اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 1:53 pm مشاركات: 1070
|
من كتاب أخبار الزمان قرأت هذا المقطع وأحببت أن تقرأوه سيدنا إدريس عليه السلام هو هرمس الهرامسة أي كبير الحكماء خدوا بالكم من ذكر حدود مصر والكلام عن الصحراء الغربية
أخبار الزمان 1 / 206-203 وولي بعده اشمون الملك، واشمون أخو قبطيم الملك وكان وحده من اشمون إلى منف، وفي الشرق إلى البحر المالح إلى ما حاذي برقة الحمراء، وهي آخر حد مصر، وفي الصعيد إلى حدود اخميم. وكان ينزل اشمون لانه سماها باسمه عند بنيانها، ونقل إليها أهله وولده وطولها اثنا عشر ميلا في مثلها. وأشمون أول من اتخذ الملاعب بالكرة والصولجان وغير ذلك، وبنى
لقصور وغرس الاجنة وأقام المنائر ونصب الاعلام وبنى المدن وأكثر فيها من العجائب. والقبط تزعم ان خبر اشمون كان أكثر الاخبار ذكرا وعجائبا وسحرا. منها انه بنى مدينة في سفح الجبل سماها أفطراطس وجعل لها أربعة أبواب جعل على الشرقي صورة عقاب، وعلى الغربي صورة ثور، وعلى الجنوبي صورة كلب، وعلى الشمالي صورة أسد. وأسكن الكهنة بسحرهم في تلك الصور روحانية، وكانت تنطق إذا قصدها القاصد الغريب، ولا يقدر على الدخول إليها إلا بإذن الموكلين بها، وجعل فيها شجرة تثمر كل لون من الفاكهة. وجعل فيها منارا طوله ثمانون ذراعا، على رأسه قبة تتلون كل يوم لونا حتى تمضي سبعة أيام بسبعة ألوان، ثم تعود إلى اللون الاول. وكانت تلك الالوان تكسو المدينة لونا شعاعيا، وأجرى حول ذلك المنار ماء ساقه من النيل وجعل في ذلك الماء سمكا من كل لون. وجعل حول المدينة طلسمات رؤسها رؤس القرود وأبدانها أبدان الناس، كل منها لدفع مضرة واجتلاب منفعة. ودفن تحت كل صنم من الاصنام المبنية الاربعة على أبوابها صنفا من الكنوز ولكل واحد منها قربان وبخور، وكلام يوصل به إليه، وأسكن فيها السحرة. وبنى بالقرب منها مدينة تعرف في كتبهم ذات العجائب في وسطها قبة عليها أبدا مثل السحابة تمطر مطرا خفيفا شتاء وصيفا، وتحت كل قبة مطهرة فيها ماء أخضر يتداوى به من كل داء فيبريه.
وفي شرقها بربا لطيف له أربعة أبواب لكل باب منها عضادتان، في كل عضادة منها صورة وجه كأنه يخاطب صاحبه، وهو يكلمه بكلام يفهمه، ويخبره بما حدث في يومه. ومن دخل ذلك البربا على غير طهارة نفخا عليه فأصابته فظيعة لا تفارقة أبدا إلى أن يموت. ويقال ان في وسطها ابدا مهبط نور كأنه عمود من اعتنقه لم يعزب عن نظره شئ من الروحانيات، وسمع كلامهم ورأى ما يعملون. وعلى كل باب من أبواب هذه المدينة صورة راهب في يده كالمصحف فيه علم من العلوم، فمن أحب ذلك العلم أتى تلك الصورة فمسحها بيده وأمرها على صدره فيثبت ذلك العلم في صدره. ويقال ان هاتين المدينتين سميتا على اسم هرمس وهو عطارد وإنهما إلى الآن على حالهما. وحكي عن رجل أتى عبد العزيز بن مروان وهو والي مصر، فعرفه انه رأى في صحراء الغرب وقد أوغل في طلب جمل له ضل، فوقع إلى مدينة خراب وانه وجد منها شجرة عظيمة تحمل من كل صنف من الفاكهة، وانه قد أكل منها وتزود، فقال له رجل من القبط هذه إحدى مدن (1) هرمس وفيها كنوز كثيرة، فوجه عبد العزيز جماعة من ثقاته، ووجهه معهم، وتزودوا زاد شهر ومشوا يطوفون تلك الصحارى زمانا، فما وجدوا لها أثرا. وكان اشمون أعدل ولد أبيه وأرغبهم في صنيعه، وأحبهم في عمل يبقي ذكره وهو الذي بنى المجالس المصفحة بالزجاج الملون في وسط النيل. وتقول القبط إنه بنى سربا تحت الارض من أشمون إلى انصباب النيل، وقيل إنه عمله لنسائه لانهن كن يمضين إلى هيكل الشمس، وكان هذا السرب مبلط الارض، والحيطان بالزجاج الملون العجيب. وقيل إن أشمون كان أطول إخوته ملكا، وقال أهل الاثر إن ملكه ثمانمائة سنة، وإن قوم عاد انتزعوا الملك منه بعد ستمائة سنه من ملكه، وأقاموا تسعين سنة ثم كرهوا البلد واستوبؤوه (1) فرحلوا عنه إلى الراهبة من طريق الحجاز إلى وادي القرى، فعمروها واتخذوا المنازل والمصانع والقرى، وسلط الله عليهم القر فأهلكهم. وعاد ملك مصر إلى أشمون بعد خروجهم من البلد، ويقال إنه عمل في وقته وزة من نحاس، وكان الغريب إذا جاء ليدخل صاحت الوزة وصفقت بجناحيها فيعلم به أهل البلد، فان أحبوا أدخلوه، وإن أحبوا تركوه. وكثرت الحيات في وقته فاحتال لها بحيلة كانوا يأخذونها بأيديهم، ويعملون من شحومها ولحومها أدوية ودرياقات. وهو أول من عمل النيروز بمصر، يقيمون سبعة أيام يأكلون ويشربون إكراما للكواكب بزعمهم. وفي زمانه بنيت البهنسا، وأقام بها مطرانا، وجعل فوقها مجلسا من زجاج أصفر وعليه قبة مذهبة، وكانت الشمس إذا طلعت ألقت شعاعها على المدينة. ويقال إنه ملكهم ثمانمائة سنة وثلاثين سنة، ومات ودفن في احدى الاهرامات الصغار [ القبلية ]
|
|