فراج يعقوب كتب:
بطلان نسبتها لسيدنا حسان فانتبهوا يا معشر الخلان :
لما رأيت أنواره سطعت :
ــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
وبعد فهذه رسالة بخصوص ما نشر في الإنترنت وتويتر وغيرها وهو عن إسلام الصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله عنه. ويتضمن ما يأتي : (أعطى كفار قريش الشاعر حسان بن ثابت مبلغَا من المال
- وذلك قبل إسلامه - ليهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فوقف حسان على ربوة ينتظر مجيء الرسول عليه السلام
لينظر الى صفة من صفاته فيهجوه بها،
ومر الحبيب المصطفى،
فلما رآه حسان
رجع الى قريش فرد لهم المال
وقال:
هذا مالكم ليس لي فيه حاجة ،
وأما هذا الذي أردتم أن أهجوه ...
اللهم أني أشهدك أني أشهد أنه رسول الله...
فقالوا:
ما دهاك ؟ ما لهذا أرسلناك !!!
فأجابهم بهذا الشعر:
لما رأيت أنواره سطعـــت.... وضعت من خيفتي كفي على بصري
خوفا على بصري من حسن صورته.... فلست انظره إلا على قدري
روح من النور في جسم من القمر... كحلية نسجت من الأنجم الزهر ) أنتهى
أقول فقد بحثت في كتب السنه المطهرة و التاريخ عن الرواية المذكورة فلم أجد أي سند أو متن فضلا عن أي قصة تتضمن إسلام الصحابي الجليل حسان ابن ثابت وعرجت على الإنترنت وبعد بحث مطول للمواقع والمنتديات التي أوردت هذه الرواية تبين مايلي:
1- هذه الروايه ليس لها سند ولا أصل في كتب السنة وكتب السلف والخلف .
2- هذه القصه ذكرها الشيخ محمد عبدالجواد في محاضرة باسم : سيف السماء
وقد أنشد أبياتها المقرئ إدريس أبكر بصوت حزين يجعل السامع لها يبكي بمجرد سماع البيت الأول شوقا الى المصطفى صلى الله عليه وسلم . وقد سبقه الشيخ محمد عبدالجواد بخطبة رنانة تطير لها القلوب شوقا الى لنبي صلى الله عليه وسلم .
3-الأبيات المذكوره موجوده في موقع (معجم البابطين للشعراء العربية في القرنين التاسع عشر و العشرين) في ترجمة الشاعرمحمد بن عبدالله سعاد الصوفي على الطريقة القادريه )والمولود عام 1861 في بلدة فوتاطور بالسنغال وله قصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم مذكورة في الموقع ومن ضمنها الأبيات المنسوبة لحسان ابن ثابت رضي الله عنه وهذه نصها
من قصيدة: سيد البشر
لـمَّا رأيـتُ إلى أنـــــــــوارِه سطعتْ وضعتُ مـن خـيفتـي كفّي عــــــــــلى بصَري خـوفًا عـلى بصَرٍ مـن حسن صــــــــورته فلست أنظرُه إلا عـلى قــــــــــــــــدَر
لا نـورَ مـن نـورهِ فـي نــــــــورهِ غرقتْ والـوجهُ مـثل طلـوع الشّمس والقـمـــــــر
روحٌ مـــــــن النّور فـي جسمٍ مـن القـمـــر كحُلّةٍ نُسِجت مـن أنجـم الزهـــــــــــــر
فقـلـتُ هـذا الـذي قـد حـاز أفضل مـــــا قـد حـازه العبـدُ مـن جنِّ ومـن بشـــــــر
حـمدتُ مـولاي فـي رؤيـاكَ يـا أمـلــــــي هـذا الـمـنى غايتهـا سـيّدُ الـبشــــــر
بشّرْ سمـيّك يـا سنْدي ويـا ثقتـــــــــــي بـالفـوز يـوم ورودِ الخلقِ فـي الـحشــــر
4- وللاسف لم يتطرق أحد من العلماء أو طلبة العلم لهذا الافتراء والوضع بينما تجد بأن القصة منشوره من فترة طويلة والكل يتناقلها في المواقع والمنتديات
وللأسف بعضها بأشراف بعض المشايخ الفضلاء
5-نشر الدكتور الفاضل خالد أحمد الصالح (طبيب أورام وأديب كويتي ) في جريدة الوطن بتاريخ 12/10/1434 هـ مقالة بعنوان (احذروا تلك العنكبوت) وذكر مشكورا بطلان نسبة الأبيات للصحابي الجليل حيث قال (سألني الصديق عن اسم الشاعر، وكالعادة سارعت الى صاحبنا (غوغل) محرك البحث فماذا وجدت؟ منتديات كثيرة كلها تخبرنا ان صاحب هذه القصيدة هو الشاعر الصحابي حسان بن ثابت، ثم تروى لها رواية مشوقة عن منح كفار قريش مالا لحسان قبل اسلامه من أجل هجو رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فذهب حسان ليرى محمداً تمهيداً لهجائه، فلما رأى حسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أسلم لرؤيته وقال تلك الأبيات.
المعلومة تم تداولها في المنتديات وكأنها حقيقة، ولكني رجعت الى معجم البابطين لشعراء العربية فوجدت القصيدة باسم الشاعر الصوفي محمد بن عبدالله سعاد، من شعراء القرن التاسع عشر، مولود عام 1861 في السنغال وتنقل بينها وبين مالي وغينيا، والقصيدة تحمل بيتاً يؤكد على ان صاحبها هو محمد بن عبدالله، حيث يقول الشاعر في ختامها:
بشر سميَك يا سندي ويا ثقتي بالفوز يوم ورود الخلق في الحشر) أنتهى )
6-بالنظر الى المتن يتبين له مايلي
أ-ـ حسان ابن ثابت رضي الله عنه أنصاري من الخزرج فكيف تقابل مع كفار قريش
ب -الناظر الى الأبيات المنسوبة يعرف الفرق الشاسع
بينها وبين المؤيد بروح القدس في مدح النبي صلى الله عليه وسلم والذب عنه
ـــــــــ
منقول
ــــــــ
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
ـــــــــــــــــــــــــ
سبق نشره بتاريخ/ ٢٦ ديسمبر ٢٠١٥ ·
_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الل
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله صلاة أنت لها أهل وهو لها أهل وسلّم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه
جزاكم الله خيرا كثيرا شيخنا الجليل الفاضل الشيخ فراج يعقوب حفظكم الله ومتعكم بالصحة العافية أعزكم الله