موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: سرقة 65 جثة من مقابر الوايلى بينها عمة مساعد مدير الأمن
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 13, 2014 7:31 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مايو 30, 2013 5:51 am
مشاركات: 36057
صورة
صورة

http://www.albawabhnews.com/show.aspx?id=962487

كل شىء «يقبل» التحقق في مصر من سرقة الكحل من العين إلى سرقة الجثث من المقابر، وهى حكايات قديمة بدأت منذ السبعينيات، حين زاحم الأحياء الأموات في رقدتهم الأخيرة، فقد دفعت أزمة السكن آلاف المصريين إلى اللجوء إلى «التُّرب»، لاتخاذها سكنا، بعد أن تخلت الدولة عن مسئولياتها في إسكان الشعب، وتركت الباب واسعا للانفتاح على التمليك، وهو ما لم يكن المصريون يتوقعونه بعد طول الصبر والمعاناة والتقشف، من أجل توفير الإمكانيات للجيش، حتى انتصر في «آخر الحروب» كما سماها «بطل العبور»، لكن ما حدث كان عكس المتوقع، حتى إن كثيرا من جنود النصر لم يجدوا لهم سكنا ومأوى.
الأهالي قاموا يوم الجمعة الماضية بتحرير المحضر رقم 19600 جنح قسم شرطة حدائق القبة لسنة 2014، ولم يكتشفوا وقتها قذارة اللعبة، ولم يفكروا في فتح المقابر
صمم الأهالي على فتح القبور، ولم نتردد لحظة، وبالفعل سارعوا بفتح 3 مقابر، أبوابها الحديدية يملؤها الصدأ، نصفها فوق الأرض والنصف الآخر تحتها.. ومغلقة بأقفال حديدية
لم نستطع احتساب الوقت الذي قضيناه داخل المقابر الثلاث.. وكأن الزمن توقف وقتها، لكن الإحساس بشكل عام كان مختلفا، فالوقت مر ثقيلًا داخل المقابر وكأنه الدهر

نعم.. الحكاية قديمة، فالسكن بجوار الأضرحة قضى على الحاجز النفسى لرهبة الموت وجلاله، ومن ثم كان التنقيب عن الجثث المدفونة حديثا سهلا للغاية، وكان زبائن التُّربية طلاب كليات الطب الذين مزقوا حرمة الموتى بمشارطهم بدعوى «الدروس العملية».. لكن ما حدث هذه المرة كان أغرب من الخيال في مقابر الوايلى، وصل إلى درجة قيام «تربى» معدوم الضمير والإنسانية والأخلاق بنبش القبور وسرقة ٣٥ جثة من أسرة واحدة على مدى عشرات السنوات، أشهرهم جثة المرحوم «سعد المكاوى بيومى»، صاحب قصة فيلم «الحقونا»، الذي جسَّد شخصيته الفنان «نور الشريف» عندما قامت مافيا تجارة الأعضاء البشرية بسرقة كليته حيا.. ثم لم يرحمه التُّربية ميتا، فقاموا بسرقة جسده بالكامل.
«البوابة» تحقق من داخل مقبرة أسرة «مكاوى» التي اكتشفت أن التربى قد سرق جثث موتاها الـ٣٥ بالكامل.. وكانت لحظة دخولنا القبر صعبة للغاية، حيث ينتابك شعور بالرهبة الشديدة، فلا مفر لأحد من بنى البشر من الهرب من تلك اللحظة، فكلنا «داخلوه» لا محالة.. والجو يملؤه الخوف والعظة والعبرة لمن يعتبر.. ومجرد التفكير في الدخول إلى قبر وانتهاك حرمته حدث جلل وعظيم يصل إلى ارتكاب كبيرة من الكبائر.. فما بالنا بكسر حرمة القبر والميت وسرقة جثة.. فأجساد بنى البشر حرام حية وميتة..
ومن قلب المقابر الكائنة في شارع «ترعة القبة» بحى حدائق القبة.. التقينا عددا كبيرا من الأهالي في حالة من الغضب والتذمر الشديدين، بسبب اكتشافهم اختفاء جثث موتاهم وصلت إلى حد اختفاء ٣٥ جثة من أسرة واحدة!
مزيج غريب يملأ المكان، فرائحة الموت المخلوطة بالغضب تسيطر على الموقف، واقتربنا من أحدهم وهو «محمد بكر» من عائلة «مكاوى»، سألناه عن سبب الغضب ووجوده مع الأهالي، فرد قائلًا: «نحن أساسا من محافظة الدقهلية، ومنذ أكثر من ٣٥ سنة، وتحديدا عام ١٩٧٠ قام أجدادى ببناء مقابر للعائلة وأبناء الدقهلية، ومن وقتها وصل عدد الموتى الذين دفنوا بها نحو ٦٠ جثة للعائلة، إضافة إلى قيام أجدادى بفتح المقابر كصدقة لأى متوفى ليست له مقبرة أو لعائلته.. باعتبارها من أكبر وأحسن وأفضل الصدقات الجارية.. فباب مقابر عائلة مكاوى مفتوح للجميع بلا استثناء».

وفى أثناء حديثنا لفت انتباهنا صوت أحدهم يبكى بحرقة شديدة بعبارات تملؤها الحسرة والغل، قائلًا بالنص «آه يا حبيبى يا أبويا سرقوك حى وميت»، العبارة مليئة بالألغاز وشديدة الغرابة، فتوجهنا إليه فعرف نفسه قائلًا «أنا مسعد سعد المكاوى البيومى.. نجل الرجل صاحب قصة فيلم (الحقونا) بطولة الفنان نور الشريف الذي سرقت منه كليته»، سألناه وهل تبكى الآن على كلية والدك بعد مرور كل تلك السنوات؟ فرد بحسرة شديدة قائلًا: «أبويا المرحوم سعد المكاوى البيومى هو صاحب القصة الحقيقية، سرقوا كليته منه وهو حى، ومات بحسرة ما حدث له، واكتشفت أمس اختفاء جثته بالكامل، فلم يرحموه حيا وميتا.. هي الناس دى إيه ماعندهاش دين ولا أخلاق.. أبويا اتظلم قوى قوى.. فلم أذق طعم النوم.. فقد اكتشفت اختفاء جثث العيلة كلها.. عمتى وعمى وحتى جثث أولاد عمى الأطفال الصغار لم تنج من السرقة.. شىء لا يصدق».
كان وقع كلام مسعد علينا بمثابة صدمة كبيرة، وكأننا نشاهد فيلما دراميا من نسج الخيال.. وقادنا الفضول إلى التحقق من الأمر، فتوجهنا معه إلى مقابر العائلة، وبإحساس مؤلم وخطوات مرتعشة اقتربنا، وكل خطوة تقربك للقبر تزداد معها الرهبة أكثر وأكثر، حيث صمم الأهالي على فتح القبور، ولم نتردد لحظة، وبالفعل سارعوا بفتح ٣ مقابر، وهى من غير المألوفة التي نعرف بأنها تغلق بالطوب والحجارة والطين أو الأسمنت، بل عبارة عن أبواب حديدية يملؤها الصدأ وصغيرة جدا، نصفها فوق الأرض والنصف الآخر تحتها.. ومغلقة بأقفال حديدية لم تخل من الصدأ أيضا.. وقام بعض الأهالي بإزالة الأقفال وفتح الباب.. لنجد الظلام «يشع» من الداخل وكأنه مصباح كهربائى قوى يشع اللون الأسود الحالك.. ترددنا للحظات من الدخول للتأكد من حقيقة الأمر.. ومع مزيد من الشجاعة وتمالك القوى حسمنا الأمر بضرورة الدخول إلى عالم الآخرة.. وفى لحظة صعبة للغاية اقتحمنا الظلام ونزلت علينا الصدمة كالصاعقة.. فأحد القبور التي كان من المفترض أنها بها ٣٥ جثة وجدناها خاوية تماما من «سكانها» رجالًا ونساء!
وفى مقبرة أخرى كان من المفترض أن بها ٣٠ جثة، كما قال لنا الأهالي، لم نجد بها إلا ٥ جثث فقط، واختفت الـ٢٥ جثة الباقية بالكامل.. حاولنا عبر أضواء التليفونات المحمولة البحث عن أي عظام أو بقايا فلم نجد إلا حفرة في إحدى زوايا القبر بالجهة اليسرى، تبرز منها قطعة قماش بالية تطل على أرضية القبر الترابية.. اقتربنا أكثر لعلها تقودنا إلى معلومة أو قبر آخر.. فقال لنا أحد الأهالي أنها «المعظمة» التي يوضع بها رفات وعظام ممن ماتوا من أجدادنا من عشرات السنوات، حتى يفسح مكانه بعد تحلل عظامه وتصبح هشة إلى ما يشبه «التراب».. وعلل السبب أنه أمر طبيعى لإخلاء أماكن للنزلاء الجدد من الموتى.. فلو تركت العظام دون جمعها في المعظمة، فعلى مدى السنوات لن نجد مكانا لمزيد من الجثث.
والغريب أننا لم نستطع احتساب الوقت الذي قضيناه داخل المقابر الثلاث.. ولا نستطيع القول أو الجزم هل هو كثير أم قليل وكأن الزمن توقف وقتها، لكن الإحساس بشكل عام كان مختلفا، فالوقت مر ثقيلًا داخل المقابر وكأنه الدهر.
ولفت انتباهنا وزادنا رهبة سماع أصوات ونواح وضجيج عال قادم من الخارج.. فخرجنا على الفور، حيث كان صوت صراخ الأهالي حزنا على جثث موتاهم، فأسرة كاملة مكونة من ٣٥ شخصا من كل الأعمار سيدات ورجالا وشيوخا وأطفالا تمت سرقتها.. والوقت يمر وكأننا فيه نشاهد فيلما دراميا، كتبه مؤلف ذو خيال خصب، لكنه في الحقيقة كان أمرا واقعا وكابوسيا.

خرجنا فوجدنا تجمع عدد كبير، فالحاضر أبلغ الغائب، والكل يبحث عن جثث أسرته، منهم من ينادى على جثة أمه والثانى على أبيه والثالث على ابنه والرابع على جده وعمته وعمه وخاله.. وتعالت أصواتهم بعبارات «الجثث فين».. وجاء كبير عائلة «المكاوى»، وهو الحاج «طه حلمى عبد المحسن»، وقال لنا «عندما كنا نذهب لزيارة أمواتنا بالقبور لقراءة الفاتحة على أرواحهم، أو نأتى لدفن أحد موتانا كنا في كل مرة نحاول فتحها بالمفاتيح التي لدينا كنا نجد عليها أقفالا جديدة، في البداية اعتقدنا أن المفاتيح التي لدينا لا تعمل بسبب الصدأ، أو قيام بعض أفراد العائلة بتغييرها بعد دفن أي جثة من عائلتنا أو ممن ليس لهم مقابر ويدفنون بمقابرنا، لكننا اكتشفنا أن الأمر متكرر مع معظم المقابر الخاصة بالعائلة، وتكررت أيضا الشكاوى من بعض العائلات من جيراننا بالمقابر المجاورة، لكن لم نكن نتوقع أبدا أنها فعلة «إبراهيم التُربى» ٤٥ عاما.. واكتشفنا جريمته التي يقوم بها منذ عشرات السنوات بسرقة الجثث، واكتشفنا أنه هو من يقوم بكسر الأقفال الخاصة بنا عقب الدفن مباشرة للسرقة ويقوم بوضع أقفال غيرها جديدة».
وأضاف الحاج طه بنبرة حزن وألم قائلًا «نكاد نصاب بالجنون، ولن نترك الأمر يمر مرور الكرام، ولازم ناخد حق موتانا بالقانون»، وحين تركناه كان في حالة يُرثى لها.
والتقطنا الحديث مع الحاج «عبد المحسن محمد عبد المحسن»، فقال لنا «إنه فوجئ مثل كل الأهالي باختفاء جثة زوجته وطفليه»، وتدخل كل من «مسعد» وابن عمه «محمد بكر» أنهم اكتشفوا الأمر عندما أبلغهم إبراهيم التُربى بأنه قام بنقل جثث الرجال من مقابرهم إلى مقابر السيدات الخاصة بالعائلة، وهو ما أثار غضبهم الشديد وعنفوه على فعلته، فكيف يجرؤ على فعلة كهذه، فقاموا وقتها وتحديدا يوم الجمعة الماضية بتحرير المحضر رقم ١٩٦٠٠ جنح قسم شرطة حدائق القبة لسنة ٢٠١٤، ولم يكتشفوا وقتها قذارة اللعبة، ولم يفكروا في فتح المقابر، وبعد مرور يومين قرروا الذهاب للاطمئنان على جثث موتاهم وإعادة جثث الرجال إلى مقابرهم كما كانت، وبمجرد فتح أول مقبرة حدثت الصاعقة، فقد وجدوها خاوية تماما، خصوصا جثث السيدات.. فقد اختفت ٢٥ جثة سيدة و٥ أطفال، منهم طفل دفن وعمره ٢٨ يوما، ولم يختلف الحال في بقية المقابر، فقد اكتشفوا اختفاء جثة ٢٥ رجلًا من ٣٠ جثة!

