موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تعظيم أمره ووجوب توقيره وبره صلى الله عليه وآله وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 15, 2016 11:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2296
مكان: مصر المحروسة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال القاضي عياض رحمه الله في كتابه الماتع /الشفا بتعريف حقوق المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) : الباب الثالث (في تعظيم أمره ووجوب توقيره وبره):
ـــــــــــــــــــــــــــ
قال الله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) .

وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) .

وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ) الثلاث آيات .

وقال تعالى : (لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) .

فأوجب تعالى تعذيره وتوقيره وألزم إكرامه وتعظيمه .

وقال ابن عباس : تعزروه تجلوه , وقال المبرد تعزروه تبالغوا في تعظيمه، وقال الأخفش : تنصرونه، وقال الطبري : تعينونه، وقرئ تعززوه براءين من العز، ونهى عن التقدم بين يديه بالقول وسوء الأدب بسبقه بالكلام على قول ابن عباس وغيره هو اختيار ثعلب، قال سهل ابن عبد الله : لا تقولوا قبل أن يقول وإذا قال فاستمعوا له وأنصتوا، ونهوا عن التقدم والتعجل بقضاء أمر قبل قضاء فيه وأن يفتاتوا بشئ في ذلك من قتال أو غيره من أمر دينهم إلا بأمره ولا يسبقوه به، وإلى هذا يرجع قوله الحسن ومجاهد والصحاك والسدى والثوري .

ثم وعظهم وحذرهم مخالفة ذلك فقال : (واتقوا الله إن الله سميع عليم) . قال الماوردى : اتقوه يعنى في التقدم، وقال السلمى اتقوا الله في إهمال حقه وتضييع حرمته إنه سميع لقولكم عليم بفعلكم .

ثم نهاهم عن رفع الصوت فوق صوته والجهر له بالقول كما يجهر بعضهم لبعض ويرفع صوته، وقيل كما ينادى بعضهم بعضا باسمه , قال أبو محمد مكى : أي لا تسابقوه بالكلام وتغلظوا له بالخطاب ولا تنادوه باسمه نداء بعضكم لبعض ولكن عظموه ووقروه ونادوه بأشرف ما يحب أن ينادى به: يا رسول الله يا نبى الله، وهذا كقوله في الآية الأخرى : (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) على أحد التأويلين , وقال غيره : لا تخاطبوه إلا مستفهمين، ثم خوفهم الله تعالى بحبط أعمالهم إن هم فعلوا ذلك وحذرهم منه .

قيل نزلت الآية في وفد بنى تميم وقيل في غيرهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فنادوه يا محمد يا محمد أخرج إلينا فذمهم الله تعالى بالجهل ووصفهم بأن أكثرهم لا يعقلون .

وقيل نزلت الآية الأولى في محاورة كانت بين أبى بكر وعمر بين يدى النبي صلى الله عليه وسلم واختلاف جرى بينهما حتى ارتفعت أصواتهما .

وقيل نزلت في ثابت بن قيس بن شماس خطيب النبي صلى الله عليه وسلم في مخافرة بنى تميم وكان في أذنيه صمم فكان يرفع صوته، فلما نزلت هذه الآية أقام في منزله وخشى أن يكون حبط عمله ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا نبى الله لقد خشيت أن أكون هلكت، نهانا الله أن نجهر بالقول وأنا امرؤ جهير الصوت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (يا ثابت أما ترضى أن تعيش
حميدا وتقتل شهيدا وتدخل الجنة ؟) فقتل يوم اليمامة .

وروى أن أبا بكر لما نزلت هذه الآية قال والله يا رسول الله لا أكلمك بعدها إلا كأخى السرار وأن عمر كان إذا حدثه حدثه كأخى السرار ما كان يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه فأنزل الله تعالى فيهم : (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) .

وقيل نزلت (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) في غير بنى تميم نادوه باسمه، وروى صفوان بن عسال بينا النبي صلى الله عليه وسلم في سفر إذ ناداه أعرابي بصوت له جهورى أيا محمد أيا محمد أيا محمد فقلنا له اغضض من صوتك فإنك قد نهيت عن رفع الصوت .

وقال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا) قال بعض المفسرين هي لغة كانت في الأنصار نهوا عن قولها تعظيما للنبى صلى الله عليه وسلم وتبجيلا له لأن معناها ارعنا نرعك فنهوا عن قولها إذ مقتضاها كأنهم لا يرعونه إلا برعايته لهم بل حقه أن يرعى على كل حال .

وقيل كانت اليهود تعرض بها للنبى صلى الله عليه وسلم بالرعونة فنهى المسلمون عن قولها قطعا للذريعة ومنها للتشبه بهم في قولها لمشاركة اللفظة , وقيل غير هذا .



فصل : في عادة الصحابة في تعظيمه صلى الله عليه وسلم وتوقيره وإجلاله
ــــــــــــــــــــــــــــ

حدثنا القاضى أبو على الصدفى وأبو بحر الأسدى بسماعي عليهما في آخرين قالوا حدثنا أحمد بن عمر حدثنا أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن عيسى حدثنا إبراهيم بن سفيان حدثنا مسلم حدثنا محمد بن مثنى وأبو معن الرقاشى وإسحاق بن منصور قالوا حدثنا الضحاك بن مخلد حدثنا حيوة بن شريح حدثنى يزيد بن أبى حبيب عن ابن شماسة المهرى قال حضرنا عمرو بن العاص فذكر حديثا طويلا فيه عن عمرو قال : ( وما كان أحد أحب إلى من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عينى منه وما كنت أطيق أن أملا عينى منه إجلالا له ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأنى لم أكن أملأ عينى ) .

وروى الترمذي عن أنس : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج على أصحابه من المهاجرين والأنصار وهم جلوس فيهم أبو بكر وعمر فلا يرفع أحد منهم إليه بصره إلا أبو بكر وعمر فإنهما كانا ينظران إليه وينظر إليهما ويتبسمان إليه ويتبسم لهما) .

وروى أسامة بن شريك قال : ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حوله كأنما على رؤسهم الطير , وفى حديث صفته إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤسهم الطير) .

وقال عروة بن مسعود حين وجهته قريش عام القضية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى من تعظيم أصحابه له ما رأى (وأنه لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوئه وكادوا يقتتلون عليه ولا يبصق بصاقا ولا يتخم نخامة إلا تلقوها بأكفهم فدلكوا بها وجوههم وأجسادهم ولا تسقط منه شعرة إلا ابتدروها وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له فلما رجع إلى قريش قال : يا معشر قريش إنى جئت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشى في ملكه وإنى والله ما رأيت ملكا في قوم قط مثل محمد في أصحابه) .

وفى رواية : ( إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم محمد أصحابه، وقد رأيت قوما لا يسلمونه أبدا) .

وعن أنس قال : (لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يرويدن أن تقع شعرة إلا في يد رجل) .

ومن هذا لما أذنت قريش لعثمان في الطواف بالبيت حين وجهه النبي صلى الله عليه وسلم إليهم في القضية أبى وقال : (ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم) .

وفى حديث طلحة : ( أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاهل : سله عمن قضى نحبه، وكانوا يهابونه ويوقرونه، فسأله فأعرض عنه إذ طلع طلحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا ممن قضى نحبه" ).

وفى حديث قيلة: (فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا القرفصاء أرعدت من الفرق وذلك هيبة له وتعظيما) .

وفى حديث المغيرة : (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرعون بابه بالأظافر) .

وقال البراء بن عازب : ( لقد كنت أريد أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأمر فأؤخر سنين من هيبته) .


صلاة وسلاما عليك سيدي يا رسول الله وعلى آلك الطيبين الطاهرين أجمعين .

_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 20 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط