موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 16 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس إبريل 16, 2015 11:25 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947
الرقة والبكاء (1 / 1 - 45)
الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا

ذكر البكاء من خشية الله وثوابه

عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا يلج (1) النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري عبد أبدا »

__________
(1) الولوج : الدخول

عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه دموع وإن كان مثل رأس الذباب من خشية الله ، ثم تصيب شيئا من حر وجهه ، إلا حرمه الله على النار »

عن أبي ريحانة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا ترى النار عين بكت من خشية الله ، ولا عين سهرت في سبيل الله »

عن زيد بن أرقم ، قال : قال رجل : يا رسول الله ، بم أتقي النار ؟ قال : « بدموع عينيك ؛ فإن عينا بكت من خشية الله لا تمسها النار أبدا »

عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عين بكت من خشية الله ، لا تمسها النار أبدا »

عن الحسن البصري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من قطرة أحب إلى الله من قطرة من دم في سبيل الله ، وقطرة دموع قطرت من عين رجل في جوف (1) الليل من خشية الله »

__________
(1) جوف الليل : ثلثه الأخير

عن أبي الجلد ، قال : قرأت في مسألة داود عليه السلام قال : « إلهي ، ما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجنتيه (1) ؟ قال : جزاؤه أن أحرم وجهه على لفح النار ، وأن أؤمنه يوم الفزع »

__________
(1) الوجنة : أعلى الخد

عن زياد العنبري ، « أن الله تبارك وتعالى قال : وعزتي ، لا يبكي عبد من خشيتي ، إلا أجرته من نقمتي ، وعزتي ، لا يبكي عبد من خشيتي إلا أبدلته ضحكا في نور قدسي »

عن الحسن ، قال : « إن العينين لتبكيان ، وإن القلب ليشهد عليهما بالكذب ، ولو بكى عبد من خشية الله لرحم من حوله ، ولو كانوا عشرين ألفا »

عن الحسن ، قال : « بلغنا أن الباكي من خشية الله لا يقطر من دموعه قطرة على الأرض حتى تعتق رقبته من النار ، ولو أن باكيا بكى في ملأ (1) من الملأ لرحموا جميعا ببكائه ، و . . . . له وزن ، إلا البكاء ، فإنه لا يوزن »

__________
(1) الملأ : الجماعة

عن عبد الله الأصم ، قال : سمعت فرقدا السبخي ، يقول : « بلغنا أن الأعمال كلها توزن ، إلا الدمعة تخرج من عين العبد من خشية الله فإنه ليس لها وزن ولا قدر ؛ وإنه ليطفأ بالدمعة البحور من النار »

عن وهب بن منبه قال : « البكاء من خشية الله تعالى مثاقيل (1) بر ، ليس ثوابه وزنا ، إنما يعطى الباكي من خشية الله ، والصابر على طاعة الله أجرهم بغير حساب »

__________
(1) المِثْقال في الأصل : مِقْدَارٌ من الوَزْن، أيَّ شيء كان من قَلِيل أو كثير.

عن شهر بن حوشب ، يقول : « لو أن عبدا بكى في ملأ (1) من الناس لرحموا ببكائه »

__________
(1) الملأ : الجماعة

عن النضر بن سعيد ، رفعه قال : « ما اغرورقت عينا عبد من خشية الله إلا حرم الله جسدها على النار ، فإن فاضت (1) على خده لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة ، ولو أن عبدا بكى في أمة من الأمم ، لأنجى الله ببكاء ذلك العبد تلك الأمة من النار ، وما من عمل إلا له وزن أو ثواب ، إلا الدموع ؛ فإنها تطفئ بحورا من النار »

__________
(1) فاضت عيناه : سال دمعها

عن خالد بن معدان ، قال : « إن الدمعة لتطفئ البحور من النيران ، فإن سالت على خد باكيها لم ير ذلك الوجه النار ، وما بكى عبد من خشية الله إلا خشعت (1) لذلك جوارحه ، وكان مكتوبا في الملأ الأعلى باسمه واسم أبيه ، منورا قلبه بذكر الله »

__________
(1) الخشوع : الخشية والخضوع والخشوع للجوارح كالخشوع للبدن

عن عبد الله بن أبي سعيد السراج ، قال : كنا عند الحسن يوما وهو يعظ ، فانتحب رجل من ناحية المجلس ، فقال الحسن : « أيها الباكي اشدد » ، أو قال : « احدد فإنه بلغنا أن الباكي من خشية الله مرحوم يوم القيامة »

عن جعفر بن سليمان ، قال : وعظ مالك بن دينار يوما فتكلم ، فبكى حوشب ، فضرب مالك بيده على منكبه (1) وقال : « ابك يا أبا بشر ، فإنه بلغني أن العبد لا يزال يبكي حتى يرحمه سيده ، فيعتقه من النار »

__________
(1) المنكب : مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد

عن فرقدا السبخي ، يقول : قرأت في بعض الكتب : « قل للبكائين من خشية الله : أبشروا فإنكم أول من تنزل عليه الرحمة إذا نزلت »

عن أبي ميمون البراد ، قال : قال رجل للحسن : أوصني ، قال : « رطب لسانك بذكر الله ، وند جفونك بالدموع من خشية الله ، فقل من طلبت لديه خيرا فلم تدركه »

عن صالح المري ، قال : بلغني عن كعب ، أنه كان يقول : « من بكى خوفا من ذنب غفر له ، ومن بكى اشتياقا إلى الله أباحه النظر إليه تبارك وتعالى ، يراه متى شاء »

عن زاذان أبي عمر ، قال : « بلغنا أنه من بكى خوفا من النار أعاذه (1) الله منها ، ومن بكى شوقا إلى الجنة أسكنه الله إياها »

__________
(1) أعاذ : أجار وحمى وحفظ وحصن

عن عمارة بن زاذان الصيدلاني ، قال : سمعت يزيد بن أبان الرقاشي ، يقول : « بلغني أنه من بكى على ذنب من ذنوبه نسي حافظاه ذلك الذنب ، ومن فاضت (1) عيناه من خشية الله أعطي الأمان يوم القيامة »

__________
(1) فاضت عيناه : سال دمعها

عن عمرو بن جرير ، قال : سمعت أبا طالب القاص ، يحدث عن عطية العوفي ، قال : « بلغني أنه من بكى على خطيئته محيت عنه » ، قال عمرو : وحدثني الأشجعي ، عن أبي طالب ، عن عطية ، قال : « وكتبت له حسنة »

عن مالك بن دينار ، قال : « البكاء على الخطيئة يحط (1) الذنوب ، كما تحط (2) الريح الورق اليابس »

__________
(1) حط : أسقط ومحا
(2) تحط : تُسقط

عن مالك بن ضيغم ، قال : سمعت بكر بن مصاد ، يقول : سمعت عبد الواحد بن زيد ، يقول : يا إخوتاه ألا تبكون شوقا إلى الله ؟ ألا إنه من بكى شوقا إلى سيده لم يحرمه النظر إليه . يا إخوتاه ألا تبكون خوفا من النار ؟ ألا إنه من بكى خوفا من النار أعاذه الله منها ، يا إخوتاه ألا تبكون خوفا من العطش يوم القيامة ؟ ألا إنه من بكى خوفا من ذلك سقي على رءوس الخلائق يوم القيامة ، يا إخوتاه ألا تبكون ؟ بلى ، فابكوا على الماء البارد أيام الدنيا ، لعله أن يسقيكموه في حظائر (1) القدس مع خير الندماء والأصحاب من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا . ثم جعل يبكي حتى غشي عليه

__________
(1) حظيرة القدس : الجنة

عن رشدين بن سعد ، عن بعض أصحابه ، قال : قرأت في بعض الكتب : « قل للمؤيدين من عبادي ، فليجالسوا البكائين من خشيتي ، لعلي أصيبهم برحمتي إذا أنا رحمت البكائين »

عن هارون بن رئاب ، قال : « بلغني أن البكاء مثاقيل (1) لو وزن بالمثقال الواحد منه مثل جبال الدنيا » ، أو قال : « جبال الأرض رجح البكاء ، وإن الدمعة لتنحدر فتطفئ البحور من النار ، وما بكى عبد لله مخلصا في ملأ (2) من الملأ إلا غفر لهم جميعا ببركة بكائه »

__________
(1) المِثْقال في الأصل : مِقْدَارٌ من الوَزْن، أيَّ شيء كان من قَلِيل أو كثير.
(2) الملأ : الجماعة

عن عمر بن ذر قال : « ما رأيت باكيا قط (1) إلا خيل إلي أن الرحمة قد تنزلت عليه »

__________
(1) قط : بمعنى أبدا ، وفيما مضى من الزمان

عن أبي معشر ، قال : رأيت عون بن عبد الله في مجلس أبي حازم يبكي ويمسح وجهه بالدموع ، ويقول : « بلغني أن النار لا تمس موضع الدموع »

عن حزم القطعي ، قال سمعت يزيد الرقاشي ، يقول : « بلغنا أن الباكي من خشية الله تهتز له البقاع (1) التي يبكي عليها ، وتغمره الرحمة ما دام باكيا »

__________
(1) البقاع : جمع بقعة وهي القطعة من الأرض

عن أبي الجودي ، قال : قال لي عمر بن عبد العزيز : يا أبا الجودي « اغتنم الدمعة تسيلها على خدك لله »

عن محمد بن واسع ، رأى رجلا يبكي ، فقال : « بلغنا أن الباكي مرحوم ، فمن استطاع أن يبكي فليبك ، فلمثل ما يقدم عليه فليبك له »

عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال : سمعت أبا حازم ، يقول : « بلغنا أن البكاء من خشية الله مفتاح لرحمته »

عن المفضل بن مهلهل ، قال : « بلغني أن العبد إذا بكى من خشية الله ملئت جوارحه نورا ، واستبشرت ببكائه ، وتداعت بعضها بعضا : ما هذا النور ؟ فيقال لها : هذا غشيكم من نور البكاء »

عن ابن ذر ، يقول : « بلغني أن الباكي من خشيته يبدل الله مكان كل قطرة أو دمعة تخرج من عينيه أمثال الجبال من النور في قلبه ، ويزاد من قوته للعمل ، ويطفأ بتلك المدامع بحور من نار »

عن سفيان بن عيينة ، يقول : « البكاء من مفاتيح التوبة ؛ ألا ترى أنه يرق فيندم ؟ »

عن حمزة الأعمى ، قال : ذهبت أمي إلى الحسن ، فقالت : يا أبا سعيد ابني هذا قد أحببت أن يلزمك ، فلعل الله أن ينفعه بك ، قال : فكنت أختلف (1) إليه ، فقال لي يوما : « يا بني أدم الحزن على خير الآخرة ، لعله أن يوصلك إليه ، وابك في ساعات الخلوة ، لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك (2) ، فتكون من الفائزين » . قال : وكنت أدخل عليه منزله وهو يبكي ، وآتيه مع الناس وهو يبكي ، وربما جئت وهو يصلي ، فأسمع بكاءه ونحيبه ، فقلت له يوما : يا أبا سعيد إنك لتكثر من البكاء فبكى ثم قال : « يا بني فما يصنع المؤمن إذا لم يبك ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة ، فإن استطعت أن لا تكون عمرك إلا باكيا فافعل ، لعله يراك على حالة ، فيرحمك بها ، فإذا أنت قد نجوت من النار »

__________
(1) أختلف : أذهب وأتردد
(2) العبرة : الدمعة

عن إسماعيل بن ذكوان ، قال : دخل إياس بن معاوية وأبوه إلى مسجد فيه قاص يقص عليهم ، فلم يبق أحد من القوم إلا بكى ، غير إياس وأبيه ، فلما تفرقوا قال معاوية بن قرة لابنه : أترانا شر أهل هذا المجلس ؟ قال إياس : « إنما هي رقة في القلوب ، فكما تسرع إلى الدمعة ، فكذلك تسرع إليها الفتنة » فقال معاوية : ما أدري ما تقول يا بني غير أنهم قد تعجلوا الرقة ، ورجاء الرحمة

عن عبد ربه أبو كعب ، صاحب الحرير قال : كنا عند معاوية بن قرة ، فذكر شيئا ، فنحب رجل من ناحية المجلس ، فقال له معاوية بن قرة : « أعطاك الله أملك فيما بكيت عليه » ، قال : فارتجت الحلقة بالبكاء

عن فرقدا السبخي ، يقول : قرأت في بعض الكتب : « أن العبد إذا بكى من خشية الله تحاتت (1) عنه ذنوبه كيوم ولدته أمه ، ولو أن عبدا جاء بجبال الأرض ذنوبا وآثاما ، لوسعته الرحمة إذا بكى ، وإن الباكي على الجنة لتشفع له الجنة إلى ربها ، فتقول : يارب ، أدخله الجنة كما بكى علي . وإن النار لتستجير له من ربها ، فتقول : يا رب أجره من النار ، كما استجارك (2) مني ، وبكى خوفا من دخولي »

__________
(1) تحات : تساقط ووقع
(2) استجار اللهَ : استعاذ به والتجأ إليه

عن غاضرة بن قرهد ، قال : كان فرقد السبخي قد بكى حتى أضر به ذلك البكاء ، وتناثرت أشفاره ، فقيل له في ذلك ، فقال : « بلغني أن كل عين بكت من خشية الله لا يصيبها لفح النار يوم القيامة » ، قال : فكان يبكي ، ويبكي أصحابه

عن أبي عمران الجوني ، قال : « لكل أعمال البر جزاء ، وفي كلها خير ، إلا الدمعة ، تخرج من عين العبد ، فليس لها كيل ولا وزن ، حتى يطفأ بها بحار من النيران »

عن سالم بن عبد الله ، قال : كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اللهم ارزقني عينين هطالتين ، تبكيان بذروف الدموع ، وتشفيانني من خشيتك من قبل أن تكون الدموع دما ، والأضراس جمرا »


_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 18, 2015 2:12 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947

اسْتِدْعَاءُ الْبُكَاءِ

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رضى الله تعالى عنه وأرضاه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ §ابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ حَتَّى تَصِيرَ فِي وُجُوهِهِمُ الْجَدَاوِلُ، فَتَنْفَدَ الدُّمُوعُ، فَتَقْرَحَ الْعُيُونُ، حَتَّى لَوْ أَنَّ السُّفُنَ أُرْخِيَتْ فِيهَا لَجَرَتْ»

عن صَالِحًا الْمُرِّيَّ، يَقُولُ: " لِلْبُكَاءِ دَوَاعيٍ: الْفِكْرَةُ فِي الذُّنُوبِ، فَإِنْ أَجَابَتْ عَلَى ذَلِكَ الْقُلُوبُ، وَإِلَّا نَقَلْتَهَا إِلَى تِلْكَ الشَّدَائِدِ وَالْأَهْوَالِ، فَإِنْ أَجَابَتْ عَلَى ذَلِكَ، وَإِلَّا فَاعْوِضْ عَلَيْهَا التَقَلُّبَ بَيْنَ أَطْبَاقِ النِّيرَانِ قَالَ: ثُمَّ صَاحَ وَغُشِيَ عَلَيْهِ , فَتَصَايَحَ النَّاسُ مِنْ نَوَاحِي الْمَجْلِسِ "

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَجُلًا، شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ: «§إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ فَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ، وَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ»

عَنِ الْمُعَلَّى بْنَ زِيَادٍ، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ §أَشْكُو إِلَيْكَ قَسْوَةَ قَلْبِي فَقَالَ: «ادْنُهْ مِنَ الذِّكْرِ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَغَازِلِيَّ، يَقُولُ: " قَالَ رَجُلٌ بِبِلَادِ الشَّامِ فِي بَعْضِ تِلْكَ السَّوَاحِلِ: «§لَوْ بَكَى الْعَابِدُونَ - عَلَى الشَّفَقَةِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِي أَجْسَادِهِمْ جَارِحَةٌ إِلَّا أَدَّتْ مَا فِيهَا مِنَ الدَّمِ وَالْوَدَكِ دُمُوعًا جَارِيَةً، وَبَقِيَتِ الْأَبْدَانُ يُبَّسًا خَالِيَةً , تَرَدَّدُ فِيهَا الْأَرْوَاحُ إِشْفَاقًا وَوَجَلًا مِنْ يَوْمٍ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ، لَكَانُوا مَحْقُوقِينَ بِذَلِكَ ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ»

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ §يَقِفُ عَلَى مَوْضِعِ الْحَدَّادِينَ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ كَيْفَ يَنْفُخُونَ الْكِيرَ، وَيَسْمَعُ صَوْتَ النَّارِ، فَيَصْرُخُ، ثُمَّ يَسْقُطُ، فَيَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُونَ: مَجْنُونٌ قَالَ: وَكَانَ يَأْتِي مَزْبَلَةً بِالْكُوفَةِ قَدِيمَةً، فَيَصْعَدُ عَلَيْهَا، فَيَجْلِسُ، ثُمَّ يَبْكِي، حَتَّى تَأْتِيَهُ الشَّمْسُ، فَيَنْزِلُ، فَيَتْبَعُهُ الصِّبْيَانُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَيَدْخُلَ "


عَنِ الْبَخْتَرِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ، «أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْعُبَّادِ §وَقَفَ عَلَى كِيرِ حَدَّادٍ وَقَدْ كُشِفَ عَنْهُ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَبْكِي» ، قَالَ: «ثُمَّ شَهِقَ شَهْقَةً فَمَاتَ»

عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الْحَسَنِ السُّوقَ، فَمَرَّ بِالْعَطَّارِينَ، فَوَجَدَ تِلْكَ الرَّائِحَةَ، فَبَكَى، ثُمَّ بَكَى، حَتَّى خِفْتُ أَنْ يُغْشَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ: يَا مَالِكُ " §وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا حُلُولُ الْقَرَارِ مِنَ الدَّارَيْنِ جَمِيعًا: الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ، لَيْسَ هُنَاكَ مَنْزِلٌ ثَالِثٌ، مَنْ أَخْطَأَتْهُ وَاللَّهِ الرَّحْمَةُ صَارَ إِلَى عَذَابِ اللَّهِ. قَالَ: ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي , فَلَمْ يَلْبَثْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا يسِيرًا حَتَّى مَاتَ "

حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ، بَيَّاعُ الْقَصَبِ قَالَ: مَرَرْتُ أَنَا وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَلَى بَنِي الْأَشْعَثِ، وَإِذَا هُمْ عَلَى طَنافِسَ، وَعَلَيْهِمْ أَلْوَانُ الْخَزِّ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ: مرْحَبًا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ , وَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ: اجْلِسْ. فَلَمَّا وَلَّى عَنْهُمْ بَكَى حَتَّى بَلَغَ الْكُنَاسَةَ بُكَاءً شَدِيدًا , فَقُلْتُ: §مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: إِنَّنِي ذَكَرْتُ الْجَنَّةَ وَنَعِيمَهَا وَشَبَابَهَا حِينَ رَأَيْتُ هَؤُلَاءِ "

عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَخًا لِشُعَيْبِ بْنِ صَفْوَانَ، يَذْكُرُ عَنْ بَعْضِ الْمَشْيَخَةِ، عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: اسْتَيْقَظَ ذَاتَ لَيْلَةٍ بَاكِيًا، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى اسْتَيْقَظَتُ , قَالَ: وَكُنْتُ أَبِيتُ مَعَهُ، فَرُبَّمَا مَنَعَنِي النَّوْمَ كَثْرَةُ بُكَائِهِ قَالَ: فَأَكْثَرَ لَيْلَتَئِذٍ الْبُكَاءَ جِدًّا , فَلَمَّا أَصْبَحَ دَعَانِي فَقَالَ: «أَيْ بُنَيَّ §لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يُسْمَعَ لَكَ وَيُطَاعَ، إِنَّمَا الْخَيْرُ أَنْ تَكُونَ قَدْ عَقَلْتَ عَنْ رَبِّكَ ثُمَّ أَطَعْتَهُ , يَا بُنَيَّ لَا تَأْذَنِ الْيَوْمَ لَأَحَدٍ عَلَيَّ حَتَّى أُصْبِحَ , وَيَرْتَفِعَ النَّهَارُ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَعْقِلَ عَنِ النَّاسِ , وَلَا يَفْهَمُونَ عَنِّي» فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأَيْتُكَ اللَّيْلَةَ بَكَيْتَ بُكَاءً مَا رَأَيْتُكَ بَكَيْتَ مِثْلَهُ قَالَ: فَبَكَى، ثُمَّ بَكَى، ثُمَّ قَالَ: «يَا بُنَيَّ إِنِّي وَاللَّهِ ذَكَرْتُ الْمَوْقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ» , قَالَ: ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يُفِقْ حَتَّى عَلَا النَّهَارُ , فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ مُبْتَسِمًا حَتَّى مَاتَ

عن عَبْدُ السَّلَامِ مَوْلَى مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: بَكَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَبَكَتْ فَاطِمَةُ، فَبَكَى أَهْلُ الدَّارِ، لَا يَدْرِي هَؤُلَاءِ مَا أَبْكَى هَؤُلَاءِ , فَلَمَّا تَجَلَّى عَنْهُمُ الْعَبْرُ، قَالَتْ فَاطِمَةُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّ بَكَيْتَ؟، قَالَ: ذَكَرْتُ يَا فَاطِمَةُ §مُنْصَرَفَ الْقَوْمِ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللَّهِ: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ". ثُمَّ صَرَخَ وَغُشِيَ عَلَيْهِ

عن مِسْمَعُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: بِتُّ أَنَا وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلْمَانَ، وَكِلَابُ بْنُ جُرَيٍّ، وَسَلْمَانُ الْأَعْرَجُ، عَلَى سَاحِلٍ مِنْ بَعْضِ السَّوَاحِلِ , فَبَكَى كِلَابٌ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَمُوتَ , ثُمَّ بَكَى عَبْدُ الْعَزِيزِ لِبُكَائِهِ , ثُمَّ بَكَى سَلْمَانُ لِبُكَائِهِمْ , وَبَكَيْتُ وَاللَّهِ لِبُكَائِهِمْ، لَا أَدْرِي مَا أَبْكَاهُمْ. فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ، سَأَلْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا أَبْكَاكَ لَيْلَتَكَ؟ فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ §نَظَرْتُ إِلَى أَمْوَاجِ الْبَحْرِ تَمُوجُ وَتَخِيلُ، فَذَكَرْتُ أَطْبَاقَ النِّيرَانِ وَزَفَرَاتِهَا، فَذَلِكَ الَّذِي أَبْكَانِي. ثُمَّ سَأَلْتُ كِلَابًا أَيْضًا نَحْوًا مِمَّا سَأَلْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ، فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّمَا قِصَّتُهُ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ. ثُمَّ سَأَلْتُ سَلْمَانَ الْأَعْرَجَ نَحْوًا مِمَّا سَأَلْتُهُمَا، فَقَالَ لِي: مَا كَانَ فِي الْقَوْمِ شَرٌ مِنِّي مَا كَانَ بُكَائِي إِلَّا لِبُكَائِهِمْ، رَحْمَةً لَهُمْ مِمَّا كَانُوا يَصْنَعُونَ بِأَنْفُسِهِمْ "



_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت إبريل 25, 2015 7:27 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947
عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ: أَنَّ أَبَا مُوسَى «خَطَبَ النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ §فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ النَّارَ، فَبَكَى حَتَّى سَقَطَتْ دُمُوعُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَبَكَى النَّاسُ يَوْمَئِذٍ بُكَاءً شَدِيدًا»

عَنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ §فَمَرَّ بِالْحَدَّادِينَ وَقَدْ أَخْرَجُوا حَدِيدَةً مِنَ النَّارِ، فَقَامَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَيَبْكِي»

عن النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: مَرَّ الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ بِرَجُلٍ بِهِ زَمَانَةٌ، فَجَلَسَ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيَبْكِي , فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: §ذَكَرْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَأَهْلَ النَّارِ، فَشَبَّهْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِأَهْلِ الْعَافِيَةِ، وَأَهْلَ الْبَلَاءِ بِأَهْلِ النَّارِ، فَذَلِكَ الَّذِي أَبْكَانِي "

عَنِ ابْنِ أَبِي الذُّبَابِ: «أَنَّ طَلْحَةَ، وَزُبَيْرًا،» §مَرَّا بِكِيرِ حَدَّادٍ، فَوَقَفَا يَنْظُرَانِ إِلَيْهِ وَيَبْكِيَانِ " قَالَ: «وَمَرَّا بِأَصْحَابِ الْفَاكِهَةِ وَالرَّيَاحِينِ، فَوَقَفَا يَبْكِيَانِ وَيَسْالْأَنِ اللَّهَ الْجَنَّةَ»

قَالَ النَّضْرُ: وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ، «§مَرَّ فِي الْحَدَّادِينَ، فَنَظَرَ فِي كِيرٍ، فَصَعِقَ»

عن عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الصَّرَّافُ، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ أَبِي سِنَانٍ قُدِّمَ لَهُ سُكَّرٌ مِنَ الْأَهْوَازِ , فَرَبِحَ فِيهِ مَالًا كَثِيرًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ إِخْوَانِهِ يُهَنِّؤُونَهُ بِذَلِكَ، فَوَجَدُوهُ فِي نَاحِيَةِ الْحُجْرَةِ يَبْكِي، فَقَالُوا: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذِهِ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَلَيْكَ، فَفِيمَ الْبُكَاءُ؟ قَالَ: «إِنِّي §خَشِيتُ وَاللَّهِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ سَكَرًا، فَاسْتِدْرَاجًا , وَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ نِسْيَانِي مَا ذَكَّرَنِي بِهِ رَبِّي، وَمِنْ غَفْلَتِنَا عَنْ ذَلِكَ»

عن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: بَعَثَ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ بِمَالٍ، فَجَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَبْكِي , ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرَ يَبْكِي، جَلَسَ يَبْكِي لِبُكَائِهِ , ثُمَّ جَاءَ مُحَمَّدٌ، فَجَلَسَ يَبْكِي لِبُكَائِهِمَا , فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُمْ جَمِيعًا. فَبَكَى الرَّسُولُ أَيْضًا لِبُكَائِهِمْ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى صَاحِبِهِ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ , فَأَرْسَلَ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَسْتَعْلِمُ عِلْمَ ذَلِكَ الْبُكَاءِ , فَجَاءَ رَبِيعَةُ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِمُحَمَّدٍ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: سَلْهُ، فَهُوَ أَعْلَمُ بِبُكَائِهِ مِنِّي. فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَبِيعَةُ، فَقَالَ: يَا أَخِي مَا الَّذِي أَبْكَاكَ مِنْ صِلَةِ الْأَمِيرِ لَكَ؟ قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ §خَشِيتُ أَنْ تَغْلِبَ الدُّنْيَا عَلَى قَلْبِي , فَلَا يَكُونَ لِلْآخِرَةِ فِيهِ نَصِيبٌ، فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي. قَالَ: فَأَمَرَ بِالْمَالِ، فَتُصُدِّقَ بِهِ عَلَى فُقَرَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَجَاءَ رَبِيعَةُ، فَأَخْبَرَ الْأَمِيرَ بِذَلِكَ، فَبَكَى وَقَالَ: هَكَذَا وَاللَّهِ يَكُونُ الْخَيْرُ "

عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَومًا سَاكِتًا وَأَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ، فَقَالُوا لَهُ: مَا لَكَ لَا تَتَكَلَّمُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «§كُنْتُ مُفَكِّرًا فِي أَهْلِ الْجَنَّةِ كَيْفَ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَفِي أَهْلِ النَّارِ كَيْفَ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا» ثُمَّ بَكَى

أَسْبَابُ الْبُكَاءِ

عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ السُّلَمِيِّ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «إِنَّ §الْعَبْدَ لَا يَبْكِي حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا يَمْسَحُ كَبِدَهُ بِجَنَاحِهِ، فَإِذَا مَسَحَ كَبِدَهُ بَكَى»

عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: «§أَرَقُّ النَّاسِ قُلُوبًا أَقَلُّهُمْ ذُنُوبًا»

عَنْ فَيَّاضِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: " كَانَ شَيْخٌ هَهُنَا مِنْ قُرَيْشٍ سَرِيعَ الدَّمْعَةِ كَثِيرًا، وَكَانَ مَا عَلِمْتُهُ مِنَ الْمُتَهَجِّدِينَ، قَلِيلَ الْآثَامِ، مُعْتَزِلًا لِلنَّاسِ. فَذَكَرْتُهُ يَومًا لِبَعْضِ عُلَمَائِنَا فَقُلْتُ: هَذَا الشَّيْخُ طَوِيلُ الِاجْتِهَادِ، وَمَا أَظُنُّهُ اقْتَرَفَ إِثْمًا مُذْ خَمْسُونَ عَامًا أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ هُوَ الدَّهْرَ يَبْكِي فَقَالَ لِيَ الرَّجُلُ: مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مِثْلُهُ إِلَّا هَكَذَا: نَدِيَّ الْعَيْنَيْنِ دَهْرَهُ. قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: لِأَنَّ §الْبَدَنَ إِذَا عَرِيَ دَقَّ , فَكَذَاكَ الْقَلْبُ إِذَا قَلَّتْ خَطَايَاهُ سَرُعَتْ دَمْعَتُهُ. قَالَ: فَعَلِمْتُ أَنَّ ذَاكَ كَمَا قَالَ "

عن حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّعْدِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَرَاثِيُّ: «§لَا تَنْدَى الْعَيْنُ حَتَّى يَحْتَرِقَ الْقَلْبُ، فَإِذَا احْتَرَقَ الْقَلْبُ تَلَهَّبَ شَعْلُهُ , فَهَاجَ إِلَى الرَّأْسِ دُخَانُهُ، فَاسْتَنْزَلَ الدُّمُوعَ مِنَ الشُّؤُونِ إِلَى الْعَيْنِ فَسَجَمَتْهُ»

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 04, 2015 12:54 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947
الْبُكَاءُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَأْ عَلَيَّ» قَالَ: قُلْتُ: أَلَيْسَ تَعَلَّمْتُ مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» , فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] فَاضَتْ عَيْنَاهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُيَيٌّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا بَكَى أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَحِمَهُ اللَّهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟» قَالَ: أَبْكَتَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ السُّورَةُ "

وَبِإِسْنَادِهِ حَدَّثَنِي حُيَيٌّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ، يَذْكُرُ: أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوتًا بِالْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: «اعْرِضْ عَلَيَّ سُورَةَ بَرَاءَةِ» , فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ، فَبَكَى عُمَرُ بَكَّاءً شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: «مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّهَا أُنْزِلَتْ»

حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ: كَانَ إِذَا أَتَى عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16] بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ الْبُكَاءُ، وَيَقُولُ: «بَلَى يَا رَبِّ»

وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: " كَانَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ إِذَا قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] بَكَى، حَتَّى أَقُولَ: قَدِ انْدَقَّ قَضِيضُ زَوْرِهِ "

حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الْغَرِقِ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ جِمَازٍ، قَالَ: قَالَ شُمَيْطٌ يَعْنِي ابْنَ عَجْلَانَ: «كُلُّ دَمْعٍ يَجْرِي مِنَ الْقُرْآنِ فَمَرْحُومٌ عِنْدَ اللَّهِ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ فَضْلٌ الرَّقَاشِيُّ: «مَا تَلَذَّذَ الْعَابِدُونَ، وَلَا اسْتَطَارَتْ قُلُوبُهُمْ بِشَيْءٍ كَحُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ , وَكُلُّ قَلْبٍ لَا يُجِيبُ عَلَى حُسْنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ فَهُوَ قَلْبٌ مَيِّتٌ» . وَقَالَ الْفَضْلُ: " وَأَيُّ عَيْنٍ لَا تَهْمُلُ عَلَى حُسْنِ الصَّوْتِ إِلَّا عَيْنُ غَافِلٍ أَوْ لَاهٍ؟

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ لِأَبِي مُوسَى: «ذَكِّرْنَا رَبَّنَا. فَيَقْرَأُ عِنْدَهُ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ " إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبْكِيَ أَصْحَابَهُ، قَرَأَ آيَاتٍ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ، وَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوتًا، فَإِذَا قَرَأَ بَكَى وَأَبْكَى , قَالَ: ثُمَّ يَتَكَلَّمُ بَعْدَ ذَلِكَ " قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ يَتَكَلَّمُ وَدُمُوعُهُ سَائِلَةٌ "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَحْيَى أَبُو نُبَاتَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ، " وَقَرَأَ عِنْدَهُ رَجُلٌ {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [الفرقان: 13] ، فَبَكَى حَتَّى غَلَبَهُ الْبُكَاءُ وَعَلَا نَشِيجُهُ، فَقَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ، فَدَخَلَ بَيْتَهُ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ "

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ , أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ لِابْنِهِ: " اقْرَأْ فَقَالَ: مَا أَقْرَأُ؟ قَالَ: سُورَةُ ق فَقَرَأَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} [ق: 19] بَكَى ثُمَّ قَالَ: اقْرَأْ يَا بُنَيَّ. قَالَ: مَا أَقْرَأُ؟ قَالَ: سُورَةُ ق حَتَّى إِذَا بَلَغَ ذِكْرَ الْمَوْتِ بَكَى أَيْضًا بُكَاءً شَدِيدًا. فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا "

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، قَالَ: " صَلَّى بِنَا أَبِي، فَقَرَأَ سُورَةَ ق فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ {: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} [ق: 19] غَلَبَتْهُ عَبْرَتُهُ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَجُوزَ، فَرَكَعَ "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: " قَرَأَ لَنَا قَارِئٌ بِمَكَّةَ {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} [ق: 19] وَنَحْنُ عَلَى بَابِ فُضَيْلٍ فَجَعَلْنَا نَسْمَعُ نَشِيجَهُ مِنَ الْعُلُوِّ "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَهْدَمُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: كَانَ طَلْقٌ إِذَا قَرَأَ بَكَى وَأَبْكَى، وَكَانَ إِذَا قَرَأَ لَمْ يَسْمَعْهُ أَحَدٌ إِلَّا بَكَى مِنْ رِقَّتِهِ وَحُسْنِ صَوْتِهِ , قَالَ: وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: مَا أَحْسَنَ صَوْتَكَ يَابُنَيَّ بِالْقُرْآنِ فَلَيتَهُ لَا يَكُونُ وَبَالًا عَلَيْكَ غَدًا فِي الْقِيَامَةِ. فَبَكَى حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الْفُضَيْلِ مَوْلَى بَنِي زُهْرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ، قَالَ: شَهِدْتُ رَجُلًا قَرَأَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] «بَكَى عُمَرُ حَتَّى اشْتَدَّ بُكَاؤُهُ ثُمَّ ازْدَادَ بُكَاءً، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: قَرَأَ الْحَارِثُ بْنُ سُوَيْدٍ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7] {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 8] ، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ عَذَابَ الْآخِرَةِ لَشَدِيدٌ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ وَعِنْدَهُ قَارِئٌ يَقْرَأُ، §فَقَرَأَ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا فَجَعَلَ مَالِكٌ يَنْتَفِضُ، وَأَهْلُ الْمَجْلِسُ يَبْكُونَ وَيَصْرُخُونَ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7] فَجَعَلَ مَالِكٌ وَاللَّهِ يَبْكِي وَيَشْهَقُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، فَحُمِلَ مِنْ بَيْنَ الْقَوْمِ صَرِيعًا "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَوْدُودٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَرَأَ ذَاتَ يَوْمٍ: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا} [يونس: 61] فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا حَتَّى سَمِعَهَا أَهْلُ الدَّارِ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ، فَجَعَلَتْ تَبْكِي لِبُكَائِهِ وَبَكَى أَهْلُ الدَّارِ لِبُكَائِهِمْ، فَجَاءَ عَبْدُ الْمَلِكِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ يَبْكُونَ، فَقَالَ: يَا أَبَهْ مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: «خَيْرٌ يَا بُنَيَّ، وَدَّ أَبُوكَ أَنَّهُ لَمْ يَعْرِفِ الدُّنْيَا وَلَمْ تَعْرِفْهُ , وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أُهْلَكَ , وَاللَّهِ يَا بُنَيَّ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ»

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَهْدَمُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، إِلَى الْحَسَنِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يَقْرَأُ، فَلَمَّا بَلَغَ هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} [الطور: 7] {مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} [الطور: 8] بَكَى الْحَسَنُ، وَبَكَى أَصْحَابُهُ , §وَجَعَلَ مَالِكٌ يَضْطَرِبُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَلْمَانَ، قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ أَبِي {وَالطُّورِ} [الطور: 1] {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} [الطور: 2] ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} [الطور: 7] {مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} [الطور: 8] قَالَ: فَبَكَى الْقَوْمُ، حَتَّى مَا كُنْتُ أَسْمَعُ قِرَاءَةَ الْقَارِئِ "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الشَّمَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، " فَقَرَأَ: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمُ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24] فَجَعَلَ يُكَرِّرُهَا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُجَاوِزَهَا، يَعْنِي: مِنَ الْبُكَاءِ "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ مُؤَذِّنًا , فَأَبْطَأَ الْإِمَامُ، فَأَمَّنَا، §فَكَانَ لَا يَكَادُ يُجِيزُهَا مِنَ الرِّقَّةِ، يَعْنِي مِنَ الْبُكَاءِ "

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ عَمْرٍو الْأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْعَنَزِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ خَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي ثِيَابٍ دَسِمَةٍ، وَوَرَاءَهُ حَبَشِيُّ يَمْشِي , فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى النَّاسِ رَجَعَ الْحَبَشِيُّ , فَكَانَ عُمَرُ إِذَا انْتَهَى إِلَى الرَّجُلَيْنِ قَالَ: «هَكَذَا رَحِمَكُمَا اللَّهُ» ، حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَ، فَقَرَأَ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1] ، فَقَالَ: «وَمَا شَأْنُ الشَّمْسِ؟» ، {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} [التكوير: 2] حَتَّى انْتَهَى إِلَى {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} [التكوير: 12] {وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} [التكوير: 13] فَبَكَى، وَبَكَى أَهْلُ الْمَسْجِدِ، وَارْتَجَّ الْمَسْجِدُ بِالْبُكَاءِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَنُ حِيطَانَ الْمَسْجِدِ تَبْكِي مَعَهُ

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نُوحٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ ضَيْغَمٍ بِعَبَّادَانَ، فَزَارَهُ بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، فَقَالَ ضَيْغَمٌ: وَيْحَكَ يَا حَكِيمُ انْظُرْ لَنَا بَعْضَ أَصْحَابِنَا مِمَّنْ يَقْرَأُ، فَإِنَّ بِشْرًا يُعْجِبُهُ حُسْنُ الصَّوْتِ , فَانْطَلَقْتُ، فَأَتَيتُهُمْ بِإِنْسَانٍ فَارِسِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ، فَقَالُوا لِي: لَا تَقُلْ لَهُ يَقْرَأُ حَتَّى يَهْدَأَ أَهْلُ الدَّيْرِ. فَلَمَّا سَكَنَتِ الرِّجْلُ، وَهَدَأَ النَّاسُ، قَالُوا لَهُ: خُذِ الْآنَ. فَجَعَلَ وَاللَّهِ الْفَارِسِيُّ يَقْرَأُ , وَالْقَوْمُ يَبْكُونَ وَيَنْتَحِبُونَ قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ فَجَعَلَ يَنُوحُ بِالْفَارِسِيَّةِ، فَجَعَلُوا وَاللَّهِ يَصْرُخُونَ كَمَا تَصْرُخُ الثَّكْلَى. قَالَ: حَتَّى اسْتَيْقَظَ أَهْلُ الدَّيْرِ وَاجْتَمَعُوا. فَأَمَّا بِشْرٌ فَغُشِيَ عَلَيْهِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِرَارًا قَالَ: وَأَمَّا أَبُو مَالِكٍ فَجَعَلَ يَقُومُ وَيَقْعُدُ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ عَقْلَهُ قَدْ ذَهَبَ قَالَ: فَبِتْنَا وَاللَّهِ بِلَيْلَةٍ , أَطْيَبِ لَيْلَةٍ , وَأَلَذِّ عَيْشٍ فَكَانَ بِشْرٌ يَقُولُ لِي بَعْدُ: وَيْحَكَ يَا حَكِيمُ مَا فَعَلَ الْفَارِسِيُّ؟ وَيْحَكَ يَا حَكِيمُ يَقْتُلُ النَّاسَ ذَاكَ الْفَارِسِيُّ هَكَذَا عِيَانًا بِصَوْتِهِ "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَائِشَةَ هَذِهِ الْآيَاتِ: فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ، فَبَكَتْ، وَقَالَتْ: «رَبِّ مُنَّ، وَقِنِي عَذَابَ السَّمُومِ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ سَلَمَةَ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، مِنْ وَلَدِ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ، قَالَ: كُنَّا نَجْتَمِعُ كَثِيرًا، قَالَ: فَبِتْنَا لَيْلَةً بِعَبَّادَانَ فِي أَوَّلِ مَا اتُّخِذَتْ، قَالَ: وَمَعَنَا لَيْلَتَئِذٍ الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، وَبَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ الْكُوفِيُّ، وَعِدَّةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ، إِذْ قَالُوا: قَدْ جَاءَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ،. . لَهُ الْقَوْمُ جَمِيعًا، فَدَخَلَ عَلَيْنَا، وَكَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ، فَدَخَلَ عَبْدُ الْوَاحِدِ وَقَدِ انْتَهَى الْقَارِئُ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: 9] {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا} [الطور: 10] ، فَصَاحَ: وَأَيُّ أَذَانٍ دُونَ؟ فَضَجَّ الْقَوْمُ بِالْبُكَاءِ، وَسَقَطَ عَبْدُ الْوَاحِدِ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ. فَقَامَ الرَّبِيعُ وَأَصْحَابُهُ، فَأَحَاطُوا بِهِ، فَجَعَلُوا يَبْكُونَ وَهُوَ بَيْنَهُمْ صَرِيعٌ. فَلَمْ يَزَالُوا عَلَى ذَلِكَ يَبْكُونَ , حَتَّى ضَرَبَهُ الْبَرْدُ فِي السَّحَرِ، فَأَفَاقَ "

حَدِّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْأُرْدُنِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَجُلًا يَقْرَأُ: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} [الطور: 8] ، فَجَعَلَ يَبْكِي حَتَّى اشْتَدَّ بُكَاؤُهُ. ثُمَّ خَرَّ يَضْطَرِبُ. فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: «§دَعُونِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ قَسَمَ حَقٍّ مِنْ رَبِّي»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خُرَيْمٍ، قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: إِنَّ هَهُنَا قَوْمًا إِذَا اسْتَمَعُوا الْقُرْآنَ بَكَوْا حَتَّى تَعْلُوَ أَصْوَاتُهُمْ فَقَالُ الْحَسَنُ: «لَمْ يَزَلِ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ يَبْكُونَ عِنْدَ الذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ»

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 04, 2015 4:57 am 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8042
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
متابَعة
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 04, 2015 3:01 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً كثيرا سيدى الشريف الفاضل / فراج يعقوب
ويسعدنى ويشرفنى دوماً مرور حضرتك الكريم العطر
أكرمك الله

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 08, 2015 11:07 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947
مَنْ وَعَظَ وَبَكَى

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ شَبِيبٍ الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ: فِيمَا عَرَضْنَا عَلَى رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: «لَا تَنْسَوُا الْعَظِيمَتَيْنِ» قُلْنَا: وَمَا الْعَظِيمَتَانِ؟ قَالَ: «الْجَنَّةُ وَالنَّارُ» , فَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا ذَكَرَ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى جَرَى أَوَائِلُ دُمُوعِهِ جَانِبَيْ لِحْيَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ , لَوْ تَعْلَمُونَ مِنْ عِلْمِ الْآخِرَةِ مَا أَعْلَمُ، لَمَشَيْتُمْ إِلَى الصَّعِيدِ، فَلَحَثَيْتُمْ عَلَى رُءُوسِكُمُ التُّرَابَ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ أَبُو كَعْبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ: أَنَّ أَبَا مُوسَى، " خَطَبَ النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ، فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ النَّارَ، فَبَكَى حَتَّى سَقَطَتْ دُمُوعُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ. قَالَ: وَبَكَى النَّاسُ يَوْمَئِذٍ بُكَاءً شَدِيدًا "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَوْثَرَةَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " لَوْ أَنَّ رَجُلًا، مِنْ أَهْلِ النَّارِ أُخْرِجَ إِلَى الدُّنْيَا، لَمَاتَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنْ وَحْشَةِ مَنْظَرِهِ، وَمِنْ رِيحِهِ. قَالَ: ثُمَّ بَكَى عَبْدُ اللَّهِ بُكَاءً شَدِيدًا "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَاةَ، يَخْطُبُنَا عَلَى مِنْبَرِ الْمَدَائِنِ , فَجَعَلَ يَعِظُنَا حَتَّى بَكَى وَأَبْكَى، فَقَالَ: " كُونُوا كَرَجُلٍ قَالَ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ: يَا بُنَيَّ أُوصِيكَ أَنْ لَا تُصَلِّيَ صَلَاةً إِلَّا ظَنَنْتَ أَنَّكَ لَا تُصَلِّي بَعْدَهَا غَيْرَهَا حَتَّى تَمُوتَ، وَتَعَالَ بُنَيَّ حَتَّى نَعْمَلَ عَمَلَ رَجُلَيْنِ كَأَنَّهُمَا قَدْ أُوقِفَا عَلَى النَّارِ ثُمَّ سَأَلَا الْكَرَّةَ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ فُلَانًا - نَسِيَ عَبَّادٌ اسْمَهَ - مَا بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ غَيْرُهُ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمْ مِنْ مَخَافَتِهِ، مَا مِنْهُمْ مَلَكٌ تَقْطُرُ دَمْعَةٌ مِنْ عَيْنِهِ إِلَّا وَقَعَتْ مَلَكًا يُسَبِّحُ» قَالَ: " وَمَلَائِكَةٌ سُجُودٌ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، لَمْ يَرْفَعُوا رُءُوسَهُمْ، وَلَا يَرْفَعُونَهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , وَصُفُوفٌ لَمْ يَنْصَرِفُوا عَنْ مَصَافِّهِمْ، وَلَا يَنْصَرِفُونَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ , فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ تَجَلَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ، فَنَظَرُوا إِلَيْهِ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى , فَقَالُوا: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ كَمَا يَنْبَغِي لَكَ "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ، شَيْخٌ بِمَكَّةَ قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَبْكِي عَلَى الْمِنْبَرِ، مَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَكَلَّمَ مِنْ شِدَّةِ الْبُكَاءِ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَسْرٌ أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ يَصْعَدُ الْمِنْبَرَ , وَإِنَّ لِحْيَتَهُ لَتَقْطُرُ دُمُوعًا. ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَعْدَ أَنْ نَزَلَ وَإِنَّهُ لَعَلَى نَحْوٍ مِنْ حَالِهِ الَّتِي صَعِدَ عَلَيْهَا مِنَ الْبُكَاءِ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَحْيَى الْأُمَوِيُّ أَبُو نُبَاتَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ قَدِمَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , قَالَ: وَكَانَ فِيمَا ذَاكَرَنَا بِهِ عُمَرُ أَنْ قَالَ لِمُحَمَّدٍ: «يَا أَبَا حَمْزَةَ مَا ضَرَّ أَخَاكَ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ التَّقَلُّلُ وَالِانْقِطَاعُ الَّذِي كَانَ فِيهِ؟» ، قَالَ: ثُمَّ بَكَى بُكَاءً شَدِيدًا، حَتَّى قُلْتُ: الْآنَ يَسْقُطُ ثُمَّ قَالَ: «أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ بُسْرٌ صَبَرَ عَلَى الْقِلَّةِ وَالْعِبَادَةِ، لَقَدْ صَبَرَ عَلَى مَعْرِفَةٍ وَعِلْمٍ بِمَا صَبَرَ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْهَرَوِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ غَدًا مَوقُوفُونَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، وَمَسْئُولُونَ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ امْرُؤٌ، وَلْيَنْظُرْ مَا يُعِدُّ لِذَلِكَ الْمَوْقِفِ؛ فَإِنَّهُ مَوْقِفٌ يَخْسَرُ فِيهِ الْمُبْطِلُونَ، وَتَذْهَلُ فِيهِ الْعُقُولُ، وَيَرْجِعُ الْأَمْرُ فِيهِ إِلَى اللَّهِ؛ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ، إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ، بَادِرُوا آجَالَكَمْ بِأَعْمَالِكِمْ , قَبْلَ أَنْ تُخْتَرَمُوا دُونَ آمَالِكُمْ» ثُمَّ نَحَبَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَرَأَيْتُ دُمُوعَهُ تَنْحَدِرُ عَلَى لِحْيَتِهِ

حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: خَطَبَنَا الْحَجَّاجُ فَقَالَ: " ابْنَ آدَمَ أَنْتَ الْيَوْمَ تَأْكُلُ , وَغَدًا تُؤْكَلُ. ثُمَّ تَلَا: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [العنكبوت: 57] ثُمَّ بَكَى، حَتَّى جَعَلَ يَتَلَقَّى دُمُوعَهُ بِعِمَامَتِهِ "

قَالَ أَبُو بَكْرِ وَأَمَّا أَبُو كُرَيْبٍ فَقَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ، يَخْطُبُ يومًا وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " يَا ابْنَ آدَمَ بَيْنَمَا أَنْتَ فِي دَارِكَ وَقَرَارِكَ، إِذْ تَسَوَّرَ عَلَيْكَ عَبْدٌ يُدْعَى مَلَكَ الْمَوْتِ، فَوَضَعَ يَدَهُ مِنْ جَسَدِكَ مَوضِعًا، فَذَلَّ لَهُ، فَاخْتَلَسَ رُوحَكَ، فَأَخَذَهُ، فَذَهَبَ بِهِ. ثُمَّ قَامَ إِلَيْكَ أَهْلُكَ، فَغَسَّلُوكَ وَكَفَّنُوكَ، ثُمَّ حَمَلُوكَ إِلَى قَبْرِكَ فَدَفَنُوكَ، ثُمَّ رَجَعُوا، فَاخْتَصَمَ فِيكَ حَبِيبَاكَ: حَبِيبُكَ مِنْ أَهْلِكَ , وَحَبِيبُكَ مِنْ مَالِكَ فَاتَّقِ اللَّهَ؛ فَإِنَّكَ الْيَوْمَ تَأْكُلُ , وَغَدًا تُؤْكَلُ ". قَالَ أَبُو سَعْدٍ: ثُمَّ نَعَرَ نَعْرَةً، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ الْمَوْتُ بِهِ. ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى عَيْنَيْهِ تَسْكُبَانِ، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ يَتَلَقَّى دُمُوعَهُ بِعِمَامَتِهِ، ثُمَّ يَنْزِلُ، فَيَفْتُلُ قَالَ: وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَاسْتَسْقَى، وَقَدِ اسْتَسْقَى قَبْلُ , قَالَ: فَلَمَّا كَانَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ اسْتَسْقَى، فَلَا وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَنَ الْمِنْبَرِ حَتَّى مُطِرَ. فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَصَلَّى، وَسَقَطَ رِدَاؤُهُ. قَالَ: وَبَكَى لَمَّا أُجِيبَ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْعَبْدَ يَسْأَلُ رَبَّهُ الْحَاجَةَ , وَطَلَبُهَا إِلَيْهِ، وَمَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَنْ يُجِيبَهُ فِيهَا، فَيَطُوِّلُ اللَّهُ عَلَيْهِ؛ لِيَكُونَ إِذَا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ أَشَدَّ لِشُكْرِهِ، وَإِنِّي أَقْسَمْتُ عَلَيْكُمْ بِاللَّهِ لَمَا صُمْتُمْ شُكْرًا» ثَلَاثًا، ثُمَّ خَرَجَ


_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة مايو 15, 2015 11:18 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947
مَنْ وُعِظَ فَاسْتَمَعَ الْمَوْعِظَةَ وَبَكَى

حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَقُصُّ لِابْنِ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ عُمَرَ قَاعِدٌ نَاحِيَةً، فَقَرَأَ: {لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] فَبَكَى ابْنُ عُمَرَ حَتَّى لَثِقَ جَيْبُهُ مِنْ دُمُوعِهِ، وَابْتَلَّتْ لِحْيَتُهُ "

قَالَ أَبُو بَكْرِ وَأَمَّا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةٍ فَذَكَرَ، عَنْ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: «رُئِيَ ابْنُ عُمَرَ فِي حَلْقَةِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَكَانَ مِنْ أَبْلَغِ النَّاسِ يَبْكِي، حَتَّى بَلَّ الْحَصَى بِدُمُوعِهِ»

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ أَبُو الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ، قَالَ: «رَأَيْتُ أَبَا وَائِلٍ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ وَيَدُهُ فِي يَدِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، فَكُلَّمَا ذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ , انْتَفَضَ شَقِيقٌ وَبَكَى»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ صُقَيْرٍ أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَلَّمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يومًا فِي الظُّهْرِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ " ذَكِّرْنَا بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ. قَالَ: فَذَكَّرْتُ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِ اللَّهِ أَكْثَرَ بُكَاءً مِنْهُ

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْأَهْتَمِ، فَلَمْ يَزَلْ يَعِظُهُ وَعُمَرُ يَبْكِي، حَتَّى سَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ "

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ، قَالَ: قَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: " ابْنَ الْأَهْتَمِ بَيَانُكَ حُجَّةٌ عَلَيْكَ، فَأَقْصِرْ مِنْ خُطْبَتِكَ، وَأَعِدَّ الْجَوَابَ عِنْدَ اللَّهِ بِحُجَّتِكَ قَالَ: فَبَكَى ابْنُ الْأَهْتَمِ، وَبَكَى عُمَرُ، وَارْتَجَّتِ الدَّارُ بِالْبُكَاءِ، فَمَا رُئِيَ بَاكٍ فِي زَمَنِ عُمَرَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَهْتَمِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ جَالِسٌ عَلَى سَرِيرٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ فِي مَوعِظَتِهِ الطَّوِيلَةِ، فَنَزَلَ عُمَرُ عَنْ سَرِيرِهِ حَتَّى اسْتَوَى بِالْأَرْضِ، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَابْنُ الْأَهْتَمِ يَقُولُ: «وَأَنْتَ يَا عُمَرُ وَأَنْتَ يَا عُمَرُ مِنْ أَوْلَادِ الْمُلُوكِ , وَأَبْنَاءِ الدُّنْيَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي النَّعِيمِ , وَغُذُّوا بِهِ، لَا يَعْرِفُونَ غَيْرَهُ» وَعُمَرُ يَبْكِي وَيَقُولُ: هِيهِ هِيهِ ابْنَ الْأَهْتَمِ هِيهِ، فَلَمْ يَزَلْ يَعِظُهُ , وَعُمَرُ يَبْكِي، حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ زَيْدٍ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: تَكَلَّمَ رَجُلٌ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ يَومًا، فَأَبْكَى الْقَوْمَ , فَلَمَّا تَفَرَّقُوا وَخَرَجُوا مِنْ دَارِهِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «هَكَذَا كَانَ النَّاسُ فِيمَا مَضَى»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، عَنْ عُقَيْبَةَ بْنِ فَضَالَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ دَعْلَجٍ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلٌ يُضْرَبُ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ أُكَلِّمُكَ بِشَيْءٍ , ثُمَّ شَأْنَكَ وَمَا تُرِيدُ. قَالَ: فَأَمَرَ بِهِ، فَأَمْسَكَ عَنْهُ، فَقَالَ: هَاتِ كَلَامَكَ. قَالَ: فَهِبْتُهُ وَاللَّهِ , وَرَهِبْتُ مِنْهُ رَهْبَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قُلْتُ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ أَنَّ " الْعِبَادَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرْعَدُ فَرَائِصُهُمْ فِي الْمَوْقِفِ خَوْفًا مِنْ شَرِّ مَا يَأْتِي بِهِ الْمُنَادِي لِلْحِسَابِ , وَإِنَّ الْمُتَكَبِّرِينَ يَوْمَئِذٍ لَتَحْتَ أَقْدَامِ الْخَلَائِقِ قَالَ: فَبَكَى، فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ، فَأَمَرَ بِالرَّجُلِ، فأُطْلِقَ. قَالَ: فَكُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ قَرَّبْنِي وَأَكْرَمَنِي قَالَ: وَقَالَ لِي يَومًا وَقَدْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ: وَيْحَكَ يَا عُقَيْبَةُ مَا ذَكَرْتُ حَدِيثَكَ إِلَّا أَبْكَانِي قَالَ: ثُمَّ بَكَى "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُضَرُ، قَالَ: اجْتَمَعْنَا لَيْلَةً عَلَى السَّاحِلِ وَمَعَنَا مُسْلِمٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ:
[البحر الكامل]
مَا لِلْمُحِبِّ سِوَى إِرَادَةِ حُبِّهِ ... إِنَّ الْمُحِبَّ بِكُلِّ بَرٍّ يَضْرَعُ
قَالَ: «فَبَكَى مُسْلِمٌ حَتَّى خَشِيتُ وَاللَّهِ أَنْ يَمُوتَ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الضَّرِيرُ، قَالَ: قَالَ لِي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ:
[البحر الوافر]
بَكَى الْبَاكُونَ لِلرَّحْمَنِ لَيْلًا ... وَبَاتُوا دَمْعَهُمْ مَا يَسْأَمُونَا
بِقَاعُ الْأَرْضِ مِنْ شَوقٍ إِلَيْهِمْ ... تَحِنُّ مَتَى عَلَيْهَا يَسْجُدُونَا
قَالَ: فَجَعَلْتُ أُرَدِّدُهَا عَلَيْهِ، فَبَكَى، حَتَّى قُلْتُ: الْآنَ تَخْرُجُ نَفْسُهُ

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي الصَّلْتُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: " بِتْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ صَاحِبٍ لَنَا , وَمَعَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَجَعَلَ بَعْضُ قُرَّائِنا تِلْكَ اللَّيْلَةَ يَقُولُ:

وَمَا لِيَ لَا أَبْكِي عَلَى الذَّنْبِ إِنَّنِي ... أَرَى الذَّنْبَ دَاءً فِي الْجَوَانِحِ وَالْقَلْبِ

وَحَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ رِيَاحَ بْنَ عُبَيْدَةَ الْبَاهِلِيَّ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَجَاءَ أَعْرَابِيُّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، جَاءَتْ بِيَ الْحَاجَةُ، وَانْتَهَيْتُ الْغَايَةَ، وَاللَّهُ سَائِلُكَ عَنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: «وَيْحَكَ أَعِدْ عَلَيَّ» فَأَعَادَ عَلَيْهِ، فَنَكَّسَ عُمَرُ رَأْسَهُ، وَأَرْسَلَ دُمُوعَهُ، حَتَّى ابْتَلَّتِ الْأَرْضُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «وَيْحَكَ كَمْ أَنْتُمْ؟» قَالَ: أَنَا وَثَلَاثُ بَنَاتٍ لِي فَفَرَضَ لَهُ عَلَى ثَلَاثِمِائَةٍ، وَفَرَضَ لِبَنَاتِهِ عَلَى مِائَةٍ، وَأَعْطَاهُ مِائَةَ - دِرْهَمٍ، وَقَالَ لَهُ: «هَذِهِ الْمِائَةُ أَعْطَيْتُكَ مِنَ مَالِي، لَيْسَ مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ اذْهَبْ , فَاسْتَنْفِقْهَا حَتَّى تَخْرُجَ أُعْطِيَاتُ الْمُسْلِمِينَ فَتَأْخُذَ مَعَهُمْ»

حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي فَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ حَسَّانَ السِّنْجَارِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ أَذْرِبَيْجَانَ أَتَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اذْكُرْ بِمَقَامِي هَذَا مَقَامًا لَا يَشْغَلُ اللَّهَ عَنْكَ فِيهِ كَثْرَةُ مَنْ يُخَاصِمُ , يَوْمَ تَلْقَاهُ بِلَا ثِقَةٍ مِنَ الْعَمَلِ، وَلَا بَرَاءَةٍ مِنَ الذَّنْبِ. فَبَكَى عُمَرُ بُكَاءً شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: «وَيْحَكَ ارْدُدْ عَلَيَّ كَلَامَكَ هَذَا» . فَجَعَلَ يُرَدِّدُهُ، وَعُمَرُ يَبْكِي وَيَنْتَحِبُ، ثُمَّ قَالَ: «حَاجَتَكَ» ، قَالَ: إِنَّ عَامِلَ أَذْرِبَيْجَانَ عَدَا عَلَيَّ فَأَخَذَ مِنِّي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَجَعَلَهَا فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ عُمَرُ: «اكْتُبُوا لَهُ السَّاعَةَ إِلَى عَامِلِهَا حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ»

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 25, 2015 12:49 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947
البكاء في الصلاة

حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا شبابة بن سوار ، قال : حدثنا محمد بن أبي الحارث الثقفي ، قال : « رأيت عمر بن عبد العزيز رفع رأسه من السجود ، فقعد بين السجدتين مقدار عشرين آية ، ثم سجد . فلما رفع رأسه ، نظرت إلى الدموع سائلة على خديه » قال أبو عمرو : قلت لمحمد : أفي التطوع كان ذلك ؟ قال : نعم بمكة «

حدثني محمد ، قال : حدثني أدهم بن زكريا القرشي ، قال : أخبرني شيخ من أهل خراسان ، قال : لما أراد أبو جعفر بيت المقدس ، نزل براهب كان ينزل به عمر بن عبد العزيز إذا أراد بيت المقدس ، فقال : يا راهب ، أخبرني بأعجب شيء رأيته من عمر بن عبد العزيز قال : نعم يا أمير المؤمنين . بينا عمر عندي ذات ليلة على سطح غرفتي هذه وهو من رخام وأنا مستلق (1) على قفاي ، فإذا أنا بماء يقطر من الميزاب (2) على صدري ، فقلت : والله ما عندي ماء ، ولا رشت السماء مطرا . فصعدت ، « فإذا هو ساجد ، وإذا دموع عينيه تنحدر من الميزاب »


__________
(1) استلقى : نام على ظهره
(2) الميزاب : قناة أو أنبوب يجري فيها الماء ويسيل وينقل من مكان إلى مكان


حدثني محمد ، قال : حدثني الحميدي ، قال : حدثنا علي بن شبيب ، قال : حدثنا أصحابنا الحجيون ، قالوا : « لما رفع عمر بن عبد العزيز رأسه من السجود خلف المقام ، نظروا إلى موضع سجوده مبتلا من دموع عينيه »

حدثني محمد ، قال : حدثني محمد بن جعفر بن يحيى ، قال : « رأيت خالدا الزيات قد رفع رأسه من سجدة ، فنظرت إلى الحصى مبتلة من دموع عينيه »

وحدثني محمد ، قال : حدثني موسى بن داود الضبي ، قال : حدثنا الربيع بن صبيح ، عن مكحول ، قال : « رأيت سيدا من ساداتكم دخل الطواف ، فقلت : لأنظرن ما يصنع ، فقلت : من هو ؟ قال : سيد من بيننا ، ودخل ، فقام في الزاوية التي فيها الركن الأسود قدر . . . أربعين آية ، ثم تحول إلى الزاوية التي من ناحية الحجر ، ففعل مثل ذلك ثم تحول إلى الزاوية التي ما يلي الدرجة ، ففعل مثل ذلك . ثم تحول إلى الزاوية التي فيها الركن اليماني ، ففعل مثل ذلك ، ثم قام على الرخامة الحمراء حيال (1) الجزعة ، فصلى ركعتين من أحسن الناس صلاة ، فسمعته يقول وهو ساجد : » اللهم اغفر لي ذنوبي ، وما قدمت ، وما قدمت يداي « ثم بكى حتى بل المرمر

__________
(1) حيال : حذاء وتلقاء


حدثنا عبد الله بن عيسى الطفاوي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الزراد ، قال : « صليت إلى جنب رياح القيسي ، فكنت أسمع وقع دموعه على البواري مثل الوكف : طق طق »

حدثني محمد بن عبد الله القرشي ، قال : « ربما صليت إلى جنب إسماعيل بن داود . . . ، فأسمع وقع دموعه على بوري المسجد »

حدثني محمد ، قال : حدثنا أبو عمر الضرير ، قال : حدثنا صالح المري ، عن عبيد الله بن العيزار ، قال : « ما رأيت الحسن إلا صارا بين عينيه ، عليه كآبة ، كأنه رجل أصيب بمصيبة ، فإن ذكر الآخرة ، أو ذكرت بين يديه ، جاءت عيناه بأربع »

حدثني محمد ، قال : حدثني عبيد الله بن محمد القرشي ، قال : حدثني عبد الجبار بن النضر السلمي ، قال : حدثني رجل من آل محمد بن سيرين قال : « رأيت مسلم بن يسار رفع رأسه من السجود في المسجد الجامع ، فنظرت إلى موضع سجوده كأنه قد صب فيه الماء ، من كثرة دموعه » .

حدثني محمد ، قال : قال لي قادم الديلمي : أخذ فضيل بن عياض بيدي فقال لي : « ابك على فضيل أيام الدنيا ، فإني رأيت منك ودا رفع رأسه مرة من سجوده في مسجد الكوفة ، فإذا الحصى مبتل . قال : ثم بكى للرحيل حتى رحمته »

حدثني محمد ، قال : حدثني عبيد الله بن عمر ، قال : أتيت صاحبا لي يقال له عمران بن مسلم ، « فأراني موضعين مبتلين في مسجده ، أحدهما بحذاء (1) الآخر . فقلت : ما هذا ؟ قال : هذا والله من دموع ضيغم البارحة (2) بين المغرب والعشاء وهو راكع »

__________
(1) بحذاء الشيء : بموازاته وجانبه ومحاذاته
(2) البارحة : أقرب ليلة مضت


حدثني محمد ، قال : حدثني أبو بدر شجاع بن الوليد قال : حدثنا عمرو بن قيس ، قال : « كان شقيق بن سلمة يدخل المسجد فيصلي ، ثم ينشج كما تنشج المرأة » . قال أبو بدر : وكان محمد بن . . من الخائفين الله ، كان على . . يبكي حتى . . الحصى من دموعه

حدثني محمد ، قال : حدثني مالك بن ضيغم ، قال : « بكيت حتى . . . يقول . . . . دموعه تسايل . ورأيت رجلا . . . . . له جوابا »

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 25, 2015 10:18 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947
البكاء عند النداء على الصلاة

حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثني أبو عبد العزيز ، قال : حدثنا الحارث بن سعيد ، قال : كان أبو عمران الجوني « إذا سمع الأذان ، تغير لونه ، وفاضت عيناه »

حدثني محمد ، قال : حدثنا أبو بكر الحميدي ، عن سفيان ، قال : كان منصور بن صفية يبكي في وقت كل صلاة ، فكانوا يرون أنه يذكر الموت والقيامة عند الصلوات

وحدثني محمد ، قال : حدثني روح بن سلمة الوراق ، قال : حدثني مضر القارئ ، عن عبد الواحد بن زيد ، عن يحيى البكاء ، عن الحسن ، قال : « إذا أذن المؤذن لم تبعد دابة بر ولا بحر إلا أصغت واستمعت قال : ثم بكى الحسن بكاء شديدا »

وحدثني محمد ، قال : حدثني محمد بن عبد الوهاب الحارثي ، قال : كان أبو زكريا النهشلي إذا سمع النداء ، تغير لونه ، وأرسل عينيه فبكى قال : وحدثني رجل ، من بني . . . أنه قال سألته عن ذلك ، فقال : أشبهه بالصريخ يوم العرض . قال : ثم غشي عليه

حدثني محمد ، قال : حدثني الحميدي ، عن سفيان ، قال : كان أبو خالد المؤذن يزيد بن . . « إذا أذن بكى ، وربما صرخ الصرخة في إثر (1) الأذان . فقال له بعض أولياء الأمر : ما الذي يغشاك عند النداء ؟ فبكى ثم قال : إنني لأشبهه بالقيامة . ثم غشي عليه » قال سفيان : وسمعته يقول : لولا ما أؤمل من الفرج والراحة بعد الأذان ، لظننت أن نفسي ستخرج فرقا من الموت

__________
(1) في إثره : بعده


قال سفيان : وذكروا عنه أنه كان يقول إذا فرغ من أذانه : « انقطعت الرغائب دونك ، وكلت الألسن إلا عن ذكرك ، وذهلت عقول أوليائك عن غيرك شوقا واشتياقا ، فأعط القوم إلهي أمنيتهم ، وأجب دعوتهم ، وتفضل علينا وعليهم بجودك يا كريم » قال نحوا من هذا

حدثني محمد ، قال : حدثني قادم الديلمي ، قال : كنا عند فضيل بن عياض وهو في المسجد ، فأذن المؤذن ، فبكى حتى بل الحصى ثم قال : « أشبهه بالنداء ثم بكى »

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 03, 2015 11:12 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947
البكاء عند الطهور

حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثني يحيى بن عبيد الله بن محمد ، قال : حدثني عبد الرحمن بن حفص القرشي ، قال : كان علي بن حسين « إذا توضأ اصفر ، فيقول له أهله : ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء ؟ فيقول : تدرون بين يدي من أريد أن أقوم ؟ »

حدثني محمد ، قال : حدثني أحمد بن إسحاق الحضرمي ، قال : حدثني شيخ من أهل واسط يكنى أبا سعيد ، وكان جارا لمنصور بن زاذان قال : رأيت منصورا توضأ فلما فرغ دمعت عيناه ، ثم جعل يبكي حتى ارتفع صوته فقلت : رحمك الله ما شأنك ؟ قال : « وأي شيء أعظم من شأني ؟ إني أريد أن أقوم بين يدي من لا تأخذه سنة ولا نوم »

حدثني محمد ، قال : حدثنا يحيى بن بسطام ، قال : حدثني نعيم بن مورع بن توبة التميمي ، قال : كان عطاء السليمي إذا فرغ من طهوره ارتعد (1) وانتفض ، وبكى بكاء شديدا . فقيل له في ذلك ، فقال : « إني أريد أن أتقدم على أمر عظيم ، إني أريد أن أقوم بين يدي الله »

__________
(1) الارتعاد : الرجفة والاضطرب من الخوف

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 03, 2015 11:53 am 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 06, 2010 8:26 pm
مشاركات: 14545
مكان: مصر
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد أرق خلق الله تبارك وتعالى
اللهم رقق قلوبنا بك ولك يارب العالمين

جزاكم الله كل خير الفاضل نور الدين بارك الله فيكم

_________________
"يس" يا روح الفؤاد


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 03, 2015 12:09 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947
الفاضله خلف الظلال كتب:
اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد أرق خلق الله تبارك وتعالى
اللهم رقق قلوبنا بك ولك يارب العالمين

جزاكم الله كل خير الفاضل نور الدين بارك الله فيكم


وبورك فى حضرتك السيده الفاضله / خلف الظلال
وجزاكم الله خيراً
وشكراً جزيلاً على مرور حضرتك الكريم العطر .

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 06, 2015 12:29 am 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947
إخفاء البكاء

حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا محمد بن عبيد قال : حدثنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، قال : رأيت محمد بن كعب يقص ، فبكى رجل ، فقطع قصصه وقال : « من الباكي ؟ قالوا : مولى بني فلان قال : فكأنه كره ذلك »

حدثني محمد ، قال : حدثنا شبابة بن سوار ، قال : حدثنا أبو معشر ، قال : كان محمد بن كعب القرظي يقص ودموعه تجري على خديه ، « فإن سمع باكيا زجره وقال : ما هذا »

حدثنا خالد بن خداش ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : بكى أيوب مرة ، فأخذ بأنفه وقال : « إن هذه الزكمة ربما عرضت » وبكى مرة أخرى ، فاستكنى بكاءه ، فقال : « إن الشيخ إذا كبر مج (1) »


__________
(1) مَج : لَفَظَ الماء ونحوه من فمه وطرحه وألقاه


حدثنا يعقوب بن إسماعيل ، قال : أخبرنا حبان ، قال : أخبرنا عبد الله ، قال : أخبرنا المعتمر ، عن كهمس بن الحسن ، « أن رجلا تنفس عند عمر بن الخطاب كأنه يتجاذب فلكزه (1) لكزة » ، أو قال : « لكمه »

__________
(1) اللكز : الضَّرْب بِجُمْع الكف في الصدر


حدثني يعقوب ، قال : حدثنا حبان ، قال : أخبرنا عبد الله ، عن رجل ، عن أبي السيل « أنه كان يتحدث ، أو يقرأ ، فيأتيه البكاء ، فيصرفه إلى الضحك »

حدثني محمد بن عثمان الحجبي ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن الربيع يعني ابن صبيح قال : وعظ الحسن يوما ، فنحب رجل ، فقال الحسن : « ليسألنك الله يوم القيامة ما أردت بهذا »

حدثني محمد بن علي بن شقيق ، قال : حدثنا إبراهيم بن الأشعث ، قال : سمعت عصاما الرملي ، : أن الحسن ، حدث يوما ، أو وعظ ، فنحب رجل في مجلسه ، فقال الحسن : « إن كان لله فقد شهرت نفسك ، وإن كان لغير الله هلكت »

حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثني سليمان بن حرب ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : ذكر أيوب يوما شيئا ، فرق ، فالتفت كأنه يتمخط . ثم أقبل علينا فقال : « إن الزكام شديد على الشيخ »

حدثني محمد ، قال : حدثنا إسحاق بن منصور السلولي ، عن هريم بن سفيان ، قال : « كان منصور يحدثنا ، فيمسح الدموع مرارا قبل أن يقوم »

حدثني محمد ، قال : حدثني يحيى الأصفر ، قال : حدثني عبد الرحمن بن مسلم ، مولى لآل أبي بكرة قال : « بكى أيوب مرة ، فلم يملك عبرته (1) ، فقام »


__________
(1) العبرة : الدمعة


حدثني محمد ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، قال : حدثنا بسطام بن حريث ، قال : كان أيوب « يرق ، فيستدمع ، فيحب أن يخفي ذلك على أصحابه ، فيمسك على أنفه كأنه رجل مزكوم . فإذا خشي أن تظبه عبرته (1) ، قام »

__________
(1) العبرة : الدمعة


حدثنا خالد بن خداش ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : جاء ثابت إلى محمد بن واسع يعوده (1) ، فسلم يحيى البكاء على ثابت فقال : « من أنت ؟ » فقال رجل : هذا أبو مسلم ، هذا يحيى قال : « من أبو مسلم ؟ » قالوا : يحيى البكاء قال : « إن شر أيامكم يوم عرفتم بالبكاء ، ونسبتم إليه »

__________
(1) العيادة : زيارة الغير


حدثني محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا شريك ، عن الأعمش ، قال : بكى حذيفة في صلاته ، فلما فرغ (1) ، التفت ، فإذا رجل خلفه فقال : « لا تعلمن بهذا أحدا »

__________
(1) فرغ : انتهى


حدثني محمد ، قال : حدثني الحسن بن الربيع ، قال : كان ابن المبارك « إذا رق ، فخاف أن يظهر ، ذلك منه ، قام ، وربما أخذ في حديث آخر »

عن محمد بن واسع ، قال : « لقد أدركت رجالا ، كان الرجل يكون رأسه ورأس امرأته على وساد واحد ، قد بل ما تحت خده من دموعه ، لا تشعر به امرأته . ولقد أدركت رجالا ، كان أحدهم يقوم في الصف فتسيل دموعه على خديه ، لا يشعر به الذي إلى جنبه »

حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، قال : بكى رجل إلى جنب الحسن ، فقال : « قد كان أحدهم يبكي إلى جنب صاحبه فما يعلم به »

حدثني أبي قال : أخبرنا عبد العزيز القرشي ، قال : أخبرنا عمران بن خالد ، قال : سمعت محمد بن واسع ، قال : « إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة ، ومعه امرأته ، ما تعلم به »

حدثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثني عبد الله بن عيسى ، قال : أخبرني أبي قال : كان حسان بن أبي سنان يحضر مسجد مالك بن دينار ، فإذا تكلم مالك « بكى حسان حتى يبل ما بين يديه ، لا يسمع له صوت »


_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الرقة والبكاء.
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 16, 2015 11:19 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت أكتوبر 08, 2011 9:06 pm
مشاركات: 1947
الْبُكَاءُ عَلَى الذُّنُوبِ

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: «امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ»

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ لِي أَبِي: «اتَّقِ رَبَّكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَابْكِ مِنْ ذِكْرِ خَطِيئَتِكَ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مِسْمَعُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلْمَانَ، إِلَى نَاشِرَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَنَفِيِّ وَكَانَ قَدْ بَكَى حَتَّى أَظْلَمَتْ عَيْنَاهُ فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَنَا , فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ، فَقَالَ لَهُ نَاشِرَةُ: «أَبُو مُحَمَّدٍ؟» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: «جِئْنَا لَتَبْكِي وَنَبْكِيَ مَعَكَ عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ سَالِفِ الذُّنُوبِ» قَالَ: فَشَهِقَ شَهْقَةً خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ وَجَلَسَ عَبْدُ الْعَزِيزِ يَبْكِي عِنْدَ رَأْسِهِ. وَتَنَادَى أَهْلُهُ، فَجَعَلُوا يَبْكُونَ حَوْلَهُ وَهُوَ صَرِيعٌ بَيْنَهُمْ. فَلَمَّا رَأَيْتُ الْبُكَاءَ قَدْ كَثُرَ، انْسَلَلْتُ فَخَرَجْتُ

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَعْضِ رَجَالِهِ، أَنَّ زَيَادًا ضَحِكَ ذَاتَ يَوْمٍ حَتَّى عَلَا صَوْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ. وَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا فَقَالَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ: مَا رَأَيْنَا أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ بُكَاءً فِي إِثْرِ ضَحِكٍ أَسْرَعَ مِنْ بُكَائِكَ بِالْأَمْسِ قَالَ «إِنِّي وَاللَّهِ ذَكَرْتُ ذَنْبًا أَذْنَبْتُهُ، كُنْتُ بِهِ حِينَئِذٍ مَسْرُورًا، فَذَكَرْتُهُ، فَبَكَيْتُ خَوْفًا مِنْ عَاقِبَتِهِ ثُمَّ بَكَى أَيْضًا»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الْقَيْسِيُّ، وَكَانَ قَرَابَةً لِرِيَاحٍ الْقَيْسِيِّ قَالَ: كُنْتُ أَدْخَلُ عَلَيْهِ الْمَسْجِدَ وَهُوَ يَبْكِي، وَأَدْخَلُ عَلَيْهِ بَيْتَهُ وَهُوَ يَبْكِي، وَآتِيهِ فِي الْجَبَّانِ وَهُوَ يَبْكِي فَقُلْتُ لَهُ يَومًا: أَنْتَ دَهْرَكَ فِي مَأْتَمٍ؟ قَالَ: فَبَكَى، ثُمَّ قَالَ: «يَحِقُّ لِأَهْلِ الْمَصَائِبِ وَالذُّنُوبِ أَنْ يَكُونُوا هَكَذَا»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِيسَى، قَالَ: نَظَرَ حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ إِلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَبْكِي فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ يَا فَتَى؟» قَالَ: ذَكَرْتُ ذُنُوبًا سَلَفَتْ فَبَكَيْتُ. قَالَ: فَبَكَى حُذَيْفَةُ ثُمَّ قَالَ: «نَعَمْ يَا أَخِي فَلِمِثْلِ الذُّنُوبِ فَلَيُبْكَ» ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ، فَتَنَحَّيَا، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ يومًا، فَذَكَرَ شَيْئًا، فَرَّقَ، فَبَكَى رَجُلٌ، فَارْتَفَعَ صَوْتُهُ، وَعَلَا بُكَاؤُهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: نَعَمْ وَاللَّهِ يَا أَخِي فَابْكِ هَكَذَا عَلَى نَفْسِكَ، فَمَا خَيْرُ مَنْ لَا يَرْحَمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَكُنْتُ أَسْمَعُ الْحَسَنَ بَعْدَ ذَلِكَ كَثِيرًا يُرَدِّدُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ: «مَا خَيْرُ مَنْ لَا يَرْحَمُ نَفْسَهُ» قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ أُعْجِبَ بِهَا حِينَ سَمِعَهَا يَوْمَئِذٍ

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيِّ، قَالَ: كَانَ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ إِذَا أَمْسَى بَكَى، فَقِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: «لَا أَدْرِي مَا صَعِدَ الْيَوْمَ مِنْ عَمَلِي»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ السَّلُولِيُّ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بِلْعَنْبَرَ قَدْ لَهِجَ بِالْبُكَاءِ، فَكَانَ لَا تَرَاهُ إِلَّا بَاكِيًا قَالَ: فَعَاتَبَهُ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ يَوْمًا فَقَالَ: لِمَ تَبْكِي رَحِمَكَ اللَّهُ هَذَا الْبُكَاءَ الطَّوِيلَ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ:
[البحر الوافر]
بَكَيْتُ عَلَى الذُّنُوبِ لِعِظْمِ جُرْمِي ... وَحُقَّ لِكُلِّ مَنْ يَعْصِي الْبُكَاءُ
فَلَوْ كَانَ الْبُكَاءُ يَرُدُّ هَمِّي ... لَأَسُعَدَتِ الدُّمُوعَ مَعًا دِمَاءُ
ثُمَّ بَكَى حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ الرَّجُلُ عَنْهُ وَتَرَكَهُ "

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ قَالَ: " ذَكَرْنَا يومًا الْعَفْوَ , وَمَعَنَا حَوْشَبُ بْنُ مُسْلِمٍ وَكَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ عِنْدَ الذِّكْرِ فَبَكَى حَتَّى لَطَى بِالْأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهُ بَعْدَ كَمْ؟ "

وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ خُشَيْشٍ أَبَى مُحْرِزٍ قَالَ: أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ: «هَبْكَ تَنْجُو، بَعْدَ كَمْ تَنْجُو؟»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّرَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَالِكٍ يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ يَعْنِي ابْنَ مُصَرِّفٍ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ لَهُ ذُنُوبٌ، فَكَانَ لَهُ عِنْدَ كُلُّ ذَنْبٍ مِنْهَا بَكِيَّةٌ قَالَ: فَقَالَ لَهُ غُلَامُهُ: إِنْ كَانَ هَذَا دَأْبَكَ فَإِنِّي سَأَقُودُكَ أَعْمَى "

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَغَازِلِيَّ، يَقُولُ: قَالَ رَجُلٌ بِبَعْضِ بِلَادِ الشَّامِ فِي بَعْضِ السَّوَاحِلِ: «لَوْ بَكَى الْعَابِدُونَ عَلَى الشَّفَقَةِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِي أَجْسَادِهِمْ جَارِحَةٌ إِلَّا أَدَّتْ مَا فِيهَا مِنَ الدَّمِ وَالْوَدَكِ دُمُوعًا جَارِيَةً، وَبَقِيَتِ الْأَبْدَانُ يُبَّسًا خَالِيَةً، تَرَدَّدُ فِيهَا الْأَرْوَاحُ إِشْفَاقًا وَوَجَلًا مِنْ يَوْمٍ تَذْهَلُ فِيهِ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ، لَكَانُوا مَحْقُوقِينَ بِذَلِكَ ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ»

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّصِيبِيُّ، وَكَانَ جَارًا لِأَبِي سُلَيْمَانَ دُوَيْدٍ اللَّبَانِ قَالَ: كَانَ أَبُو سُلَيْمَانَ يَبْكِي عَامَّةَ دَهْرِهِ. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يومًا يَقُولُ وَكَانَ كَثِيرًا مَا يُرَدِّدُ هَذَا الْكَلَامَ: " بَكُّوا الذُّنُوبَ قَبْلَ مَحْلِ بُكَائِهَا، وَفَرِّغُوا الْقُلُوبَ إِلَّا مِنْ شُغْلِ حِسَابِهَا، فَبِحَرِىً إِنْ كُنْتُمْ كَذَلِكَ أَنْ تُدْرِكُوا فَوَاتَ مَا قَدْ فَاتَ لِشُؤْمِ التَّفْرِيطِ، بِالْإِنَابَةِ وَالْمُرَاجَعَةِ وَالْإِخْلَاصِ لِلرَّبِّ الْكَرِيمِ. وَكَانَ يَبْكِي وَيَقُولُ: وَجَدْنَاهُ أَكْرَمَ مَوْلًى لِشَرِّ عَبِيدٍ " قَالَ: ثُمَّ يَبْكِي وَيُبْكِي

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَهِيمٌ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: " رَكِبَ مَعَنَا الْبَحْرَ فَتًى مِنْ بَنِي مُرَّةَ مِنْ أَهْلِ الْبَدْوِ , فَجَعَلَ يَبْكِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ. فَعَاتَبَهُ أَهْلُ الْمَرْكَبِ عَلَى ذَلِكَ وَقَالُوا: ارْفُقْ بِنَفْسِكَ قَلِيلًا فَقَالَ: إِنَّ أَقَلَّ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لِنَفْسِي عِنْدِي أَنْ أَبْكِيَهَا، فَأَبْكِيَ عَلَيْهَا أَيَّامَ الدُّنْيَا، لِعِلْمِي بِمَا يَمُرُّ عَلَيْهَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ غَدًا قَالَ: فَمَا بَقِيَ فِي الْمَرْكَبِ أَحَدٌ إِلَّا بَكَى "

قَالَ عُثْمَانُ: وَكَانَ بَهِيمٌ رَجُلًا حَزِينًا، فَكَانَ إِذَا ذُكِرَ هَذَا الْبَدَوِيُّ بَكَى، وَقَالَ: «هَذَا يَبْكِي عَلَى نَفْسِهِ وَيَرْحَمُهَا مِمَّا يَمُرُّ عَلَيْهَا فِي الْمَوْقِفِ، فَكَيْفَ بِمَا بَعْدَ الْمَوْقِفِ إِنْ لَمْ يَصُنِ الْعَبْدُ إِلَى خَيْرٍ؟» قَالَ: وَيَبْكِي بُكَاءً شَدِيدًا إِذَا ذَكَرَهُ

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْقَارِئَ، فِي جَوْفِ اللَّيْلِ وَهُوَ يَبْكِي وَيَقُولُ:

ابْكِ لِذَنْبِكَ طُولَ الدَّهْرِ مُجْتَهِدًا ... إنَّ الْبُكَاءَ مُعَوَّلُ الْأَحَزَانِ
لَا تَنْسَ ذَنْبَكَ فِي النَّهَارِ وَطُولِهِ ... إِنَّ الذُّنُوبَ تُحِيطُ بِالْإِنْسَانِ
وَيَبْكِي بُكَاءً شَدِيدًا، وَيُرَدِّدُ ذَلِكَ

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدٌ الْخُمْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحْرٌ أَبُو يَحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَابِدًا، فِي بَعْضِ السَّوَاحِلِ ذَاتَ لَيْلَةٍ يَبْكِي، وَإِخْوَانُهُ عِنْدَهُ، فَبَكَوْا، فَقَالَ: " ابْكُوا بِأَبِي أَنْتُمْ بُكَاءَ مَنْ عَلِمَ أَنَّهُ غَيْرُ نَاجٍ إِلَّا بِطُولِ الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ قَالَ: ثُمَّ بَكَى وَقَالَ:
[البحر الخفيف]
مَنْ فَيَّضَ الدَّمْعَ لِلدَّنيَا فَإِنَّا ... نَسْفَحُ الدَّمْعَ لِاقْتَرَافِ الذُّنُوبِ
قَالَ: فَبَكَى الْقَوْمُ وَاللَّهِ بُكَاءً شَدِيدًا "

قَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ، قَالَ: قَالَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ: «إِذَا أَنْتَ لَمْ تَبْكِ عَلَى ذَنْبِكَ، فَمَنْ يَبْكِي لَكَ عَلَيْهِ بَعْدَكَ؟» قَالَ: ثُمَّ يَبْكِي صَالِحٌ وَيَقُولُ: يَا إِخْوَتَاهْ ابْكُو عَلَى الذُّنُوبِ، فَإِنَّهَا تَرِينُ الْقُلُوبَ حَتَّى تَنْطَمِسَ، فَلَا يَصِلُ إِلَيْهَا مِنْ خَيْرِ الْمَوْعِظَةِ شَيْءٌ

_________________
اللهم افردنى لما خلقتنى له
ولا تشغلنى بما تكفلت لى به
ولا تحرمنى وأنا أسألك
ولا تعذبنى وأنا أستغفرك


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 16 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 11 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط