حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن إدريس ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي ومحمد بنُ بشر ح وحدثنا يحيي بن يحيي أخبرنا موسي بن أعين ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا أبو أسامة كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد ح حدثني محمد بن حاتم " واللفظ له " حدثنا يحيي بن سعيد حدثنا إسماعيل حدثنا قيس قال سمعت مستورداً أخابني فهر يقولُ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : والله ما الدنيا في الآخرة إلا مِثْلُ ما يجعل أحدكم إصبعه هذه وأشار يحيي بالسَّبَّابَة في اليم فلينظر بم يرجع وفي حديثهم جميعاً غير يحيي سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ذلك وفي حديث أبي أسامة عن المستورد بن شدَّاد أخي بني فهر وفي حديثه أيضاً قال وأشار إسماعيل بالإبهام ، وحدثني زُهير بن حرب حدثنا يحيي بن سعيد عن حاتم بن أبي صغيرة حدَّثني ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : يُحشر الناس يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرْلاً قُلْتُ يا رسول الله النساء والرجال جميعاً ينظر بعضهم إلي بعض قال صلي الله عليه وسلم يا عائشة الأمرُ أشَدُّ من أن ينظر بعضهم إلي بعض . وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا أبو خالد الأحمر عن حاتم بن أبي صغيرة بهذا الإسناد ولم يذكر في حديثه غُرْلاً . حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزُهير بن حرب وإسحق بن إبراهيم وابن أبي عمر قال إسحق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس سمع النبي صلي الله عليه وسلم يخطب وهو يقول : إنكم مُلاقُو الله مُشاةً حُفاةً عُرَاةً غُرلاً ولم يذكر زهير في حديثه يخطب . حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا عبيدالله بن معاذ حدَّثَنَا أبي كِلاهُما عن شعبَةَ ح وحدثنا محمد بن المثني ومحمد بن بشار " واللفظ لابن المثني " قالا حدَّثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد ابن جبير عن ابن عَبَّاس قال قام فينا رسول الله صلي الله عليه وسلم خطيباً بموعظة فقال : يا أيها الناس إنكم تحشرون إلي الله حُفاةً عُراةً غُرلاً كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين ألا وإن أول الخلائق يُكسَي يوم القيامة إبراهيم " عليه السلام " ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يارب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ قال فيقال لي إنهم لم يزالوا مرتدين علي أعقابهم منذ فارقتهم وفي حديث وكيع ومعاذ فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . حدثني زهير ابن حرب حدثنا أحمد بن إسحق ح وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز قالا جميعاً حدثنا وُهَيبُ حدثنا عبدالله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : يُحشرُ الناسُ علي ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان علي بعير وثلاثة علي بعير وأربعة علي بعير وتَحْشُرُ بَقيتَهُمَّ النَّار تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قَالُوا وتُصْبِحُ مَعَهُم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أَمْسَوْا .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــ قوله صلي الله عليه وسلم ( والله ما الدنيا في الآخرة إلا مِثْلُ ما يجعل أحدكم إصبعه هذه وأشار يحيي بالسَّبَّابَة في اليم فلينظر بم يرجع ) وفي رواية وأشار اسماعيل بالإبهام هكذا هو في نسخ بلادنا بالابهام وهي الأصبع العظمي المعروفة كذا نقله القاضي عن جميع الرواة إلا السمرقندي فرواه البهام قال وهو تصحيف قال القاضي ورواية السبابة أظهر من رواية الابهام وأشبه بالتمثيل لأن العادة الإشارة بها لا بالابهام ويحتمل أنه أشار بهذه مرة وهذه مرة واليم البحر . وقوله بم ترجع ضبطوا ترجع بالمثناة فوق والمثناة تحت والأول أشهر ومن رواه بالمثناة تحت أعاد الضمير الي أحدكم والمثناة فوق أعاده علي الأصبع وهو الأظهر ومعناه لا يعلق بها كثير شئ من الماء ومعني الحديث ما الدنيا بالنسبة الي الآخرة في قصر مدتها وفناء لذاتها ودوام الآخرة ودوام لذاتها ونعيمها إلا كنسبة الماء الذي يعلق بالأصبع الي باقي البحر .

ــ قوله صلي الله عليه وسلم ( يُحشر الناس يوم القيامة حُفاةً عُراةً غُرْلاً ) الغرل بضم الغين المعجمة واسكان الراء معناه غير مختونين جمع أغرل وهو الذي لم يختن وبقيت معه غرلته وهي قلفته وهي الجلدة التي تقطع في الختان قال الأزهري وغيره هو الأغرل والأرغل والأغلف بالغين المعجمة في الثلاثة والأقلف والأعرم بالعين المهملة وجمعه غرل ورغل وغلف وقلف وعرم والحفاة جمع حاف والمقصود أنهم يحشرون كما خلقوا لا شئ معهم ولا يفقد منهم شئ حتي الغرلة تكون معهم .

ــ قوله صلي الله عليه وسلم ( سيجاء برجال من أمتي الي آخره .. ) هذا الحديث قد سبق شرحه في كتاب الطهارة وهذه الرواية تؤيد قول من قال هناك المراد به الذين ارتدوا عن الإسلام .

ــ قوله صلي الله عليه وسلم ( يُحشرُ الناسُ علي ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان علي بعير وثلاثة علي بعير وأربعة علي بعير وتَحْشُرُ بَقيتَهُمَّ النَّار تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قَالُوا وتُصْبِحُ مَعَهُم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أَمْسَوْا ) قال العلماء وهذا الحشر في آخر الدنيا قبيل القيامة وقبيل النفخ في الصور بدليل قوله صلي الله عليه وسلم بقيتهم النار تبيت معهم وتقيل وتصبح وتمسي وهذا آخر أشراط الساعة كما ذكر مسلم بعد هذا في آيات الساعة قال وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس ، وفي رواية تطرد الناس الي محشرهم والمراد بثلاث طرائق ثلاث فرق ومنه قوله تعالي اخبارا عن الجن كنا طرائق قددا أي فرقا مختلفة الأهواء .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر :-

صحيح الإمام مسلم بشرح الإمام النووي .

الجزء السابع عشر .

( صـ 192 ، 193 ، 194 ، 195 ) .

{ باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة } .