موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: مواسم الطاعة
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 19, 2016 8:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 3:10 pm
مشاركات: 2296
مكان: مصر المحروسة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وخاتم النبيين، ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين.
وبعد،
فإن الله سبحانه كما شرف وفضل بعض الأمكنة على بعض كفضل ضريح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والروضة المطهرة, والمسجد النبوي، وغار حراء، وغار ثور، والبقيع، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، والقدس الشريف, والكنانة، وغيرهم على سائر الأمكنة؛ كذلك شرف و فضل بعض الأزمنة على بعض، ومن الأزمنة الفاضلة الشريفة:

ـ يوم ميلاد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ـ ويوم عرفة
ـ ويوم النحر
ـ والأيام المعلومات وهى عشر ذي الحجة
ـ والأيام المعدودات وهى أيام التشريق
ـ ويوم سبع وعشرين من رجب
ـ ويوم النصف من شعبان
ـ ويوما العيدين
ـ ويوم عاشوراء
ـ ويوم الجمعة
ـ ويوم الإثنين
ـ ويوم الخميس
ـ والأيام البيض

ومن الليالي:
ـ ليلة القدر
ـ وليلة النصف من شعبان
ـ وليلة الجمعة
ـ وليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان
ـ وليالي العشر الأوائل من ذي الحجة
ـ وليلة عرفة
ـ وليلتا العيدين.


ومن الشهور:
ـ شهر ربيع الأول
ـ وشهر رمضان
ـ وشهر شعبان
ـ والأشهر الحرم وهي: (رجب, وذو القعدة, وذوالحجة, والمحرم).

ومن الساعات:
ـ ساعة الجمعة التي يجاب فيها الدعاء
ـ وساعات الثلث الأخير من الليل.


فهذه الأزمنة المباركة هي مواسم الخير والبركة، والإجتهاد في الطاعة وفي هذه الأوقات الفاضلة الشريفة يكون الدعاء أرجى للإجابة، والعمل أرجى للقبول، ومن كرم المولى سبحانه أن قد عظم وضاعف فيها الأجر والثواب، ففيها تتنزل الرحمة، وتنال فيها المغفرة، وتكثر فيها النفحات، فإن لله فيها نفحات تصيب القلوب المتيقظة، وتخطئ بالقلوب النائمة، فتعرض لتلك النفحات ففيها الخير كله .

ولقد أمرنا الصادق المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم بأن نتعرض لنفحات الله فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إن لربكم في أيام الدهر نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدا».
المعجم الأوسط للطبراني

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ» . المعجم الكبير للطبراني

وجاء في كتاب: نوادر الأصول في أحاديث الرسول للإمام الترمذي:
فِي طلب الْخَيْر والتعرض لنفحات رَحْمَة الله:
عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: [قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اطْلُبُوا الْخَيْر دهركم وتعرضوا لنفحات رَحمَة الله فَإِن لله تَعَالَى نفحات من رَحمته يُصِيب بهَا من يَشَاء من عباده وسلوا الله أَن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم].

فالنفحة الدفعة من الْعَطِيَّة فيعطي فِي دفْعَة وَاحِدَة مَا يَأْتِي على كثير من النعم والنفحات من فتحات بَاب خَزَائِن المنن فَإِن خَزَائِن الثَّوَاب بِمِقْدَار وعَلى طَرِيق الْجَزَاء وخزائن المنن تغرق الْوَاحِدَة مِنْهَا لِأَنَّهَا مِنْهُ يمن جودا وعطفا ووقت الفتحة غير مَعْلُوم وَإِنَّمَا غيب علمه عَنْهُم ليداوموا على طلبَهَا بالسؤال المتدارك ويكونوا متعرضين لَهُ فِي كل وَقت وكل حَال فَإِنَّهُ إِذا داوم على ذَلِك كَانَ وشيكا أَن يُوَافق دَعوته الْوَقْت الَّذِي يفتح فَيكون قد ظفر بالغنى الْأَكْبَر وَسعد سَعَادَة الْأَبَد كملك قدر الأرزاق على عبيده وجنده شهرا شهرا ثمَّ لَهُ فِي خلال ذَلِك عَطِيَّة من سماحة وجود فَيفتح بَاب الخزانة فيعطي مِنْهَا مَا يعم ويستغرق فِي جَمِيع الأرزاق الدارة الَّتِي أخذوها مُدَّة سِنِين فَمن وَافق ذَلِك من الْملك اسْتغنى آخر الْأَبَد وَلَا يدْرِي أَي وَقت يسمح ويعطف فَيَنْبَغِي أَن يديم الِاخْتِلَاف إِلَيْهِ فِي الْيَوْم مرَارًا رَجَاء أَن يُوَافق تِلْكَ السَّاعَة
قَالَ لُقْمَان عَلَيْهِ السَّلَام لِابْنِهِ : يَا بني عود لسَانك أَن تَقول : "اللَّهُمَّ اغْفِر لي . فَإِن لله سَاعَات لَا ترد ".
وَقَالَ الْحسن : " أَكْثرُوا الاسْتِغْفَار على أحوالكم فَإِنَّكُم لَا تَدْرُونَ أَي حِين تنزل الْمَغْفِرَة ".

