«سي آي إيه» علمت بالتفاصيل كاملة قبل عام من التنفيذ.. وفضلت سلامة عملائها
بعد 20 عاماً على محاولة اغتيال مبارك في أثيوبيا... المخابرات المركزية الأميركية تعترف بـ«تورطها السلبي»
القاهرة - لؤي المصري
كشفت المخابرات المركزية الأميركية سي آي إيه منذ ساعات النقاب عن عدد جديد من الوثائق بالغة السرية والأهمية منها تلك المتعلقة بوحدة عمليات مكافحة الإرهاب في أفريقيا وهي احدى الوحدات الخاصة التابعة للجنة الاستخبارات المركزية الأميركية تحدثت فيها اللجنة عما يسمى بتقرير الأنشطة الإرهابية في أفريقيا خلال الفترة من عام 1995 إلى 2002 والذي كشف عن علم المخابرات الأميركية المسبق بمحاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا عام 1995.
الوثائق تحدثت عن تفاصيل التخطيط لتلك العملية التي اشرف عليها أيمن الظواهري بنفسه قائلة إن السعي لاغتيال مبارك في أديس أبابا تم التخطيط له منذ عام قبيل المحاولة الفاشلة حيث وردت معلومات لعناصر المخابرات الأميركية في السودان والصومال في ابريل 1994 أن بن لادن والظواهري التقوا بمسؤولين سودانيين لبحث خطة التخلص من مبارك، زاعمين أن تلك الخطة وضعت برعاية الدولة السودانية في ذلك الوقت حيث قام عدد من عناصر تنظيم الجهاد بالتوجه إلى السودان والاستقرار في احدى البلدات الحدودية هناك استعداداً لذلك المخطط منذ مايو 1994.
ويستكمل التقرير الأميركي بالقول إن بن لادن والظواهري وعناصر حكومية قاموا بوضع ست مخططات لاغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك خلال جولته الأفريقية ولم ينفذ منها سوى المخطط الثالث لاستحالة تنفيذ باقي المخططات فمثلا كان هناك مخطط لتلغيم ممر هبوط الطائرة الرئاسية في أديس أبابا ولكن الشرطة الأثيوبية كشفت وجود المتفجرات وأبطلتها أيضاً كان هناك محاولة لتفخيخ السيارة التي كان يفترض أن تقل الرئيس من المطار ألا أن الخدمة السرية المصرية أصرت على اصطحاب مبارك لسيارته المصفحة الخاصة خلال رحلته إلى أديس أبابا لحضور القمة الأفريقية وغيرها إضافة إلى محاولة إطلاق النار التي تم تنفيذها وأخرى لم يذكرها التقرير.
التقرير أيضا جاء على ذكر مراحل التخطيط للعملية حيث استقر فريق من عشرين رجلا في إحدى البلدات الحدودية بالسودان لثلاثة أشهر انتقلوا بعدها إلى أثيوبيا حيث تزوج عدد منهم من أثيوبيات في العاصمة أديس أبابا لإظهار وجودهم هناك على انه أمر طبيعي حيث تمكن ثلاثة من العناصر التي تم إرسالها من التوغل في أوساط الشرطة الأثيوبية عبر عدد من الصداقات والرشاوي المالية ما سهل له الحصول على معلومات كاملة حول مخططات تحركات الرؤساء الأفارقة خلال القمة.
وفي الثالث من يونيو 1995 وصل أيمن الظواهري إلى أديس أبابا على متن الخطوط الجوية السودانية حاملا معه عشرين رشاشاً آليا من طراز كلاشنكوف وعشر قنابل يدوية تم تسريبهم عبر طرد دبلوماسي وقام الظواهري بمعاينة مكان العملية المرتقبة برفقة شخص يسمى مصطفى حمزة يقال انه هو من خطط للهجوم الإرهابي.
ويضيف التقرير انه في يوم الرابع والعشرين من يونيو 1995 غادر أديس أبابا كلا من أيمن الظواهري ومصطفى حمزة واثنين آخرين وتبقى تسعة أشخاص هم من قاموا بتنفيذ العملية وإطلاق النار على سيارة مبارك التي لم يتوقعوا أن يكون زجاجها مزدوج التدريع ما منع الرصاصات من اختراقه وحيث تمكنت قوات حراسة الرئيس المصري من قتل خمسة من المهاجمين بينما تمكن أربعة من الفرار منهم اثنان توجهوا إلى مكتب الخطوط الجوية السودانية حيث أقلتهم طائرة خاصة إلى الخرطوم بينما ألقت أثيوبيا القبض على رجل ومازال مصير الأخر غير معروف.
الوثيقة الأميركية أيضاً ربطت بين العملية الفاشلة وقرار عمر البشير وقتها بإقالة كلا من وزير الداخلية وعدد من القيادات الاستخباراتية والأمنية السودانية التي يعتقد أنها كانت وراء التخطيط للعملية الفاشلة.
يذكر أن التقرير في نهايته علق على عدم إبلاغ الجانب المصري بالمعلومات المتوافرة لدى الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إيه قبل المحاولة بعام بالقول انه وراء عدم إبلاغ الجانب المصري بهذه المعلومات في هذا الوقت للحفاظ على سرية المصادر التي تستخدمها سي آي إيه في السودان.
المصدر :
http://www.annaharkw.com/annahar/Articl ... x.facebook