موقع د. محمود صبيح https://www.msobieh.com:443/akhtaa/ |
|
اطلبوا من يدلكم على طريق الآخرة https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=2155 |
صفحة 1 من 1 |
الكاتب: | المهاجرة [ الأحد إبريل 23, 2006 9:36 am ] |
عنوان المشاركة: | اطلبوا من يدلكم على طريق الآخرة |
عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن هذه القلوب لتصدأ , وإن جلاءها قراءة القرآن وذكر الموت وحضور مجالس الذكر " القلب يصدأ , فإن تداركه صاحبه بما وصف النبى صلى الله عليه وسلم وإلا انتقل الى السواد , يسود لبعده عن النور , يسود لحبه الدنيا والتحويز عليها من غير ورع لأن من تمكن من قلبه حب الدنيا زال ورعه فيجمعها من حلال وحرام , يزول تمييزه فى جمعه يزول حياؤه من ربه عز وجل ومراقبته . ( يا قوم ) اقبلوا من نبيكم واجلوا صدأ قلوبكم بالدواء الذى قد وصفه لكم لو أن بأحدكم مرضاً ووصف بعض الأطباء دواء له لما أهنأه العيش حتى يستعمله راقبوا ربكم عز وجل فى خلواتكم وجلواتكم اجعلوه نصب أعينكم حتى كأنكم ترونه فإن لم تكونوا ترونه فهو يراكم من كان ذاكراً لله عز وجل من قلبه فهو الذاكر ومن لم يذكر بقلبه فليس بذاكر . اللسان غلام القلب وتبع له داوم على سماع المواعظ فإن القلب إذا غاب عن المواعظ عمى حقيقة التوبة تعظيم أمر الحق عز وجل فى جميع الأحوال , ولهذا قال بعضهم رحمة الله عليه : الخير كله فى كلمتين : التعظيم لأمر الله عز وجل والشفقة على خلقه كل ما لايعظم أمر الله عز وجل ولا يشفق على خلق الله فهو بعيد من الله . أوحى الله عز وجل الى موسى عليه السلام :ارحم حتى ارحمك إنى رحيم من رحم رحمته وأدخلته جنتى , فيا طوبى للرحماء . من أراد الفلاح فليصبر على المحرمات والشبهات والشهوات ويصبر على أداء أمر الله عز وجل والأنتهاء عن نهيه وعلى الموافقة لقدره القوم صبروا مع الله ولم يصبروا عنه , صبروا له وفيه , صبروا ليكونوا معه طلبوا ليحصل القرب منه , خرجوا من بيوت نفوسهم وأهويتهم وطباعهم واستصحبوا الشرع معهم وساروا الى ربهم عز وجل فاستقبلتهم الأفات واللأهوال والمصائب والغموم والهموم والعزى والذل والمهانة الى قدام لا يفتر سيرهم , لا يزالون كذلك حتى يتحقق لهم بقاء القلب والقالب . ومن صحت تبعته للرسول صلى الله عليه وسلم ألبسه درعة وخوذة وقلده بسيفه ونحله من أدبه وأخلاقه , وخلع عليه من خلعه واشتد فرحه به كيف هو من أمته , ويشكر ربه عز وجل علي ذلك ثم يجعله نائباً له فى أمته ودليلاً وداعياً لهم الى باب الحق عز وجل كان هو الداعى والدليل ولما قبضه الحق عز وجل أقام له من أمته من يخلفه فيهم وهو آحاد أفراد من كل ألف ألف الى أنقطاع النفس واحد , يدلون الخلق ويصبرون على أذاهم مع دوام النصح لهم , يتبسمون فى وجوه المنافقين والفساق ويحتالون عليهم بكل حيلة حتى يخلصوهم مما هم فيه ويحملوهم الى باب ربهم عز وجل ولهذا قال بعضهم رحمة الله عليه : لا يضحك فى وجه الفاسق إلا العارف يضحك فى وجهه ويريه أنه ما يعرفه وهو يعلم بخراب بيت دينه وسواد وجه قلبه وكثرة غله وكدره والفاسق والمنافق يظنان أنهما قد خفيا عليه ولم يعرفهما لا ولا كرامة لهما ما يخفيان عليه يعرفهما عند ظاهره وباطنه ولا شك ويلكم تظنون أنكم تخفون على الصديقين العارفين العالمين الى أى وقت تضيعون عمركم فى لا شىء ؟ اطلبوا من يدلكم على طريق الآخرة توبوا بقلوبكم ثم بألسنتكم , التوبة قلب دولة نفسك وهواك وشيطانك وأقرانك السوء إذا تبت قلبت سمعك وبصرك ولسانك وقلبك وجميع جوارحك كل همك مولاك فإذا تحقق هذا جاءك الفناء فحينئذ يكون ظاهرك محفوظاً وباطنك بربك عز وجل مشغولاً فإذا تم لك هذا فلو جاءت إليك الدنيا بحذافيرها ومكنتك منها وتبعك الخلق بأجمعهم من تقدم ومن تأخر لم يضرك ذلك ولم يغيرك عن باب مولاك عز وجل لأنك قائم معه مقبل عليه مشغول به ناظر الى جلاله وجماله إذا نظرت الى جلاله تفرقت , وإذا نظرت الى جماله اجتمعت تخاف عند رؤية الجلال وترجوه عند رؤية الجمال تنمحى عند رؤية الجلال وتثبت عند رؤية الجمال فطوبى لمن ذاق هذا الطعام اللهم أطعمنا من طعام قربك , واسقنا من شراب أنسك . ( وآتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) من دروس سيدى الجيلانى وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا |
صفحة 1 من 1 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |