رفات جنود نصر أكتوبر فى مواقع العمل: الشهيد يخرج للنهار
http://www.elwatannews.com/news/details/781081
تحت الرمال الصفراء اختفت أجسادهم النحيلة بعد عبور الضفة الشرقية فى حرب أكتوبر 1973، لم يكتب لهم التحرك داخل سيناء أكثر من 1000 متر، إذ استشهدوا أثناء تقدمهم إلى داخل أرض الفيروز، دفنهم زملاؤهم فى رمال سيناء الطاهرة بملابسهم العسكرية ومتعلقاتهم الشخصية، ثم انشغلوا بقتال الجنود الإسرائيليين، ومضوا إلى داخل سيناء، وبقيت أجساد الشهداء فى الرمال كما هى، تائهة فى الصحراء عن أعين الضباط والجنود طوال العقود الأربعة الماضية، حتى تم تسجيلهم فى سجلات المفقودين والشهداء.
تمر 41 سنة على الحرب التى انتصر فيها خير أجناد الأرض، وتبدأ مصر فى شق قناة جديدة لعبور سفن التجارة العالمية بجوار قناة السويس القديمة، وخلال أعمال الحفر يتم اكتشاف رفات أحد شهداء القوات المسلحة ومتعلقاته الشخصية، مثل زمزمية المياه ونعل حذائه، ومشط شعر، ورقاقة معدنية توضح اسمه ورقمه العسكرى، وما إن تم الإعلان عن اسم الجندى، حتى سارعت سيدة من قرية طوخ الأقلام فى الدقهلية بالإعلان عن أن الرفات المعثور عليه فى قناة السويس هو جثة والدها، الذى فُقد فى حرب أكتوبر، واعتبرته القوات المسلحة شهيداً، وهو محمد حسن عطوة، وطالبت باستعادة رفاته لدفنه فى مقابر الأسرة بالدقهلية.
لكن التصحيح الذى أعلنه المتحدث العسكرى، العميد محمد سمير، بدد أحلامها وأعادها إلى سيرتها الأولى، حيث أوضح أن بيانات الشهيد الصحيحة باسم محمد أحمد حسن عطوة، صاحب الرقم العسكرى 5037334، وبطاقة تحقيق شخصية رقم 1678، فاقوس، الشرقية، من مواليد 20 مارس 1945، وأقيمت جنازة عسكرية للشهيد، 26 أغسطس 2014، وتم دفن رفاته بمقابر شهداء الجيش الثانى الميدانى.
يقول رضا حسن عطوة، نجل شهيد أكتوبر: «طلبت من الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، وقادة الجيش الثانى الميدانى استعادة رفات والدى، ودفنه فى مقابر الأسرة تنفيذاً لوصيته، وبالفعل استجابوا لى، وتحقق حلم حياتى بدفن رفات والدى بيدى، فى مقابر الأسرة بعزبة نعمان مركز فاقوس، شرقية، وصليت عليه الجنازة بعد صلاة الجمعة فى حضور عدد كبير من الأقارب والأصدقاء بجانب أهل القرية، كأنه توفى بالأمس، كانت جنازة مهيبة، تليق بشهيد حرب أكتوبر».
وأضاف «رضا»: «والدى كان يعمل بوزارة الأوقاف قبل تأدية الخدمة العسكرية»، مشيراً إلى أنه استشهد خلال حرب أكتوبر، ولم تتلق الأسرة أى معلومات عن جثمانه قبل الإعلان عن العثور على الرفات، ورئيس أركان الجيش الثانى اتصل بى وعزانى، وقال إنهم عملوا لأبويا جنازة عسكرية ودفنوه فى مقابر الشهداء، لكن أنا طلبت إننا ندفنه جنبنا عشان نعرف نزوره كل شوية ونقرأ الفاتحة على روحه، أمى كانت بتحلم بعودة رفات أبويا، لكن الله يرحمها توفيت قبل ما تشوف الحلم بيتحقق، أنا صليت 12 ركعة شكراً لله، احنا كنا فى فرح، عزبة نعمان ومركز فاقوس، كلنا كنا فاتحين التليفزيونات عشان نتابع الأخبار والتقارير عن اللى حصل»، وطالب نجل الشهيد بإطلاق اسم والده على المدرسة الابتدائية، وتغيير اسم عزبة نعمان إلى عزبة الشهيد حسن عطوة.
بعد شهرين من العثور على رفات أول شهيد أثناء عمليات حفر قناة السويس، أعلن اللواء كامل الوزير، رئيس أركان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أنه تم العثور على رفات أحد شهداء حرب أكتوبر، وتبين أن الشهيد يدعى «محمد نجيب محمد السيد»، والرقاقة المعدنية التى كانت معه مدون عليها 17 مايو 1972، تاريخ التحاقه بالقوات المسلحة، وأضاف أن رفات الشهيد محمد نجيب محمد السيد التى تم العثور عليها فى منطقة الكيلو 93 شمال معدية سرابيوم بقناة السويس، عثر معها على الكارنيه والرقاقة المعدنية.
فى الشهور التالية، أعلنت بعض المصادر بمشروع حفر قناة السويس أنه تم العثور على رفات جنديين من شهداء حرب أكتوبر، أثناء أعمال الحفر بالنقطة 73 بمنطقة الدفرسوار جنوب القناة. وأشارت المصادر إلى أنه لم يتم العثور على الرقاقة المعدنية التى توضح بيانات كل جثة، وتم العثور على بقايا علبة كبريت الأهرام، التى كانت منتشرة أثناء حرب أكتوبر 73، وتمت إحالة الرفات للجهات المختصة بالجيش الثانى الميدانى، لاتخاذ الإجراءات وتحديد هوية كل رفات، وأوضحت المصادر أنه تم العثور أيضاً على رفات جندى ثالث بالكيلو 80 دون الرقاقة المعدنية أيضاً، ليصل عدد شهداء حرب أكتوبر الذين تم العثور على رفاتهم إلى خمسة شهداء.
