موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

أحمد بدوى.. المشير المنسى
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=19624
صفحة 1 من 1

الكاتب:  هارون [ الاثنين أكتوبر 06, 2014 6:55 pm ]
عنوان المشاركة:  أحمد بدوى.. المشير المنسى

أحمد بدوى.. المشير المنسى

http://www.elsaba7.com/NewsDtl.aspx?Id=133171

http://www.elsaba7.com/images/News/feeb ... f6d669.jpg



>> خرج من الخدمة بعد النكسة فاتجه لدراسة التجارة.. وحُوصر فى الثغرة فخرج منتصرًا

>>رحل فى ظروف غامضة مع ١٣ قيادة فى رحلة إلى سيوة ..ولا يزال رحيله لغزاً حتى الآن

>>شارك مع جنوده فى التنقيب عن تنكات البنزين القديمة للطائرات المدفونة منذ النكسة للحصول على الوقود

يعتبر المشير أحمد بدوى أحد أهم قادة حرب أكتوبر المجيد، إذ تولى قيادة الجيش الثالث الميدانى، ونال عن دوره فى المعركة، تكريمًا من الرئيس الراحل، أنور السادات، تمثل فى «النجمة الشرفية» التى تقلدها أثناء انعقاد جلسة لمجلس الشعب، فى 19 فبراير 1974، نظرًا لتفوقه وبسالته أثناء قيادته لجنوده فى معارك نصر أكتوبر المجيد.

تذخر سيرة بدوى بدراما ثرية، إذ إن المحارب الذى واجه العدو التاريخى للأمة العربية، تمكن من تحقيق النصر وخرج سليمًا من المعركة، فيما كانت نهايته فى حادث تحطم طائرة كان يستقلها خلال رحلته التى كلفه بها الرئيس «السادات» إلى سيوة للتفتيش على بعض النقاط العسكرية هناك فى مارس 1982، وقد تناول المخرج «عاطف شكرى» من خلال فيلم مُصور من إنتاج المركز القومى للسينما تحت عنوان «المحارب»، سيرة المشير بدوى وأظهر تضحياته طوال فترة خدمته فى القوات المسلحة، وحتى وفاته.

ولد، بدوى، فى الخامس من أبريل لعام 1927، فى محافظة الإسكندرية وبالتحديد فى منطقة «محرم بك»، والتحق بالكلية الحربية عام 1946، وتخرج فيها عام 1948، مع بداية الحرب على فلسطين، وشارك فى الحرب وقاتل فى المجدل وغزة، وتم تعيينه بعد الحرب مدرسًا بالكلية الحربية، وأصبح مساعدًا لكبيرى معلمى الكلية عام 1958، شهد له جميع أساتذته بالدقة والالتزام والتفانى والإخلاص فى العمل، كذلك شهد له كل من تعامل معه على رأسهم اللواء أركان حرب «سمير بركات» وذكر أن بدوى خلال فترة عمله بالقوات المسلحة كان حريصًا على بث الروح الإيجابية للجميع، وكان خلال تلك الفترة يُدرس للجنود مادة «أخلاق الحرب»، وسافر فى بعثة دراسية إلى الاتحاد السوفيتى لمدة ثلاث سنوات انتهت عام 1961.

بعد حرب 1967 مباشرة تم إحالة بدوى للاستيداع ، ضمن دفعة رئيس المخابرات الحربية السابق شمس بدران، إذ أصدر الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر» قرارًا بإحالة الدفعة جميعها للمعاش، وكان وقتها بدوى على رتبة «عقيد» بالقوات المسلحة، إلا أنه قرر أن الحياة لم ولن تتوقف عند هذه الخطوة أو المرحلة من حياته، وتقدم لدراسة التجارة بجامعة «عين شمس» وتخرج فيها حاصلاً على درجة البكالوريوس شعبة إدارة الأعمال عام 1974.

العودة للحياة العسكرية

شاءت الأقدار أن يعود بدوى مرة أخرى إلى الحياة العسكرية، وذلك بعد أن اصدر الرئيس الراحل «محمد أنور السادات» قرارًا بعودته إلى صفوف القوات المسلحة فى مايو عام 1971لممارسة حياته العسكرية بشكل طبيعى، كما تم تعيينه قائدًا للجيش الثالث الميدانى، فى ديسمبر 1973، وقد حارب مع الجيش المصرى واستطاع هو وفرقته عبور قناة السويس، وتمكن من صد جميع الهجمات التى كانت تستهدف مدينة «السويس» ولم تتمكن القوات الإسرائيلية من المساس بها على الإطلاق.

تعد من أفضل المواقف التى تُحكى عن تاريخ أحمد بدوى «معركة الحصار» التى تم خلالها محاصرة الجيش الثالث الميدانى، وذلك عندما اندفع بالقوات إلى قلب سيناء من أجل خلخلة جيش العدو، واستطاع أن يكتسب أرضًا جديدة حاصرته بعدها قوات العدو، لكنه صمد مع فرقته شرق القناة، وقد تعلمت الفرقة خلال هذه الفترة العديد من المبادئ والقواعد فى الصمود والجلد والصبر وعدم الاندفاع والتقيد وعدم استهلاك الذخيرة، وتمكنوا من التعامل مع قوات العدو حتى نهاية الحصار.

ومن أحد المواقف الطريفة التى تُروى عن بدوى، أيام الحصار ما تعرضت له القوات خلال أيام عيد الفطر عام 1973، عندما وقفت قوات العدو فى الضفة المقابلة للقوات المصرية، وأخبرتهم أنها من الممكن أن تعطى لهم مهلة لينزلوا من أجل قضاء العيد مع ذويهم وما كان من «البدوى» إلا أن رد على العدو بـ 5 مدافع مدمرة من فئة (ب 10) وتبعتها عدد كبير من القنابل المميتة التى دكتهم دكا.

يوميات الحصار

مجموعة ليست بالقليلة من المشكلات والصعاب التى كانت فى انتظار الجيش الثالث الميدانى خلال فترة الحصار أبرزها «الحصول على مياه» وقد تغلبوا على تلك الأزمة من خلال استخدام تقنية تقطير المياه، التى ربما تعلمها البعض خلال مراحل الدراسة، من خلال استغلال المياه المالحة للبحر وتعريضها لدرجات حرارة عالية تصل إلى الغليان، ثم إعادة فلترتها فى وعاء آخر لتخرج لهم المياه العذبة الصالحة للشرب.

أما المشكلة الثانية التى واجهت القوات أثناء الحصار، فتمثلت فى الطعام، وقد استطاعوا التغلب على تلك الأزمة من خلال استخدام غطاء العربات «القماش» منه فى عمل شبكات صالحة للصيد، وبالفعل أصبحت الوجبات الرسمية لهم طوال فترة الحصار قائمة على أكل السمك فقط، أما بالنسبة لأزمة النظافة الشخصية فمن حسن حظهم هبوط الأمطار فى مثل هذه الأوقات، فلجئوا إلى الاستحمام تحت مياه الأمطار، ولم يبق أمامهم سوى أزمة «الوقود» والتى استطاعوا أن يتغلبوا عليها من خلال التنقيب عن تنكات البنزين القديمة للطائرات وتنكات السولار المدفونة فى الرمال منذ حرب 1967.

موقعة كبريت

دور حيوى وغير عادى أنجزه، أحمد بدوى، عندما ساعد القوات المحاصرة فى منطقة «كبريت» فبالرغم من أنه كان هو الآخر مُحاصر إلا أن حصار «كبريت» كان أشد، فما كان من بدوى، إلا أن استخدم الذكاء والبراعة فى التضحية، حيث كان يُرسل لهم قوارب إغاثة بها كل ما يحتاجون إليه من مقومات حياة أولية سواء طعام أو شراب أو وقود، حتى استطاعت فرقة «كبريت» الصمود ضد الحصار مدة تجاوزت الـ 134 يومًا بشكل متواصل لم يستطع أحد أن يتخيل هذه القدرة الهائلة على الصمود.

كذلك قرر «أحمد بدوى» إرسال جنود وأفراد من القوات المسلحة تم سحبهم من كل سلاح أو جهة وإرسالهم جميعًا إلى مدينة السويس، من أجل الحفاظ عليها من هجمات العدو، حيث كانت مُعرضة بشكل كبير إلى السقوط فريسة للقوات الإسرائيلية؛ إلا أن أحدًا منهم لم يتمكن تمامًا من المساس بها على الإطلاق.

تذكار من العدو

حرص «أحمد بدوى على الاحتفاظ ببعض ا لمقتنيات التى كانت تشكل أهم جزء فى حياته، حيث كان هو وفرقته خلال فترة الحصار يصنعون ميداليات وسلاسل من بقايا حطام طائرات العدو، وذلك وفقًا لما رواه «إيهاب أحمد بدوى» نجل المحارب، حيث قال: «فى بعض الإجازات كان يعود أبى ومعه ميداليات وسلاسل تم تصنيعها من حُطام طائرات العدو، وكانت تمثل جزءا تذكاريا غاليا فى حياته يفتخر ويعتز به كثيرًا، ويهديه للمقربين منه.

الأوسمة والترقيات

قضى «بدوى» أربعة أعوام ونصف العام قائدًا للجيش الثالث الميدانى، ثم أصبح رئيسًا لهيئة التدريب بالقوات المسلحة عام 1978، ثم رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة فى نفس العام، ثم وزيرًا للدفاع عام 1979، ثم وزيرًا للدفاع وقائدًا عاما للقوات المسلحة عام 1980، وهو على رتبة فريق وقتها.

إنجازات مدنية

لم يتقيد «بدوى» بالإنجازات من الناحية العسكرية فحسب بل تطلع لعدد من النجاحات المدنية على رأسها أنه أول من فكر ودعا لفكرة «الإسكان الوظيفى» بالنسبة لعساكر الجيش، وذلك فى منطقة «التوفيق»، واهتم كثيرًا بفكرة إنشاء المدن العسكرية.

كذلك اهتم كثيرًا بفكرة الاكتفاء الذاتى لرجال القوات المسلحة، خاصة فيما يتعلق بالزراعة، أما فيما يتعلق بالتعليم فقد ذكر «محمد عبد اللاه» رئيس جامعة الإسكندرية السابق، أن بدوى كان حريصًا على تطوير التعليم بكل ما تحويه الكلمة من معنى على رأس هذا التطوير أنه بدأ يغرس فى ضباط القوات المسلحة ضرورة أن يكملوا دراستهم بالكليات العادية بعد إنهاء العسكرية منها حتى يستطيعوا أن يجمعوا بين أكثر من مهارة فى حياتهم العلمية، كذلك كان حريصًا على الاهتمام بإرسال بعثات تعليمية للخارج.



وفاة المحارب

حادث آليم تعرض له «أحمد بدوى» وفقًا لما ذكر الناجى من الحادث وهو «عماد النجدى» سكرتير الفريق «أحمد بدوى» وقتها، حيث أوضح أنه كان من المفروض أنه ضمن المسافرين معه على متن الطائرة فى الزيارة التى كلفه بها الرئيس الراحل «محمد أنور السادات»، إلى أنه لم يركب الطائرة لظروفٍ ما.

جدير بالذكر أن حيثيات الزيارة جاءت بعد أن طلب «السادات» من الفريق «بدوى» السفر إلى منطقة سيوة فى أول مارس عام 1982، بصحبة ثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة، كلفه خلالها بالتفتيش على بعض النقاط العسكرية فى سيوة ومرسى مطروح، إلا أن الطائرة التى كانت تقلهم اختل توازنها على ارتفاع عشرات الأمتار من على سطح الأرض واختل توازنها وسقطت وتوفى مع باقى القادة، وقد منحه «السادات» الترقية إلى رتبة مشير، وترقية رفاقه الذين لقوا حتفهم إلى الرتب الأعلى وحضر جنازته بالتحديد يوم 3 مارس 1981 فى جنازة عسكرية خرجت من مقر وزارة الدفاع المصرية.


طباعة

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/