قال أحمد بن المبارك، على كتابه الإبريز الذي تلقاه عن شيخه غوث زمانه سيدي عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه، سمعت شيخي يقول :
لكل شيء علامة وعلامة إدراك العبد مشاهدة النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم في اليقظة أن يشتغل الفكر بهذا النبي الشريف اشتغالاً دائماً بحيث لا يغيب عن الفكر ولا تصرفه عنه الصوارف ولا الشواغل فتراه يأكل وفكره مع النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم ويشرب وهو كذلك ويخاصم وهو كذلك وينام وهو كذلك فقلت وهل يكون هذا بحيلة وكسب من العبد فقال لا إذ لو كان بحيلة وكسب من العبد لوقعت له الغفلة عنه إذ جاء صارف أو عرض شاغل ولكنه أمر من الله يحمل العبد عليه ويستعمله فيه ولا يحس العبد من نفسه اختياراً فيه حتى لو كلف العبد دفعه ما استطاع ولهذا كانت لا تدفعه الشواغل والصوارف فباطن العبد مع النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم وظاهره مع الناس يتكلم معهم بلا قصد ويأكل بلا قصد ويأتي بجميع ما يشاهد في ظاهره بلا قصد لأن العبرة بالقلب وهو مع غيرهم فإذا دام العبد على هذه مدة رزقه الله مشاهدة نبيه الكريم ورسوله العظيم صلَّى الله عليه وآله وسلم في اليقظة ومدة الفكر تختلف فمنهم من تكون له شهراً ومنهم من تكون له أقل ومنهم من تكون له أكثر.
وقال رضي الله عنه ومشاهدة النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم أمرها جسيم وخطبها عظيم فلولا أن الله تعالى يقوي العبد ما أطاقها لو فرضنا رجلاً قوياً عظيماً اجتمع فيه قوة أربعين رجلاً كل واحد منهم يأخذ بأذن الأسد من الشجاعة والبسالة ثم فرضنا النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم خرج من مكان على هذا الرجل لانفلقت كبده وذابت ذاته وخرجت روحه وذلك من عظمة سطوته صلَّى الله عليه وآله وسلم ومع هذه السطوة العظيمة ففي تلك المشاهدة الشريفة من اللذة مالا يكيف ولا يحصى، فإنه إذا حصلت له المشاهدة المذكورة سقيت ذاته بجميع نعيم أهل الجنة فيجد لذة كل لون وحلاوة كل نوع كما يجد أهل الجنة في الجنة وذلك قليل في حق من دلنا على طريق الجنة. اهـ.
_________________ بئس الانام ثلاثة و إمامهم ذاك الخبيث الأحمق الحراني تلميذه ابن القيم النزِق الذي ذم الكرام بقوله البهتــان وخليفة الاثنين ناشر كفرهم ذَنَّبٌ يسمى ناصر الألبانــي
***(اللهم اجعلني من المهتدين واجعلني سببًا لمن إهتدى )***
|