موقع د. محمود صبيح
http://www.msobieh.com/akhtaa/

أماكن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
http://www.msobieh.com/akhtaa/viewtopic.php?f=4&t=26136
صفحة 1 من 1

الكاتب:  خلف الظلال [ الخميس إبريل 21, 2016 1:36 pm ]
عنوان المشاركة:  أماكن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

سوق عكاظ
صورة




نبذة عن سوق عكاظ:


سوق عكاظ أحد الأسواق الثلاثة الكبرى في الجاهلية بالإضافة إلى سوق مجنة وسوق ذي المجاز وكانت العرب تأتيه لمدة 20 يوما من أول ذي القعدة إلى يوم 20 منه ثم تسير إلى سوق مجنة فتقضي فيه الأيام العشر الاواخر من شهر ذي القعدة ثم تسير إلى سوق ذي المجاز فتقضي فيه الأيام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجة ثم تسير إلى حجها. قال الخليل بن أحمد (ت 175 هـ) : عكاظ اسم سوق كان للعرب يجتمعون فيها كل سنة شهراً ويتناشدون ويتفاخرون، ثم يفترقون، فهدمه الإسلام.

سمي بهذا الاسم لأن العرب كانت تجتمع فيه فيتعاكظون أي يتفاخرون ويتناشدون.

ويعتبر (عكاظ) سوقاً لكل البضائع المادية والأدبية، فإضافة إلى البضائع المادية كالتمر والسمن والعسل والخمر والملابس والإبل. فهو سوق للبضائع الأدبية، فيأتي الشعراء بقصائدهم لتعرض على محكمين من كبار الشعراء، معظمهم أو كلهم من بني تميم. ومن المظاهر التي كانت تسود سوق عكاظ:
المفاخرة والمنافرة بين الناس.
• وربما قامت حروب بسبب منافرات قيلت في السوق كحرب الفٍجَار.
• ومن الممكن أن يرى زائر السوق بعض الآباء يعرض بناته للتزويج.
• وقد يحضر السوق بعض الخطباء المصاقع، كقس بن ساعدة الإيادي.


ودخله النبي يعرض نفسه على مرتاديه ليحموه فيبلغ دعوة ربه

مكانه:
قال الأزرقي : وعكاظ وراء قرن المنازل بمرحلة، على طريق صنعاء.
وقال ياقوت : قال الأصمعي : عكاظ : نخل في وادٍ بينه وبين الطائف ليلة، وبينه وبين مكة ثلاث ليال ٍ، وبه كانت تقام سوق العرب، بموضع منه يقال له (الأثيداء(.
وقد اختلفت آراء المؤرخين والجغرافيين في تحديد موضع (سوق عكاظ(.
وقد حسم الخلاف في هذا الزمن بتحديده في مكان على طريق الطائف باتجاه الرياض على بعد 45 كم تقريباً (انظر: مواسم العرب، لعرفان محمد حمور (2/790(



حضرة النبي صلى الله عليه وسلم بسوق عكاظ في حرب الفجار:


أقدم ما سجلته الأخبار عن اتصاله صلى الله عليه وآله وسلم بعكاظ حضوره حرب الفجار واشتراكه فيها، ورميه صلى الله عليه وسلم بالنبل في صفوف قريش وحلفائهم ضد هوازن في يوم شرب أحد أيامها الأربعة.
ومن عجيب من حصل أن قريش كانت قد تجرعت مرارة الهزيمة لسنتين متتاليتين قبل يوم شرب، السنة الأولى في "يوم شمطة" والسنة الثانية في "يوم العبلاء"، لكن في السنة الثالثة التي اشترك فيها حضرة سيدنا ومولانا محمد في القتال "يوم شرب" ، انتصرت قريش وحلفاؤها من كنانة ببركته صلى الله عليه وسلم، على هوازن وحلفائها من قيس وكان النبي إذ ذاك ابن 14 سنة .

جاء في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: "كنت أنبل على عمومتي يوم الفجار ورميت باسهم وما أحب أني لم اكن فعلت"- أستأذن في تخريجه.

ذهابه صلى الله عليه وسلم لسوق عكاظ لتبيلغ الرسالة:

على أرض سوق عكاظ وقت الموسم جرت الأحداث التالية:




سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم و بني محارب بن خصفة في عكاظ :


أخبرنا أبو عمر محمد بن أحمد بن الحسن قال : ثنا الحسن بن أبي الجهم قال : ثنا الحسين بن الفرج قال : ثنا محمد بن عمر الواقدي حدثني أيوب بن النعمان بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، عن عبد الله بن كعب بن مالك قال :

أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين من نبوته مستخفيا ثم أعلن في الرابعة فدعا عشر سنين يوافي الموسم يتبع الحاج في منازلهم بعكاظ ومجنة وذي المجاز يدعوهم إلى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالة ربه عز وجل ولهم الجنة فلا يجد أحدا ينصره حتى إنه يسأل عن القبائل ومنازلهم قبيلة قبيلة حتى انتهى إلى بني عامر بن صعصعة فلم يلق من أحد من الأذى قط ما لقي منهم حتى خرج من عندهم وإنهم ليرمونه من ورائه حتى انتهى إلى بني محارب بن خصفة فوجد فيهم شيخا ابن مائة سنة وعشرين سنة فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاه إلى الإسلام أن يمنعه حتى يبلغ رسالة ربه،
فقال الشيخ : أيها الرجل قومك أعلم بنبئك (1) والله لا يؤوب بك رجل إلى أهله إلا آب بشر ما يؤوب به أهل الموسم فأغن عنا نفسك.

وإن أبا لهب لقائم يسمع كلام المحاربي ثم وقف أبو لهب على المحاربي فقال : لو كان أهل الموسم كلهم مثلك لترك هذا الدين الذي هو عليه إنه صابئ كذاب.

قال المحاربي : أنت والله أعرف به ؛ هو ابن أخيك ولحمتك ثم قال المحاربي : لعل به يا أبا عتبة لمما فإن معنا رجلا من الحي يهتدي لعلاجه فلم يرجع أبو لهب بشيء غير أنه إذا رآه وقف على حي من أحياء العرب صاح به أبو لهب : إنه صابئ كاذب.


سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وقبيلة بني عامر في عكاظ :

قص علينا الأصفهاني في دلائل النبوة الحوار التالي:
قال الكلبي : وأخبرني عبد الرحمن العامري ، عن أشياخ من قومه قالوا :
أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بسوق عكاظ فقال : ممن القوم ؟
قلنا : من بني عامر بن صعصعة
قال : من أي بني عامر ؟
قلنا : بنو كعب بن ربيعة
قال : وكيف المنعة فيكم ؟
قلنا : لا يرام ما قبلنا ولا يصطلى بنارنا
قال : فقال لهم : إني رسول الله فإن أتيتكم تمنعوني حتى أبلغ رسالة ربي ولم أكره أحدا منكم على شيء؟
قالوا : ومن أي قريش أنت ؟ قال : من بني عبد المطلب
قالوا : فأين أنت من بني عبد مناف ؟
قال : هم أول من كذبني وطردني
قالوا : ولكنا لا نطردك ولا نؤمن بك ونمنعك حتى تبلغ رسالة ربك
قال : فنزل إليهم القوم يتسوقون إذ أتاهم بجرة بن قيس القشيري فقال : من هذا الذي أراه عندكم أنكره ؟
قالوا : محمد بن عبد الله القرشي قال : ما لكم وله ؟
قالوا : زعم لنا أنه رسول الله يطلب إلينا أن نمنعه حتى يبلغ رسالة ربه.
قال : فماذا رددتم عليه ؟
قالوا : قلنا في الرحب والسعة نخرجك إلى بلادنا ونمنعك مما نمنع به أنفسنا
قال بجرة : ما أعلم أحدا من أهل هذه السوق يرجع بشيء أشر من شيء ترجعون به بدأتم لتنابذ الناس وترميكم العرب عن قوس واحد قومه أعلم به لو آنسوا منه خيرا لكانوا أسعد الناس به تعمدون إلى رهيق قوم قد طرده قومه وكذبوه فتؤوونه وتنصرونه ؟ فبئس الرأي رأيتم.

ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : قم فالحق بقومك فوالله لولا أنك عند قومي لضربت عنقك.

قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ناقته فركبها فغمز الخبيث بجرة شاكلتها فقمصت برسول الله صلى الله عليه وسلم فألقته وعند بني عامر يومئذ ضباعة بنت عامر بن قرط كانت من النسوة اللاتي أسلمن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة جاءت زائرة إلى بني عمها فقالت : يا آل عامر ولا عامر لي أيصنع هذا برسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم لا يمنعه أحد منكم ؟
فقام ثلاثة نفر من بني عمها إلى بجرة واثنان أعاناه فأخذ كل رجل منهم رجلا فجلد به الأرض ثم جلس على صدره ثم علوا وجوههم لطما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم بارك على هؤلاء والعن هؤلاء قال : فأسلم الثلاثة الذين نصروه فقتلوا شهداء وهلك الآخرون لعنا .

وفي رواية محمد بن إسحاق قال : حدثني الزهري :
فلما صدر الناس رجعت بنو عامر إلى شيخ لهم قد كان أدركته السن حتى لا يقدر أن يوافي معهم الموسم فكانوا إذا رجعوا إليه حدثوه بما يكون في ذلك الموسم فلما قدموا عليه في ذلك سألهم عما كان في موسمهم فقالوا : جاءنا فتى من قريش ثم حدث أنه أحد بني عبد المطلب يزعم أنه نبي يدعونا إلى أن نمنعه ونقوم معه ونخرج به معنا إلى بلادنا قال : فوضع الشيخ يده على رأسه ثم قال : يا بني عامر هل لها من تلاف ؟ هل لذناباها من مطلب ؟ فوالذي نفس فلان بيده ما تقولها إسماعيلي قط ألا إنها الحق فأين كان رأيكم ؟

سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وعمه العباس في عكاظ:

ومما سجله أبونعيم عن الزهري قال : « لما اشتد المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمه العباس بن عبد المطلب : يا عم إن الله عز وجل ناصر دينه بقوم يهون عليهم رغم قريش عزا في ذات الله تعالى فامض بي إلى عكاظ فأرني منازل أحياء العرب حتى أدعوهم إلى الله عز وجل وإن يمنعوني ويؤووني حتى أبلغ عن الله عز وجل ما أرسلني به قال : فقال العباس : يا ابن أخي امض إلى عكاظ فأنا ماض معك حتى أدلك على منازل الأحياء فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بثقيف ثم استقرأ القبائل في سنته فلما كان العام المقبل وذلك حين أمر الله تعالى أن يعلن الدعاء لقي الستة نفر الخزرجيين والأوسيين.


سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وقبيلة كندة بعكاظ :

أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن فيما قرئ عليه ثنا الحسن بن الجهم قال : ثنا الحسين بن الفرج قال : ثنا محمد بن عمر الواقدي حدثني محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت ، عن ابن رومان وعبد الله بن أبي بكر وغيرهما قالوا : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم كندة في منازلهم بعكاظ فلم يأت حيا من العرب كان ألين منهم فلما رأى لينهم وقوة جبههم له جعل يكلمهم ويقول : أدعوكم إلى الله وحده لا شريك له وأن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم فإن أظهر فأنتم بالخيار فقال عامتهم : ما أحسن هذا القول ولكنا نعبد ما كان يعبد آباؤنا قال أصغر القوم : يا قوم اسبقوا إلى هذا الرجل قبل أن تسبقوا إليه فوالله إن أهل الكتاب ليحدثون أن نبيا يخرج من الحرم قد أظل زمانه وكان في القوم إنسان أعور فقال : أمسكوا علي أخرجته عشيرته وتؤوونه أنتم ؟ تحملون حرب العرب قاطبة ؟ لا ثم لا فانصرف عنهم حزينا فانصرف القوم إلى قومهم فخبروهم فقال رجل من اليهود : والله إنكم مخطئون بخطئكم لو سبقتم إلى هذا الرجل لسدتم العرب ونحن نجد صفته في كتابنا فوصفه القوم الذين رأوه كل ذلك يصدقونه بما يصف من صفته ثم قال : نجد مخرجه بمكة ودار هجرته بيثرب فأجمع القوم ليوافوه في الموسم القابل فحبسهم سيد لهم عن حج تلك السنة فلم يواف أحدا منهم فمات اليهودي فسمع عند موته يصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم ويؤمن به.

سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وأبا لهب في عكاظ:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، أن بكير بن عبد الله بن الأشج ، حدثه ، عن ربيعة بن عباد ، قال : رأيت أبا لهب بعكاظ وهو يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ، يقول : يا أيها الناس ، إن هذا قد غوى فلا يغوينكم عن مآثر آبائكم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى ، وهو على أثره ونحن نتبعه ، كأني أنظر إليه أحول ذو غديرتين أبيض الناس وأجملهم .(يقصد الراوي أبا لهب)


النبي صلى الله عليه وسلم وحضوره خطبة لقس بن ساعدة الإيادي في عكاظ:


عن ابن عباس قال قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيكم يعرف القس بن ساعدة الإيادي ؟
قالوا : كلنا يعرفه يا رسول الله
قال فما فعل ؟
قالوا : هلك .
قال : فما أنساه بعكاظ في الشهر الحرام وهو على جمل أحمر ، وهو يخطب الناس وهو يقول :

يا أيها الناس اجتمعوا واستمعوا وعوا ، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت ، إن في السماء لخبرا ، وإن في الأرض لعبرا ، مهاد موضوع ، وسقف مرفوع ، ونجوم تمور ، وبحار لا تغور ، وأقسم قس قسما حقا لئن كان في الأمر رضى ليكونن بعده سخط ، إن لله لدينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه ، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون أرضوا بالمقام فأقاموا، أم تركوا فناموا ؟

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفيكم من يروي شعره فأنشده بعضهم ) قيل في بعض الروايات أنه سيدنا أبي بكر الصديق):


في الذاهبين الأولي ن من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها يسعى الأصاغر والأكابر
لا يرجع الماضي إلي ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر

___

صور لأطلال سوق عكاظ


صورة

صورة

صورة

صورة

صورة

صورة


الكاتب:  حامد الديب [ الاثنين مايو 02, 2016 2:33 pm ]
عنوان المشاركة:  Re: أماكن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

جزاكى الله خيرا

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمدج واله الكرام الطيبين الطاهرين


صفحة 1 من 1 جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين
Powered by phpBB © 2000, 2002, 2005, 2007 phpBB Group
http://www.phpbb.com/