فسارعوا للذهاب إلى قسم الشرطة مرة أخرى يوم الأحد الماضى لتحرير محضر بالواقعة، وحمل رقم «٦١ مُلحق» على المحضر الأول.
وحكى لنا كل من «مسعد ومحمد أبو بكر» أن العائلة تم تضليلها من قبل أحد الأفراد، وهو الحاج «عبد الرحمن فرج راضى» ٦٥ عاما، الموظف السابق بشركة «مصر للطيران»، ويدير الآن «مكتبة أدوات دراسية» في شارع عايدة بمنطقة الأميرية، ومقيم بـ٦٠ شارع فاروق محمد على المتفرع من شارع ترعة القبة بالوايلى، فعندما أتى إليهم منذ فترة طويلة مدعيا أنه رجل خير، وقال لهم «أنتم فاعلو خير وأريد أن أشارككم الخير والصدقة الجارية، ولا تحرمونى منها»، وطلب بأن يقوم بمشاركتهم في فعل الخير نظريا، على أن يقوم وقتها ببناء دور ثان لزيادة المساحة لتسع المزيد من الموتى، وقتها ظنوا فيه خيرا.. وردوا عليه بأن المقابر تتسع ولا حاجة إلى بناء دور آخر، وعرضوا عليه دفن أي شخص يريد دون بناء، إلا أنهم فوجئوا بقيامه ببناء دور ثان من تلقاء نفسه، واكتشفوا مؤخرا بأنه هو رأس الحية وزعيم العصابة والعقل المدبر، وهو من يقوم بتحريض «إبراهيم التربى» على سرقة الجثث ويقوم هو ببيعها بمعرفته، وعندما واجهوه بذلك، فوجئوا بأنه يهددهم بأن لديه ابنا «محمد» يعمل سائقا برئاسة الجمهورية وآخر اسمه «خالد» يعمل موظفا إداريا بجهاز سيادى، وأنه غير مبال ولا يستطيع أحد عقابه! واتهموه بذلك في المحضر الرسمى، وبعد القبض عليه وعلى إبراهيم التربى.. اعترف الأخير «الذي لم يملك رخصة مزاولة المهنة» بكل ما حدث، وقال إنه لا يعلم أي شىء عن الجثث، إلا أنه كان يسرقها ويعطيها للحاج «عبدالرحمن»، وكل ما تحصل عليه مقابل ذلك هو مبلغ ألف جنيه فقط.
ومع ذلك تم إخلاء سبيلهما من النيابة العامة على ذمة القضية، وعلمنا أيضا أنه مع ثورة الأهالي ومحاولة معرفة مصير أمواتهم من خلال إبراهيم التربى فوجئوا بأن الحاج طه كبير عائلة «مكاوى» أنقذه من بين أيديهم، وقام بدفعه داخل إحدى المقابر وأغلق الباب عليه لحمايته وامتصاص غضب الأهالي.
وقبل تركنا للمكان الذي تعالت فيه الصرخات والعبارات التي تقول «نريد أن نعرف أين ذهبت أمواتنا، الرحمة يا الله»، علمنا من الأهالي أن إحدى الجثث المسروقة هي للحاجة «بركة يوسف الحصى» عمة اللواء «عبد الحميد الحصى» مساعد مدير أمن الجيزة، ووالدة البرلمانى السابق «حسن الحصى» بمحافظة الدقهلية.. كما التقينا سريعا مع أحد الأشخاص الذي اكتشف سرقة جثة أمه التي دفنت منذ ٤٠ يوما فقط، قائلًا إنه عندما سمع بالواقعة قام بفتح القبر فلم يجد جثة أمه، بل وجد جثثا أخرى كثيرة مجهولة الهوية ولا يعلم عنها شيئا، وقيام «إبراهيم التربى» بتحويل المقابر الخاصة بهم إلى وكر لتعاطى المخدرات للمدمنين والمسجلين خطرا بالمنطقة، فتوجه إلى قسم شرطة حدائق القبة لتحرير محضر جديد.. تركنا المكان والذي بدأت الأعداد القادمة فيه في التزايد، وسط ضجة شديدة وحالة غضب عارمة.

_________________



مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 17 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط