العلم ميراث الانبياء
معنى العلم لغة واصطلاحا
العلم لغة
العلم لغة هي كلمة مشتقة من الفعل عَلِمَ أي أدركَ، والعلم عكسه الجهل، وقال علماء اللغة عن العلْمُ أنه الدلالة والإشارة والعلامة، والعلم يأتي بمعنى الشعور ويأتي بمعنى الأثر الذي يستدل به، فهو الحقيقة والنور. كما قال عنه الفيروز آبادي بأنه هو حق المعرفة، فالمعرفة تختلف عن العلم كونها تهتم بموضوع ما بشكل عام، وأمّا العلم فيهتم بالموضوع بجوهره ومضمونه والإحاطة به من كل الجوانب.
نقيض الجهل، وهو: إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا.
العلم اصطلاحا
العلم يطلق على مجموعة المفاهيم المترابطة والمتناسقة التي يعتمد عليها في المناهج العلمية.
العلم أيضاً هو رديف المعرفة، فالمعرفة تختص بالمفاهيم الجزئية وأمّا العلم بالمفاهيم الكلية، ويقال عن العلم هو مرادف لليقين ( عكس الشك ).
فقد قال بعض أهل العلم: هو المعرفة وهو ضد الجهل، وقال آخرون من أهل العلم: إن العلم أوضح من أن يعرف.
من الآيات القرانية في الحث على طلب العلم
1-قال تعالى : {وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} [ طـه : 114 ]
2-و قال تعالى : {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَاب} [ الزمر : 9]
3-و قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات} [ المجادلة : 11]
4-و قال تعالى : {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَ أُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ } [آل عمران : 18]
5-و قال تعالى : {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [ آل عمران : 7]
6-و قال تعالى : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [فاطر : 28]
من الاحاديث النبوية المطهرة في الحث على طلب العلم
الحديث الأول/ عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبه قبلت الماء فأنبتت الكلاء والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلاء فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثي الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به)أخرجه البخاري
الحديث الثاني/ عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) أخرجه البخاري
الحديث الثالث/ عن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة) أخرجه مسلم
الحديث الرابع/ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع) أخرجه البخاري
الحديث الخامس/ عن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سئل عن علم فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار)أخرجه الترمذي
الحديث السادس/ عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه ( فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) أخرجه البخاري
الحديث السابع/ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم ( إذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث إلا من صدقة جاريه أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له) أخرجه مسلم
الحديث الثامن/ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( بلغوا عني ولو ايه وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبواء مقعده من النار) أخرجه البخاري
الحديث التاسع/ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (الدنيا ملعونة ملعون مافيها إلا ذكر الله تعالى وما والاه وعالما أو متعلما)أخرجه الترمذي
الحديث العاشر/ عن أبي امامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) ثم قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير)أخرجه أبو داود
الحديث الحادي عشر/ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) أخرجه البخاري
الحديث الثاني عشر/عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم( من خرج في طلب العلم كان في سبيل الله حتى يرجع)
الحديث الثالث عشر/ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم(من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) أخرجه مسلم
الحديث الرابع عشر/ عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول(من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع وان العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وان العلماء ورثة الأنبياء وان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه اخذ بحظ وافر) أخرجه مسلم
الحديث الخامس عشر/ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) أخرجه البخاري
ومن اقوال السلف الصالح فضل العلم
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: " تذاكر العلم بعض ليلة أحب إليّ من إحيائها "
قال الزهري رحمه الله تعالى:" ماعُبد الله بمثل العلم ".
قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى:" مامن عمل أفضل من طلب العلم إذا صحّت النية "
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:" طلب العلم أفضل من الصلاة النافلة "
قال مالك : إن حقاً على من طلب العلم أن يكون عليه وقار وسكينة وخشية وأن يكون متبعاً لآثار من مضى قبله .
يقول يحيى بن معاذ ـ أحد العارفين بالله ـ: " العلماء أرحم بأمة محمدٍ من آبائهم وأمهاتهم، قالوا: كيف ذلك ؟ العالم أرحم بتلميذه من الأب والأم بابنيهما ؟! قال : إليكم الجواب ، الآباء والأمهات يحفظون أولادهم من نار الدنيا ـ يخافون عليهم المرض ، يخافون عليهم الحريق، يخافون عليهم الفقر ـ ولكن العلماء يحفظون أتباعهم من نار الآخرة . تنتهي فضائل الأبوة في الدنيا، لكن فضائل طلب العلم تستمر إلى أبد الآبدين ".
روي الخطيب في شرف أصحاب الحديث أن أعرابياً مر وابن مسعود رضي الله عنه يُعلم ويُحدث طلابه وهم حوله مجتمعون ، فقال الأعرابي: علامَ اجتمعوا هؤلاء؟ فقال ابن مسعود: على ميراث محمدٍ صلى الله عليه وسلم يقتسمونه بينهم .
قال ضرار بن عمرو رحمه الله ( إن قوما تركوا العلم ومجالسة أهل العلم ، صلوا وصاموا حتى بلي جلد أبدانهم على عماها ، وخالفوا السنة فهلكوا ، والذي لا إله غيره ما عمل عامل بعمل على جهل ألا كان ما يفسد أكثر مما يصلح … )
يا طالب العلم لا تبغ بـه بدلا …. فقد ظفرت ورب اللوح والقلم . العلم أشرف مطلوب ، وطالبه …. لله أفضل من يمشي على قدم .
قال علي بن أبي طالب : تذاكروا الحديث فإنكم إن لم تفعلوا اندرس العلم
قال الماوردي:"العلم أشرف مارغب فيه الراغب وأفضل ماطلب وجد فيه الطالب ، وأنفع ما كسبه واقتناه الكاسب ؛ لأن شرفه يثمر على صاحبه ، وفضله يَنْمي عند طالبه ، قال الله تعالى (( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)) (الزمر:9) فمنع سبحانه المساواة بين العالم والجاهل لما قد خص به العالم من فضيلة العلم وقال الله تعالى (( وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)) (العنكبوت:43) فنفى أن يكون غير العالم يعقل عنه أمراً أويفهم عنه زجراً .
وقال مصعب بن الزبير لابنه : تعلم العلم فإن يكن لك مال كان لك جمالاً وإن لم يكن لك مال كان لك مالاً
أخرج أبوعمر عبدالبر النمري القرطبي (ت463هـ) بسنده إلى علي بن الحسن بن شقيق قال : سمعت عبدالله بن المبارك (ت181هـ) يقول ( أول العلم النية , ثم الاستماع , ثم الفهم , ثم الحفظ , ثم العمل , ثم النشر
وقال أيضاً ( كاد الأدب يكون ثلثي العلم )
عن الحسن موقوفا :" من أراد علما ثم ازداد على الدنيا حرصا لم يزدد من الله إلا بعدا"
فعن أبي الدرداء موقوفا : "لا يكون المرء عالما حتى يكون بعلمه عاملا"
ومن ابيات الشعر فى طلب العلم
قال الامام الشافعي في طلب العلم
العلم والتقوى
اصبِر عَلى مُرِّ الجَفَـا مِن مُعَلِّمٍ فَإِن رُسُوب العِلمِ في نَفَــراتِهِ ومن لم يذق مُـر العَلُّم ِ ساعةً تجرع ذُل الجهلِ طُـول حياتِهِ ومن فـاتهُ التعلِيمُ وقت شبابهِ فكَبِّـر عليه أربعاً لِوفاتِهِ وذاتُ الفتى والله بالعِلمِ والتُّقى إذا لم يكونا لا اعتِبارَ لِذاتِهِ
اطلب العلم
مـن طَلَبَ العِلمَ لِلمَــعـادِ فـازَ بِفَضـلٍ مِـنَ الـرشـادِ فنـالَ حُسنـاً لـطالِبـيـهِ بِفَضـلِ نـيلٍ مِنَ الـعِبـادِ
العلم نور
شَكَـوتُ إلى وَكيعٍ سُـوءَ حِفظي فَـأرشدني إلى ترك المعاصي وأخبرني بأن العلم نُور ونور الله لايهدى لعاصي
بالعلم تبنى الأمجاد
رأيت العلم صاحبه كريمٌ ولو ولدته آباءُ لئِـامُ وليس يزال يرفعه إلى أن يُعظم أمره القوم الكرامُ ويتبعونه في كل حالٍ كراعي الضأن تتبعه السوام فلولا العلم ماسعدت رجال ولاعُرِف الحلال ولا الحرامُ
_________________ مدد ياسيدى يارسول الله مدديااهل العباءة .. مدد يااهل بيت النبوة اللهم ارزقنا رؤية سيدنا رسول الله فى كل لمحة ونفس
|