موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 963 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 5, 6, 7, 8, 9, 10, 11 ... 65  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 03, 2009 1:24 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
- وصية - في حكاية عن بعض أهل الولاية

قال بعض السياح كنت جائزاً في بعض سياحاتي في أرض الشام
إذ مررت بنهر يقال له نهر الذهب فرأيت في ظهر قرية من قرى ذلك
النهر صومعة فيها راهب فناديته يا راهب أجبني فلم يجبني فناديته
الثانية يا راهب أجبني فلم يجبني فناديته الثالثة يا راهب أجبني أو قال
فناديت يا رباني فاطلع فرآني فقال لي ما حاجتك وما الذي تريد فقلت
له عظة أو وصية أنتفع بها فقال لي :
أو تركت الدنيا قلت : نعم , فقال لي :
كل القوت والزم السكوت وعلل النفس فإنك تموت وذكرها الوقوف بين
يدي الحي الذي لا يموت ثم قال :

لو قنعنا لكفانا ... منك يا دار اليســـير
أنت نعماك قليل ... وبلاياك كــــــــثير
وقبور تتلاشى ... حيث لا تمشي القبور
يا مبهرج لا تبهرج ... إنما الناقد بصير

قال فتركته وبت ليلتي فلما أصبح عدت إليه وناديت يا راهب زدني من
تلك الحكمة فقال لي كل مما كسبته يمينك وعرق فيه جبينك
فإن ضعف يقينك فسل ربك فإنه يغنيك ثم قال :

إذا اقتربت ساعة يا لها ... وزلزلت الأرض زلزالــــــــــــها
فلا بد من سائل قائل ... من الناس يومئذ ما لـــــــــــها
تحدث أخبارها ربها ... وربك لا شك أوحى لــــــــــــــــها
وتنفطر الأرض عن ساعة ... تشيب الكهول وأطــــــفالها
ترى الناس سكرى بلا قهوة ... ولكن ترى النفس ما هالها
ترى النفس ما قدمت محضراً ... ولو ذرة كان مثــــــــقالها
ذنوبي بلائي فما حيلتي ... إذا كنت في الحشر حمالها
يحاسبها ملك قادر ... فإما عليها وإما لــــــــــــــــــــــها

قال فتركته وبت ليلتي فلما أصبح عدت إليه وناديته يا راهب زدني
من تلك الحكمة فقال لي :
صل الفرض واذكر العرض ولا تطلب من أحد الصلة ولا القرض ثم قال :

متى تهجر الدنيا وتنوي لها بغضاً ... وتركك للعصيان حقاً متي يقضي
متى يا صفيق الوجه تنوي بتوبة ... وعمرك للدنيا يساق بــــها ركضا
فلا بد بعد الموت أن تسكن البلى ... يرضك ثقل اللبن تحت الثرى رضا
وتعطي كتاباً فيه كل فضيحة ... وتشهد أهوال القـــــــيامة والعرضا
فقم في دياجي الليل لله طائعاً ... لعل الذي أسخطته لعسى يرضــا

قال فتركته وبت ليلتي فلما أصبح عدت إليه وناديته يا راهب زدني من
تلك الحكمة فقال لي :
يا هذا شغلتني عن عبادة ربي فقمت إليه مودعاً فقال لي :
كل الصبر والزم الفقر ثم أنشد :

متى تهدى إلى سبل الرشاد ... إذا كنت المصر على الفساد
نهارك لاعباً تغتر فيه ... وليلك لا تملّ من الرقــــــــــــــــــــــاد
فدع ظلم العباد فليس شيء ... أضر عليك من ظلم العباد
وهيّ الزاد أنك ذو رحيل ... على السفر البعيد على انفراد
تأهب للذي لا بد منه ... فإن المــــــــــــــوت ميقات العباد
يسرك أن تكون زميل قوم ... لهم زاد وأنت بغـــــــــــير زاد

الفتوحات المكية - (ج 7 / ص 291)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 04, 2009 5:02 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:42 pm
مشاركات: 943
من مواعظ سيدي أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه يقول رضي الله عنه:
"إياك والتقرب إلى أهل الدنيا، فان التقرب منهم يُقسّي القلب، واتخذِ الفقراء أصحابا وأحبابا، وعظّمهم وكن مشغولا بخدمتهم، وإذا جاءك واحد منهم فانتصب له على قدميك واسأله الدعاء الصالح، وجاهد نفسك لكي تكون منهم وكن شبيها بهم، من تشبّه بقوم فهو منهم ومن أحب قوما حشر معهم، ولو عرف الناس ربهم حق المعرفة كما عرفه الفقراء لانقطعوا عن معاش الدنيا وأحوالها بالكُلّية، ومن علامة الفقير أنه إذا أعطى عطاءا أعطاه لوجه الله ومرضاته لا شىء ءاخر غير ذلك".


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 10, 2009 1:40 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715

وصية - نبوية

حدّثنا بها محمد بن قاسم بمدينة فاس قال ثنا هبة الله بن مسعود ثنا
محمد بن بركات ثنا محمد بن سلامة بن جعفر ثنا هبة الله بن ابراهيم
الخولاني نبأ علي بن الحسين ابن بندارثنا اسماعيل بن أحمد بن أبي
حازم حدثنا أبي ثنا عمرو بن هاشم ثنا سليمان بن أبي كريمه عن
محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

يا أبا هريرة أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً

وأحسن مصاحبة من صاحبك تكن مؤمناً

واعمل بفرائض الله تكن عابداً

وارض بقسم الله تكن زاهداً .


الفتوحات المكية - (ج 7 / ص 290)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 21, 2009 7:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715

وصية إلهية بذكر الله على كل حال

قال موسى عليه السلام : أي رب أبعيد أنت فأناديك أم قريب فأناجيك

فقال الله تعالى له : أنا جليس من ذكرني من ذكرني فأنا معه

قال فأي العمل أحب إليك يا رب , قال تكثر ذكرى على كل حال


الفتوحات المكية - (ج 7 / ص 296)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 23, 2009 11:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:42 pm
مشاركات: 943
من مواعظ سيدي أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه يقول رضي الله عنه:

"عليك بملازمة الشرع بأمر الظاهر والباطن، وبحفظ القلوب من نسيان ذكر الله، وبخدمة الفقراء والغرباء، وبادر دائما بالسرعة للعمل الصالح من غير كسل ولا ملل، وقم في مرضاة الله تعالى، وقف في مرضاة الله تعالى، وقف في باب الله تعالى، وعوّد نفسك القيام في الليل، وسلمها من الرياء في العمل، وابك في خلواتك وجلواتك على ذنوبك الماضية، واعلم أنّ الدنيا خيال وما فيها زوال، همة أبناء الدنيا دنياهم، وهمة أبناء الآخرة ءاخرتهم.


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 24, 2009 1:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1346

قال ابن أبى الدنيا فى كتابه الفرج بعد الشدة (1/95)

حدثني محمد بن أبي رجاء ، مولى بني هاشم ، قال :
أصابني غم شديد لأمر كنت فيه ، فرفعت مقعدا كنت جالسا عليه ، فإذا رقعة مكتوبة ، فنظرت فيها فإذا فيها مكتوب :

يا صاحب الهم إن الهم منقطع ***** لا تيأسن كأن قد فرج الله

قال : فذهب عني ما كنت أجد من الغم ، ولم ألبث أن فرج الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 30, 2009 5:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:42 pm
مشاركات: 943
من مواعظ سيدي أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه يقول:

"ترك الوسواس يكون في ترك الحرام، وحسن الإخلاص يكون من خوف الله، والتجرد عن الناس يكون من ذكر الموت والأدب على أحسن قياس يكون من الندم على الماضي من الذنوب، والفكر نور العقل، والذكر نور القلب، والاخلاص نور السر، والتقوى نور الوجه".


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 02, 2009 6:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715

في معرفة منازلة كرمي ما وهبتك من الأموال
وكرم كرمي ما وهبتك من عفوك عن الجاني عليك

حكم الكريم بأنه لا يمنع ... ذاك المسمى عندنا كرم الكرم
فهو الذي يهب النعيم لذاته ... ولديه بالبرهان مفتاح النعم
انظر لحمد الحمدان حققته ... ما عنده منع ولا في ذاك ذم

قال الله تعالى معلماً ومنبهاً :
{ يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم }

فنبهه حتى يقول كرمك فهذا من باب كرم الكرم فما أمرك
بالعفو عمن جنى عليك ألا ليعفو عنك إذا جنيت عليه في
ظنّك وما جنيت إلا على نفسك وظنك أرداك حيث ظننت
أنك جنيت عليه كما قال الله تعالى :

{ ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعلمون , وذلكم ظنكم
الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين .
فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين }

اعلم أن أعظم الجنايات من يهتك وهو أن ينسب إليك
ما لم يكن منك إن ظهر منك فيكون من كرم خلقك أن
تصدقه فيما ينسب إليك إيثاراً لجنابه على نفسك
وهو على خلق كريم في ذلك وقد علم منك إنك تأدبت
معه فما يكون جزاؤك عنده فمثل هذا لا يبلغ كنه
ما يستحقه من الإفضال عليه والإنعام لأنّ الإعراض عند
ذوي الهيآت والمروآت أعظم في الحرمة من الدماء والأموال
وما فعل مثل هذا في حقك إلا ليرى صبرك وتحملك مثل
هذا الأذى والجفاء فإنه يعلم إنك تعلم براءة ساحتك
مما نسب إليك من المذام التي كانت منه لا منك إيجاداَ
وحكماً وأنت بريء منها إيجاداً وحكماً فلم تفش له سراً
ولم تنازعه ففزت زائداً على ما تستحقه بدرجات الصابرين
والراضين والمؤثرين واستعذبت كل ذلك في جنبه
ونبهنا تبارك وتعالى على عظيم المنزلة لمن هذه صفته بقوله :
فمن عفا وأصلح وأعظم العفو على الجناية العظيمة من
العظيم الشأن ثم رميه بها من لم تصدر منه تنزيهاً له وإيثار
لنفسه قال فأجره على الله

فيا ليت شعري لم كان أجره على الله ولم يقل فأجره على
صبره وإيثاره كذا وكذا فتنبه إلى هذا الأمر العجاب
ولا تكن من الغافلين وألزم الحضور والأدب مع الله قلبك
إن أردت أن تكون من أهل الله وخاصته الذين جعلوا نفوسهم
وقاية لله جعلنا الله ممن اتقاه بنفسه لا به فيحشر في زمرة الأدباء

وفي هذه الإشارة في كرم الكرم غنية وكفاية
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

الفتوحات المكية - (ج 6 / ص 239 ص 240)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 08, 2009 2:44 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:42 pm
مشاركات: 943
مواعظ الحسن البصري

قال رضي الله عنه: "إن الدنيا دار عمل من صحبها بالنقص لها والزهادة فيها سعد بها نفعته صحبتها، ومن صحبها على الرغبة فيها والمحبة لها شقي بها وأسلمته إلى ما لا صبر له عليه ولا طاقة له به من عذاب الله، فأمرها صغير ومتاعها قليل، والفناء عليها مكتوب، والله تعالى ولي ميراثها، وأهلها محولون عنها إلى منازل ومنها يخرجون، فاحذروا ذلك الموطن وأكثروا ذلك المنفلت، واقطع يا ابن ءادم من الدنيا أكثر همك، ولا تميل إلى الدنيا فترديك منازل سوء مفضية بأهلها إلى ندامة طويلة وعذاب شديد، فلا تكونن يا ابن ءادم مغترا، ولا تأمن ما لم يأتك الأمن منه فإن الهول الأعظم ومفظعات الأمور أمامك لم تخلص منها حتى الآن، ولا بد من ذلك المسلك وحضور تلك الأمور إما يعافيك من شرها وينجيك من أهوالها، وإما الهلكة وهي منازل مخوفة محذورة مفزعة للقلوب، فلذلك فاعدد ومن شرها فاهرب، ولا يلهينك المتاع القليل الفاني، ولا تربص بنفسك فهي سريعة الانتقام من عمرك فبادر أجلك، ولا تقل غدا غدا فإنك لا تدري متى إلى الله تصير فان الحجة لله بالغة، والعذر بارز، وكل مواف الله عمله، ثم يكون القضاء من الله في عباده على أحد أمرين: فمقضي له رحمته وثوابه فيا لها نعمة وكرامة، ومقضي سخطه وعقوبته فيا لها من حسرة وندامة، ولكن حق على من جاءه البيان من الله بأن هذا أمره هو واقع أن يصغر في عينيه ما هو عند الله صغير، وأن يعظم في نفسه ما هو عند الله عظيم".


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يوليو 09, 2009 2:15 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715

باب المجاهدة

قال الله تعالى: " والذين جاهدوا فينا، لنهدينهم سبلنا
وإن الله لمع المحسنين " .

أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد الأهوازي قال: أخبرنا أحمد بن عبيد
الصفار، قال: أخبرنا العباس بن الفضل الإسقاطي، قال: أخبرنا
ابن كاسب قال أخبرنا ابن عيبنة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري، قال:
" سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أفضل الجهاد "
فقال: " كلمة عدل عند سلطان جائر " فدمعت عينا أبي سعيد.

سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق، رحمه الله، يقول:
من زين ظاهره بالمجاهدة حسن الله سرائره بالمشاهدة
قال الله تعالى: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " .

وأعلم أن من لم يكن في بدايته صاحب مجاهدة لم يجد من هذه
الطريقة شمة.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت أبا عثمان
المغربي يقول:
من ظن أن يفتح له شيء من هذه الطريقة، أو يكشف له عن شيء
منها إلا بلزوم المجاهدة فهو في غلط.

سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق، رحمه الله، يقول:
من لم يكن له في بدايته قومة، لم يكن له في نهايته جلسة.

وسمعته أيضاً يقول: قولهم الحركة بركة: حركات الظواهر توجب
بركات السرائر.


وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

الرسالة القشيرية - (ج 1 / ص 47)


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 14, 2009 10:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
نكمل ما سبق

سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أحمد بن علي بن جعفر يقول:
سمعت الحسين بن علويه يقول: قال أبو يزيد البسطامي:
كنت ثنتي عشرة سنة حدَّاد نفسي وخمس سنين كنت مراة قلبي
وسنة أنظر فيما بينهما، فإذا في وسطي زَنَّار ظاهر، فعملت في
قطعة ثنتي عشرة سنة.
ثم نظرت، فإذا في باطني زنار فعملت في قطعة خمس سنين أنظر
كيف أقطعه فكشف لي، فنظرت إلى الخلق فرأيتهم موتى فكبرت
عليهم أربع تكبيرات.

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمي يقول:
سمعت أبا العباس البغدادي يقول: سمعت جعفراً يقول: سمعت
الجنيد يقول: سمعت السري يقول:
يا معشر الشباب، جدوا قبل أن تبلغوا مبلغي فتضعفوا وتقصروا كما
ضعفت وقصرتُ: وكان في ذلك الوقت لا يلحقه الشباب العبادة.

وسمعته يقول: سمعت أبا بكر الرازي يقول: سمعت عبد العزيز النجراني
يقول: سمعت الحسن القزاز يقول:
بني هذا الأمر على ثلاثة أشياء: أن لا تأكل إلا عند الفاقة
ولا تنام إلا عند الغلبة، ولا تتكلم إلا عند الضرورة.

وسمعته يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول سمعت محمد بن حامد
يقول: سمعت أحمد بن خضروية يقول:
سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: لن ينال الرجل درجة الصالحين، حتى
يجوز ست عقبات: أولها: أن يغلق باب النعمة، ويفتح باب الشدة.
والثاني: أن يغلق باب العز، ويفتح باب الذلِّ.
والثالث: أن يغلق باب الراحة؛ ويفتح باب الجهد.
والرابع: أن يغلق باب النوم، ويفتح باب السهر.
والخامس: أن يغلق باب الغنى، ويفتح باب الفقرِ.
والسادس: أن يغلق باب، الأمل ويفتح باب الاستعداد للموت.

سمعت الشيخأبا عبد الرحمن السلمي، رحمه الله، يقول سمعت
جدي أبا عمرو بن نجيد يقول: من كرمت عليه نفسه هان عليه دينه!!

وسمعته يقول: سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا علي
الروذباري يقول:
إذا قال الصوفي بعد خمسة أيام أنا جائع، فالزموه السوق، وأمروه بالكسب.

وأعلم أن أصل المجاهدة وملاكها: فطم النفس عن المألوفات، وحملها
على خلاف هواها في عموم الأوقات.

وللنفس صفتان ما نعتان لها من الخير: أنهماك في الشهوات، وامتناع
عن الطاعات فإذا جمحت عند ركوب الهوى وحب كبحها بلجام التقوى
وإذا حرنت عند القيام بالموافقات يجب سوقها على خلاف الهوى
وإذا ثارت عند غضبها، فمن الواجب مراعاة حالها، فما من منازلة أحسن
عاقبه من غضب يكسب سلطانه بخلق حسن، وتخمد نيرانه برفق
فإذا استحلت شراب الرعونة فضاقت، إلا عن إظهار مناقبها والتزين
لمن ينظر إليها ويلاحظها، فمن والواجب كسر ذلك عليها
وإحلالها بعقوبة الذل بما يذكرها من حقارة قدرها، وخساسة أصلها
وقذارة فعلها.

وجهد العوام في توفية الأعمال وقصد الخواص إلى تصفية الأحوال
فإن مقاساة الجوع والسهر سهل يسير، ومعالجة الأخلاق والتنقي من
سفاسفها صعب شديد.

وللحديث بقية إن شاء اللع تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 28, 2009 3:05 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
نكمل ما سبق

ومن غوامض آفات النفس:

ركونها إلى استحلاء المدح، فإن من تحسى منه جرعة حمل السموات
والأرضين على شفرة من أشفاره.
وأمارة ذلك:
أنه إذا انقطع عنه ذلك الشرب آل حاله إلى الكسل والفشل.

وكان بعض المشايخ يصلي في مسجده في الصف الأول سنين كثيرة
فعاقه يوماً عن الابتكار إلى المسجد عائق، فصلى في الصف الأخير
فلم ير بعد ذلك مدة، فسئل عن السبب، فقال: كنت أقضي صلاة كذا
وكذا سنة صليتها وعندي أني مخلص فيها لله، فداخلني يوم تأخري
عن المسجد من شهود الناس إياي في الصف الأخير نوع خجل
فعلمت أن نشاطي طول عمري إنما كان رويتهم فقضيت صلواتي.

ويحكي عن أبي محمد المرتعش، أنه قال: حججت كذا، وكذا حجة على
التجريد، فبان لي أن جميع ذلك كان مشوباً بحظي؛ وذلك:
أن والدتي سألتني يوماً أن أستقي لها جرَّة ماء فثقل ذلك على نفسي
فعلمت أن مطاوعة نفسي في الحجات كانت لحظ، وشوب لنفسي
إذ لو كانت نفسي فانية لم يصعب عليها ما هو حق في الشرع.

وكانت امرأة قد طعنت في السن، فسئلت عن حالها، فقالت:
كانت في حال الشباب أجد من نفسي نشاطاً وأحوالاً؛ أظنها قوة الحال
فلما كبرت زالت عني، فعلمت أن ذلك كان قوة الشباب، فتوهمتها أحوالاً.

سمعت الشيخ أبا عليِّ الدقاق يقول: ما سمع هذه الحكاية أحد من
الشيوخ إلا رقَّ لهذه العجوز، وقال: إنها كانت منصفه.

سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان
يقول: سمعت يوف بن الحسين يقول:
سمعت ذا النون المصري يقول: ما أعز الله عبداً بعز هو أعز له من أن
يدله على ذلك نفسه، وما أذل الله عبداً بذل هو أذل له من أن يحجبه
عن ذلك نفسه.

وسمعته يقول: سمعت محمد بن عبد الله الرازي يقول:
سمعت إبراهيم الخواص يقول: ما هالني شيء إلا ركبته.

وسمعته يقول: سمعت عبد الله الرازيَّ يقول:
سمعت محمد بن الفضل يقول، الراحة: هو الخلاص من أماني النفس.

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يوليو 28, 2009 11:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:42 pm
مشاركات: 943
مواعظ السيد الرفاعي

"الوصول باب، والعناية مفتاح، والسخاوة سلُم، والإخلاص قوة، فإذا أخلصت صعدت إلى السلم، وإذا صرت سخيا وصلت إلى المفتاح وفتحت الباب باذن الفتّاح، بُنيَ الطريق على الصدق والإخلاص وحسن الخلق والكرم، والغنى بالعلم، والزينة بالحلم، والكرامة بالتقوى، والعزة بمخالفة النفس، أكثر من الدعاء المشهور، ومل عن الطريق المشهور، وتذلل للفقير المستور، وعُدّ نفسك من أهل القبور".


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 05, 2009 4:07 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am
مشاركات: 18715
نكمل ما سبق

سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن يقول:
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا علي الروذباري يقول:

دخلت الآفة على الخلق من ثلاثة:
سقم الطبيعة، وملازمة العادة، وفساد الصحبة.
فسألته: ما سقم الطبيعة؟ فقال: أكل الحرام.
فقلت، ما ملازمة العادة؟ فقال: النظر، والاستمتاع بالحرام، والغيبة.
قلت: فما فساد الصحبة؟ قال: كلما هاجت في النفس الشهوة تبعتها.

وسمعته يقول: سمعت النّصراباذي يقول:

سجنك نفسك. إذا خرجت منها وقعت في راحة أبدية.

وسمعته يقول: سمعت محمد الفراء يقول: سمعت أبا الحسين الورَّاق
يقول:
كان أجل أحكامنا في مبادىء أمرنا في مسجد أبي عثمان الحيري
الإيثار بما يفتح علينا، وأن لا نبيت على معلوم، ومن استقبلنا بمكروه
لا ننتقم لأنفسنا، بل نعتذر إليه، ونتواضع له، وإذا وقع في قلوبنا
حقارة لأحد قمنا بخدمته والإحسان إليه حتى يزول.

وقال أبو حفص:
النفس ظُلمْة كلها، وسراجها سرها، ونور سراجها التوفيقُ
فمن لم يصحبه في سرِّه توفيق من ربه كان ظلمة كلَّه.

قال الأستاذ الإمام القشيري: معنى قوله " سراجها سرها " يريد:
سرَّ العبد الذي بينه وبين الله تعالى، وهو محل إخلاصه، وبه يعترف
العبد أن الحادثات بالله لا بنفسه ولا من نفسه؛ ليكون متبرئاً من
حوْله وقوته على استدامة أوقاته، ثم بالتوفيق يعتصم من شرور نفسه
فإن من لم يدركه التوفيق لم ينفعه علمه بنفسه، ولا بربه، ولهذا قال
الشيوخ: من لم يكن له سر فهو مُصر.

وقال أبو عثمان: لا يرى أحد عيب نفسه وهو مستحسن من نفسه شيئاً
وإنما يرى عيوب نفسه من يتهمها في جميع الأحوال.

وقال أبو حفص: ما أسرع هلاك من لا يعرف عيبه، فإن المعاصي يريد الكفر.

وقال أبو سليمان: ما استحسنت من نفسي عملاً فاحتسبت به.

وقال السري: إياكم وجيران الأغنياء، وقرَّاء الأسواق، وعلماء الأمراء:
وقال ذو النون المصري: إنما دخل الفساد على الخلق من ستة أشياء:
الأول: ضعف النية بعمل الآخرة.
والثاني: صارت أبدانهم رهينة لشهواتهم.
والثالث: غلبهم طول الأمل مع قرب الأجل.
والرابع: آثروا رضا المخلوقين على رضا الخالق.
والخامس: اتبعوا أهواءهم ونبذوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وراء ظهورهم.
والسادس: جعلوا قليل زلاَّت السلف حجة لأنفسهم، ودفنوا كثير مناقبهم.
ا هـ .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أغسطس 12, 2009 4:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:42 pm
مشاركات: 943
مواعظ السيد الرفاعي

"وإياك من الحسد فإن الحسد أم الخطايا، والكذب والحسد والكره سبب لطرد العبد من باب الرب، فلا تعوّد نفسك على هذه الخصال قطعا، واقطع نفسك إلى الله، واعلم بأن الرزق مقسوم، فإذا تحققت من ذلك ما تكبرت، واعلم بأنك محاسَب، فإذا تحققت من ذلك ما كذبت، واغضض طرفك عن النظر إلى أعراض الناس فضلا عن العمل الردىء فإنك كما تدين تُدان، وكما أنّ لك عينا فلغيرك عيون، وكما يولى عليك، وأمسك لسانك عن مذمة الخلق فان للخلق ألسنا، نظرك فيك يكفيك، وكما تقول بالناس قد يقولون فيك، وحاسب نفسك في كل يوم، واستغفر الله كثيرا، وكن طبيب نفسك ومرشدها، ولا تغفل عن حساب نفسك، وإياك من الاشتغال بحظ النفس، وإياك والظهور فالظهور يقصم الظهور".


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 963 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1 ... 5, 6, 7, 8, 9, 10, 11 ... 65  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 55 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط