موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الأبوة فى حياة الرسول صلى الله عليه و سلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 27, 2014 9:29 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36091
[size=200]نبي الرحمـة - صلى الله عليه وسلم - فقد كانت الأبوة فيه كاملةً شاملة فاض برّها وحنانها وشفقتها على أبنـاء المسلمين جميعـاً ، وسعدوا بها ، وتَفيّـؤوا ظلالها ، لقد كانت أبوة سخية معطاءة ، بارة حانية ، تُعلِّم الآباء كيف يكون البر ؟ وكيف تكون الرحمة ؟ وكيف يكون الحنان ؟ بل كيف تكون الأبوة، وستظل أخبار تلك الأبوة الكاملة الشاملة التي سجلتـها الأحاديث الصحيحة سطوراً من نور تهدي الإنسانية إلى سنّة خير البرية عليه الصلاة والسلام .

كان صلى الله عليه وسلم يفرح بأطفـال المسلمين، ويهنيء بميلادهم، ويباركهم، ويسعد إذ يأتونه بهم يُحنـكهم، ويسميهم ، ويبين للمسلمين كيف يستقبـلون أبناءهم ، ويحثهم على الفرحة بهم ، والابتهاج بمقدمهم ، ويدعوهم للعقيقة عنهم يوم سابعهم ، ويشهد هذه الولائم تنويهاً بها، وإعلاءً لشأنها وللمناسبة التي أقيمت من أجلها .

فعن أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنها أنها حملت بعبد الله بن الزبير -بمكة-، قالت: ( فخرجت وأنا متم- أي في آخر أيام الحمل - فأتيت المدينة، فنزلت بقباء، فولدته بقباء، ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة، فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه بتمرة، ثم دعا له وبرّك عليه، وكان أول مولود ولد في الإسلام ) متفق عليه.

والأخبار عن فعله عليه الصلاة والسـلام ذلك بغير عبد الله بن الزبير لا تقف عند حصر .

وكأني بأصحابه رضوان الله عليهم قـد عرفوا حبّه عليه الصلاة والسـلام لذلك وسعادته به ، فكانوا يحرصون عليه ، ويهتمون به ، بل وجدوا في ذلك خيراً لأبنائهم ، وبركة عليهم ، يشهد لذلك ما ثبت عن أنس رضي الله عنه قال : ولدت أم سُليم - زوج أبي طلحة ، وأم أنس- غلاماً ، فقال أبو طلحة : ( احفظيه - أي لا يتناول شيئاً - ، حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ) . قال أنس : وأرسلت أم سليم مع الصبي بتمرات ، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( أمعه شيء؟ قالوا : نعم . تمرات ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في فم الصبي وحنّكه به ، وسماه عبد الله ) متفق عليه .

وقال أبو موسى : ( ولد لي غلام فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم به فسماه إبراهيم ، وحنـكه بتمرة ، ودعـا له بالبركة ، ودفعه إليّ ، وكان إبراهيـم هذا أكبر ولد أبي موسى الأشعري ) متفق عليه .

وكان ذلك مألوفاً معروفاً عند المسلمين فعن عائشة رضي الله عنها : ( أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان فيبرّك عليهم ، ويحنّكهم ) رواه مسلم .

ومن مظاهر هذه الأبوة الحانية تلطفه صلى الله عليه وسلم بالصغار ومداعبته لهم، فلم يقف برُّه صلى الله عليه وسلم عند حد تحنيـكه أطفال المسلمين ، وتبريكهم ، وتسميتهم ، بل كان يداعبهم ، ويلاطفهم ، ويدخل السرور عليهم ، فقد روى البخاري عن أم خالد بنت خالد بن سعيد أنها قالت: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي ، وعليّ قميص أصفر ، فقال رسول الله: ( سنه سنه - هو بالحبشية حسنة - ، قالت : فذهبت ألعب بخاتم النبوة ، فزبرني أبي من ذلك - أي نهرني وزجرني ، ومنعني - ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعها ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبلي وأخلقي ، ثم أبلى وأخلقي ، ثم أبلي وأخلقي ) ، قال عبد الله بن المبارك راوي الحديث : فَبَقِيَتْ حتى ذكر من بقائها . والمعنى: أبلي وأخلقي كثيراً ، أي أنك ستعيشين حتى تستهلكي الكثير الكثير من الثياب ، فهو دعاء لها بطول العمر ، فبقيت حتى طال عمرها وذكرها الناس بذلك.

أما أبوته لأولاده وأحفاده ، فلا شك أنها كانت أبلغ وأكمل - فسنة الخلقة وطبيعة الفطرة أن يكون حب الإنسان لمن هم من صلبه وذويه أقوى من حبه لسواهم ، مهما بلغ في حبه ورقته - وهذا مما جبل عليه الإنسان .

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم عدم التفرقة بين البنين والبنات ، وإعطاء البنات من المحبة والتقدير حقهن كاملاً ، في وقت كانت البيـئة الجاهلية الجافية ، في حاجة إلى من يلقنـها هذا الدرس عمليّاً وسلوكياً ، قبل أن يلقنه لها نظريّاً . ووجد في تلك البيـئة من تحجرت عاطفته ، وجف نبع الحنان في قلبه ، وانتكست فطرته ، حتى دفن ابنته حية في التراب . { وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهة مسودَّاً وهو كظيم . يتوارى من القوم من سوء ما بُشّر به أيُمسكه على هُوْنٍ أم يَدُسُّه في التراب ألا ساء ما يحكمون } (سورة النحل: 58-59).

لقد حمل صلى الله عليه وسلم أُمامة بنت أبي العاص ، على كتفه أثناء الصلاة ، فإذا سجد وضعها ، وإذا قام رفعها.

وكان صلى الله عليه وسلم يدلل زينـب بنت أم سلمة ، وكانت طفلة في حِجر أمها، ويقول لها : ( يا زناب ) .

وأجار أبا العاص حين أجارته ابنته زينب ، ومن قبل ردّ لها قلادتها، وفك لها أسيرها حين أُسر أبو العاص في بدر، وأرسلت زينب تفتديه بقلادتها .

وحبه صلى الله عليه وسلم لفاطمة ، وهي رابعة البنات بعد زينب و أم كلثوم و رقيـة ، لا يحتاج إلى بيان أو تأكيد.

ولم يحجب تلك الأبوة أو يشغلها ، ما كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من جهاد وبعث سرايا ، ووفود ، ورسل وتعليم ، وتبليغ .

يأتيه الوفد فيعجب سيدهم - الأقرع بن حابس التميمي - من مداعبته صلى الله عليه وسلم الحسن وتقبيله، فيقول مستغرباً: إنّ لي عشرة من الصبيان ما قبلت واحداً منهم.

وأخبار أبوته الحانية ، ورقته صلى الله عليه وسلم ورحمته بالأولاد كثيرة ، منها ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال : ( ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إبراهيم ابنه مسترضعاً في عوالي المدينة ، وكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت، فيأخذه ، فيقبله ، ثم يرجع ) .

ومنها ما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت : عثر أسامة بعتبة الباب ، فشج في وجهه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أميطي عنه الأذى ، فتقذرته ، فجعل يمص عنه الدم ، ويمجه عن وجهه، ثم قال : لو كان أسامة جارية لحليته ، وكسـوته حتى أنفِّقه ) رواه ابن ماجه وصححه الحافظ العراقي .

والأخبار غير ذلك كثيرة، فمنها حمل الحسن و الحسين ، ونزوله من على المنبر من أجل أحدهما، وإطالة السجود لركـوب الحسن على ظهره ، والتردد على بيـت فاطمة لتعهـدهما، والاستمتاع بمرآهما وشمهما ، وكذا ما كان منه تجاه ابنه إبراهيم ، من فرح بميلاده، وحُب له في حياته ، وحُزن عليه عند مماته.

هذا هو خاتم الأنبياء، ورسول الله إلى العالمين، يحمل تلك العاطفة الأبوية العظيمة، فهل يدرك المسلمون تلك العظمة، فيقتدون به ويسيرون على نهجه، ويبلغون رسالته، فتعم الرحمة، وينتشر الخير، ويسعد الناس.






والله يا خير الخلائق إن لي *** قلبا مشوقا لا يروم سواك

و بحق جاهك إني بك مغرم *** و الله يعلم أني أهواك

أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ *** كلا و لا خلق الورى لولاك

أنت الذي من نور البدر اكتسى *** و الشمس مشرقة بنور بهاك

أنت الذي لما رفعت إلى السما *** بك قد سمت و تزينت لسراك

أنت الذي نادك ربك مرحبا *** و لقد دعاك لقربه و حباك

أنت الذي فبنا سألت شفاعة *** ناداك ربك لم تكن لسواك
[/size]

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأبوة فى حياة الرسول صلى الله عليه و سلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 27, 2014 9:57 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8042
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاك الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الأبوة فى حياة الرسول صلى الله عليه و سلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 27, 2014 10:16 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36091
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل الجليل شرفنى مروركم الكريم العطر

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 10 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط