موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: من كلام العارفين في الاجتماع بسيد المرسلين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 29, 2017 12:28 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2066

قال الإمام القسطلاني في ( المواهب اللدنية ) بعد كلام طويل تقدم أكثره في كلام السيوطي وغيره
قال الشيخ ابن أبي منصور في رسالته
ويقال أن الشيخ أبا العباس القسطلاني دخل مرة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الله بيدك يا أحمد
وعن الشيخ أبي السعود قال كنت أزور شيخنا أبا العباس وغيره من صلحاء مصر فلما انقطعت واشتغلت وفتح عليَّ لم يكن لي شيخ إلا النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته يكتب مناشير الأولياء بالولاية قال وكتب لأخي محمد معهم منشوراً فقلت يا رسول الله ما تكتب لي كأخي قال أتريد أن تكون قمهاراً وهذه لغة أندلسية يعني طرقياً وفهم عنه أن له مقاماً غير هذا
ثم قال في المواهب بعد نقل عبارة الغزالي في كتابه ( المنقذ من الضلال ) ورؤية سيدي علي وفا للنبي صلى الله عليه وسلم يقظة
وأما ما حكاه الشيخ تاج الدين بن عطاء الله في ( لطائف المنن ) عن الشيخ أبي العباس المرسي أنه كان مع الشيخ أبي الحسن الشاذلي بالقيروان في ليلة الجمعة سابع عشرين في رمضان فذهب معه إلى الجامع.... الحكاية إلى أن قال
ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول [ يا علي طهر ثيابك من الدنس تحظ بمدد الله في كل نفس ..إلى آخره ] فيحتمل أن يكون مناماً
وكذلك قول الشيخ قطب الدين القسطلاني
كنت أقرأ على أبي عبد الله محمد بن عمر بن يوسف القرطبي بالمدينة الشريفة فجئته يوماً في وقت خلوة وأنا يومئذ حديث السن فخرج إليَّ وقال لي من أدبك بهذا الأدب وعاب عليَّ قال فذهبت وأنا منكسر الخاطر فدخلت المسجد فقعدت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فبينا أنا جالس على تلك الحال فإذا بالشيخ قد جاءني وقال قم فقد جاء فيك شفيع لا يرد
ونحوه ما حكاه السهروردي في ( عوارف المعارف ) عن الشيخ عبد القادر الكيلاني أنه قال ما تزوجت حتى قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج .أ.هـ
وقال الإمام الشعراني في مقدمة كتابه ( المنن الكبرى )
كان سيدي علي الخواص رحمه الله يقول : لا يصح لعبد ابتداء السير في طريق العارفين حتى يزهد في نعيم الدارين ولا يكون له محبوب إلا الله تعالى وكُمَّل ورثته
وكان يقول : أخذت طريقي هذه عن سيدي إبراهيم المتبولي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتارة يقول : أخذت طريقي هذه عن أبينا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام
ولا منافاة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُمِرَ أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام في محاسن الأخلاق وإن كانت أخلاق إبراهيم عليه السلام هي بالأصالة لمحمد صلى الله عليه وسلم لأنه نبي الأنبياء كلهم
وصورة أخذ الأولياء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن روحهم تجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة من حيث أرواحهم لا من حيث أجسامهم فليس اجتماعهم به صلى الله عليه وسلم كاجتماع الصحابة فافهم.
وكان سيدي أبو العباس المرسي رحمه الله يقول : لا يكمل مقام فقير إلا إن صار يجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه في أموره كما يراجع التلميذ شيخه
وقال بلغنا أن سيدي محمد الغمري لمَّا عَمَّرَ جامعه بمصر استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة فقال له عَمِّر وتوكل على الله
فلا أدري أكان ذلك قبل الكمال أو استأذن بالواسطة حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو اللائق بمقامه فإنه كان مشهوراً بالكمال
وكان سيدي ياقوت العرش رحمه الله يقول : من ادعى أنه يأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأدب والعلم فاسألوه عن كيفية ما وقع له فإن قال رأيت نورأ يملأ المشرق والمغرب وسمعت قائلاً يقول لي من ذلك النور في ظاهري وباطني لا يختص بجهة من الجهات اسمع لما يأمرك به نبيي ورسولي فصدقوه وإلا فهو مفتر كذاب.أ.هـ
فعُلِم أن مقام الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا واسطة مقام عزيز لا يناله كل أحد
وقد سمعت سيدي علياً المرصفي رحمه الله يقول : بين الفقير وبين مقام الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا واسطة مائتا ألف مقام وسبعة وأربعون ألف مقام وتسعمائة وتسعة وتسعون مقاماً وأمهاتها مائة ألف مقام وخاصتها ألف مقام فمن لم يقطع هذه المقامات كلها لا يصح له الأخذ المذكور .
وكان سيدي إبراهيم المتبولي رحمه الله يقول : نحن في الدنيا خمسة لا شيخ لنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الجعيدي يعني نفسه والشيخ أبو مدين والشيخ عبد الرحيم القناوي والشيخ أبو السعود بن أبي العشائر والشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنهم أجمعين.
قال الإمام الشعراني بعد هذا
واعلم يا أخي أني لا أعلم في مصر الآن أحداً من الفقراء الظاهرين أقرب سنداً في طريقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مني فإني بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها رجلان فقط سيدي علي الخواص وسيدي إبراهيم المتبولي فجميع أخلاق الكُمَّل المذكورة في هذا الكتاب المأخوذة عنهما مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تصريحاً أو إشارة كما أخبرني سيدي علي الخواص رحمه الله تعالى وأخبرني الشيخ أبو الفضل الأحمدي أن سيدي علياً لم يمت حتى صار يأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا واسطة فبيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الوجه رجل واحد
وهذا الأمر شبيه بسندي بالمصافحة فإني صافحت الشيخ إبراهيم القيرواني وهو صافح الشريف الساوي بمكة وهو صافح بعض الجن الذين صافحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فبيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة رجال.
ثم قال رضي الله عنه في الباب الخامس منها
ومما أنعم الله تبارك وتعالى به عليَّ شدة قربي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وطي المسافة بيني وبين قبره الشريف في أكثر الأوقات حتى ربما أضع يدي على مقصورته وأنا جالس بمصر وأكلمه كما يكلم الإنسان جليسه
وهذا الأمر لا يدرك إلا ذوقاً ومن لم يشهد ذلك فربما أنكره والإنسان تابع لقلبه لأن القلب تابع للجسم وفي كلام السيد عيسى عليه الصلاة والسلام [ قلب الإنسان حيث يكون ماله فاجعلوا أموالكم في السماء تكن قلوبكم في السماء ] أي تصدقوا بها تصعد إلى السماء وتروا ثوابها هناك.
وكان سيدي الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله تعالى عنه يقول : لو حجبت عني جنة الفردوس طرفة عين أو رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين أو فاتني الوقوف بعرفة سنة واحدة ما عددت نفسي من جملة الرجال .أ.هـ
قال الشعراني
فسَلِّم يا أخي للفقراء ما يدَّعونه من مثل ذلك ولا تنكر عليهم إلا ما صرحت الشريعة بمنعه فقد أجمعوا على أن كل من أنكر شيئاً من مقاماتهم حرم الوصول إليه فافهم ذلك والحمد لله رب العالمين.
وقال رضي الله عنه في مقدمة كتابه ( الميزان الكبرى )
كان سيدي علي الخواص رحمه الله تعالى يقول : لا يصح خروج قول من أقوال الأئمة المجتهدين عن الشريعة أبداً عند أهل الكشف قاطبة
وكيف يصح خروجهم عن الشريعة مع إطلاعهم على مواد أقوالهم من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة ومع الكشف الصحيح ومع اجتماع روح أحدهم بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤالهم منه عن كل شيء توقفوا فيه من الأدلة هل هذا من قولك يا رسول الله أم لا يقظة ومشافهة بالشروط المعروفة بين أهل الكشف وكذلك كانوا يسألونه صلى الله عليه وسلم عن كل شيء فهموه من الكتاب والسنة قبل أن يدونوه في كتبهم ويدينوا الله تعالى به ويقولون يا رسول الله قد فهمنا كذا من آية كذا وفهمنا كذا من قولك في الحديث الفلاني كذا فهل ترتضيه أم لا ويعملون بمقتضى قوله وإشارته
ومن توقف فيما ذكرناه من كشف الأئمة المجتهدين ومن اجتماعهم برسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث الأرواح قلنا له هذا من جملة كرامات الأولياء بيقين وإن لم تكن الأئمة المجتهدين أولياء فما على وجه الأرض ولي أبداً
وقد اشتهر عن كثير من الأولياء الذين هم دون الأئمة المجتهدين في المقام بيقين أنهم كانوا يجتمعون برسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ويصدقهم أهل عصرهم على ذلك كسيدي عبد الرحيم القناوي وسيدي الشيخ أبي مدين المغربي وسيدي أبي السعود ابن أبي العشائر وسيدي الشيخ إبراهيم الدسوقي وسيدي الشيخ أبي الحسن الشاذلي وسيدي الشيخ أبي العباس المرسي وسيدي الشيخ إبراهيم المتبولي وسيدي الشيخ جلال الدين السيوطي وسيدي الشيخ أحمد الزواوي البحيري وجماعة ذكرناهم في كتاب ( طبقات الأولياء )
ورأيت ورقة بخط الشيخ جلال الدين السيوطي عن أحد أصحابه وهو الشيخ عبد القادر الشاذلي مراسلة لشخص سأله في شفاعة عند السلطان قايتباي رحمه الله تعالى
اعلم يا أخي أنني قد اجتمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتي هذا خمساً وسبعين مرة يقظة ومشافهة ولولا خوفي من احتجابه صلى الله عليه وسلم عني بسبب دخولي للولاة لطلعت القلعة وشفعت فيك عند السلطان وإني رجل من خدام حديثه صلى الله عليه وسلم وأحتاج إليه في تصحيح الأحاديث التي ضعفها المحدثون من طريقهم ولا شك أن نفع ذلك أرجح من نفعك أنت يا أخي .أ.هـ
قال ويؤيد الشيخ جلال الدين في ذلك ما اشتهر عن سيدي محمد زين المادح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة ولمَّا حج كلمه من داخل القبر ولم يزل هذا مقامه حتى طلب منه شخص من النحراوية أن يشفع له عند حاكم البلد فلما دخل عليه أجلسه على بساطه فانقطعت عنه الرؤية فلم يزل يتطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤية حتى قرأ له شعراً فترائى له من بعيد فقال تطلب رؤيتي مع جلوسك على بساط الظلمة لا سبيل لك إلى ذلك فلم يبلغنا أنه رآه بعد ذلك حتى مات.
وقد بلغنا عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي وتلميذه الشيخ أبي العباس المرسي وغيرهما أنهم كانوا يقولون : لو احتجبت عنا رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددنا أنفسنا من جملة المسلمين
فإذا كان هذا قول آحاد الأولياء فالأئمة المجتهدون أولى بهذا المقام . انتهت عبارة ( الميزان )
وقال رضي الله عنه في خطبة كتابه ( لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية ) وهو العهود الكبرى
اعلم يا أخي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا كان هو الشيخ الحقيقي لأمة الإجابة كلها ساغ لنا أن نقول في تراجم عهود الكتاب كلها أُخِذَ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أعني معشر جميع الأمة المحمدية فإنه صلى الله عليه وسلم إذا خاطب الصحابة بأمر أو نهي أو ترغيب أو ترهيب انسحب حكم ذلك على جميع أمته إلى يوم القيامة فهو الشيخ الحقيقي لنا بواسطة الأشياخ أو بلا واسطة مثل من صار من الأولياء يجتمع به صلى الله عليه وسلم في اليقظة بالشروط المعروفة عند القوم وقد أدركت بحمد الله تعالى جماعة من أهل هذا المقام كسيدي علي الخواص والشيخ محمد العدل والشيخ محمد بن عنان والشيخ جلال الدين السيوطي وأضرابهم رضي الله عنهم أجمعين
ثم قال رضي الله عنه في العهد الثاني من الكتاب المذكور
أُخِذَ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتبع السنة المحمدية في جميع أقوالنا وأفعالنا وعقائدنا فإن لم نعرف لذلك الأمر دليلاً من الكتاب والسنة أو الإجماع أو القياس توقفنا عن العمل به حتى ننظر فإن كان ذلك الأمر قد استحسنه بعض العلماء استأذنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ثم فعلناه أدباً مع ذلك العالِم وذلك خوف الإبتداع في الشريعة المطهرة فنكون من جملة الأئمة المضلين
وقد شاورته صلى الله عليه وسلم في قول بعضهم أنه ينبغي أن يقول المصلي في سجود السهو [ سبحان من لا ينام ولا يسهو ] فقال صلى الله عليه وسلم هو حسن
ثم لا يخفى أن الإستئذان لرسول الله صلى الله عليه وسلم يكون بحسب المقام الذي فيه العبد حال إرادته الفعل فإن كان من أهل الإجتماع به صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة كما هو مقام أهل الكشف استأذنه كذلك وإلا استأذنه بالقلب وانتظر ما يحدثه الله تعالى في قلبه من استحسان الفعل أو الترك.
ثم قال في نفس هذا العهد
فاعمل يا أخي على جلاء مرآة قلبك من الصدا والغان وعلى تطهرك من سائر الرزائل حتى لا تبقى فيك خصلة واحدة تمنعك من دخول حضرة الله تعالى أو حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أكثرت من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم فربما تصل إلى مقام مشاهدته صلى الله عليه وسلم وهي طريقة الشيخ نور الدين الشوني والشيخ أحمد الزواوي والشيخ أحمد بن داود المنزلاوي وجماعة من مشايخ اليمن فلا يزال أحدهم يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكثر منها حتى يتطهر من كل الذنوب ويصير يجتمع به صلى الله عليه وسلم يقظة أي وقت شاء ومشافهة ومن لم يحصل له هذا الإجتماع فهو إلى الآن لم يكثر من الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الإكثار المطلوب ليحصل له هذا المقام .
وأخبرني الشيخ أحمد الزواوي أنه لم يحصل له الإجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة حتى واظب على الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم سنة كاملة يصلي كل يوم وليلة خمسين ألف مرة
وكذا أخبرني الشيخ نور الدين الشوني أنه واظب على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا سنة يصلي كل يوم ثلاثين ألف صلاة.
وسمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول : لا يكمل عبد في مقام العرفان حتى يصير يجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم أي وقت شاء
قال يعني الخواص وممن بلغنا أنه كان يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة من السلف الشيخ أبو مدين شيخ الجماعة والشيخ عبد الرحيم القناوي والشيخ موسى الزولي والشيخ أبو الحسن الشاذلي والشيخ أبو العباس المرسي والشيخ أبو السعود بن أبي العشائر وسيدي إبراهيم المتبولي
والشيخ جلال الدين السيوطي كان يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واجتمعت به يقظة نيفاً وسبعين مرة
وأما سيدي إبراهيم المتبولي فلا يحصى اجتماعه به لأنه كان يجتمع به في أحواله كلها ويقول ليس لي شيخ إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان الشيخ أبو العباس المرسي يقول : لو احتجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ما عددت نفسي من جملة المؤمنين
واعلم أن مقام مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم عزيز جداً
وقد جاء شخص إلى سيدي علي المرصفي وأنا حاضر فقال يا سيدي قد وصلت إلى مقام صرت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة أي وقت شئت فقال يا ولدي بين العبد وبين هذا المقام مائتا ألف مقام وسبعة وأربعون ألف مقام ومرادنا تتكلم لنا يا ولدي على عشرة مقامات منها فما درى ذلك المُدَّعي ما يقول وافتضح فاعلم ذلك والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وقال رضي الله عنه في الكتاب المذكور في عهد تطويل الجلوس في المسجد
أخبرني سيدي محمد بن عنان أن أولياء العصر حجوا مع سيدي أبي العباس الغمري نفعنا الله ببركاته وكانوا خمسة عشر ولياً من مصر وقراها
فقالوا له يا سيدي دستوركم نجاور في مكة أو المدينة
فقال من قدر منكم على أدب مكة أو المدينة فليجاور
فقالوا له وما أدب مكة
فقال أن يكون على صفات أهل حضرة الله تعالى من الأنبياء والأولياء والملائكة ولا يطرق سريرته قط شيء يكرهه الله مدة إقامته بها فكيف إذا فعل ما يكرهه الله
فقالوا له وما أدب المدينة فقال هو كأدب مكة ويزيد عليها أنه لا يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله حتى إنه يُصَغَّر عمامته ويتصدق بكل شيء دخل يده ولا يلقي بين يده في المدينة درساً إلا بما صرحت به الشريعة دون ما فيه رأي أو قياس أدباً معه صلى الله عليه وسلم أن يكون لغيره كلام في حضرته إلا بمشاورته فإن كان من أهل الصفاء فليشاوره صلى الله عليه وسلم في كل مسألة فيها رأي أو قياس ويفعل ما أشار به صلى الله عليه وسلم بشرط أن يسمع لفظه صلى الله عليه وسلم صريحاً يقظة كما كان عليه الشيخ محيي الدين بن العربي رحمه الله قال وقد صححت منه صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث قال بعض الحفاظ بضعفها فأخذت بقوله صلى الله عليه وسلم فيها ولم يبق عندي شك فيما قاله وصار ذلك عندي من شرعه الصحيح أعمل به وإن لم يطعني عليه العلماء بناء على قواعدهم
فقال المشايخ كلهم ما منا أحد يقدر على ما قلته ورجعوا كلهم تلك السنة مع سيدي أبي العباس
وكان من جملتهم سيدي محمد بن داود وسيدي محمد العدل وسيدي محمد أبو بكر الحديدي والشيخ علي ابن الجمال والشيخ عبد القادر الدشطوطي
وأخبرني شيخي الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمري وكان حاجاً معهم أن سيدي عبد القادر الدشطوطي لم يدخل الحرم المدني وإنما ألقى خده على عتبة باب السلام من حين دخل الحج للزيارة حتى رحلوا وحملوه وهو مستغرق فما أفاق إلا في مرحلة أبيار علي رضي الله عنه.
ثم قال رضي الله عنه في عهد طلب الإكثار من الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال لي مرة يعني الشيخ أحمد الزواوي طريقتنا أن نكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يصير يجالسنا يقظة ونصحبه مثل الصحابة ونسأله عن أمور ديننا وعن الأحاديث التي ضعفها الحفاظ عندنا ونعمل بقوله صلى الله عليه وسلم فيها وما لم يقع لنا ذلك فلسنا من المكثرين للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم .
ثم قال في هذا العهد
وقد قدمنا أوائل العهود أن صحبة النبي صلى الله عليه وسلم البرزخية تحتاج إلى صفاء عظيم حتى يصلح العبد لمجالسته صلى الله عليه وسلم وإنَّ من كان له سريرة سيئة يستحي من ظهروها في الدنيا والآخرة لا يصلح له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان على عبادة الثقلين كما لم تنفع صحبة المنافقين ومثل ذلك تلاوة الكفار للقرآن لا ينتفعون بها لعدم إيمانهم بأحكامه.أ.هـ



_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من كلام العارفين في الاجتماع بسيد المرسلين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 29, 2017 12:35 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2066

وقال غوث زمانه سيدي عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه في الفصل الثاني من كتاب ( الإبريز ) الذي تلقاه عنه تلميذه العلامة سيدي أحمد بن المبارك
بقي معي سيدي عبد الله البرناوي يرشدني ويسددني ويقويني ويمحو الخوف من قلبي فيما أشاهده بقية شهر رجب وشعبان ورمضان وشوال وذي القعدة وعشر ذي الحجة أي من سنة إحدى وعشرين بعد المائة والألف فلما كان اليوم الثالث من يوم العيد رأيت سيد الوجود صلى الله عليه وسلم فقال سيدي عبد الله البرناوي يا سيدي عبد العزيز قبل اليوم كنت أخاف عليك واليوم حيث جمعك الله مع رحمته تعالى سيد الوجود صلى الله عليه وسلم أمن قلبي واطمأن خاطري فأستودعك الله عز وجل وكانت إقامته معي بقصد أن يحفظني من دخول الظلام عليَّ في الفتح الذي وقع لي إلى أن يقع لي الفتح في مشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يُخَاف على المفتوح حينئذ وإنما يُخَاف عليه قبل ذلك
ثم قال ابن المبارك في الباب الأول من الكتاب المذكور
وسألته رضي الله عنه عن معنى قوله صلى الله عليه وسلم [ إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف ] فقد اختلف العلماء فيه اختلافاً شديداً وأحسن كلام رأيته فيه كلام أربعة من الفحول القاضي الباقلاني في كتاب ( الإنتصار ) والإمام ابن الجزري في كتاب ( النشر ) والحافظ ابن حجر في ( شرح البخاري ) في كتاب فضائل القرآن منه والحافظ السيوطي في كتاب ( الإتقان في علوم القرآن ) فقلت لشيخنا رضي الله عنه لا أسألك إلا عن مراد النبي صلى الله عليه وسلم فقال رضي الله عنه غداً نجيبك إن شاء الله فلما كان من الغد قال لي رضي الله عنه وقد صدق فيما قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن مراده بهذا الحديث فأجابني عن مراده صلى الله عليه وسلم وقد تكلمت مع الشيخ رضي الله عنه في ذلك ثلاثة أيام وذكر ملخص ما سمعه من شيخه رضي الله عنه في ذلك.
ثم قال سيدي عبد العزيز رضي الله عنه في الباب الثاني
ولا يزال المفتوح عليه على خطر عظيم وهلاك قريب حتى يشاهد مقام سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم فإذا شاهده حصل له الهناء وتم له السرور لأن في ذاته صلى الله عليه وسلم قوة جاذبة إلى الله عز وجل اختصت بها ذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم من بين سائر المخلوقات ولذا كان أعز المخلوقات وأفضل العالمين فإذا وصل المفتوح عليه إلى مقام نبينا صلى الله عليه وسلم تزايد جذبه إلى الله عز وجل وأمن من الانقطاع.
ثم قال ابن المبارك في الباب الخامس
وسأله رضي الله عنه بعض الفقهاء عن الشيخ الذي يدعي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة مما نصه
من ادعى أنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة قال العارفون بالله لا تقبل دعواه إلا ببينة وهو أن يقطع ثلاثة آلاف مقام إلا مقاماً ويُكَلْف المدعي بعدِّها وبيانها فالمطلوب من سيادتكم أدامها الله أن تعدوا لنا ولو برمز واختصار أو ما تيسر منها من غير استكثار.
فأجاب رضي الله عنه بأن في باطن كل ذات ثلاثمائة وستة وستين عرقاً كل عرق حامل للخاصية التي خلق لها والعارف ذو البصيرة يشاهد تلك العروق مضيئة شاعلة في معاني خواصها فللكذب عرق مشعول بخاصيته وللحسد عرق يضيء به وللرياء عرق يضيء به وللغدر عرق يضيء به وللعُجْب عرق يضيء به وللكبر عرق يضيء به وهكذا حتى تأتي على سائر العروق حتى إن العارف إذا نظر إلى الذوات رأى كل ذات بمنزلة فنار علقت فيه ثلاثمائة وست وستون شمعة كل شمعة على لون لا يشابه لون غيره
ثم هذه الخواص في كل واحدة منها تفاصيل وأقسام فخاصية الشهوة مثلاً لها أقسام بحسب ما تضاف إليه فإن أضيفت إلى الفروج كانت قسماً وإن أضيفت الجاه كانت قسماً وإلى المال كانت قسماً وإلى طول الأمل كانت قسماً وهكذا خاصية الكذب فمن حيث أن صاحبها لا يقول الحق تعد قسماً ومن حيث أن صاحبها يظن في غيره أنه لا يقول الحق ويشك في كلامه ولا يصدقه تعد قسماً ولا يفتح على العبد حتى يقطع هذه المقامات بأسرها فإذا أراد الله بعبده خيراً وأهَّلَه للفتح فإنه يقطعها عنه شيئاً فشيئاً على التدريج فإذا قطع عنه مثلاً خاصية الكذب حصل على مقام الصدق ثم على مقام التصديق وإذا قطع عنه خاصية الشهوة في المال حصل على مقام الزهد أو شهوة المعاصي حصل على مقام التوبة أو شهوة طول الأمل حصل على مقام التجافي عن دار الغرور وهكذا
ثم إذا فتح عليه وجعل السر في ذاته تدرج في مقامات المشاهدة للعوالم فأول ما يشاهد الأجرام الترابية ثم الأجرام النورانية ثم يشاهد سريان أفعاله تعالى في خليقته وله في مشاهدة الأجرام الترابية تدريج فأول ما يشاهد الأرض التي هو فيها ثم يشاهد البحور التي هي فيها ثم يشاهد ما بين الأرض التي هو فيها والأرض الثانية بأن يخرق نظره التخوم إلى الثانية ثم يشاهد الأرض الثانية ثم تخومها إلى الثالثة وهكذا إلى السابعة ثم يشاهد الجو الذي بينه وبين السماء الأولى ثم السماء الأولى وهكذا على نحو الترتيب السابق في الأرض ثم يشاهد البرزخ والأرواح التي فيه ثم الملائكة والحفظة وأمور الآخرة وعلى العبد في كل مشاهدة من هذه المشاهدات حق من حقوق الربوبية وأدب من آداب العبودية ويعرض له في ذلك قواطع وتعتريه عوائق ويشاهد أموراً هائلة قتَّالة فلولا توفيق الله تعالى وفضله على العبد الضعيف ورحمته به لكان أقل درجاتها يرجع بسببها من جملة الحمقى
ثم قطعه لمقامات الخواص باطني لا يشعر به إلا بعد الفتح وقطعه لمقامات المشاهدة ظاهري يعاينه ويراه لأنه أمر يخوضه بعد الفتح فإذا صفا نظره وتمَّ نور بصيرته ورحمه الله الرحمة التي لا شقاء بعدها رزقه الله سبحانه رؤية سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم فيراه عياناً ويشاهده يقظة ويمده الله تعالى بما لا عين رأن ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فحينئذ يحصل على مقام الهناء والسرور فهنيئاً له السعادة فإذا اعتبرت العدد السابق في الخواص والأقسام الداخلة فيها مع المقامات التي توجد من المشاهدات السابقة وجدت ذلك ينوف على العدد المذكور
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لا تخفى شمائله المطهرة على أمته فقد دَوَّنت العلماء رضي الله عنهم ما خصه الله تبارك وتعالى به في ظاهر ذاته وفي باطنه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم فمن ادعى رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة فليسأل عن شيء من أحواله الزكية ويسمع جوابه فإنه لا يخفى من يجيب عن عيان ولا يلتبس بغيره أبداً والسلام
فإن قنعتم بهذا فبها ونعمت وإن أردتم كلاماً آخر فاعلم أن العبد إذا فتح الله تعالى عليه أمده بنور من أنوار الحق يدخل على ذاته من جميع الجهات ويخرقها حتى يخرق اللحم والعظم ويعاني من برودته ومشقة دخوله على الذات ما يقارب سكرات الموت ثم إنَّ ذلك النور من شأنه أن يمد بأسرار المخلوقات التي أراد الله أن يفتح على ذلك العبد في مشاهدتها فيدخل النور على ذاته متلوناً بألوان المخلوقات المذكورة فإذا أراد الله تعالى أن يفتح عليه مثلاً في مشاهدة المخلوقات التي على ظهر الأرض فإن ذلك النور يأتيه مرة ويخرقه بالأسرار التي تكونت بها ذوات بني آدم ويأتيه مرة بالأسرار التي تكونت بها البهائم ويأتيه مرة بالأسرار التي تكونت بها الجمادات من فواكه وثمار ونحوها بحيث أنه لا يفتح عليه في مشاهدة شيء منها حتى يُسقى أولاً بأسرارها ومع ذلك فإنه يعاني في كل كرة ما يعانيه في أول مرة
ومن جملة المخلوقات سيد الوجود وعلم الشهود صلى الله عليه وسلم فإذا وعد الله عبداً بالفتح عليه في مشاهدة ذاته الشريفة فإنه لا يشاهده حتى يُسقى بالأسرار التي في ذاته الشريفة
فلنفرض الذات قبل الفتح بمثابة شيء مظلم والذات الشريفة بمنزلة نور ذي شُعَب متنوعة تنتهي إلى مائة ألف أو أكثر فإذا أراد الله رحمة تلك الذات المظلمة فإن ذلك النور الذي يمدها ويسقيها يأتيها مرة ويخرقها بتلك الشُعَب واحدة بعد واحدة ولنفرضها مثلاً شُعبة الصبر فيزول بها سواد ضده الذي هو الجزع والقلق ويأتيه مرة بشُعبة أخرى ولنفرضها شُعبة الرحمة فيزول بها سواد ضدها الذي هو عدم الرحمة ويأتيه مرة بشُعبة أخرى ولنفرضها شُعبة الحلم فيزول بها سواد ضده وهكذا حتى تأتي على جميع الشُعَب التي في الذات المطهرة المنورة وتزول عن الذات المظلمة جميع الأوصاف السوادية وعند ذلك يتمكن العبد من المشاهدة في الذات الشريفة لأنه متى بقيَ عليه شيء من السواد كان ذلك سواداً في ذاته ولا يطيق مشاهدة الذات الشريفة حتى يخرج السواد بأسره من ذاته
ولسنا نريد أنه إذا سُقيَ بالأسرار التي في الذات الشريفة أنها تكون فيه على الكمال التي هي عليه في الذات الشريفة بل نريد أنه يُسقى بها على ما تطيقه ذاته وأصل خِلْقته
ولسنا نريد أيضاً أنه إذا سُقيَ بشيء من تلك الشُعَب أنه ينقص من الذات الشريفة ويبقى محله خالياً منه فإن الأنوار لا تزول من محلها بالأخذ منها
فظهر لك بهذا أن العبد لا يشاهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى تمحى جميع أوصافه بورود تلك الأسرار الشريفة والأنوار اللطيفة وفي ذلك قطع لمقامات لا تعد ولا تحصى
فإن فضل رسول الله ليس له ******* حد فيعرب عنه ناطق بفم
وكأن من حصرها في ألفين أو أكثر أخبر عن حالته وما وقع له من الفتح وبقيَ عليه ما بقى وما سبق من نفي المشاهدة عن الذي لا يُسقى بجميعها فإنما نعني به نفي المشاهدة على الكمال فإنَّ من بقيت عليه شُعب وحصلت له مشاهدة حصلت له لا علي الكمال والله أعلم.
ثم قال ومنها أي من أسئلة بعض الفقهاء المذكورة
سيدي هل استحضار صورة النبي صلى الله عليه وسلم في ذهن المؤمن وتشخصه إياها هو من عالم الروح أو من عالم المثال أو من عالم الخيال وهل الصورة الذهنية وما اشتملت عليه من تعقل المحادثة والمكالمة محفوظ صاحبها من الشيطان مثل الرؤيا المنامية عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم [ من رآني فقد رأى حقاً فإن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل بي ] أو كما قال عليه الصلاة والسلام أو هي ليست مثلها أجيبوا مأجورين ولكم أزكى تحية وسلام
فأجاب رضي الله عنه بأن ذلك الاستحضار من روح الشخص وعقله فمن توجه بفكره إليه صلى الله عليه وسلم وقعت صورته في ذهنه
فإن كان ممن يعلم صورته الكريمة لكونه صحابياً أو من العلماء الذين عنوا بالبحث عنها ثم حصَّلوها فإنها تقع في فكره على نحو ما هي عليه في الخارج
وإن كان من غير هذين فإنه يستحضره في صورة آدمي في غاية الكمال في خَلْقه وخُلقه فقد توافق الصورة التي في فكره ما في الخارج وقد تخالفه والحاضر في الفكر هو صورة ذاته صلى الله عليه وسلم لا صورة روحه عليه الصلاة والسلام فإنًّ الذي شاهده الصحابة رضي الله عنهم وأخبر عنه العلماء هو الذات لا الروح الشريفة ولا يجول الفكر إلا فيما يعلمه الشخص ويعرفه فقولكم هل هو من عالم الروح إن أردتم به الاستحضار فهو من عالم الروح أي من روح التفكر وإن أردتم به الحاضر أي فهل الحاضر في أفكارنا روحه صلى الله عليه وسلم فقد سبق أنه ليس إياها
وأما المحادثة والمكالمة إذا حصلت لهذا المتفكر
فإن كانت ذاته طاهرة وتحبها روحه ولم تحجب عنها أسرارها وكانت معها كالخليل مع خليله فالمحادثة معصومة وهي حق وإن كانت الذات على العكس فالأمر على العكس والله الموفق.
ثم قال في الباب السادس عند الكلام على الأشياخ الذين ورثهم الشيخ رضي الله عنه
وسمعته رضي الله عنه يتكلم في المشاهدة ويُعظِّم أمرها ويشير إلى عجز أكثر الخلق عنها ويذكر الأسباب في عجزهم إلى أن حكى لنا عن نفسه حكاية فقال رضي الله عنه
لقيت بعض أوليائه تعالى في آخر سنة سبع وعشرين
فقلت ادع الله تعالى لي أن يرزقني مشاهدته
فقال لي دع عنك هذا ولا تطلبها منه تعالى حتى يكون هو الذي يعطيها لك من غير سؤال فإنه إن أعطاها لك من غير سؤال أعانك عليها وأعطاك القوة عليها قبل أن تنزل هي بك وإذا جعلت تسألها منه سبحانه وتعالى وتكثر منه فإنه لا يخيب سؤالك ولكن نخاف أن يكلك إلى نفسك فتعجز عنها
قال فقلت اطلبها لي فإني أطيقها
فقال لي انظر إلى عَاَلم الإنس فنظرت إليه فقال أجمعه كله بين عينيك حتى يكون مثل دور الخاتم فقلت جمعته
فقال انظر إلى عَاَلم الجن وافعل به كذلك فقلت فعلت
فقال انظر إلى عَاَلم الملائكة ملائكة الأرض والسموات والعرش وافعل بهم كذلك فقلت فعلت
قال وجعل يعدد العَوَالِم كلها عَاَلماً عَاَلماً حتى عد أنواعاً كثيرة وذكر عَاَلم الجنة وجميع ما فيه وعَاَلم النيران وجميع ما فيه ويأمرني أن أجمع ذلك بين عيني وأنا أجمعه وأقول فعلت
ثم قال انظر إلى هذا الذي بين عينيك مجموعاً وانظر إليه بنظرة واحدة واجتهد هل تقدر على استحضار الجميع في تلك النظرة الواحدة ففعلت فلم أقدر
فقال لي أنت لم تطق أن تشاهد هذه المخلوقات وعجزت عن استحضارها في نظرك فكيف مشاهدة الخالق سبحانه وتعالى فعلمت الحق وبكيت بدموع القلب على حرصي على شيء لا أطيقه
قال رضي الله عنه واستحضار هذه المخلوقات في نظر واحد لا يطيقه بشر ولا يقدر عليه إنسان
قال رضي الله عنه وكذا من يرى النبي صلى الله عليه وسلم من أولياء الله تعالى في اليقظة فإنه لا يراه حتى يرى هذه العَوَالِم كلها لا بنظر واحد
ثم قال رضي الله عنه في الباب التاسع بعد كلام طويل
فإذا حصلت له مشاهدة ذات النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة حصل له الأمان من تلاعب الشيطان لاجتماعه مع رحمة الله تعالى وهي سيدنا ونبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم ثم اجتماعه مع الذات الشريفة سبب إلى معرفته بالحق سبحانه ومشاهدة ذاته الأزلية لأنه يجد الذات الشريفة غائبة في الحق هائمة في مشاهدته سبحانه فلا يزال الولي ببركة الذات الشريفة يتعلق بالحق سبحانه ويترقى في معرفته شيئاً فشيئاً إلى أن تقع له المشاهدة وأسرار المعرفة وأنوار المحبة
ثم قال في الباب التاسع أيضاً
وسمعته رضي الله عنه يقول
لكل شيء علامة وعلامة إدراك العبد مشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة أن يشتغل الفكر بهذا النبي الشريف اشتغالاً دائماً بحيث لا يغيب عن الفكر ولا تصرفه عنه الصوارف ولا الشواغل فتراه يأكل وفكره مع النبي صلى الله عليه وسلم ويشرب وهو كذلك ويخاصم وهو كذلك وينام وهو كذلك
فقلت وهل يكون هذا بحيلة وكسب من العبد ؟
فقال رضي الله عنه لا إذ لو كان بحيلة وكسب من العبد لوقعت له الغفلة عنه إذا جاء صارف أو عرض شاغل ولكنه أمر من الله تعالى يحمل العبد عليه ويستعمله فيه ولا يحس العبد من نفسه اختياراًً فيه حتى لو كلف العبد ما استطاع ولهذا كانت لا تدفعه الشواغل والصوارف فباطن العبد مع النبي صلى الله عليه وسلم وظاهره مع الإنس يتكلم معهم بلا قصد ويأكل بلا قصد ويأتي لجميع ما يشاهد في ظاهره بلا قصد لأن العبرة بالقلب وهو مع غيرهم فإذا دام العبد على هذا مدة رزقه الله تعالى مشاهدة نبيه الكريم ورسوله العظيم صلى الله عليه وسلم في اليقظة ومدة الفكر تختلف فمنهم من تكون له شهراً ومنهم من تكون له أقل ومنهم من تكون له أكثر
قال رضي الله عنه ومشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم أمرها جسيم وخطبها عظيم فلولا أن الله تعالى يقوي العبد ما أطاقها
فلو فرضنا رجلاً قوياً عظيماً اجتمع فيه قوة أربعين رجلاً كل واحد منهم يأخذ بأُذُن الأسد من الشجاعة والبسالة ثم فرضنا النبي صلى الله عليه وسلم خرج من مكان على هذا الرجل لانفلقت كبده وذابت ذاته وخرجت روحه وذلك من عظمة سطوته صلى الله عليه وسلم
ومع هذه السطوة العظيمة ففي تلك المشاهدة الشريفة من اللذة ما لا يُكَيَّف ولا يحصى حتى أنها عند أهلها أفضل من دخول الجنة وذلك لأن من دخل الجنة لا يرزق جميع ما فيها من النعم بل كل واحد له نعيم خاص به بخلاف مشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه إذا حصلت له المشاهدة المذكورة سُقيت ذاته بجميع نعيم أهل الجنة فيجد لذة كل نوع وحلاوة كل نوع كما يجد أهل الجنة في الجنة وذلك قليل في حق من خُلِقَت الجنة من نوره صلى الله عليه وسلم وشَرِّف وكَرِّم ومَجِّد وعَظِّم وعلى آله وصحبه
قال وفي مشاهدة يحصل هذا السقي فمن دامت له دام له هذا السقي
قال ابن المبارك قلت
وكنت أنظر في ( شمائل ) الإمام الترمذي رحمه الله وفي شروحها فإذا اختلفوا في شيء من لونه صلى الله عليه وسلم أو طول ذاته أو طول شعره أو مشيته أو غير ذلك من أحواله صلى الله عليه وسلم ذهبت إلى شيخنا رضي الله عنه فأسأله عن الواقع من ذلك فيجيبني جواب المعاين المشاهد قال وقد كتبنا بعض ذلك في آخر الباب الأول والله اعلم.
قال ومن عجيب أمره رضي الله عنه أني سألته عن هذه الأمور وهو رضي الله عنه مشتغل بتنقية الأشجار وإزالة ما لا يصلح بقاؤه فيها في صورة المعرض عن سؤالي الذي يرد باله إلى غيره فما أكْمل السؤال عن شيء مما سبق حتى يجيب سريعاً من غيرتأمل في كلامي تحقيقاً لما سبق في قوله إن العبرة بالباطن وكل ما يفعله ظاهراً فهو بلا قصد فتنقية الأشجار ونحوها كانت منه رضي الله عنه من غير قصد وباطنه كان مع الجناب العلي ولهذا كان لا يتفكر في أمر الجواب والله أعلم.
قال رضي الله عنه : وعلامة إدراك العبد لمشاهدة ربه عز وجل أن يقع في فكره بعد مشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم التعلق بربه بحيث يغيب فكره في ذلك مثل الغيبة السابقة في النبي صلى الله عليه وسلم ثم لا يزال كذلك إلى أن يقع له الفتح في مشاهدة الحق سبحانه فيقع على ثمرة الفؤاد ونتيجة الفكر وإذا كانت ذاته تسقى بجميع أنواع نعيم أهل الجنة عند مشاهدته النبي صلى الله عليه وسلم فما ظنك بما يحصل له عند مشاهدة الحق سبحانه وتعالى الذي هو خالق النبي صلى الله عليه وسلم وخالق الجنة وكل شيء.
قال رضي الله عنه : ثم بعد الفتح في مشاهدة الحق سبحانه انقسم الناس قسمين
فقسم غابوا في مشاهدة الحق سبحانه عما سواه
وقسم أكمل غابت أرواحهم في مشاهدة الحق سبحانه وبقيت ذواتهم النبي صلى الله عليه وسلم فلا مشاهدة أرواحهم تغلب مشاهدة ذواتهم ولا مشاهدة ذواتهم تغلب مشاهدة أرواحهم.
قال رضي الله عنه : وإنما كان هذا القسم أكمل لأن مشاهدتهم في الحق سبحانه أكمل من مشاهدة القسم الأول وإنما كانت مشاهدتهم في الحق سبحانه أكمل لأنهم لم ينقطعوا عن مشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم التي هي سبب في الارتقاء في مشاهدة الحق سبحانه فمن زاد في مشاهدته عليه السلام زيد له في مشاهدة الحق سبحانه ومن نقص منها نُقِص له
قال : ولو كان الاختيار للعبد وكان عمره تسعين سنة مثلاً لاختار في جميع هذه المدة أن لا يشاهد إلا النبي صلى الله عليه وسلم وقبل موته بيوم يفتح له في مشاهدة الحق سبحانه فإنه يحصل له في هذا اليوم من الفتح في مشاهدة الحق سبحانه لأجل رسوخ قدمه في مشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر مما يحصل لمن فتح له في مشاهدتين معاً في تلك المدة من أولها إلى آخرها
ثم جعل رضي الله عنه مرآة بين عينيه وجعل ينظر في الحروف فقال
أليس إن الذي يظهر في الحروف وصفائها في النظر يتبع صفاء المرآة وحسن مائها فقلت نعم
فقال رضي الله عنه فمشاهدة النبي صلى الله بمنزلة المرآة ومشاهدة الحق سبحانه بمنزلة الحروف فعلى قدر الصفاء في المشاهدة النبوية يحصل الصفاء ويزول العماء في المشاهدة للذات الأزلية سمعت هذا الكلام منه رضي الله عنه
وقد سأله بعض فقهاء الأشراف أيمكن أن يترك الولي الصلاة؟
فقال رضي الله عنه : لا يمكن أن يترك الولي الصلاة وكيف يمكنه ذلك وهو دائماً بمشهابين فذاته تكوى بمشهاب مشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم وروحه تكوى بمشهاب مشاهدة الحق سبحانه وكل من المشاهدتين يأمره بالصلاة وغيرها من أسرار الشريعة
وقال رضي الله عنه مرة أخرى : كيف يترك الولي الصلاة والخير الذي حصل له في المشاهدتين إنما حصل له بعد سقي ذاته بأسرار ذات النبي صلى الله عليه وسلم وكيف تسقى ذاتٍ بأسرار الذات الشريفة ولا تفعل ما تفعله الذات الشريفة هذا لا يكون . انتهت عبارة الإبريز
وذكر فيه في الباب الرابع
كيفية اجتماع الأولياء في الديوان في غار حراء كل ليلة وحضور النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات وحضوره مع سائر الأنبياء والملائكة عليه وعليهم صلوات الله وسلامه في ليلة القدر مع أزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين وأكابر أصحابه رضي الله عنهم أجمعين فليراجعه من شاءه






_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من كلام العارفين في الاجتماع بسيد المرسلين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 29, 2017 12:39 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2066
هذا الموضوع تم نقله من هذا الرابط
http://almuada.4umer.com/t4337p150-topic

_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من كلام العارفين في الاجتماع بسيد المرسلين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 29, 2017 12:45 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس سبتمبر 19, 2013 10:12 am
مشاركات: 4246
برجاء عدم الضغط على زر أرسال عدة مرات بل مرة واحدة فقط

وشكراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من كلام العارفين في الاجتماع بسيد المرسلين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 29, 2017 8:05 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء مارس 22, 2011 2:18 am
مشاركات: 2066
admin2 كتب:
برجاء عدم الضغط على زر أرسال عدة مرات بل مرة واحدة فقط

وشكراً


عذرا لو حدث خطأ ولكن في كل مرة تظهر رسالة هناك خطأ في الاتصال حاول مرة اخرى فارجو حل المشكلة :)

_________________
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قد ضاقت حيلتي ادركني اغثني يا رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من كلام العارفين في الاجتماع بسيد المرسلين
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 29, 2017 2:11 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة يناير 25, 2013 10:11 pm
مشاركات: 1308

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مقال جميل وممتع قرأته بتمعن واستفدت منه جدا ..كلام أكابر ماتع وجميل ما شاء الله ..استفدت جدا ايضا من هذه الفقرة التى قال فيها ما معناه ان الفتح قبل رؤية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم معرض صاحبه للهلاك والخطر لهجوم الظلام اما عند رؤيته صلى الله عليه وسلم يكون صاحبه فى امان..

اريد فقط السؤال عن الفقرة التالية

(وصورة أخذ الأولياء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن روحهم تجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة من حيث أرواحهم لا من حيث أجسامهم فليس اجتماعهم به صلى الله عليه وسلم كاجتماع الصحابة فافهم.)

بالطبع ليس انا من يناقش كلام الاولياء ولكن سمعت قصة تخالف هذا الكلام وساحكيها الان بإذن الله..وايضا ربما هى لا تخالف الكلام ولكن ربما انا فهمت غلط..فما المقصود بالاخذ عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

سمعت قصة من مصدر موثوق به رجل مسن من احفاد سيدى حماد التونى اسمه الحاج محمد الفولى يقيم فى صعيد مصر وهو ليس من اهل الخيال ولا التوهم بل مشهور بالصلاح وكثرة الذكر حكى قصة عن سيدة على الفطرة لا تعرف القراءة والكتابة..

هذه السيدة كانت ضريرة لا ترى..غير انها امية وعلى الفطرة ...وجدت نفسها تقوم بالليل وتمدح فى حضرة النبى صلى الله عليه وسلم هكذا بدون اعداد ولا سابق حفظ ولا شئ..

وجدت محبة حضرة النبى صلى الله عليه وسلم القيت فى قلبها وكانت تقوم بالليل وتمدح فى حضرته صلى الله عليه وسلم وظل هذا الامر وزاد شوقها الى ان حدث ذات ليلة كانت نائمة فرات اولا فى الرؤية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسقيها من يديه الشريفه شئ موضوع فى كوب..

وبعد هذه الرؤية بفترة ارسل ابنها لها دعوة وزيارة للعمرة هى ومعها حد برفقتها لانها لا ترى فسافرت وهى هناك تزور سيدنا النبى فى الروضة الشريفة وهى من حكت القصة لعم محمد تقول سمعت سيدة تناديها باسمها واخذتها من يديها ودخلت غرفة واجلستها بجوار شخص..

ثم قالت لها السيدة الا تحبى ان تسلمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم..فتقول السيدة وضعت يدى على كتف جسد شخص وشعرت به فسألت من هذا فقالت السيدة لها من رأيتيه فى المنام ..

ويقول عم محمد لو نظرت الى وجهها هذه السيدة الامية وهى تحكى لبكيت وسبحت الله وصليت على النبى صلى الله عليه وسلم..

فهذه السيدة وفق هذه الرواية اجتمعت بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى ضريرة لا ترى وليست صاحبة ورد ولا ذكر ولا مجاهدات بل الاغرب.

حينما سألها عم محمد ماذا تفعل فى العبادة قالت له اصلى واسبح الله...وشرحت له صلاتها فكانت تصلى بالفاتحة وسورة الاخلاص فقط وعند التشهد كانت لا تقول التشهد بل تقول سبحان الله عدد كثير والحمد لله عدد والله اكبر عدد كثيرة ثم تسلم على اليمين وعلى اليسار..

وعندما سمع الحاج محمد هذا الامر قال لم استطع ان اعرفها صيغة التشهد التى فى السنة ولم يقدر ان يشرح لها ..

هذا ما سمعته والله اعلم وعادة لا احب تكذيب اى قصة مثل هذه واصدقها ولكن احتاج رؤيتكم ايضا ان امكن والسلام عليكم

_________________
أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 21 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط