بسم الله وبالله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله والصلاة والسلام علي حبيب الله وخير خلق الله وعلي أهل بيته وصحبه ومن والاه .
هذه رسالة في عجالة ، جاءت بناء علي مسائل كثر السؤال عنها من أحبابي وغيرهم حول كيفية السلوك إلي الله في ظل هذه المشاغل الدنيوية والمسئوليات الأسرية وعدم معرفة الأولياء المرشدين إلي الله جل جلاله وعن ماهية القلب والروح والنفس وغيرها من متعلقات السلوك فكانت هذه الرسالة علي هذا الوجه ليتاح السلوك للجميع.
أقول وبالله التوفيق إعلم أيها السالك الحبيب إلي الربّ القريب أنه متى انتبهت من غفلتك وجدت الله أقرب إليك من حبل الوريد ، وبصحبة العلماء تنجوا من الجهل والعذاب ، وبصحبة الأولياء تنجوا من البعد والحجاب ، واحذر فإن أكثر أمــراض النفــوس مــن توابــع سـوء الظن بالله وعباده، فإنه من جالس الممقوت مُقت ومن جالس المرحوم رحم.
واعلم أنه ما منعك عن الله تبارك وتعالي إلاّ انشغالك بما منه عنه، فإلي متى يا محجوب ينظر إليك ولا تنظر إليه، ويقبل عليك ولا تقبل عليه، فقم وانهض واعلم أن أول الطريق المراقبة وهي مُحاسبة النفْس علي كل نَفَسْ لم يكن لله تعالي فيه نصيب واعلم أن الأضداد تكمن في نفسها ، فالعز بالله تعالي يكمن في الذل له، والغني بالله تعالي يكمن في الإفتقار إليه، والوصول إليه يكمن في البعد عن غيره ، ولاشك أن من لم يتعرف له الحق فهو في شك لازم ولا بد ، إما شك في عقيدة أو فـي علم أو في فقه أو في سلوك أو غير ذلك، وذلك الشك من محابس الحق له حتى يمنّ عليه الحق بالتعرف إليه ولن يتعرف إليه حتى يفر إليه كما أمره وأوصاه مولاه تبارك وتعالي ،فالفرار إلـيه سبحانه بداية المريد ونهاية السعيد. واعلم بأنك إذا أردت الله أرادك ، وإذا أرادك أردته ، ولن يريدك حتى تريده ، ولن تريده حتى يريدك، فاطلبه به له بدونك ، تجده به وحده أمامك .
والإقبال علي الباقي لا يكون إلاّ بهجر الفاني ، فلن تصل إلي الله تعالي حتى تفني عن نفسك وعن الكل، ولن تفني حتى توقن أنك لا شيء، واعلم أن نفسك إذا عصيتها أطاعتك وكانت لك أمة، وإذا أطعتها عصتك وكنت لها عبداً ، والعبد الحق هو المتخلق بأخلاق سيد الخلق المتصف بأخلاق الحق ، والعلم بلا عمل وبالٌ يمحوا جلال العلم ، والعمل بلا علم ضلالٌ يمحوا جمال العمل ، ولا فتح ولا عرفان لقلب مشغول بالأكوان ولو كان علي عبادة الثقلان ، ومفتاح خزينة الأسرار ومصباح شجرة الأنوار في التقرب إلي الواحد القهار بما ليس له وهو الذل والإنكسار ، وبينك وبين أن تكون دائماً مع الله تعالي أن تُحبه، قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (أنت مع من أحببت).
أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يرزقنا الاستقامة فهي خيرٌ من ألف كرامة . وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله ربّ العالمين. قدمه لكافة السالكين محبهم في الله جل جلالة ورسوله صلى الله عليه وسلم.
من كلام الشيخ وائل رمضان الحسني
_________________ في كل رواق للحسين يوجد سيف و بطلين
|