بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي زَرِيبَةِ غَنَمٍ أَفْسَدَ بِهِ مِنْ حِرْصِ الرَّجُلِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ بَاتَا فِي زَرِيبَةِ غَنَمٍ , بِأَسْرَعَ فِيهَا مِنْ حُبِّ الشَّرَفِ وَالْمَالِ فِي دِينِ الْمُسْلِمِ» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا ذِئْبَانِ ضَارِيَانِ جَائِعَانِ فِي غَنَمٍ , تَفَرَّقَتْ أَحَدُهُمَا فِي أَوَّلِهَا وَالْآخَرُ فِي آخِرِهَا , بِأَسْرَعَ فِيهَا فَسَادًا مِنِ امْرِئٍ إِلَى دِينِهِ يَبْغِي شَرَفَ الدُّنْيَا وَمَالَهَا» عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ , أُلْقِيَا فِي حَظِيرَةٍ فِيهَا غَنَمٌ بِأَضَرَّ لَهَا مِنْ طَلَبِ الشَّرَفِ وَالْمَالِ» يَعْنِي فِي دِينِ الْمُسْلِمِ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ , قَالَ: قُدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بِمَالٍ فِي وِلَايَتِهِ , فَجَعَلَ يَتَصَفَّحُهُ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِ , فَهَمَلَتْ عَيْنَاهُ دُمُوعًا فَبَكَى , فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَوَاللَّهِ إِنَّ هَذَا لَمِنْ مَوَاطِنِ الشُّكْرِ. فَقَالَ عُمَرُ: «إِنَّ هَذَا الْمَالَ وَاللَّهِ مَا أُعْطِيَهُ قَوْمٌ إِلَّا أُلْقِيَ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ» عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَيَّانَ , قَالَ حُمَيْدٌ: وَكَانَ زُهَيْرٌ يَغْشَى ابْنَ عَبَّاسٍ وَيَسْمَعُ مِنْهُ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " دَعَانِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَأَتَيْتُهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ نِطْعٌ عَلَيْهِ الذَّهَبُ مَبْثُورًا بَثْرًا قَالَ سُلَيْمَانُ: يَعْنِي النَّثْرَ قَالَ: اذْهَبْ فَاقْسِمْ هَذَا بَيْنَ قَوْمِكَ , فَاللَّهُ أَعْلَمُ حِينَ حَبَسَ هَذَا عَنْ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ بِخَيْرٍ أَعْطَانِي أَمْ بِشَرٍّ؟ قَالَ: فَقُمْتُ أُرِيدُ أَقْسِمُهُ. قَالَ: فَسَمِعْتُ الْبُكَاءَ , فَإِذَا صَوْتُ عُمَرَ يَبْكِي , وَيَقُولُ فِي بُكَائِهِ: «كَلَّا , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا حَبَسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذَا عَنْ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ أَبِي بَكْرٍ لِشَرٍّ لَهُمَا وَأَعْطَاهُ عُمَرَ إِرَادَةَ الْخَيْرِ لَهُ» عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ , أَنَّهُ ذَكَرَ الدُّنْيَا فَقَالَ: أَلْزِقُوهَا بِأَكْبَادِكُمْ , فَوَاللَّهِ لَا تَصِلُونَ إِلَى الْآخِرَةِ بِدِينَارٍ وَلَا دِرْهَمٍ , وَلَتَتْرُكُنَّهَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ وَفِي بَطْنِهَا كَمَا تَرَكَهَا مَنْ قَبْلَكُمْ , فَتَنَاحَرُوا عَلَيْهَا تَنَاحُرَكُمْ , وَتَذَابَحُوا تَذَابُحَكُمْ , وَلَتُذْهِبَ دِينَكُمْ وَدُنْيَاكُمْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهِ , قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " إِنَّ كَسْبَ الْمَالِ مِنْ سُبُلِ الْحَلَالِ قَلِيلٌ , فَمَنْ أَصَابَ مَالًا مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ , فَأَثْرَى فَهُوَ شَرٌّ مِنْ ذَلِكَ , إِلَّا سَلَبَ الْيَتِيمِ وَكَسْوَ الْأَرْمَلَةِ وَمَنْ أَصَابَ مَالًا مِنْ حِلِّهِ فَأَنْفَقَهُ فِي حِلِّهِ , فَذَلِكَ يَغْسِلُ الْخَطَايَا كَمَا يَغْسِلُ مَاءُ السَّمَاءِ التُّرَابَ عَنِ الصَّفَا , وَمَنْ أَصَابَ مَالًا مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ , فَأَنْفَقَهُ فِي غَيْرِ حِلِّهِ , فَذَلِكَ الْمُلْكُ الْعُضَالُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ , عَنْ مُحَمَّدٍ , قَالَ: دَخَلَ ابْنُ عَامِرٍ، عَلَى ابْنِ عُمَرَ , فَقَالَ: الرَّجُلُ يُصِيبُ الْمَالَ فَيَصِلُ مِنْهُ الرَّحِمَ , وَيَفْعَلُ فِيهِ وَيَفْعَلُ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّكَ مَا عَلِمْتَ لِمَنْ أَجْدَرَهُمْ أَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ , وَلَكِنِ انْظُرْ مَا أَوَّلُهُ , فَإِنْ كَانَ أَوَّلُهُ خَبِيثًا , فَإِنَّ الْخَبِيثَ كُلَّهُ خَبِيثٌ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ , وَضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَثُرَ مَالُهُ كَثُرَ هَمُّهُ , وَمَنْ كَثُرَ هَمُّهُ افْتَرَقَ قَلْبُهُ فِي أَوْدِيَةٍ شَتَّى , فَلَمْ يُبَالِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَيُّهَا سَلَكَ , وَمَنْ كَانَ هَمُّهُ هَمًّا وَاحِدًا كَفَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هُمُومَ الدُّنْيَا» عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا» قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَبِالْمَدِينَةِ مَا بِالْمَدِينَةِ , وَبِرَاذَنَ مَا بِرَاذَانَ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ , يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ فَقَالَ: «لَا وَاللَّهِ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ إِلَّا مَا يُخْرِجُ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا» عن حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ , قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ , فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] قَالَ: هُوَ الْكَسْبُ الطِّيبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ , قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ , يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97] قَالَ: الْقَنْعُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالِي الْعَبْدُ بِحَلَالٍ أَخَذَ الْمَالَ أَمْ بِحَرَامٍ» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: «أُوشِكَ أَنْ يُفْتَحَ , عَلَى النَّاسِ بَابُ مَسْأَلَةٍ لَا يُبَالِي أَنْ يَنَالَ الرَّجُلُ بِمَا نَالَهُ» عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ مَالِهِ , مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ , وَفِيمَ أَنْفَقَهُ» عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ , قَالَ: «صَاحِبُ الدِّرْهَمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدُّ حِسَابًا مِنْ صَاحِبِ الدِّرْهَمِ» عن أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ , قَالَ: " يُؤْتَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِرَجُلٍ اكْتَسَبَ مَالًا مِنْ حَلَالٍ , فَأَنْفَقَهُ فِي حَرَامٍ , فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ , وَيُؤْتَى بِرَجُلٍ اكْتَسَبَهُ مِنْ حَلَالٍ , فَأَنْفَقَهُ فِي حَلَالٍ , قَالَ: أَوْقِفُوا هَذَا لِلْحِسَابِ "
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيُّمَا مَالٍ لَمْ يُطَعِ اللَّهُ فِيهِ , وَلَمْ يُعْطَ حَقَّهُ , جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شُجَاعًا لَهُ زَبِيبَتَانِ يَنْهَسُهُ مِنْ قِبَلِ الْقَفَا , فَيَقُولُ: مَا لِي وَلَكَ؟ فَيَقُولُ: الَّذِي جَمَعْتَنِي لِهَذَا الْيَوْمِ , أَنَا الَّذِي جَمَعْتَنِي لِهَذَا الْيَوْمِ , حَتَّى يَضَعَ يَدَهُ فِي فِيهِ فَيَقْضِمُهَا " عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , أَنَّهُ قَالَ: الْمَالُ يَذْهَبُ حِلُّهُ وَحَرَامُهْ ... يَوْمًا وَيَبْقَى بَعْدَهُ آثَامُهُ لَيْسَ التَّقِيُّ بِمِتَّقٍ لِإِلَهِهِ ... حَتَّى يَطِيبَ طَعَامُهُ وَكَلَامُهْ عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الطُّفَاوِيُّ قال, حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلَانَ , قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: الدَّنَانِيرُ وَالدَّرَاهِمُ أَزِمَّةُ الْمُنَافِقِينَ بِهَا يُقَادُونَ إِلَى النَّارِ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ , قَالَ: كُنْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَمَرَّ أَبُو ذَرٍّ وَهُوَ يَقُولُ: بَشِّرِ الْكَنَّازِينَ بِكَيٍّ مِنْ قِبَلِ أَقْفَائِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ جِبَاهِهِمْ وَكَيٍّ مِنْ جُنُوبِهِمْ يَخْرُجُ مِنْ ظُهُورِهِمْ ثُمَّ تَنَحَّى فَقَعَدَ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا أَبُو ذَرٍّ. فَقُلْتُ: مَا شَيْءٌ أَسْمَعُكَ تَقُولُ؟ قَالَ: مَا قُلْتُ إِلَّا شَيْئًا سَمِعُوهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ. قُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الْعَطَاءِ؟ قَالَ: خُذْهُ الْيَوْمَ فَإِنَّ فِيهِ مَنَعَةً , فَإِذَا كَانَ لِدِينِكَ فَدَعْهُ. عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ ,قال حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْبَاهِلِيُّ:قال كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ , يَفِرُّ النَّاسُ حِينَ يَرَوْنَهُ , فَقُلْتُ: من أنت؟ قَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: مَا يَفِرُّ النَّاسَ عَنْكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَنْهَاهُمْ عَنِ الْكُنُوزِ الَّذِي كَانَ يَنْهَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: إِنَّ أُعْطِيَاتِنَا قَدِ ارْتَفَعَتِ الْيَوْمَ وَبَلَغَتْ , فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا مِنْهَا شَيْئًا؟ قَالَ: أَمَّا الْيَوْمُ فَلَا , وَلَكِنْ يُوشِكُ أَنْ تَكُونَ أَثْمَانَ دِينِكُمْ , فَإِذَا كَانَتْ أَثْمَانَ دِينِكُمْ فَدَعُوهُمْ وَإِيَّاهَا. عَنْ مُجَاهِدٍ , قَالَ: قَالَ إِبْلِيسُ إِنْ أَعْجَزَنِي ابْنُ آدَمَ فَلَنْ يُعْجِزَنِي فِي ثَلَاثِ خِصَالٍ: أَخْذِ مَالٍ بِغَيْرِ حَقِّهِ , فَإِنْفَاقِهِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ , أَوْ مَنْعِهِ عَنْ حَقِّهِ عَنِ السُّدِّيِّ , قَالَ: قَالَ عُمَرُ: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [الجن: 16] قَالَ: حَيْثُ كَانَ الْمَاءُ كَانَ الْمَالُ , وَحَيْثُ كَانَ الْمَالُ كَانَتِ الْفِتْنَةُ عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ شَاءَ أَحَدُهُمْ أَنْ يَأْخُذَ هَذَا الْمَالَ مِنْ حِلِّهِ أَخَذَهُ , فَيُقَالُ لَهُمْ: أَلَا تَأْتُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ , فَتَأْخُذُونَهُ حَلَالًا؟ فَيَقُولُونَ: إِنَّا نَخْشَى أَنْ يَكُونَ فَسَادًا لِقُلُوبِنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ , وَلَا يُعْطِي الدِّينَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ , فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الدِّينَ فَقَدْ أَحَبَّهُ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يُسْلِمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ , وَلَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» , قُلْنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: «ظُلْمُهُ وَغَشْمُهُ , وَلَا يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالًا مِنْ حَرَامٍ فَيُنْفِقُ مِنْهُ فَيُبَارَكُ لَهُ فِيهِ , وَلَا يَتَصَدَّقُ مِنْهُ بِشَيْءٍ فَيُقْبَلُ مِنْهُ , وَلَا يَتْرُكُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلَّا كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ , وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ , وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ , وَإِنَّ الْخَبِيثَ لَا يَمْحُو الْخَبِيثَ , وَلَكِنْ يُمْحَى بِالطَّيِّبِ» فَضْلِ الْمَالِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ» عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبِيبٍ , عَنْ عَمِّهِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ , وَالصِّحَّةُ لِمَنِ اتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى , وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النِّعَمِ» عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ , قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§فَخْرُ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّذِي يَذْهَبُونَ إِلَيْهِ هَذَا الْمَالُ» عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَسَبُ الْمَالُ , وَالْكَرَمُ التَّقْوَى» عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ , عَنِ ابْنِ السَّاعِدِيِّ , قَالَ: اسْتَعْمَلَنِي عُمَرُ عَلَى الصَّدَقَةِ , فَلَمَّا فَرَغْتُ عَمَلَهَا أَمَرَ لِي بِعُمَالَةٍ , فَقُلْتُ: إِنَّمَا عَمِلْتُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَأَجْرِي عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: خُذْ مَا أُعْطِيتَ؛ فَإِنِّي قَدْ عَمِلْتُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَمَّلَنِي فَقُلْتُ مِثْلَ قَوْلِكَ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أُعْطِيتَ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَسْأَلَ فَكُلْ وَتَصَدَّقْ» عَنْ بُكَيْرُ بْنُ بُكَيْرٍ الْغِفَارِيُّ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ فَضْلَةُ , قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ يَخْطِرُ وَهُوَ يَقُولُ: " أَيْنَ بَطْحَاءُ مَكَّةَ كُدْيًا فَعَلَاهَا فَوَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: إِنْ يَكُنْ لَكَ خَيْرٌ فَلَكَ كَرَمٌ , وَإِنْ يَكُنْ لَكَ خُلُقٌ فَلَكَ مُرُوءَةٌ , وَإِنْ يَكُنْ لَكَ مَالٌ فَلَكَ شَرَفٌ وَإِلَّا فَأَنْتَ وَالْحُمُرُ سَوَاءٌ " عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْكُلَيْبِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعِيزَارِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: «احْرُثْ لَدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدًا , وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَدًا» عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ خَيْرُكُمْ مَنْ تَرَكَ دُنْيَاهُ لِآخِرَتِهِ , وَلَا مَنْ تَرَكَ آخِرَتَهُ لِدُنْيَاهُ , حَتَّى يَنَالَ مِنْهَا , فَإِنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مُبَلِّغَةٌ إِلَى الْأُخْرَى , وَلَا تَكُونُ كَلًّا عَلَى النَّاسِ»
عَنْ أَنَسٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ عَنِ الْحَسَنِ , أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيَّ , قَالَ لِبَنِيهِ: «إِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ؛ فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الْمَرْءِ , إِنَّ امْرَأً لَمْ يَسْأَلِ النَّاسَ إِلَّا تَرَكَهُ كَسْبُهُ , وَعَلَيْكُمْ بِالْمَالِ فَاسْتَصْلِحُوهُ؛ فَإِنَّهُ مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ , وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ» عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , قَالَ: كَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ جَفْنَةٌ مِنْ ثَرِيدٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ تَدُورُ مَعَهُ أَيْنَمَا دَارَ مِنْ نِسَائِهِ , وَكَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ قَالَ: «اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مَالًا أَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى فِعَالٍ؛ فَإِنَّهُ لَا فِعَالَ إِلَّا بِالْمَالِ» عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ , كَانَ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ هَبْ لِي حَمْدًا , وَهَبْ لِي مَجْدًا , لَا مَجْدَ إِلَّا بِفِعَالٍ , لَا فِعَالَ إِلَّا بِمَالٍ , اللَّهُمَّ لَا تُصْلِحْنِي بِالْقَلِيلِ , وَلَا أَصْلُحُ عَلَيْهِ» عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , يَقُولُ: «لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يُرِيدُ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ حِلِّهِ , يَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ عَنِ النَّاسِ , وَيَصِلُ بِهِ رَحِمَهُ , وَيُعْطِي مِنْهُ حَقَّهُ» عَنْ شَيْخٍ , مِنْ قُرَيْشٍ , قَالَ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: «يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يُحِبَّ حِفْظَ الْمَالِ فِي غَيْرِ إِمْسَاكٍ , فَإِنَّهُ مِنَ الْمُرُوءَةِ , يَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ , وَيُكْرِمُ نَفْسَهُ , وَيَصِلُ مِنْهُ رَحِمَهُ» عَنْ سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ جَعْفَرٌ وَرِيَاحٌ , وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطٍ , قَالُوا: سَمِعْنَا شُمَيْطًا , يَقُولُ: " كَانَ عَابِدًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى دِينِي بِدُنْيَا , وَعَلَى آخِرَتِي بِتَقْوَى» عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: «نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى الدِّينِ الْغِنَى» عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عِمْرَانَ , قَالَ: سَمِعْتُ مَكْحُولًا , يَقُولُ: «بَعْضُ الْمَعِيشَةِ عَوْنٌ عَلَى الدِّينِ» عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ , قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَائِهِمْ: «اللَّهُمَّ زَهِّدْنَا فِي الدُّنْيَا , وَوَسِّعْ عَلَيْنَا مِنْهَا , وَلَا تَزْوِهَا عَنَّا فَتُرَغِّبَنَا فِيهَا» عَنْ بِلَالِ بْنِ سَعِيدٍ , قَالَ: خَطَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى مِنْبَرِهِ , فَقَالَ: «يَا مَعَاشِرَ الْعَرَبِ , أَصْلِحُوا هَذَا الْمَالَ فَإِنَّهُ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ , وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ يُوشِكُ أَنْ يَصِيرَ إِلَى الْأَمِيرِ الْفَاجِرِ أَوِ التَّاجِرِ النَّجِيبِ» قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا: " يَقُولُ: الْمَاهِرُ فِي الْأُمُورِ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
إصلاح المال لابن أبى الدنيا
_________________ يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم
|