موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

عن الإخلاص والمخلصين
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=19569
صفحة 1 من 1

الكاتب:  ابن حجر [ الخميس أكتوبر 02, 2014 12:15 am ]
عنوان المشاركة:  عن الإخلاص والمخلصين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيد المخلصين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله الطيبن الطاهرين أجمعين .

فهذه متطفات عن الإخلاص والمخلصين رزقنا الله الإخلاص في القول والعمل .

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من فارق الدنيا على الإخلاص لله وعبادته وحده لا شريك له ، وأقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، فارقها والله عنه راض » .



وقال سهل التستري رحمه الله ورضي عنه في قوله تعالى : ( مَن كَانَ يُرِيدُ الحياة الدنيا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ ) .
يعني من أراد بعلمه غير الله آتاه الله أجر عمله في الدنيا ، فلا يبقى له في الآخرة شيء ، لأنه لم يخلص بعمله لله لما أحب له من المنزلة في الدنيا ، ولو علم أن الله سخر الدنيا وأهلها لطلاب الآخرة لم يراء بعلمه .

وقد قيل لسهل : أي شيء أشد على النفس؟ فقال : الإخلاص . قيل : ولِمَ ذلك؟ فقال : لأنه ليس للنفس فيه نصيب .

وسئل : هل يدخل الفرائض رياء؟ فقال : نعم ، قد دخل الإيمان الذي هو أصل الفرائض حتى أبطله وصار نفاقاً ، فكيف العمل ، فكل من لم يعب أحد عليه في ظاهره ، ويعلم الله خلافه من سره في أي حال كان ، فهو المرائي الذي لا شك فيه .

وفي قوله تعالى : { دَعَوُاْ الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدين } .
قال : الإخلاص هو المشاهدة ، وحياة القلب في شيئين ، الإيمان في الأصل والإخلاص في الفرع ، وإن الإخلاص خطر عظيم ، وصاحبه منه على حذر حتى يصل إخلاصه بالموت ، لأن الأعمال بالخواتيم ، { واعبد رَبَّكَ حتى يَأْتِيَكَ اليقين } [ الحجر : 99 ] .

وفي قوله تعالى : { قُلْ مَتَاعُ الدنيا قَلِيلٌ } .
فسئل : ما الدنيا؟ فقال : الدنيا كلها جهل إلاَّ موضع العلم ، العلم كله حجة إلاَّ موضع العمل به ، والعمل كله هباء إلاَّ موضع الإخلاص ، والإخلاص لا يتم إلاَّ بالسنة . ثم قال : دنياك نفسك ، فإذا أفنيتها فلا دنيا لك .

وفي قوله تعالى : { والذاكرين الله كَثِيراً والذاكرات } .
قال : الذاكر على الحقيقة من يعلم أن الله مشاهده فيراه بقلبه قريباً منه ، فيستحي منه ، ثم يؤثره على نفسه وعلى كل شيء من جميع أحواله . وسئل سهل مرة أخرى : ما الذكر؟ فقال : الطاعة . قيل : ما الطاعة؟ قال : الإخلاص قيل : ما الإخلاص؟ قال : المشاهدة . قيل : ما المشاهدة؟ قال : العبودية . قيل : ما العبودية؟ قال : الرضا . قيل : ما الرضا؟ قال : الافتقار . قيل : ما الافتقار؟ قال : التضرع والالتجاء سلم سلم إلى الممات . وقال ابن سالم : الذكر ثلاث : ذكر باللسان فذاك الحسنة بعشر ، وذكر بالقلب فذاك الحسنة بسبعمائة ، وذكر لا يوزن ثوابه وهو الامتلاء من المحبة .


وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن الحسن قال : بني الإسلام على عشرة أركان : الإخلاص لله وهي الفطرة ، والصلاة وهي الملة ، والزكاة وهي الطهرة ، والصيام وهو الجنة ، والحج وهو الشريعة ، والجهاد وهو العزة ، والأمر بالمعروف وهو الحجة ، والنهي عن المنكر وهو الواقية ، والطاعة وهي العصمة ، والجماعة وهي الألفة .


وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : إن العبد إذا قال : سبحان الله فهي صلاة الخلائق ، وإذا قال { الحمد لله } فهي كلمة الشكر التي لم يشكر الله عبد قط حتى يقولها؛ وإذا قال لا إله إلا الله فهي كلمة الإخلاص التي لم يقبل الله من عبد قط عملا حتى يقولها ، وإذا قال : الله أكبر ملأ ما بين السماء والأرض ، وإذا قال : لا حول ولا قوة إلا بالله قال الله : أسلم واستسلم .

وعن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حدثنا أبي عن جدي قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما مجلسا فقال : « طوبى للمخلصين ، أولئك مصابيح الدجى ، تتجلى عنهم كل فتنة ظلماء » قال الحواريون لعيسى عليه السلام : ما الإخلاص لله ؟ قال : الذي يعمل العمل لا يحب أن يحمده عليه أحد من الناس قالوا : فمن المناصح لله ؟ قال : الذي يبدأ بحق الله قبل حق الناس إذا عرض عليه أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة بدأ بأمر الله قبل أمر الدنيا .

يتبع بمشيئة الله






صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/