mohamed nour كتب:
وحكي عن بعض الأولياء أنه حضر مجلس فقيه فروى ذلك الفقيه حديثا ، فقال له الولي : هذا الحديث باطل ، فقال الفقيه : ومن أين لك هذا ؟ فقال : هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - واقف على رأسك يقول : إني لم أقل هذا الحديث ، وكشف للفقيه فرآه ، وفي كتاب المنح الإلهية في مناقب السادة الوفائية لابن فارس قال : سمعت سيدي عليا - رضي الله عنه - يقول : كنت وأنا ابن خمس سنين أقرأ القرآن على رجل يقال له الشيخ يعقوب ، فأتيته يوما فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقظة لا مناما وعليه قميص أبيض قطن ثم رأيت القميص علي ، فقال لي : اقرأ ، فقرأت عليه سورة والضحى وألم نشرح ثم غاب عني ، فلما أن بلغت إحدى وعشرين سنة أحرمت لصلاة الصبح بالقرافة ، فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - قبالة وجهي فعانقني ، وقال لي : وأما بنعمة ربك فحدث ، فأوتيت لسانه من ذلك الوقت .
وفى بعض المجامع سيدى احمد الرفاعى فلما وقف تجاه الحجرة الشريفة انشد شعرا:
فى حالة البعد روحى كنت ارسلها**تـــقبل الأرض عـنى وهى نائبتى
وهذه نــــوبة الأشباح قـــد حضرت**فامدد يمينك كى تحظى بها شفتى
فخرجت اليد الشريفة من القبر فقبلها رضى الله عنه وارضاه.
وفي معجم الشيخ برهان الدين البقاعي قال : حدثني الإمام أبو الفضل بن أبي الفضل النويري أن السيد نور الدين الإيجي والد الشريف عفيف الدين لما ورد إلى الروضة الشريفة وقال : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، سمع من كان بحضرته قائلا من القبر يقول : وعليك السلام يا ولدي ، وقال الحافظ محب الدين بن النجار في تاريخه : أخبرني أبو أحمد داود بن علي بن هبة الله بن المسلمةأنا أبو الفرح المبارك بن عبد الله بن محمد بن النقور قال : حكى شيخنا أبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك بن محمد بن أبي سعد الصوفي الكرخي قال : حججت وزرت النبي - صلى الله عليه وسلم - فبينا أنا جالس عند الحجرة إذ دخل الشيخ أبو بكر الدياربكري ووقف بإزاء وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال : السلام عليك يا رسول الله ، فسمعت صوتا من داخل الحجرة : وعليك السلام يا أبا بكر ، وسمعه من حضر انتهى من تنوير الحلك.
وفيه من هذا المعنى شواهد كثيرة وفى فتاوى الشيخ خليل المالكى رحمه الله تعالى سئل فيمن يرى النبى صلى الله عيه وآله وسلم يقظة ومناما هل هى جائزة ويرى ذاته الشريفة حقيقة وماالحكم إذا رآه اثنان فى آن واحد واحدهما فى المشرق والثانى بالمغرب اجاب اتفق الحفاظ رحمهم الله تعالى ان رؤية الرسول صلى الله عيه وآله وسلم يقظة ومناما جائزة لكن اختلفوا هل يرى الرائى ذاته الشريفة حقيقة او يرى مثلا يحكيها فذهب إلى الأول (يرى الرائي ذاته الشريفة حقيقة ) جماعة، وذهب إلى الثاني (يرى مثالاً يحكيها ) الغزالي واليافعي وآخرون...
واحتج الأول (يرى الرائي ذاته الشريفة حقيقة ) بأنه صلى الله عليه وسلم سراج الهدى ونور الظلام وشمس المعارف فكما يرى نور السراج والشمس من بُعْد والمرئي جرم الشمس بأعراضه وخواصه فكذلك الجسم الكريم والبدن الشريف فلا تلزم مفارقته الروضة الشريفة ولا خلو الضريح منه بل يخرق الله تعالى الحجب للرائي ويزيل المانع حتى يراه وهو في مكانه ويمكن على هذا أن يراه اثنان في آن واحد ومكان واحد أحدهما بالمشرق والثاني بالمغرب أو يجعل تلك الحجب شفافة لا تواري ما وراءها
وقال القرافي رحمه الله تعالى محل النزاع ما إذا رآه الرائي في بيته بالمشرق وآخر في ذلك الوقت في بيته بالمغرب فإن الشمس إنما يرى في البيت شعاعها وأما جرمها فهو في مكانه من السماء ولو حصرها محل الرائي لاستحال كونها في ذلك الآن في محل غيره فوجب القول بالثاني بالمثال.
وقد قال جماعة من أكابر الصوفية بالعالم المثالي سواء وافق صورته عليه الصلاة والسلام الحقيقية أو لا لأن المرئي على خلافها إنما هو صورة الرائي المنطبعة في مثاله عليه الصلاة والسلام الذي هو كالمرآة للصورتين
وتوسط بعضهم فقال رؤياه صلى الله عليه وسلم على صورته وصفته الحقيقية رؤيا لا تحتاج إلى تعبير ورؤياه على غيرها رؤيا تحتاج إلى تعبير وهي حقيقية في الوجهين جميعاً لا تلبيس فيها من الشيطان باتفاق القوم بل هي حق وأن رؤى بغير صفته إذا تصور تلك الصور من قبل الله تعالى
فمن رآه شيخاً فهو في غاية سلم
ومن رآه شاباً فهو في غاية حرب
ومن رآه مبتسماً فهو متمسك بسنته
ومن رآه على حالة وهيئته كان دليلاً على صلاح الرائي وكمال حاله وجاهه وظفره على أعدائه
ومن رآه على حالة وهيئة كان دليلاً على سوء حال الرائي حتى إن الموحد يراه حسناً
والملحد يراه قبيحاً لأنه كالمرآة الصقلية ينطبع فيها كل ما قابلها وإن كانت ذاتها على أحسن حال وأكمله والله تعالى.
من فتاوى الشيخ خليل المالكى وقد ذكر مثله الشيخ احمد النقراوى فى اواخر شرحه على رسالة ابن ابى زيد القيروانى رضى الله عنهما وشواهد هذا المدعى اكثر من ان تحصى واشهر من ان تخفى وانما ذكرنا هذا الباب تمهيداً وتوطئة لما بعده من المقصود ولأنه ربما يقع نظر من ليس له اطلاع من الغافلين فيكون ماذكر هنا تذكاراً لمثله وتنبيها على ضعف فهمه وعقله.
يتبع بمشيئة الله....
الله الله اللهم صلي وسلم وبارك علي كامل النور واله