موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الســـجن الكبيـــر ...
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 16, 2016 1:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة يناير 25, 2013 10:11 pm
مشاركات: 1308
بسم الله..والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم..

لله خلقاً..
وصفهم سيدنا الإمام على كرم الله وجهه ببعض صفات..
قال عنهم..

هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة
وباشروا روح اليقين
واستلانوا ما استوعره المترفون
وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون
وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى..



صورة


هذه كلمات سيدنا الإمام على...عن بعض الناس الذين وصلوا لحقيقة الدنيا...
وانعم الله عليهم بالولوج في
بساتين حظائره القدسية فشاهدوا وسمعوا من لطائف الملأ الأعلى ..

فكانت لهم معرفة و ثمرة وهى ..قوله ..كرم الله وجهه

(وبَاشَرُوا رُوح الْيَقِينِ)

فهم وصلوا بالمعرفة للب اليقين ..
بل انّهم وصلوا بها لروح اليقين ..
بل انّهم بَاشَرُوا بها روح اليقين..

وروح الشيء هو لبّه وأصله ومعدنه وغايته ومنتهاه
فالمعرفة التي لا تُوصل لليقين هي معرفة ناقصة ..
ومعرفة الحقيقة كما هي هي لا بد أن تصل بعارفِها لعلم اليقين وحق اليقين..

وهذا العلم اليقين الذي وصل له سيجعله يرى الأشياء من حوله على حقيقتها فيباشر روحها..

وحينها سيرى ببصيرته الأشياء والحياة من حوله بصورة أخرى لا تشبه ما تراه أعين من لم يصلوا لروح البصيرة.
يقول الله تعالى
#7300EFبسم الله الرحمن الرحيم
كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ () لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ () ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ
صدق الله العظيم..

فحين يهجم العلم بصاحبه على حقيقة البصيرة..
ويباشر روح اليقين

فإنه سيرى الجحيم حينها رأي العين
لكن كيف سيراها؟
ومن أين سيراها؟
فهل سيراها وهو داخلها؟
أم أنّه سيراها من خارجها؟
أم أنّه سيراها من خارجها رغم أنّه داخلها؟

انّ الجحيم كانت مموّهة بشكل كبير ومتقن جدا جدا.


وأنّها رغم انه كان يعيش وسطها كانت تحجبه عن رؤيتها حجب فكريّة عقليّة كثيرة لها ارتباط وثيق بدرجة المعرفة والعلم..
بحيث أنّه متى ما تحصّلت له درجة عالية من المعرفة والعلم اليقيني سترتفع وتزول معه تلك الحُجُب عن بصره وبصيرته فيرى الجحيم..


كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ () لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ () ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ

والخلاصة في ذلك أن الواصل لدرجة علم اليقين سيرى الجحيم من حوله رأي العين ،، بينما غيره ممن يعيش معه وسطها لن يراها..

فرغم أنّ كلاهما يعيشان وسطها لكنّه سيرى أنّها جحيم وغيره ربما سيرون أنّها نعيم،
أو على الأقل سيرون أنّها ليست جحيم

وانفتاح بصره وبصيرته ورؤيته لنفسه وسط الجحيم سيدفعه أكثر للهروب منها وستزيد همته للبحث عن وسيلة الخروج منها..
فبينما الآخرون سيزيد تعلقهم بها كل يوم للحصول على المزيد والمزيد منها..

ستزيد همّته هو مع مرور كلّ ساعة وكلّ يوم في معرفة كيف يمكنه الهروب منها..
لأنّه يرى أنّه في الجحيم, رغم أن البقيّة غافلون بل ويؤكدون له أنّه وانهم في النعيم..

سيرى أنّه كان يعيش بها مشاعر النقص والخوف والمعاناة والاضطراب..والحروب والجوع والتهجير والتشريد والحبس والفقر والحرمان وانقطاع النسل والموت والشر والحر والبرد ..

لكنه وبسبب انه اعتاد على الشعور بجميع تلك العذابات من يوم ولادته حسبها أنّها هي الحقيقة فاستعذبها وتقبّلها وكأنّها هي أصل السعادة وكلّ الحقيقة..

فصار يكدّ طوال حياته من أجل أن يحصل بها على بعض لحظات السعادة والطمئنينة التي كان يختلس الشعور بها من خلال أمل ببيت من التراب يبنيه هنا او هناك..

أو من خلال جمعه لبضعة أحجار ترابية صفراء أو خضراء أو شفافة ليلبسها أو ليكنزها في صناديق..

أو من خلال جمعه لأوراق ترابية ملوّنة وعليها صور ملوك وظلمة ،،
او من خلال رقم وهمي يزيد معه رصيده من الاوهام كلّ يوم

أو حين يستقوي على غيره من خلال أبناء وبنات من التراب يتكاثر بهم عليهم..والكثير والكثير

لكنّه حين سيصل لروح البصيرة سيكتشف أنّ الحقيقة هي أجمل وأروع من كلّ ذلك ..

وأن جميع ما كان يعيشه من الآمال والأماني والأهداف ويسعى جاهدا لتحقيقها في هذه الحياة الأرضية سيراها مقارنة بالحقيقة التي اكتشفها أخيرا إنّما هي محض وهم وسراب وشقاء وعذاب

سيكتشف ،، أنّه كان يعيش بالجحيم
بل أنّه سيرى أنّه فعلا في الجحيم ..

وأن الخروج منها لا يكون الّا بالمرور بها والزهد بما فيها..


وحينها سينتهج اسلوب حياة جديد...
أسلوب حياة يسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ ويسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ

لكنه سيشعر بالسعادة وأيما سعادة وهو يعيش حياته بذلك الاسلوب والنهج الوعر..
لأنّه يريد الخروج من الجحيم
ولأنّه يريد الهروب من الوهم
ولكن ،،، إلى أين يريد الهروب؟

أنّه يريد الآن أن يعيش الحقيقة التي أبصر روحها ووصل بالعلم للبّها

هى النور السرمدى الابدى الأبعد من حياته ومماته..
هى هذه السعادة والغبطة الداخلية والسكون والإطمئنان ..

وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَقَةٌ بِالْمَحَلِ الْأَعْلَى

لقد اكتشف أنّه في حقيقته يشبه قنديل يتدَلَى بحبل روحي من المحل الأعلى في السماء ليضيء في الأرض،،،

قنديل سماوي طرف منه يعيش بين النّاس على الأرض فيعيش ويتعايش به معهم من خلاله

والطرف الآخر يعيش ويرتبط به بنفسه العليا من الملأ الأعلى بِالْمَحَلِ الْأَعْلَى..

فحينها يكون الحنين للموطن والمحل الاعلى..وتذكر عهد ولايته ويوم الست..

حينها تكون الحياة كل الحياة..فحين نلقاه تموت الاناة ويزول كل وهم ..ونبقى به احياء ..
فهو الاول والاخر والظاهر والباطن..

حينها يكون الفرح الدائم الباقى..لا حزن ولا بؤس ولا شقاء..

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا..

المصدر..
من كتابات الاستاذ القدير طالب التوحيد بتصرف..مع بعض الاضافات لى ..

_________________
أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 18 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط