[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/15.gif);border:6 groove limegreen;][cell=filter:;]
[I][align=justify] بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الإمام الجامع بين الشريعة والحقيقة تاج االدين أبو العباس أحمد إبن عطاء الله السكندرى رحمه الله تعالى وأفاض علينا و على المسلمين من بركاته آمين
أيها الناس توبوا إلى الله جميعا
أيها العبد أطلب التوبة من الله فى كل وقت فإن الله تعالى قد ندبك إليها قال الله تعالى :
(وتوبواإلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)
وقال تعالى إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه ليغان على قلبى و إنى لأستغفر الله فى اليوم سبعين مرة )
فإن أردت التوبة فينبغى لك أن لا تخلو من التفكرطول عمرك فتفكر فيما صنعت فى نهارك فإن وجدت طاعة فأشكر الله عليها وإن وجدت معصية فوبخ نفسك على ذلك وا ستغفر الله وتب فإنه لا مجلس مع الله أنفع لك من مجلس توبخ فيه نفسك ولا توبخها وأنت ضاحك فرح بل وبخها و أنت مجد صادق مظهر للعبوس حزين القلب منكسر ذليل
فإن فعلت ذلك أبدلك الله بالحزن فرحا وبالذل عزة وبالظلمة نورا وبالحجاب كشفا
وعن الشيخ مكين الأسمر رحمه الله تعالىوكان من السبعة الأبدال قال كنت فى ابتداء أمرى أخيط واتقوت من ذلك وكنت أعد كلامى بالنهار فإذا جاء الليل حاسبت نفسى فأجد كلامى قليلا فما وجدت من خير حمدت الله وشكرته عليه وما وجدت فيه غير من ذلك تبت إلى الله واستغفرته إلى أن صار بدلا رضى الله عنه
واعلم أنه إذا كان لك وكيل يحاسب نفسه ويحاققها فأنت لاتحاسبه لمحاسبة نفسه وإن كان وكيلا غير محاقق نفسه فأنت تحاسبه وتحاققه وتبالغ فى محاسبته فعلى هذا ينبغى أن يكون عملك كله لله ولا ترى أنك تفعل فعلا والله تعالى لايحاسبك به ولا يحاقك
وإذا وقع من العبد ذنب وقع منه ظلمة فمثال المعصية كالنار والظلمة دخانها كمن أوقد فى بيت سبعين سنة ألا تراه يسود؟ كذلك القلب يسود بالمعصية فلا يطهر إلا بالتوبة [/align][/B][/cell][/table][/center]