بسم الله الذى جعل للمؤمنين ودا وأحصاهم وعدّهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا .. اللهم لك لواء الحمد حمداً لايحصى عدده ولا يذهب مدده والصلاة والسلام على حامل لواء الحمد ورافع معالى المجد صاحب الخلق العظيم سيدنا محمد الذى ملأ الوجود جوده ولا يخفى فى العالمين وجوده
وحقك .. إن عينا لن تريها جمالك
فإنها عين شقية
مناجاة لسيدنا عبد القادر الجيلانى لربه
وأرواح حبست فى الأشباح الحسية كيف لا تسرح فى الرياض القدسية وترتع فى مراتعها العلية , وتشرب من مواردها الرّويّة وتنهى ما بها من فرط شوق ووجد , شرح الحال , عن تلك الشكية .. ويبرز حاكم العشاق - جهراً - ويفصل فى تلك القضية .
أرواح إذا خوطبت عند التلاق بمولاها ابتدأها بالتحية وتقسم فيه أن لا نظرت الى سواه , ولا عقدت لسواه نية ولا رضيت من الاكوان شيئا ولا كانت مطالبها دنية فما هجرت لذيذ العيش , إلا لتحظى منه بالصلة السنية ويسقيها مدير الراح كأساً صفاه من صفو صفواته هنية إذا أديرت على الندماء -جهرا- حفت بالبواكر والعشية تزيدهم ارتياحا واشتياقا الى أنوار طلعته البهية
وحقك إن عينا لن تريها جمالك فإنها عين شقية قتلت بحسنك العشاق جمعا , بحق هواك رفقا بالرعية قلوب تذوب إليك شوقا , ولم يبق الهوى منها بقية فإن أقض وما قضيت قصدى , فإنى من هواك على وصية ولست بآيس عند التلاق - ياإلهى - بأن تمحو عواطفك الخطية .
كيف يكون الرد ياأخوانى ,وفى الأسحار أوقات ربانية وإشارات سماوية , ونفحات ملكية والدليل على صدق هذه القضية
غناء الأطيار فى الأشجار فى الألحان الداودية وتصفيف الأنهار المنكسرة فى الرياض الروضية ورقص الأغصان بالحلل السندسية …من الجنة كل ذلك إذعانا وإعترافا له بالوحدانية
ألا يا أهل المحبة , إن الحق يتجلى فى وقت السحر وينادى :
هل من تائب فأتوب عليه توبة مرضية هل من مستغفر فأغفر له الخطايا بالكلية هل من مستعط فأجزل له النعم والعطية
ألا وإن الارواح إذا صفت , كانت ببهجته مشرقة مضية وتساوت فى الاحوال , وهان عليها كل رزية لاجرم ان رائحة دموعهم فى الأفاق عطرية .. وبصبرهم على بعض الهجر , استحقوا الوصل من المراتب العلية .. وصحت أحاديثهم فى طبقات المحبين , مسندة مروية .. وراحوا – من غير سؤال – حاجاتهم مقضية
هدية الحب قد أصبحت واضحة جلية فيالها من قواف بهية وعقيدة سنية على أصول مذاهب الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية عصمنى الله تعالى – وإياكم – من الذين فرقوا , فمرقوا كما يمرق السهم من الرمية .. وجعلنى – وإياكم – من الذين لهم غرف , من فوقها غرف مبنية
وصلى الله على سيدنا محمد , أشرف البرية , وعلى آله وأصحابه وأخصهم بأشرف التحية
و سلم تسليما كثيرا ، دائما متجددا مترادفا ، في كل بكرة وعشية .
|