موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: قصيدة الشيخ النبهانى فى الرد على الافغانى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء مايو 27, 2015 1:20 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 07, 2014 5:10 pm
مشاركات: 483


منقول http://www.aslein.net/showthread.php?t=10270



وبدأ بشيخهم ورئيسهم جمال الأفغاني , الذي هاج تلك الفتن وأباحها، وأثار تلك الإحن وصار لقاحها:



وَأوّلُهم قَد كانَ شَيخاً مُشرّداً = بهِ مَلكُ الأفغانِ أَجرى الّذي أجرى
أَراد فَساداً في ديانةِ قومهِ = عَلى قربهِ منهُ فَأبعدهُ قهرا
تَسمّى جَمالَ الدينِ مع قبحِ فعلهِ = كَما وَضعوا لفظَ المفازَةِ للصَحرا
يَقولونَ هذا المُصلحُ الأكبرُ الّذي = بهِ صارَ حُكمُ الدينِ في عَصرِنا يُسرا
مَذاهبُ أهلِ العلمِ ممّن تَقدّموا = تُوافقُ أَحوالَ الزَمانِ الّذي مرّا
وَأَبدعَ هَذا الشيخُ لِلناسِ مَذهباً = يُوافقُ في تَيسيرِ أَحكامهِ العَصرا
غَدا كلُّ عَبدٍ فيه صاحبَ مَذهبٍ = بهِ صارَ في الأحكامِ مُجتهداً حرّا
فَقد كانَ تنّوراً لطوفانِ غيّهم = وَلكن محلَّ الماءِ فارَ لَهُم جَمرا
أَتى مصرَ مَطروداً فعاثَ بقُطرها = فَيا قبحهُ شَيخاً ويا حُسنهُ قطرا


وذكر حادثة حصلت في الأزهر الشريف , إذ جاء الأفغاني إلى درس الإمام الأكبر الشربيني , وألقى عليه بعض الأسئلة , ففاض بحر الإمام , حتى أغرق الأفغاني , وشم الإمام من هذا الرجل العقيدة المدخولة والطوية المعلولة , فيقول الشيخ :



بِتاريخِ ستٍّ والثمانين قَد تَلت = مَع المائتينِ الألفَ في الهجرة الغرّا
حَضرتُ بفقهِ الشافعيّ خطيبهُ = عَلى شيخِ شربينٍ فألفيتهُ بَحرا
وَجاءَ جَمالُ الدين يَوماً لدرسهِ = فَألقى عَلى الأستاذِ أسئِلةً تَترى
فَفاضَت عَليهِ مِن مَعارفِ شَيخنا = سُيولٌ أَرتهُ علمهُ عندهُ قَطرا
وَإِذ شمَّ منهُ الشيخُ ريح ضلالهِ = وَإِلحادهِ أَولاهُ مَع طردهِ زَجرا
وَذاكرتهُ يَوماً فأخبرَ أنّه = كَأُستاذِنا لَم يُلفِ في مصرهِ حبرا

يَرى لِذوي الإلحادِ فَضلاً وأينَما = رَأى ذا اِبتداعٍ راحَ يمنحُهُ شُكرا
يَرى لِفتى تيميّةٍ باِبتداعهِ = وَزلّاتهِ في الدين مَنقبةً كبرى
وَلكنّهُ لَم يتّبعه بزهدهِ = وَأقوالهِ الحسنا وخيراته الأخرى
وَيمدحُ وهّابيّةً لمسائلٍ = بِها قَد أَتوا نكراً وضلّوا بها فكرا
وَيَفعلُ أَفعالاً إِذا عُرِضَت على = أُولئكَ عدّوها بمذهبهم كفرا
يُعاشرُ نِسوانَ النَصارى ولا يرى = بِذلكَ مِن بأسٍ وإن كشفَ السِترا
وَيأكلُ منهم كلّ ما يأكلونهُ = وَيشربُها حَمراءَ إِن شاء أو صفرا
وَيُفتي بحلِّ المُسكِرات جَميعها = إِذا هيَ بالأسماءِ خالفتِ الخمرا
وَيأكلُ مَخنوقاً ويُفتي بحلّه = لِئلّا يقولوا إنّه اِرتكبَ الوِزرا
وَتحليلهُ لبسَ البرانيط والرِبا = بهِ بعضُ أهلِ العلمِ قَد ألحقَ الكُفرا
وَكَم زارَ باريزاً ولُندرةً ولم = يَزُر مكّةً يَوماً ولا طيبةَ الغرّا
وَإِن كانَ يَوماً للرِياء مُصلّياً = يُرى فاعِلاً يوماً وتارِكها شهرا
وَكَم مِن إِمامٍ كاِبن حنبل مُلحقٍ = بتارك فرضٍ مِن فرائضها كفرا
وَبالفسقِ قالَ الشافعيّ ومالكٌ = ومِن أجلِ فرضٍ أوجَبا قتلهُ زَجرا
وَمثلَهُما النعمانُ قال بفسقهِ = بِلا قتلهِ لكنّه يحبسُ الدَهرا
فَقَد عاشَ إمّا واجب الحبسِ عمرهُ = وإمّا غدا بينَ الورى دمهُ هَدرا
فَمَن قالَ كالكلبِ العقور فصادقٌ = سِوى أنّهُ في الدينِ قَد فعَل العَقرا
وَقَد كنتُ في لبنانَ يوماً صَحِبتهُ = لقربِ غروبِ الشمسِ من ضحوةٍ كبرى
وَصَلّيتُ فرضَ الظهرِ والعصر بعدهُ = لديهِ وَما صلّى هوَ الظهرَ والعصرا
وَكان صحيحَ الجسمِ لا عذر عندهُ = بَلى إنّ ضعفَ الدينِ كانَ لهُ عُذرا
وَمَع كلِّ هذا فهوَ أُستاذُ عصرهِ = فَأُفٍّ لهُ شَيخاً وأُفٍّ له عصرا
وَقبلَ غروبِ الشمسِ صاحبتُ شيخهُ = لِقربِ العشا أيّامَ جاورتُ في مِصرا
وَلَم أرهُ أدّى فريضةَ مغرب = فَقاطعتُ شيخَ السوءِ من أجلها الدهرا
رَمَى اللَّه كلّاً منهُما بِلِسانهِ = بِداءٍ فَذاقا الموتَ في قطعهِ مرّا
وَذاكَ أبو الآفاتِ كَم ذا هَجا بهِ = وَليّاً وكَم في الدينِ قَد نطقَ الهجرا
كَأُستاذهِ في الدين حازَ مساوياً = إِذا مُزِجت بالبحرِ أفسدتِ البحرا
وَزادَ عليهِ قوّةً وَضلالةً = فَولّد في الإلحادِ في عُشرِه عَشرا
وَكَم مِن تَلاميذٍ له كلُّ واحدٍ = هوَ الشيخُ إلّا أنّه نسخةٌ أخرى
قَدِ اِعتَقدوا كلَّ المَساوي محاسناً = لهُ وَرأوا تلكَ الشرورَ به خيرا
بهِ نالَهم كالسامريّة فتنةٌ = ولكِن محلّ العجلِ قَد عَبَدوا الثورا


وهنا ينقل الشيخ عن أحد الصلحاء الأشراف من بلاد الشام رؤيا منامية , وهو السيد حسن الأسطواني , أوّلها الشيخ بدجل المرئيّ وأتباعه , فيقول :


حَكى الحسنُ ابن الأسطوانيّ وهو من = بدورِ الهُدى في الشامِ أكرِم به بدرا
حَكى أنّه مِن بعدما ماتَ عبدهُ = رَأى عينهُ في النَوم مطموسةً عورا
فَأوّلتُ أنّ الشيخَ دجّال عصرهِ = وَما زالَ دجّالاً وإِن سكنَ القبرا
فَقَد ماتَ لكن أحيتِ الدجل كتبهُ = وَورّثَ كلّاً مِن تَلاميذهِ قدرا
مَراتِبُهم في إرثهِ قَد تَفاوتت = فَذو حصّةٍ صُغرى وذو حصّةٍ كبرى
وَمِن حيثُ أصل الدجلِ أكفاءُ بعضهم = فَلا واحدٌ يُبدي على واحدٍ فخرا
وَهُم كلُّهم والشيخُ أيضاً وشيخهُ = إِلى الأعورِ الدجّال نِسبتُهم تُدرى
وَلَولا حديثُ المُصطفى لأسامةٍ = يقولُ بهِ هَلّا شَققتَ لهُ الصدرا
لَما صحّتِ الدَعوى بإسلام بعضهم = لديَّ وما اِستبعدتُ عَن بَعضِهم كفرا
وَكنتُ كتبتُ الكافَ والفاءَ بعدها = على جَبَهاتِ القومِ كَي يَعرِفوا والرّا
كَما جاءَ في الدجّال يكتبُ لَفظها = فَيقرأُ مَن يَقرا ومن لم يكن يقرا
فَقَد أشبهوهُ في معانٍ كثيرةٍ = منَ الدجلِ والإلحادِ والبدع الأخرى
وَما الفرقُ إلّا أنّهم في قلوبهم = عَماهم ودجّالُ الورى عينهُ عورا
مُقدّمةٌ للجيشِ عنهُ تقدّموا = وَجندٌ لهُ من قبلهِ مهّدوا الأمرا
تَقدّمَ فيهم نائباً عنه عبدهُ = فَأغوى الّذي أَغوى وأغرى الّذي أغرى
فَويلٌ لهُ ويلٌ لمن يتّبعونهُ = وَمَن كانَ مِن أعدائِهم فله البُشرى



وَأمّا رشيد ذو المنارِ فإنّهُ أَقلّهمُ عَقلاً وأكثرهم شرّا


أَتاني ببيروتٍ بشرخٍ شبابهِ = بِمُقلتهِ السودا ووجنتهِ الحمرا
لَه لحيةٌ مقصوصةٌ من جذورها = تُترجِمُ عنهُ أنّ في نفسهِ أمرا
وَكانَ وليُّ الأمرِ عنديَ جالساً = نُصوحي جزاهُ اللَّه عن نصحهِ خيرا
فَوبّخهُ مُستقبحاً ما أتى بهِ = وَأَبدى لهُ مِن سخطهِ النظرَ الشزرا
وَقد غابَ عنّي خمسَ عشرة حجّةً = وَعادَ ولَم يَزدَد شعوراً ولا شعرا
وَشاهدتُ منهُ الوجهَ أغبر مظلماً = كأنَّ عليهِ مِن ضلالتهِ سِترا
وَذلكَ مع ما فيهِ أهون أمرهِ = إِذا ما بهِ قيسَت فظائعهُ الأخرى
وَأفعالهُ تُبدي قبيحَ ضلالهِ = وَتكشفُ عَن مكنونِ إِلحادهِ السِترا
وَأطوارهُ في حُكمها قَد تَناقضت = بِحكمِ هواهُ كلّ وقتٍ ترى طورا
فَكَم ذا أرادَ النصبَ في درس جامعٍ = فَأولاهُ أربابُ التُقى الخفضَ والجرّا
وَكم قامَ يَتلو في الكنيسة خطبةً = بِها نابَ عن قسٍّ وعانقهُ جَهرا
وَكَم قامَ في وسطِ المجامعِ خاطباً = وَقد مَزج الإيمانَ بالخلطِ والكفرا
لهُ كجمالِ الدينِ نسبة كاذبٍ = بِها زادَ في طُنبوره نغمةً أخرى
وَقَد سَمِعَت أُذنايَ قول اِبن عمّه = مُجيباً بأن لا نِسبة لهمُ تُدرى
وَكيفَ يكونُ اِبن النبيِّ عدوَّهُ = فَأعظِم به زوراً وأعظم به وزرا
وَهذا منارُ السوءِ مرآة مجدهِ = وَقَد أظهرَت في موضعِ الشرفِ الشرّا
أَتى مصرَ مَطروداً وقد خانَ دينهُ = وَدولتهُ يا لهفَ قلبي على مِصرا
أَتاها وَقَد مصّ الثَرى في بلادهِ = منَ الجوعِ لا بِرّاً حواهُ ولا بُرّا
فَآواهُ في أكنافهِ الشيخ عبدهُ = وَأشبعهُ خبراً وأشبعه خسرا
وعلّمهُ مِن علمهِ شرّ صنعةٍ = بِها ربِحَ الدُنيا وقد خسر الأخرى
وَهذا منارُ السوءِ أسّسه له = وَلقّنهُ التضليلَ سطراً تلا سطرا
فَدامَ على ما أسّسَ الشيخ ثابتاً = وكَم فوقهُ قَد شادَ مِن بدَعٍ قصرا
وَلَم تخلُ منهُ نسخةٌ من ضَلالةٍ = عَلى لعنهِ تُغري الوَرى كلَّما تُقرا
وَواللَّه إنّي في المنامِ رأيتهُ = بَدا حبشيَّ اللونِ أَسودَ مُغبرّا
رَأيتُ سَوادَ اللونِ قَد عمّ وجههُ = وَعَهدي بهِ مِن قبلُ أبيضَ مُحمرّا
وَأَدركتُ في رُؤياي أنّ منارهُ = عليهِ غَدا ناراً ونالَ به الخُسرا
فَذاكَ الّذي من أجلهِ اِسودّ وجههُ = فَأصبحَ فَحماً كانَ مِن قبله جمرا
غَدا ناشِراً فيهِ ضلالات شيخهِ = كَما نَشَر الزرّاعُ في أرضهِ البَعرا
فَغذّى بِهاتيكَ النجاسات مَعشراً = بِدون عقولٍ خمّنوا بعرَها تمرا
وَلفّقه من كلِّ بدعة مارقٍ = منَ الدين لا يَدري الصوابَ ولا يُدرى
وَكَم ضلَّ رَأياً مِن سَقامةِ فهمهِ = بِأمرٍ صحيحٍ مِن شَريعتنا الغرّا
وَلَو سألَ الأشياخَ أدرك سرّه = وَلكنّه مع جهلهِ قَد حَوى كِبرا
وَمِنه حديثُ الشمسِ بعدَ غُروبها = فَتسجدُ تحتَ العرشِ تَستأذنُ السيرا
بِآخرِ شهرِ الصومِ من عام سبعةٍ = وَعشرينَ قد أَبدى المنارُ له ذِكرا
رَواهُ الإمامانِ البخاري ومسلمٌ = فَصِحّتهُ كالشمسِ قَد طَلَعت ظُهرا
وَما شكَّ في صدقِ الحديثِ وإنّما = رَأى خبَر المُختارِ ما طابقَ الخُبرا
وَصَرّح فيهِ أنّه غير واقعٍ = وَأنّ رَسولَ اللَّه لم يعرفِ الأمرا
فَهل بعدَ ذا التكذيبِ يحتاجُ كفرهُ = لإثباتهِ بينَ الوَرى حجّةً أخرى
وَفي جزءِ شَعبانٍ من العامِ نفسهِ = بِبيروت للإسلامِ قد جوّزَ الكفرا
أَباحَ لهُم أَن يعبدوا بكنيسةٍ = عِبادةَ أَهليها بمدرسةٍ كبرى
وَقلّدهُ مَن لَم يُبالوا بدينهم = لِكَيما يقولَ الناسُ إنّ لهم عذرا
وَلا عذرَ للأبناءِ عندَ بُلوغهم = وَآبائِهم مع شيخهم كَفروا طرّا
وَمَن قلّدَ الشيطانَ في أمر دينهِ = يَنالُ بهِ مِن دينهِ الخزيَ والخُسرا
فَتاويهِ في الأحكامِ طوعُ اِختيارهِ = تَصرّفَ كالملّاكِ في دينهِ حرّا
فَيحظرُ شَيئاً كان بالأمسِ واجباً = وَيوجبُ شَيئاً كانَ في أمسهِ حظرا
فَتحريمهُ تَحليله باِشتهائهِ = بأَهوائه أحكامُهُ دائماً تطرا
وَمذهبهُ لا مذهبٌ غير أنّه = يُجادلُ عَن أهوائِه الشهرَ والدَهرا
يُجادلُ أهلَ العلمِ بالجهل مملياً = عَلى فكرهِ إبليسهُ كلّ ما أجرى
وَيَبقى على ما قَد جَرى من كلامهِ = مُصرّاً ولَو أَجرى بألفاظهِ كُفرا
فَهَل بعدَ هذا الزيغِ يعتبُ مُسلمٌ = إِذا خاضَ مِن أَوصاف تَضليلهِ بَحرا



يذكر الشيخ النبهاني نقاشه لرضا ونصحه إياه , إلا أنه أصر على اتباع أحاديث النفوس الكواذب، ووساوس الآمال الخوائب , فكان متشبثاً بالماسونية كشيخيه :

وَقَد كانَ في شيخيهِ أعظمُ زاجرٍ = لَدى الموتِ لو شاءَ الإلهُ له زجرا
وَمِن نحوِ عامٍ جاءَني فنصحتهُ = كَما تنصحُ الثعبانَ أو تنصحُ الفأرا
وَذاكرتهُ في شيخهِ وهو عبدهُ = تملّكهُ الشيطانُ عن قومهِ قسرا
فَقلتُ له لو كاِبن سينا زَعمتمُ = وَعالم فارابٍ وأرفعهم قدرا
لَقُلنا لكم حقّاً وإن كان باطلاً = وَلَم نرَ مِن هذا على ديننا ضرّا
وَلكنّكم مع تركهِ الحجّ مرّةً = وَحجّ لِباريزٍ ولندرةٍ عشرا
وَمَع تركهِ فرضَ الصلاةِ ولم يكن = يسرُّ بِذا بَل كانَ يَترُكها جهرا
وَمع كونهِ شيخَ المسون مجاهراً = بِذلك لا يُخفي أخوّتهم سرّا
وَمع غيرِ هذا من ضلالاتهِ الّتي = بِها سارَ مثلَ السهمِ للجهةِ الأخرى
تَقولونَ أُستاذٌ إمامٌ لديننا = فَما أكذبَ الدعوى وما أقبحَ الأمرا
وَنحنُ نراهُ عِندَنا شرّ فاسقٍ = فَيقتلُ فِسقاً بالشريعةِ أو كفرا
رَضينا بحُكم اللَّه فينا وفيكم = وَحكمِ رسولِ اللَّه والشرعةِ الغرّا
تَعالوا نُباهلكم فنلعن مَن غدا = بِنا وبكُم أولى بلعنتهِ أحرى
فَيا ربّنا اِلعن شرّنا وأضرّنا = بِتحكيمهِ في الدينِ مع جهلهِ الفكرا
وَخُصَّ رَشيداً ذا المنار وشيخهُ = وَشيخَهما إن شئتَ بالحصصِ الكبرى
ثَلاث أثافٍ تحتَها نار فتنةٍ = وَمِن فوقها الإلحادُ صارَ لها قدرا
وَقَد دَخلوا حزبَ المسونِ بهمّةٍ = بِها حلّ كلٌّ من محافلهِ الصدرا
وَمَذهبُهم حكمُ الدياناتِ واحدٌ = تَساوى بهِ الإسلامُ والمللُ الأخرى
فَلو ثمَّ دينٌ لَم يجوّز دخولهم = وَلكنّه مِن قبلِ ذلك قد فرّا
مَضى اِثنان للأُخرى بأسوأِ عبرةٍ = وَمُقلة إبليسٍ لموتِهما عَبرى
وَثالثهم ما زالَ مع شرِّ عصبةٍ = على ملّةِ الإسلامِ آفاتُهم تَترى
فَمَن ماتَ منهم ماتَ أقبحَ ميتةٍ = فَلا رحمَ الرحمنُ سحنتهُ الغبرا
وَمَن عاشَ مِنهم عاش نحو جهنّمٍ = يحثُّ على آثارِ أشياخهِ السَيرا
فَيا ربِّ أَصلِحهم وإن لم ترد لهم = صَلاحاً فلا تنجِح إِلهي لهم أَمرا


ثم يتوجه الشيخ إلى الكلام عن الوهابية , وقد نعي الشيطان في آذانهم فاستجابوا لدعائه وأسرعوا إلى ندائه , فشربوا كأس الجهالة ، واستقروا مركب الضلالة , فأصبح الحرم منتهكم، والرعية محتنكهم , والأستار مهتوكة , والدماء مسفوكة، والأموال مجتاحة، والديار مستباحة , وأصبح الأئمة عندهم فاسقين , والمنزهة مارقين , وإذا رأيت بلادهم وجدت معالم الحق فيها درست ، وألسنة العدل بينها خرست :


وَأعجبُ شيءٍ مُسلمٌ في حسابهِ = غَدا قلبهُ مِن حبِّ خيرِ الوَرى صفرا
أُولئكَ وهّابيّةٌ ضلّ سَعيهم = فَظنّوا الرَدى خيراً وظنّوا الهدى شرّا
ضِعافُ النُهى أعرابُ نجدٍ جدودهم = وَقَد أَورَثوهم عنهمُ الزورَ والوِزرا
مُسيلمةُ الجدُّ الكبير وعرسهُ = سَجاحٌ لكلٍّ منهمُ الجدّةُ الكبرى
إِلى اللَّه بِالمُختارِ لَم يتوسّلوا = لأنّ لكُلٍّ عندَ خالقهِ قَدرا
فَقَد وَرِثوا الكذّابَ إِذ كان يدّعي = بأنَّ لهُ شَطراً وللمُصطفى شطرا
أَشار رسولُ اللَّه للشرقِ ذمّهُ = وَهُم أهلهُ لا غروَ أَن أطلعَ الشرّا
بهِ يطلعُ الشيطانُ ينطح قرنهُ = رُؤوسَ الهُدى واللَّهُ يَكسرهُ كسرا
فَكَم طَعَنوا بالأشعريِّ إِمامنا = وَبالمُاتُريدي الحبر أكرِم بهِ حبرا
بِتحقيرِ أحبابِ الإله تقرّبوا = إِليهِ فَنالوا البُعدَ إذ رَبِحوا الخُسرا
وَيَعتقدونَ الأنبياءَ كَغيرِهم = سَواءً عقيبَ الموتِ لا خيرَ لا شرّا
وَقَد عَذروا مَن يَستغيثُ بكافرٍ = وَما وَجَدوا لِلمُستغيثِ بهم عذرا
وَكَم رَحلوا لِلشركِ في دار رجسهِ = وَجابوا إلى أَوطانهِ البرَّ وَالبَحرا
وَما جوّزوا لِلمُسلمين رَحيلهم = لِزورةِ خير الخلقِ في طيبة الغرّا
رَمَوا بضلالِ الشركِ كلّ موحّدٍ = إِذا لَم يكُن مِنهم عقيدتهُ بَترا
وَهُم باِعتقادِ الشركِ أَولى لقَصرهم = على جِهةٍ للعلوِ خالِقنا قصرا
هو اللَّه ربُّ الكلّ جلّ جلالهُ = فَما جِهةٌ باللَّه مِن جهةٍ أحرى
تأمّل تَجد هَذي العوالم كلّها = بِنسبةِ وسع اللَّه كالذرّة الصغرى
فَحينئذٍ أينَ الجهات الّتي بها = عَلى اللَّه مِن حُمقٍ بِهم حكَّموا الفِكرا
وإنّ اِختلافاً للجهاتِ محقّقٌ = فَكَم ذا منَ الأقطار قطرٌ علا قطرا
وَكلُّ علوٍّ فهو سفلٌ وعكسهُ = وَقُل نحوَ هَذا في اليمين وفي اليسرى
فَمَن قالَ عُلوٌ كلّها فهوَ صادقٌ = وَذلكَ قَد يَقضي بِآلهةٍ أخرى
وَمَن قالَ سفلٌ كلُّها فهوَ صادقٌ = فَليسَ لهُم رَبٌّ على هذه يُدرى
فَمَن يا تُرى بالشركِ أَولى اِعتقادُهم = أُولئكَ أَو أصحابُ سنّتنا الغرّا
حَنابلةٌ لكنّ مَذهبَ أحمدٍ = إمامَ الهُدى من كلِّ ما أحدَثوا يبرا
وَقد عمَّ في هذا الزمانِ فَسادُهم = فَما تَركوا شاماً وما ترَكوا مصرا


_________________
في كل رواق للحسين يوجد سيف و بطلين


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 28 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط