فى مكة المكرمة ، عندما سافر للعمل هناك كأستاذ شريعة؟
هذا هوالسؤال الذى وجهه المحاور للشيخليرجعبه وبذاكرته الرائعة إلى أعوام كثيرة مضت حين كان الشيخ فى مكة المكرمة كأستاذ
للشريعة ولنستمع من الشيخ نفسه عن هذه الأيام الرائعة فى حياة الشيخ الشعراوى.
"بذاكرته القوية ،يعبر الشيخ السنين الطوال. عائدا إلى الوراء. ..إلى عام 1950...ويتذكر ، ويروى عن الليلة الأولى ، وما بعدها. ..يقول :
سافرت للعمل فى أحب البلاد إلى قلوب عباده. ..مكة المكرمة...سافرت بالباخرة ،وكانت معى أمى ، كنت ضمن بعثة الأزهر الشريف
وأتذكر أننى نزلت ومعى زملائى فى البعثة فى بيت كان مخصصا لاستقبال المبعوثين بصفة مؤقتة إلى أن يتم توفير السكن لهم.
وهذا البيت كانوا يسمونه "بيت برنجى "وهو اسم قبيلة من افريقيا.
كان البيت مفروشا بالحصى وسعف النخيل ،وكانت كل البيوت هناك بهذا الشكل حتى الحرم الشريف كان مفروشا هو الآخر بالحصى
وسعف ومغطى بسعف النخيل.
واحسست بعدم الراحة والضيق ، ولم أستطيع الجلوس ولاحظ زميلى الشيخ أبو طالب ،أطال الله فى عمره ،أننى ضائق وغير مستريح
فطلب منى أن أتحامل على نفسى وانام حتى يطلع النهار ونتدبر الأمور.
فقلت له: إننى لا أنام وأنا غير مستريح. وتأثر الشيخ أبو طالب بكلماتى وخرج ليبحث لنا عن مكان مناسب.
وعاد يقول : لقد وجدت مكانا مناسبا وسوف تكون مستريحا فيه...إنه الفندق الذى بناه طلعت حرب فى "جياد"واسمه فندق مصر
وأخذنى إلى الفندق ووجدت الفندق مريحا. ..فانتقلنا إليه وتذكرنا أننا لم نأكل ،وأنا فى حاجة إلى طعام. ..وخرجنا نبحث عن محل نشترى منه الطعام فوجدنا كل المحلات مغلقة. ..كان الوقت متأخرا والمحلات تغلق أبوابها مبكرا. ..وتجولنا فى الشوارع إلى أن وجدنا رجلا يقف على ناصية ويضع طعاما اسمه"المطبق"وهو عبارة عن "عجة بالبيض".
وكان هذا أول طعام نأكله فى مكة المكرمة.
وفى اليوم التالى ذهبنا إلى إدارة المعارف ولم تكن وزارة المعارف قد أنشئت بعدوأعطونا ورقة بصرف مخصصتنا ،وكانت عبارة عن مرتب
ثلاثة شهور مقدما وثلاثة شهور أخرى لتأثيث السكن.
وبعد اسابيع أمضيتها فى الفندق انتقلت إلى بيت قريب من الحرم الشريف. كان البيت اسمه بيت الشاذلى. ..،وكان هو الوحيد
فى الشارع الذى له "بلكونة"ولذلك كانوا يقولون لمن يشأل عنى أنه يسكن فى شارع كذا وفى البيت "أبو بلكونة"
وقد أمضيت فى هذا البيت أربع سنين ثم أنتقلت إلى بيت آخر.
وقال الشيخ: كانت السعودىة فى ذلك الوقت لا تتعامل بالعملة الورقية وإنما بالفضة والذهب وليس بالفلوس الورق.
وكان كل مبعوث يأتى يصرف له مرتب ثلاثة شهور والمرتب ثلاثة أضعاف المرتب الذى يحصل عليه فى مصر. ..ويضربون حاصل الجمع فى
14ريال ويضيفون إلى جانب ذلك مرتب ثلاثة شهور أخرى هى أجرة السكن مقدما.
كل هذا المبلغ يحصل عليه المبعوث دفعة واحدة عند حضوره.
وعندما ذهبت لصرف هذا المبلغ من الخزينة فوجئت بأن المبلغ عبارة عن فلوس فضة وأنه موضوع فى "شيكارة "والشيكارة كبيرة وثقيلة!
ووجدت عند الخزينة صديق مصرى اسمه الشافعى كان يعمل بالسعودية وكان يعرف كل شئ هناك ولاحظ هذا الصديق دهشتى واستغرابى عندما سمعت موظف الخزينة يقول لى وهو يشير إلى "شيكارة الفلوس"
-هذا هو المبلغ. ..شوف لى "تكرورى"
فقلت متسائلا : تكرورى ؟...يعنى إيه تكرورى.
ورد صديقى المصرى موضحا:
-تكرورى يعنى شيال يعنى تروح تشوف شيال علشان يشيل لك شيكارة الفلوس!
وتطوع الصديق المصرى وخرج ليأتى بالتكرورى أى الشيال من الشارع وعاد ومعه التكرورى وفى يده "قفة"
وسألت صديقى المصرى : والقفة دى لازمتها إيه؟
فقال : علشان يفرغ فيها شيكارة الفلوس ويحملها ليوصلها لك إلى المكان الذى ستذهب إليه. ..وهذا هو الشئ الذى يحدث عادة.
ويمضى الشيخ فى ذكرياته يقول :
كان عملى فى مكة المكرمة فاتحة خير. ..ورددت قول الله تعالى:
(وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)..فالذين رشحونى للعمل فى السعودية كان هدفهم التخلص منى وإبعادى عن الأزهر ،وكنت ضائقا
فى أول الأمر ،ولكنى رضيت وقبلت وشاء الله أن يكون خيرا لى.
لقد بدأت فى تسديد ديونى.
وفى اليوم الذى انتهيت فيه من سداد ديونى اعتبرت هذا اليوم عيدا
وقال الشيخ : لقد شاء الحق سبحانه وتعالى أن يجعل الفترة التى أمضيتها فى مكة المكرمة "غسول"لى مما نالنى فى مصر
على يد بعض قيادات حزب الوفد الذين حالوا بينى وبين النحاس باشا ليسدوا أمامى الطريق رغم دورى السياسى معهم.
وكذلك ما نالنى على يد بعض كبار مشايخ من الأزهريين الطامعين فى المناصب الذين تآمروا ضدى لإبعادى عن الأزهر وعن الشيخ حمروش
شيخ الأزهر والتخلص منه بوضع اسمى دون علمى ودون استشارتى ضمن قائمة المبعوثين للعمل بكلية الشريعة فى مكة المكرمة. ..
لقد جاءنى الخير كله جاءت دنياى فى حضن دينى وجاء دينى فى حضن دنياى

النيل الخالد · **مرسل:** الخميس يونيو 19, 2014 8:01 pm

يقول الشيخ الشعراوى فى سياق ذكرياته عن هذه الفترة وهى فترة إقامته فى مكة المكرمة والتى رواها فى كتاب"18سنة فى مكة المكرمة"
"أنا رأيت المسجد الحرام فى مكة المكرمة قبل 60سنة رأيته وهو مفروش بالحصى ومغطى بسعف النخيل.كان ذلك عندما ذهبت للحج وأنا طالب بالأزهر الشريف.
رأيته بعد ذلك سنة1950عندما ذهبت للعمل فى مكة المكرمة ،وعشت قريبا منه مدة 18سنة ثم توالت مشاهدتى له. والذى حدث للمسجد الحرام. من أعمال تطوير وإعمار وتوسعة وهو شئ يفوق الوصف شئ لم يحدث له مثيل على امتداد تاريخه.
وأضاف الشيخ قائلا : "أنا رأيت المسجد الحرام فى سنة1950وهو على النظام التركى "بتاع زمان"أما التوسعات الهائلة التى حدثت بعد ذلك
فقد حولته إلى شئ ىخر. شئ بالغ العظمة والجلال. وقال الشيخ والفرحة تشئ وجهه : أنا شاركت بإذن اﻷه فى أعمال البناء التى جرت
لتوسعة المسجد الحرام. وهذا مصدر سعادتى الكبرى. نعم لقد كان لى الحظ والشرف أننى شاركت بيدى وجهدى فى بناء يخص بيت الله الحرام
شاركت مع العمال. حملت"المونة "على كتفى وظهرى ورأسى وحملت الحديد. كنت أعطى العمال "فلوس"وارجوهم أن "يشغلونى "
معهم ولم أكن وحدى الذى فعلت ذلك كان معى الشيخ أبو طالب والشيخ عطية.
كنا نروح بالليل ونقابل العمال ونرجوهم ونسترضيهم لكى يسمحوا لنا بالعمل معهم. وأتذكر أننى شاركت أيضا فى"صب "سطح الدور
الأول بالمسجد وكان لى صاحب من العمال من شبرا اسمه المعلم ابو السعود وكنت سعيدا بمعرفتى به، لإنه كان يشغلنى مع العمال.
كان العمل يستمر طول الليل وبعدصلاة الفجر كنت أعود على بيتى لإستريح ثم أذهب إلىعملى فى كلية الشريعة وأنا فى غاية الرضا
والسعادة لأننى قضيت الليل أعمل فى بناء كريم يخص الحرم الشريف.

النيل الخالد · **مرسل:** الخميس يونيو 19, 2014 10:10 pm

أول فيلم وثائقى عن الشيخ الشعراوى رحمه الله

موقع د. محمود صبيح

الشيخ الشعراوى وحكاياته مع آل البيت

الموجودون الآن