موقع د. محمود صبيح
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/

هذا في عهد الشعراني فكيف بنا في العصر الظلماني !!
https://www.msobieh.com:443/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=25186
صفحة 1 من 1

الكاتب:  فراج يعقوب [ الأربعاء يناير 27, 2016 11:44 pm ]
عنوان المشاركة:  هذا في عهد الشعراني فكيف بنا في العصر الظلماني !!

هذا في عهد الشعراني فكيف بنا في العصر الظلماني !! :
ـــــــ
( وقد أشار إلى ذلك الشيخ عبدالعزيز الدريني في منظومته وكان في سنة سبعين وخمسمائة يقول:
وقد بدا النقص في الأحوال أجمعها * وبدلت صفوة الأوقات بالكدر
وقد مررت في سنة سبع وأربعين وتسعمائة على شيخ قد طعن في السن وهو نائم تحت قنطرة الخليج الحاكمي بمصر المحروسة أيام الصيف فسلمت عليه فرد السلام
ثم قال لي: ما اسمك؟
قلت له عبدالوهاب
فقال: لي سنين عديدة ومقصودي لو رأيتك
اجلس
فجلست عنده
فصافحني وقبض على يدي فكدت أن أصيح من عصرها،
فقال لي ما تقول في هذه القوة؟
فقلت قوة شديدة،
فقال هذه من لقيمات الحلال التي أكلناها في حال الصبا،
فلولا تلك الخميرة لكان جسمنا اليوم كالنخالة من حيث المكاسب وعدم تورع الناس،
ثم قال لي يا ولدي عمري الآن مائة وثلاث وأربعون سنة،
والله قد تغيرت الناس ونقصت أديانهم وأماناتهم في هذه الثلاث سنين الأخيرة أكثر مما نقصت أديانهم في المائة وأربعين سنة،
قد صار الآن أخوك وصاحبك كأنه ما هو أخوك
وصاحبك كأنه ما هو صاحبك
بل ابنك كأنه ما هو ولدك
ولا أنت أبوه
وانحلت القلوب عن بعضها بعضا،
وتراكمت البلايا ونزلت على الخلائق
مع قلة الصبر
حتى كثر سخطهم على مقدورات ربهم،
ونقصت بذلك أديانهم
وصار الموت اليوم تحفة لكل مؤمن كما ورد
فلا يطالب المعيشة في هذا الزمان ِإلا من حجب عن نقصه،
ثم قال:
يا ولدي وأنا أوضح لك ذلك في حق صالحي هذا الزمان فضلا عن طالحيه،
فقلت له: نعم،
فقال:
أصلح الصالحين هوأن يقوم من الليل فيتوضأ ويصلي ما كتب له إلى الفجر ثم يصلي الصبح ويشتغل بورده كذلك إلى الظهر ومن الظهر إلى العصر ومن العصر إلى المغرب، ومن المغرب إلى العشاء ومن العشاء إلى أن ينام.
فلو فرضنا سلامته من جميع المعاصي الظاهرة فهل يقدر على سلامته من سوء الظن بأحد من أقرانه أو حساده أو رؤية نفسه عليه في ساعة من ساعات طول عمره؟
فقلت له هذا بعيد،
فقال لو وضعت عبادة الشخص طول عمره في كفة وسوء الظن بمسلم في كفة لرجح سوء الظن،
فإذا كانت عبادة الصالحين لا تفي بجزاء ذنب واحد فكيف بمن عليه ما لا يحصي من حقوق الخلق،
فقبلت يده وانصرفت
رضي الله تعالى عنه.
فسلم يأخي أمرك إلى الله
واسأل الله تعالى الصبر على مرارة هذا الزمان
فإن البلاء كالسحاب السائر وأنت كالماشي تحته
أو كالسحاب السائر وأنت واقف
فلا بد من فراق أحدكما لصاحبه. )
ــــــــــ
العهود المحمدية. الإصدار 1.40 - للإمام الشعراني
قسم المأمورات
ـــــــــــ
اللهم صل على نور الحياة
وسر النجاة
وعلى آله وسلم

صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/