موقع د. محمود صبيح https://www.msobieh.com:443/akhtaa/ |
|
العدو الظاهر و العدو الباطن ( مفارقات) ... https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=24059 |
صفحة 1 من 1 |
الكاتب: | البخاري [ السبت أكتوبر 03, 2015 8:10 pm ] |
عنوان المشاركة: | العدو الظاهر و العدو الباطن ( مفارقات) ... |
تفسير الرازي – دار إحياء التراث العربي 1/57 : (النكتة الرابعة : أن سر الاستعاذة هو الالتجاء إلى قادر يدفع الآفات عنك ، ثم أن أجل الأمور التي يلقي الشيطان وسوسته فيها قراءة القرآن ، لأن من قرأ القرآن ونوى به عبادة الرحمن وتفكر في وعده ووعيده وآياته وبيناته ازدادت رغبته في الطاعات ورهبته عن المحرمات ؛ فلهذا السبب صارت قراءة القرآن من أعظم الطاعات ، فلا جرم كان سعى الشيطان في الصد عنه أبلغ ، وكان احتياج العبد إلى من يصونه عن شر الشيطان أشد ، فلهذه الحكمة اختصت قراءة القرآن بالاستعاذة. النكتة الخامسة : الشيطان عدو الإنسان كما قال تعالى : {إِنَّ الشَّيْطَـانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا } (فا طر : 6) والرحمن مولى الإنسان وخالقه ومصلح مهماته ثم إن الإنسان عند شروعه في الطاعات والعبادات خاف العدو فاجتهد في أن يتحرى مرضاة مالكه ليخلصه من زحمة ذلك العدو ، فلما وصل الحضرة وشاهد أنواع البهجة والكرامة نسي العدو وأقبل بالكلية على خدمة الحبيب ، فالمقام الأول : هو الفرار وهو قوله : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) والمقام الثاني : وهو الاستقرار في حضرة الملك الجبار فهو قوله : (بسم الله الرحمن الرحيم). النكتة السادسة : قال تعالى : {لا يَمَسُّه ا إِلا الْمُطَهَّرُونَ} (الواقعة : 79) فالقلب لما تعلق بغير الله واللسان لما جرى بذكر غير الله حصل فيه نوع من اللوث ، فلا بدّ من استعمال الطهور ، فلما قال : {أَعُوذُ بِاللَّهِ} حصل الطهور/ فعند ذلك يستعد للصلاة الحقيقية وهي ذكر الله تعالى فقال : {بِسْمِ اللَّهِ} . النكتبة السابعة : قال أرباب الإشارات : لك عدوان أحدهما ظاهر والآخر باطن ، وأنت مأمور بمحاربتهما . قال تعالى في العدو الظاهر : {قَـاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (التوبة : 29) . وقال في العدو الباطن : {إِنَّ الشَّيْطَـانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا } (فاطر : 6) . فكأنه تعالى قال : إذا حاربت عدوك الظاهر كان مددك الملك ، كما قال تعالى : {يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ ءَالَـافٍ مِّنَ الملائكة مُسَوِّمِينَ} (آل عمران : 125) . وإذا حاربت عدوك الباطن كان مددك الملك كما قال تعالى : {إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـانٌ} (الحجر : 42). وأيضاً فمحاربة العدو الباطن أولى من محاربة العدو الظاهر ؛ لأن العدو الظاهر إن وجد فرصة ففي متاع الدنيا ، والعدو الباطن إن وجد فرصة ففي الدين واليقين ، وأيضاً فالعدو الظاهر إن غلبنا كنا مأجورين ، والعدو الباطن إن غلبنا كنا مفتونين ، وأيضاً فمن قتله العدو الظاهر كان شهيداً ، ومن قتله العدو الباطن كان طريداً ، فكان الاحتراز عن شر العدو الباطن أولى ، وذلك لا يكون إلا بأن يقول الرجل بقلبه ولسانه (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). )اهـ . |
صفحة 1 من 1 | جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين |
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group http://www.phpbb.com/ |