بسم الله الرحمن الرحيم
قال سيدي الشيخ محي الدين في كتابه روح القدس في محاسبة النفس وهو يذكر لبعض اخوانه من لقيهم من العارفين بالله: . ومنهم رضي الله عنهم صالح العدوي رضي الله عنه ,كان بالله عارفا ومع الله في كل حالة واقفا ,تاليا لكتاب الله العزيز آناء الليل وأطراف النهار ,لم يتخذ مسكنا قط ولا تداوى قط ,كان يعمل على مقام السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ,كان لايكلم احدا يجالسه ,ياتي عليه اوقات يدخل في صلاة الضحى فلا يزال واقفا في الركعة الاولى حتى يقال له قد زالت الشمس ,كان اذا قام الى الصلاة في اليوم الشديد البرد يلقى عنه ثيابه حتى يبقى في قميص واحد وسراويل وهو يتصبب عرقا كانما في ديماس ,له في صلاته زئير وهمهمة ,لا يفقه ما يقول ,لا يدخر شيئا لغد البته ,ولا يقبل مالايحتاج اليه لنفسه ولا لغيره ,كان يأوي ليله الى مسجد ابي عامر المقري,صاحبته سنين أكاد اعد كلامه معي من قلته ,كان في بعض السنين يفقد من البلد اذا قرب عيد الاضحى ,فأخبرني فقيه شاهد من شهود البلد انه يحضر الموسم بعرفات ,أخبره بذلك من شاهده ,كان له بنا تعلق والى جهتنا تأمل ,انتفعنا به ,اخبرني بأمور في حقي مما يتفق لي في المستقبل فرأيتها كلها ماغادرت منها كلمة ,خدمه ابو علي الشكاز ,لم يزل باشبيلية على هذه الحالة اربعين سنة حتى مات بها ,فغسلناه ليلا وحملناه على رقابنا الى مقبرته وتركناه وانفصلنا عنه حتى صلي عليه ودفنه الناس ,لم ار بعده على حاله مثله ,كانت حالته تشبه حالة اويس,وله اخبار كثيرة يطول ذكرها .
|