خواطر صوفية

امخبت · **مرسل:** السبت أغسطس 09, 2014 11:28 pm

(قد تعب من اخذ علمه من الاكوان –)

هذه الجملة يرددها الصوفية كثيرا وهم يقصدون بعالم الاكوان اي العالم المحسوس من سموات وبحار وجبال وحيوان ونبات ومعادن وجواهر واعراض ولعلهم يقصدون بهذه الجملة أن من يحاول ان يصل الى معرفة حقائق الاشياء من خلال النظر الفكري في مدركات الحواس فإنه سوف يتعب كثيرا وذلك لثلاثة اسباب اولها ان العالم المحسوس كبير جدا لا يمكن للحواس ان تحيط به كله وثانيها ان ذلك يستغرق زمن طويل وقد تنقضي الاعمار الانسانية ولا يمكنه الا تحصيل قدر قليل من العلوم بينما الصوفي في لمحة واحدة وجذبة الهية واحدة قد يحيط بعلوم تستغرق في العادة الاف السنين لكي يحيط بها المفكر النظري الذي يكتسب علومه بالنظر الى عالم المحسوسات واما ثالثها فهو لأن المفكر النظري متعرض للاخطاء الفكرية والقياسية والشبهات العقلية واغاليط الوهم والخيال وهذا غير موجود عند الصوفي لأنه ينظر للعالم بعين لا يتصور فيها الخطأ ولعل هذه الاسباب الثلاثة هي السر في قولهم (قد تعب من أخذ علمه من الاكوان ) ولذلك فقد تركوا النظر والتفكر في المحسوسات وقالوا ان الطريق الى المعرفة هو بتصقيل القلب وتنقيته من الشهوات والاخلاق القبيحة حتى يصير صقيلا كمراّة مجلوة حتى اذا حدث ذلك تلألأت فيه المعارف الالهية فجعلوا كل همهم هو في تصقيل القلب وتنقيته وتعديله وتخليته عن رذائل الاخلاق وتحليته بمكارم الاخلاق ثم التفرغ للذكر والاقبال بكل الهمة على الله مترفعا على كل الاغراض الارضية التي تستغرق همم البشر واراداتهم

ارجو من الادارة تكبير الخط

شريف عليان · **مرسل:** الأحد أغسطس 10, 2014 2:29 am

موضوع ممتع جدا وافادنى ..كتر خيرك اخى امخبت

شئ لامس قلبى لان هذه كانت حيرتى ومازالت..

ان شاء الله يعلمنا الله واياكم بجاه سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم وبجاه سر الوعى وباب مدينة العلم كرم الله وجهه

ههههه حاجة بسيطة اصدقائى الملحدين على النت, يفتخرون بان العالم الغربى صنع احدث التقنيات ومنها اجهزة الهواتف المحمولة وكل ما تعرضه الميديا..بصراحة قديما لما كنت مغفل كنت اتأثر بهذا..الى ان عرفت ان ورقة بيضاء فقط وقلم فى يد عارف بالله عارف بسر حروف اللغة الحية او حتى روحانى بسيط موحد بالله اقسم بالله العلى ترى فيها ما يجعل العقل يجن..وحدث هذا لى فقد رأيت فى الورقة شئ معين بدون موبيل او شاشة او شئ

هذا بخصوص العلم المادى وانا لم اعرف علم القلوب بعد ..

دعواتكم اخى الحبيب

السلام عليكم

امخبت · **مرسل:** الأحد أغسطس 10, 2014 3:20 am

مرحبا اخي شريف عليان

في الحقيقة أنت لا تحتاج الى تصوف ولا الى علم القلوب وانما انت تحتاج الى جدل ونقاش عقلي صرف

اتمنى ان يعجبك هذا الموضوع

http://www.ejtemay.com/showthread.php?t=47091[size=200][/size]

msobieh · **مرسل:** الأحد أغسطس 10, 2014 8:06 am

هو محتاج لما قلت ولما نفيت

وكلنا محتاجون

هارون · **مرسل:** الأحد أغسطس 10, 2014 8:28 am

[

b]موضوع رائع وفقك الله للمزيد
وبارك الله فى مولانا الدكتور /محمود صبيح وحفظه الله من كل البلايا والفتن ماظهر منها ومابطن
اميييييييييييييييييييييييييييييين[/b]

شريف عليان · **مرسل:** الأحد أغسطس 10, 2014 4:59 pm

فرحت لما وجدت حضرتك سيدى محمود الله يعطيكم كل خير وتنورنا دائما بإذن الله رب العالمين

اخى امخبت جزاك الله عنى كل خير..لم استطع قراءة الموضوع لاننى عائد من العمل الان لكنى لابد ان ادخل المنتدى ولو كنت متعب جدا..وبالفعل انا احتاج امور كثيرة وعشمان كتير جدا ادعوا الله لى اخى وان شاء الله هشوف الموضوع

دعواتكم
السلام عليكم

امخبت · **مرسل:** الاثنين أغسطس 11, 2014 11:51 pm

الروح

هذه الكلمة التى انطوت حقيقتها عن كل عارف وكل ذى علم وبصيرة فما اخفاها وما اغمض صفاتها من ذا الذى يدعى معرفة حقيقتها وهى من عالم اخر لا يشبه هذا العالم ان عقولنا وكل قوانا هى مجرد وهم فى وهم بالاضافة لهذا العالم الغيبى .ايتها الروح كم تثيرى فيا الدهشة والحيرة فانتى لا توجدى فى المكان ولا فى الزمان ولا انتى متصلة بالجسم ولا منفصلة عنه لاطول لكى ولا عرض ولا عمق .بكى نعرف وندرك ولكننا عاجزون عن معرفتك وادراكك حتى انكر البعض وجودك وادعى انه لا يوجد الا قفصك الجسدى فعجبا من قوم نفوا الثابت الباقى الذى لا ينعدم ولم يكتفوا بذلك بل اثبتوا الفانى الزائل الوهمى.فيا ايتها الروح هل من سبيل لرؤيتك وهل من سبيل لتعودى طاهرة نقية كطفل لم يتدنس بعد بشهوات الحياة وقذارتها .ايتها الروح لكى ميعاد واجل لن يستأخر عنكى ساعة وتعودى لعالمك ولكن هل ستعودى نظيفة طاهرة ام انكى قد تدنستى دنسا لايزول الا بالنار

ارجو من الادراة تكبير الخط

msobieh · **مرسل:** الثلاثاء أغسطس 12, 2014 7:32 am

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)} [الإسراء: 85]

والقليل من العلم في هذا الشأن فهو كثير لابن آدم

امخبت كتب:

الروح

هذه الكلمة التى انطوت حقيقتها عن كل عارف

امخبت · **مرسل:** الثلاثاء أغسطس 12, 2014 8:18 pm

مرحبا استاذنا الفاضل دكتور صبيح

وشكرا على مروركم الكريم

وبالتأكيد ما اؤتينا من العلم الا قليلا

وإن كان الناس يتفاوتون في نصيبهم من هذا القليل

فبعضهم لم ينل من هذا القليل الا القليل وبعضهم نال منه الكثير واكثر من الكثير

ولذلك فأرجو من فضيلتكم ان تصحح لي إن أخطأت في شئ من هذه الخواطر

لأنها خواطر باحث عن المعرفة بعقله وليست خواطر صوفي يشاهد الحقيقة بسر قلبه

ومهما كانت قوة العقل وصولاته وجولاته في سماء المعارف الا أنه سيظل دائما

نصيبه من المعرفة قليل بل اقل من القليل بالاضافة لمن يشاهد الحقيقة بسر قلبه

اما بخصوص الجملة التي كتبتها وقلت فيها (هذه الكلمة التي انطوت حقيقتها عن كل عارف )

فقد تفكرت مع نفسي إن كان فيها خطأ فلم أجد لأن الروح فعلا انطوت حقيقتها عن كل عارف

ولكني قلت ربما ان مولانا فهم من كلمة (عارف ) اي العارفين بالله اي الصوفية

وبالتأكيد أنا لم اقصد ذلك وانما كنت اقصد اصحاب المعرفة العقلية المقتصرين على ادراك عالم المحسوسات فقط

فهؤلاء لا يمكنهم ابدا معرفة سر الروح بل لا يعرف سر الروح الا نبي او ولي فقط

ولا يعرف سر الروح الا من انكشف له عالم الملكوت فصار يراه عيانا كما نرى نحن المحسوسات

فإن كان فضيلتكم قد فهمتم من كلمة (عارف ) اي العارفين بالله اي الصوفية

فأنا اعتذر عن استعمال هذا اللفظ الموهم --

ولكن عذري هو أنني كنت قد كتبت هذه الفقرة منذ فترة في منتدى علمي عقلاني

وبالطبع كنت اعرف ان استعمال هذه اللفظة لن يوهم عندهم انني اقصد الصوفية

بل كانوا سيعرفون انني اقصد اصحاب المعارف العقلية النظرية الحسية

ولكني لم انتبه ان استعمال هذا اللفظ هنا في هذا المنتدى سوف يكون موهما

لأن معنى كلمة (عارف عند الصوفية ) هو غير معناها عند أهل العقل والنظر الفكري

فنرجو معذرتكم استاذنا الفاضل ولكل جواد كبوة

وشكرا لكم

ارجو من الادراة تكبير الخط

امخبت · **مرسل:** الخميس ديسمبر 25, 2014 10:22 pm

وتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر --

كثيرا ما يتمثل الصوفية بهذا البيت الشعري للاشارة الى فكرة التناظر بين الانسان وبين العالم - اي ان كل شئ موجود في العالم يوجد له نظير في الانسان ليس هو هو في حقيقته ولكن هو هو في معناه وبيان ذلك هو ان يكون لدينا شيئن كل واحد منهما هو عبارة عن جملة مركبة من اجزاء وبينها ترتيب وتاليف فاذا كانت هيئة الترتيب والتأليف بين الاجزاء في الجملة الاولى مطابقة لهيئة الترتيب والتأليف في الجملة الثانية فيقال حينئذ ان الجملتان متناظرتان ولا يقال متطابقتان ومعنى تناظرهما هو تطابقهما في هيئة الترتيب والتأليف بين الاجزاء وتباينهما في الاجزاء نفسها ومثال ذلك البدن الانساني والمجتمع الانساني فكلاهما عبارة عن جملة مركبة من اجزاء وبينها تأليف وترتيب ولكن البدن يتركب من قلب وكلية ومعدة وانف وفم ورأس ومخ واعصاب اما المجتمع فيتركب من ملك ووزير وكاتب وقاضي وجندي وحاجب فالاجزاء الموجودة في نسق البدن هي غير الاجزاء الموجودة في نسق المجتمع ولكن هيئة الترتيب والتأليف بين اجزاء البدن هي نفسها هيئة الترتيب والتاليف بين اجزاء المجتمع ولذلك يقال ان البدن الانساني هو نظير للمجتمع الانساني او المدينة او الدولة وهذا هو معنى التناظر اي تطابق جملتان مركبتان من اجزاء في هيئة الترتيب والتأليف بين الاجزاء مع تباينهما في حقائق الاجزاء فهكذا الامر مع الانسان والعالم فكلاهما عبارة عن جملة مركبة من اجزاء وبينها ترتيب وتأليف ولهذا الترتيب والتأليف هيئة وصورة فالهيئة والصورة واحدة بينما الاجزاء في كلا الجملتين مختلفة وكما ان هناك تناظر بين الانسان والمدينة من حيث هيئة الترتيب والتأليف فكذلك هناك تناظر بين الانسان والعالم كله من حيث هيئة الترتيب والتأليف الموجودة بين الاجزاء في كلاهما ومن خلال ذلك يمكنك ان تفهم معنى الحديث النبوي الذي يقول (ان الله خلق ادم على صورته او على صورة الرحمن ) فالعوام والاطفال عندما يسمعون كلمة صورة يتخيلون الصورة الجسمانية وشكل وملامح وجه الانسان ولا يعرفون ان كلمة (صورة ) تقال على معاني مختلفة فيقال مثلا ان صورة المسألة كذا عندما تطالع مسألة رياضية فيتخيل الطفل او العامي ان للمسألة شكل وملامح واذن وانف وعين ولا يعلم ان المقصود هو هيئة الترتيب والتأليف بين اجزاء المسألة ومن هنا نصل الى حقيقة مهمة وهي انه (اذا تشابهت جملتان في هيئة الترتيب والتأليف بين اجزائهما فيقال وقتها ان صورتهما واحدة ) ويمكنك من خلال هذه الحقيقة ان تفهم معنى قوله (ان الله خلق اّدم على صورته او على صورة الرحمن ) ويمكنك كذلك ان تفهم بيت الشعر الذي يقول (وتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر ) ويمكنك كذلك ان تفهم قول الفلاسفة والحكماء ( الانسان عالم كبير والعالم انسان صغير ) ويمكنك كذلك ان تفهم سر قول النبي (من عرف نفسه فقد عرف ربه ) والله اعلم

امخبت · **مرسل:** السبت إبريل 18, 2015 11:18 pm

معنى التصوف
لكي نعرف معنى التصوف فلابد من مقدمات عن غاية الانسان في الحياة والتي يطلبها بطبعه الاصلي وكذلك عن الطريق الذي يجب ان يسلكه الانسان حتى يصل الى هذه الغاية حتى يظهر بعد هذه المقدمات معنى التصوف لأن التصوف ما هو الا عبارة عن طريق تسلكه لكي تصل الى غاية وان كان لا وصول في هذا الطريق بل عطش دائم وظمأ لا يزول وجوع لا يسكن وشوق لا يهدأ وشهوة لا تنقضي فهي اللذة العجيبة التي لا تمل ولا تستثقل على خلاف الحال مع اللذات الحسية بل كلما ذقت منها شئ ثارت الرغبة في المزيد والمزيد والمزيد بلا شبع او ارتواء ولو كانت مثل البحار فما بالك لو عرفت ان هذه اللذة لا متناهية فلا تنفذ ولا تفنى وما بالك لو عرفت ان في قوة الانسان ادراك مالا يتناهى منها فكيف بعد ذلك يتصور ان يسكن الشوق او تهدأ الرغبة او تتوقف عن التطلع الى مالم تدركه منها مما لانهاية له

مقدمة عن غاية الانسان من الحياة
اقول الغاية التي يطلبها الانسان بطبعه الاصلي هي معرفة الله وذلك لأن الغاية المطلوبة لذاتها هي اللذة ولا معنى للذة الا ادراك مقتضى الطبيعة فالاكل لذيذ لأنه ادراك لمقتضى طبعك الحيواني ولذلك فأنت تلتذ به وما الجوع الا رغبة في مقتضى هذا الطبع وكذلك الوقاع لذيذ لأنه ادراك لمقتضى طبعك الحيواني ولذلك فأنت تلتذ به وما الشهوة الجنسية الا رغبة في مقتضى هذا الطبع ولذلك فأنت تلتذ عندما تشبع هذه الشهوة لأن الشهوة هي عبارة عن شوق بداخلك الى مقتضى الطبيعة فإذا نلت مقتضى الطبيعة شعرت باللذة لا محالة فكذلك هناك شوق اّخر في طبعك الانساني يقتضى امرما فأذا نلت هذا الامر شعرت باللذة لا محالة لأنك نلت مقتضى طبعك ولا معنى للانسانية الا ان لك قوة تدرك بها المعقولات والمعارف واسم هذه القوة هو العقل فهذه القوة هي طبع فيك وادراكها لمقتضاها هو ما تشتاق اليه هذه القوة بالطبع ولا مقتضى لها الا ان تدرك المعارف والعلوم واللذة تتبع هذا الادراك لا محالة ولذلك ففي قلب الانسان شوق الى المعارف والعلوم بالطبع فأن ثبت بعد ذلك ان هذا الشوق يشتد عندما يكون المعروف اجل واعظم واجمل وابهى واذا ثبت بعد ذلك ان كل المعارف تنطوي في معرفة الله فلا شك بعد هذا ان يكون شوقك الى معرفة الله هو مقتضى طبعك الاصلي وانت تحن اليه بالطبع فإن لم تحن اليه فأعلم ان قلبك مريض او فسد بكثرة تعاطي اللذات الحسية فصار لا يشتاق لما يقتضيه طبعه الاصلي تماما مثل بعض المرضى الذين يتلذذون بأكل الطين وان كان ذلك مضادا او من غلبت عليه المرارة فإنه لا يشتاق الى الطعوم الحلوة لانها يدركها مرة عند ذوقها وليس ذلك لانها ليست حلوه بل لأنه مريض فسد بدنه فخرج عن طبعه الاصلي فكذلك القلب قد يفسد من كثرة المعاصي وتعاطي الشهوات فيخرج عن طبعه الاصلي فيشتاق الى طين اللذات الحسية وينفر من فواكه المعارف وطيبات العلوم فإن ظهر لنا ان الانسان يشتاق الى مقتضى طبعه الاصلي وان ظهر لنا ان مقتضى الطبع الاصلي للانسان هو المعرفة فلا شك ان الانسان يشتاق الى المعرفة بالطبع الاصلي وان ظهر لنا ان كل المعارف تنطوي في معرفة الله فلاشك ان تكون معرفة الله هي مطلوبك وما تشتاق اليه بطبعك الاصلي فإن لم تطلب او تشتاق فأنت مريض
كيفية الوصول للغاية
أي انسان له غاية فلابد وان يسلك الطريق المؤدي اليها وهذا مطرد في غايات أهل الدنيا وأهل الاخرة فإن من يرغب في ان يكون طبيبا مرموقا لابد له ان يسلك الطريق المؤدي الى غايته وذلك بأن يذاكر ويجتهد بعد ان يكون قد تخلص من كل شئ يعوقه عن غايته فكذلك الامر بالنسبة للغاية التي حددناها وقلنا انها مطلوب الانسان بطبعه الاصلي فلابد من سلوك الطريق المؤدي الى هذه الغاية ولكن الطالبون لهذه الغاية اختلفوا في الطريق فقال العلماء النظار وأهل الفكر ان الطريق هو ان نعرف الله من خلال الفكر وحيلة الدليل والبرهان ومعنى الفكر هو ان تجمع بين علمين في عقلك بينهما ازدواج اي اشتراك في حد اوسط ثم تلتفت الى وجه دلالة الدليل على المدلول فتنكشف لك معرفة جديدة وذلك لأن الانسان له قوة الفكر وهي قوة تجمع بين علمين بينهما ازدواج فينكشف علم جديد وهذه الطريقة في المعرفة تسمى (اكتساب العلوم ) وهي طريقة النظار والمفكرين والفلاسفة ولكن هناك طائفة اخرى من الطالبين لهذه الغاية قالوا ان الوصول لهذه الغاية هو غير ممكن بقوة الفكر وذلك لأن العقل لكي يعرف شئ فلابد وان ينطلق من علوم مسلمة عنده هي ضرورات عقلية وحسية وتجريبية وبما انه لا مناسبة بين الخالق والمخلوق فلا يمكن ان تعرف الله من خلال هذه المنطلقات التي ينطلق منها العقل بل الطريق هو العمل وليس الفكر وذلك بأن ينزه الانسان جوارحه وبدنه عن المعاصي ويزينه بالطاعات ثم يحسن اخلاقه ثم يجلس لذكر الله وعندها فسوف يكشف الله له الغيب ويهبه معرفته وهبا لا كسبا فنعرف الله بتعريفه لنا وليس بطلب ذلك من قوة الفكر فالعلم والمعرفة تدرك بالوهب لا بالكسب ولكن لا يهب الله المعرفة الا لمن لديه استعداد لقبول هذا الوهب وما العمل الا السعي في ايجاد هذا الاستعداد وذلك بحفظ الجوارح عن المعاصي وتزيينها بالطاعات ثم تحسين الاخلاق بنفي القبيح واثبات الجميل منها وعندئذ يصير مستعدا لهبوب نفحات الرحمن فيوهب المعرفة وهبا لا كسبا اي انه يكتسب الاخلاق الجميلة لكي يوهب المعرفة وهبا بينما الفلاسفة والنظار يكتسبون نفس المعرفة وذلك بحيلة الدليل والبرهان التي تكلمنا عنها فخرج لنا من ذلك ان هناك طريقين للمعرفة ولكن ليس المقصود هنا المعرفة مطلقا فالعقل قادر على معرفة الرياضة وعلم الطبيعة وانما المقصود هو (معرفة الله التي تنطوي فيها كل المعارف) وان اردت لفظا دقيقا فنقول (معرفة الكل الشامل الذي يحوي كل شئ )

خاتمة
ليس هذا الشرح منى عن تجربة للتصوف او سلوك للطريق وانما هو فهم العقل لما قاله الصوفية وكما ان العقل يفهم ما قاله الانبياء وان لم يكن بمقدروه ان يدرك ما ادركوه بفكره فكذلك العقل يمكنه ان يفهم كلام الصوفية بعد سماعه منهم او قراءة كتبهم وخاصة اهل الفكر والنظر منهم مثل الغزالي وبن عربي والمحاسبي

ملحوظة

ارجو من الادراة تكبير الخط

امخبت · **مرسل:** الجمعة يونيو 05, 2015 12:52 am

المعرفة والحب

انما ضل البشر لأنهم اتخذوا من المخلوق موض,عا للمعرفة والحب ولو أنهم اتخذوا من خالق العالم موضوعا للمعرفة والحب لعرفوا كل شئ واحبوا كل شئ لأن من عرفه فقد عرف كل شئ ومن لم يعرفه فلم يعرف شئ ومن احبه فقد احب كل شئ لأنه صنعة محبوبه وخلقه ولن يكره الا من كرهه الله فسلط عليه بواعث ودواعي تجعله يعصيه ولولا انه مكروه عنده لما سلط عليه اسباب المعصية ولولا انه احبك لما سلط عليك اسباب الطاعة فاذا جعلته موضوعا لذكرك وفكرك واذا أحبتته هو فقط واحببت او كرهت غيره من حيث طاعته وعصيانه لمحبوبك فانك سوف تكون الانسان الكامل الذي سعى للاتصاف به كل من اطلق عليه لقب حكيم او صوفي فالمعرفة والحب هما الاصل الذي يخرج منه كل فروع اخلاقك وحركاتك وسكناتك ومن حسن اصله حسنت فروعه وحسنت ثمراته ومن ساء اصله فلا تنتظر منه الحس في فرع او ثمرة

ملحوظة

ارجو جعل الخط مثل المشاركة السابقة

امخبت · **مرسل:** الأحد يونيو 07, 2015 6:07 pm

احبك حبين حب الهوي وحب لأنك أهل لذاكا

هذا البيت الشعري كانت تترنم به السيدة رابعة العدوية رحمها الله وان العقل ليتأمل في هذا البيت طمعا في ان يفهم المعاني ا لمكنونة فيه فإن السيدة رابعة العدوية قد فرقت بين نوعين من الحب وهما حب الهوى وحب لأنه يستحق الحب فماذا تقصد بهذه التفرقة وما هو حب الهوى وما هو حب الاستحقاق والذي يلوح لي في تأويل هذا البيت أنها تفرق بين حب النافع وبين حب الجميل فإن الانسان قد يحب شيئا لأنه نافع له مثل ان تحب شخص لأنه يعطف عليك ويعينك بماله وجاهه وقد تحب شخص لا لأنه نافع لك بل لأنه جميل في ذاته حتى وان لم يأتي لك نفع منه فهو يستحق الحب لذاته ولأنه جميل في ذاته دون اعتبار لكونه نافعا لك او غير نافع ثم ان السيدة رابعة اطلقت على النوع الاول اسم (حب الهوي ) وذلك لأن هذا الحب متفرع عن حبك لذاتك ولولا حبك لذاتك لما احببت من ينفعها ومن ينعم عليها ومن يحسن لها فحبك لذاتك يجعلك تحب دوام وجود ذاتك وكمال وجود ذاتك وبقاء وجود ذاتك فإن كان في الوجود سبب يؤدي الى هذه الامور فإنك تحبه لا محاله لانه سبب لدوام وجود محبوبك وكمال محبوبك وبقاء محبوبك الذي هو ذاتك فإن كان لا سبب لكل هذا الا الله فقط فإنه من المنطقي ان لا تحب الا هو لانه لا منعم الا هو ولا محسن الا هو ولا نافع الا هو ولكن هذا الحب هو حب الهوى لأن حبك لذاتك هو الاصل وحبك لله تابع لحبك لذاتك اما الحب الاخر وهو حب الاستحقاق فهو غير متفرع عن حبك لذاتك بل تحب غيرك لذاته وجلاله وجماله وكماله ولا شك ان هذا الحب هو اعلى من حب الهوي لأنه ليس فرع عن حبك لذاتك بل هو اصل وليس فرع لحب اّخر كما انه مترتب على معرفة بالجمال والجلال وليس على ملاحظة العطاء والانعام والاحسان فهو حب استحقاق وليس حب الهوى وكلاهما خير وكلاهما محمود ولكن حب الاستحقاق اعلى من حب الهوى وندعو الله ان ينعم علينا بكلا الحبين فلا نرى نافع الا هو ولا منعم الا هو ولا محسن الا هو ولا خالق الا هو ولا موجد الا هو وأن يرفع الغشاوة والحجب والرين والطبع عن عين القلب حتى نرى جماله وجلاله

ملحوظة
ارجو جعل الخط مثل المشاركة السابقة

موقع د. محمود صبيح

خواطر صوفية

الموجودون الآن