وجاء في كتاب: إحياء علوم الدين للإمام الغزالي:
فأما مقادير ما ينكشف مبالغ ما يرد من لطف الله تعالى في الأحوال والأعمال فذلك يجري مجرى الصيد وهو بحسب الرزق فقد يقل الجهد ويجل الصيد وقد يطول الجهد ويقل الحظ والمعول وراء هذا الاجتهاد على جذبة من جذبات الرحمن فإنها توازي أعمال الثقلين وليس ذلك باختيار العبد نعم اختيار العبد في أن يتعرض لتلك الجذبة بأن يقطع عن قلبه جواذب الدنيا فإن المجذوب إلى أسفل سافلين لا ينجذب إلى أعلى عليين وكل مهموم بالدنيا فهو منجذب إليها فقطع العلائق الجاذبة هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها وذلك لأن تلك النفحات والجذبات لها أسباب سماوية إذ قال الله تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون وهذا من أعلى أنواع الرزق والأمور السماوية غائبة عنا فلا ندري متي ييسر الله تعالى أسباب الرزق فما علينا إلا تفريغ المحل والانتظار لنزول الرحمة وبلوغ الكتاب أجله كالذي يصلح الأرض وينقيها من الحشيش ويبث البذر فيها وكل ذلك لا ينفعه إلا بمطر ولا يدري متى يقدر الله أسباب المطر إلا أنه يثق بفضل الله تعالى ورحمته أنه لا يخلي سنة عن مطر فكذلك فلما تجلو سنة وشهر ويوم عن جذبة من الجذبات ونفحة من النفحات فينبغي أن يكون العبد قد طهر القلب عن حشيش الشهوات وبذر فيه بذر الإرادة والإخلاص وعرضه لمهاب رياح الرحمة وكما يقوى انتظار الأمطار في أوقات الربيع وعند ظهور الغيم فيقوى انتظار تلك النفحات في الأوقات الشريفة وعند اجتماع الهمم وتساعد القلوب كما في يوم عرفة ويوم الجمعة وأيام رمضان فإن الهمم والأنفاس أسباب بحكم تقدير الله تعالى لاستدرار رحمته حتى تستدر بها الأمطار في أوقات الاستسقاء وهي لا ستدراك أمطار المكاشفات ولطائف المعارف من خزائن الملكوت أشد مناسبة منها لاستدرار قطرات الماء واستجرار الغيوم من أقطار الجبال والبحار بل الأحوال والمكاشفات حاضرة معك في قلبك وإنما أنت مشغول عنها بعلائقك وشهواتك فصار ذلك حجاباً بينك وبينها فلا تحتاج إلا إلى أن تنكسر الشهوة ويرفع الحجاب فتشرق أنوار المعارف من باطن القلب وإظهار ماء الأرض بحفر القنى أسهل وأقرب من الاسترسال إليها من مكان بعيد منخفض عنها .اهـ

نسأل الله العلي العظيم متوسلين إليه بذات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبالأنبياء والمرسلين وبأهل البيت الطاهرين وبالأولياء والصالحين أن يجعلنا من عباده الطائعين المقبولين المشمولين بالرحمة والعفو والمغفرة والرضا والمحبة والقرب وأن يستر عوراتنا ويؤمن روعاتنا وأن يحفظ منتدانا وصاحبه الكريم وأن يحفظ مصر وأهلها وجيشها ورئيسها وسائر بلاد المسلمين ويبارك لنا في أعمارنا ويحسن ختامنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى اللهم على حبيبنا وشفيعنا وسيدنا محمد وعلى آله وسلم آمين والحمد لله رب العالمين.


_________________
يارب بالمصطفى بلـــغ مقاصدنا واغفر لنا ما مضى ياواســع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما يتلون فى المسجد الأقصى وفي الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم واسمـــه قسم من أعظم القســم
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا بجــــاه سيــــدنـا ومـولانــا رسول الله ﷺ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 11 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط