[poet font="Arial,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=" glow(color=white,strength=5)"]
كرْبَلا، لا زِلْتِ كَرْباً وَبَلا= ما لقي عندك آل المصطفى
كَمْ عَلى تُرْبِكِ لمّا صُرّعُوا= من دم سال ومن دمع جرى
كَمْ حَصَانِ الذّيلِ يَرْوِي دَمعُها= خَدَّهَا عِندَ قَتيلٍ بالظّمَا
تمسح الترب على اعجالها= عَنْ طُلَى نَحْرٍ رَمِيلٍ بالدّمَا
وضيوف لفلاة قفرة = نزلوا فيها على غير قرى
لم يذوقوا المآء حتى اجتمعوا= بحدى السيف على ورد الردى
تكسف الشمس شموساً منهم = لا تداينها ضياءًوعلا
وتنوش الوحش من اجسادهم= أرْجُلَ السّبْقِ وَأيْمَانَ النّدَى
وَوُجُوهاً كَالمَصابيحِ، فَمِنْ = قَمَرٍ غابَ، وَنَجْمٍ قَدْ هَوَى
غَيّرَتْهُنّ اللّيَالي، وَغَدَا= جاير الحكم عليهن البلا
يا رسول الله لو عاينتهم = وهم ما بين قتلى وسبا
من رميض يمنع الظل ومن = عاطش يسقى انابيب القنا
ومسوق عاثر يسعى به = خلف محمول على غير وطا
متعب يشكو اذى السير على = نَقبِ المَنسِمِ، مَجزُولِ المَطَا
لَرَأتْ عَيْنَاكَ مِنهُمْ مَنْظَراً= للحَشَى شَجْواً، وَللعَينِ قَذَى
ليس هذا لرسول الله يا = امة الطغيان والبغي جزا
غارِسٌ لمْ يَألُ في الغَرْسِ لهُمْ = فَأذاقُوا أهْلَهُ مُرّ الجَنَى
جزروا جزر الاضاحي نسله = ثُمّ سَاقُوا أهلَهُ سَوْقَ الإمَا
معجلات لا يوارين ضحى = سنن الوجه أو بيض الطلى
هاتفات برسول الله في = بُهَرِ السّعْيِ، وَعَثرَاتِ الخُطَى
يَوْمَ لا كِسْرَ حِجَابٍ مَانِعٌ = بذلة العين ولا ظل خبا
أدْرَكَ الكُفْرُ بِهِمْ ثَارَاتِهِ = وَأُزِيلَ الغَيّ مِنْهُمْ فاشتَفَى
يا قَتيلاً قَوّضَ الدّهْرُ بِهِ = عُمُدَ الدّينِ وَأعْلامَ الهُدَى
قتلوه بعد علم منهم = انه خامس اصحاب الكسا
وصريعا عالج الموت بلا = شد لحيين ولا مد ردى
غَسَلُوهُ بِدَمِ الطّعْنِ، وَمَا = كَفّنُوهُ غَيرَ بَوْغَاءِ الثّرَى
مرهقا يدعو ولا غوث له = بِأبٍ بَرٍّ وَجَدٍّ مُصْطَفَى
وَبِأُمٍّ رَفَعَ اللَّهُ لهَا = علما ما بين نسوان الورى
أيُّ جَدٍّ وَأبٍ يَدْعُوهُمَا = جَدّ، يا جَدّ، أغِثْني يا أبا
يا رسول الله يا فاطمة = يا أمِيرَ المُؤمِنِينَ المُرْتَضَى
كيف لم يستعجل الله لهم = بانقلاب الارض أو رجم السما
لو بسبطي قيصر أو هرقل = فَعَلُوا فِعْلَ يَزِيدٍ، مَا عَدَا
كم رقاب من بني فاطمة = عُرِقتْ ما بينَهمْ، عَرْقَ المِدَى
وَاختَلاها السّيفُ حَتّى خِلْتَها = سلم الابرق أو طلح العرا
حَمَلُوا رَأساً يُصَلّونَ عَلى = جده الاكرم طوعا وابا
يتهادى بينهم لم ينقضوا= عمم الهام ولا حلو الحبى
مَيّتٌ تَبْكي لَهُ فَاطِمَة ٌ = وابوها وعلى ذو العلى
لَوْ رَسُولُ اللَّهِ يَحْيَا بَعْدَهُ = قعد اليوم عليه للعزا
معشر منهم رسول الله والـــ= كاشف الكرب اذا الكرب عرا
صِهْرُهُ البَاذِلُ عَنْهُ نَفْسَهُ = وحسام الله في يوم الوغى
أوّلُ النّاسِ إلى الدّاعي الّذِي = لم يقدم غيره لما دعا
ثُمّ سِبْطَاهُ الشّهِيدانِ، فَذا = بحسا السم وهذا بالظبى
وَعَليّ، وَابنُهُ البَاقِرُ، وَالصّـ = ـادِقُ القَوْلِ، وَموسَى ، وَالرّضَا
وَعَليّ، وَأبُوهُ وَابْنُهُ = وَالذِي يَنْتَظِرُ القَوْمُ غَدَا
يا جبال المجد عزا وعلى= وبدور الارض نورا وسنا
جعل الله الذي نابكم = سبب الوجد طويلا والبكا
لا أرَى حُزْنَكُمُ يُنسَى ، وَلا = رُزْءَكم يُسلى ، وَإنْ طالَ المَدَى
قد مضى الدهر وعفى بعدكم = لا الجَوَى باخَ، وَلا الدّمعُ رَقَا
انتم الشافون من دآ العمى = وَغداً ساقُونَ مِنْ حوْضِ الرّوَا
نزل الدين عليكم بيتكم = وتخطى الناس طرا وطوى
اين عنكم للذي يبغى بكم = ظل عدن دونها حر لظى
اين عنكم لمضل طالب = وضح السبل واقمار الدجى
اين عنكم للذي يرجو بكم = مَعْ رَسُولِ اللَّهِ فَوْزاً وَنَجَا
يوم يغدو وجهه عن معشر= مُعرِضاً مُمْتَنِعاً عِندَ اللّقَا
شاكيا منهم الى الله وهل = يُفلِحُ الجِيلُ الّذي مِنْهُ شَكَا
رَبّ! ما حامَوْا، وَلا آوَوْا، وَلا = نَصَرُوا أهْلي، وَلا أغْنَوْا غَنَا
بَدّلُوا دِيني، ونَالُوا أُسرَتي =بالعَظيماتِ، وَلمْ يَرْعَوْا أَلَى
نَقَضُوا عَهدي، وَقَدْ أبرَمْتُهُ= وَعُرَى الدّينِ، فَما أبقَوْا عُرَى
حرمي مستردفات وبنو= بِنْتِيَ الأدْنَوْنَ ذِبْحٌ للعِدَى
اترى لست لديهم كامرئٍ = خلفوه بجميل اذ مضى
رَبّ! إنّي اليَوْمَ خَصْمٌ لَهُمُ = جئت مظلوما وذا يوم القضا
[/poet]
من أشعار سيدي محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي. و كنيته الشريف الرضي
_________________
ما خاب بين الورى يوما ولا عثرت***في حالة السير بالبلوى مطيته من كان لله رب العرش ملتجأ***ومن تكن برسول الله نصرته
|